استنفار أمني لإفراغ خيرية عين الشق

النزلاء واجهوا السلطات بشعارات من قبيل "الاستغلال الطبقي النزلاء في الزناقي" "بعتونا بالهكتار المجرمين راهم أحرار" و"الاستغلال الطبقي النزلاء في الزناقي"، بهذه الشعارات وأخرى ساخنة، واجه نزلاء خيرية عين الشق الكبار، الاستنفار الأمني الذي عاشته المؤسسة منذ فجر أمس (الاثنين)، لتنفيذ قرار قضائي ابتدائي، بإفراغ المؤسسة.واستنفرت ولاية البيضاء وعمالة عين الشق قوات التدخل السريع والقوات المساعدة لاقتحام المؤسسة فجرا، وجمع أمتعة النزلاء في علب كارتونية، فيما اعتصم حوالي 100 نزيل أمام الخيرية، بعد إيقاف ستة آخرين رفضوا المغادرة. وأثثت السلطات محيط الخيرية التي تزيد مساحتها عن ستة هكتارات، بسيارات الأمن وسيارات الإسعاف وحافلات المساعدة الاجتماعية، بغرض نقل النزلاء إلى مركز تيط مليل الاجتماعي، فيما باشرت جرافات اقتلاع الأشجار وتهيئة ساحة الخيرية، وسط أصوات المحتجين المتعالية، مرددة "الجمعية وهمية لا إدماج لا تنمية".وافترش نزلاء الأرض، مؤكدين أنهم لن يبرحوا المكان، حتى إذا داستهم أقدام الأمنيين وسياراتهم، ملتحفين العلم الوطني، ضمنهم شباب تتراوح أعمارهم بين 18 و21 سنة، من فئة المتمدرسين وحاملي الشهادات، وهي الفئة التي طالبت بعدم خلطهم بفئة الذين تتجاوز أعمارهم 30 سنة، مؤكدين أنهم كانوا يعيشون في خيرية عين الشق حتى حدود 2010، لتطلب منهم إدارة المؤسسة الاستعداد للذهاب في رحلة سياحية، غير أنهم فوجئوا بإيداعهم بخيرية الحي الحسني، حيث قضوا بضع سنوات، في "التعذيب" و"التجويع"، حسب شهادات بعضهم.وقال أحد النزلاء من هذه الفئة، إنه يتابع دراسته في التكوين المهني، وإنه طرد من الحي الحسني بعد أن بلغ 18 سنة ليعود مع آخرين إلى عين الشق، بعد ليال في الشارع، "وها نحن نعيش الوضع نفسه، وضعيتنا مختلفة تماما عن البالغ ما بين 30 و40 سنة، ومنا من يتابع دراسته، والذين طردوا من المدرسة بسبب اعتقالات يقف وراءها مسير خيرية الحي الحسني، الذي كان يفبرك ضدنا ملفات تتعلق بالسرقة وغيرها، قبل أن يفتضح أمره ويعتقل".وحسب شهادات بعض النزلاء من هذه الفئة، فإن الحياة في مركز تيط مليل لا تناسب أعمارهم، مطالبين بتنفيذ وعود تشغيلهم في القوات المساعدة أو الدرك الملكي، عوض إيداعهم مركز تيط مليل وإقبار ملفهم المطلبي. من جهتها أوضحت ولاية البيضاء أن مؤسسة النور للرعاية الاجتماعية تسلمت منحة ملكية قدرها 5 ملايين درهم بغرض توزيعها على النزلاء الكبار القاطنين بجناح "أ" والبالغ عددهم آنذاك 148 نزيلا، وحدد مبلغ 30 ألف درهم لكل نزيل، مضيفة أنها شرعت بتاريخ 28 شتنبر 2007، في توزيع المنحة على 118 نزيلا في حين رفض 24 آخرون استلام المبلغ، وتعذر على 6 منهم استلامها بسبب تغيب 5 منهم، ومرض نزيل واحد باضطرابات نفسية.وقالت الولاية إنه سعيا من السلطات العمومية إلى إيجاد حل نهائي لوضعية النزلاء الذين يتابعون دراستهم الابتدائية والإعدادية، وعزلهم عن النزلاء الكبار العاطلين عن العمل، رحل 146 نزيلا من القاصرين نحو المركز الاجتماعي الحي الحسني و12 نزيلا قاصرا نحو المركز الاجتماعي سيدي عثمان، حيث تم السهر على إدماجهم والحرص على متابعة دراستهم داخل هذه المؤسسات. فيما تشكلت لجنة إدارية مختلطة للإدماج الاجتماعي للنزلاء من مستوى التعليم الثانوي والجامعي والتكوين المهني والعاطلين وعقدت سلسلة من اللقاءات بلغ عددها 107 اجتماعات تم خلالها الاستماع إلى 146 نزيلا، أسفرت عن الاستجابة لطلبات 78 نزيلا، أي ما يناهز 53% من النزلاء ، إذ استفاد 17 نزيلا من دراجة نارية ثلاثية العجلات، و38 من دراجة نارية ثلاثية العجلات ومبلغ 3500 درهم لتمويل نشاطهم التجاري، فيما أدمج 8 نزلاء في صفوف القوات المساعدة، و4 في سلك أعوان السلطة، ونزيل في الدرك الملكي. كما وظف 4 نزلاء بشركات خاصة، واستفاد 6 نزلاء في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من تمويل مشاريعهم، أو دراساتهم، أو تكوينهم.غير أن الولاية لم تحدد مصير 47 في المائة من هذه الفئة، وهي التي تعالت أصواتها أمام باب الخيرية، أمس (الاثنين)، للمطالبة بتنفيذ الوعود التي تلقوها من اللجنة الإدارية، عوض ترحيلهم مرة أخرى.وكشفت مصادر أخرى أن 76 من النزلاء المعنيين بالطرد من الخيرية يتوفرون على عمل، وأن 11 منهم متزوجون ولديهم عائلات.وقالت مصادر رسمية، إن المشروع الجديد الذي سيقام في الخيرية واعد جدا، إذ ستهدم الخيرية، وتقام مكانها أخرى ب"مواصفات عالمية"، مضيفة أن البناية الحالية تعاني تصدعات وشقوقا ظاهرة.ضحى زين الدين

استنفار أمني لإفراغ خيرية عين الشق

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اختراق الموكب الملكي يطيح بمسؤولين أمنيين

سكان بالحسيمة يحتجون ضد العزلة والإقصاء

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات