حضور المرأة في الرياضة محتشم

قالت إن ثقافة الفكر الذكوري سارية في جميع أنحاء العالمقالت نوال المتوكل، البطلة والوزيرة السابقة ونائبة رئيسة اللجنة الأولمبية الدولية حاليا، إن الاحتفاء باليوم العالمي للمرأة مناسبة لنساء العالم للوقوف على أهم إنجازاتها المحققة، مضيفة أن المرأة المغربية تسعى بدورها إلى تخليد هذا اليوم العالمي للتذكير بما حققته إلى الآن. وأضافت المتوكل في حوار مع ”الصباح الرياضي” أنه رغم ما حققته المرأة المغربية من إنجازات، إلا أن الطريق مازال شاقا، لإبراز كفاءتها وحضورها سواء على المستوى الوطني، أو الدولي، قبل أن تضيف ”هناك 28 جامعة ملكية مغربية تسهر على اللجنة الأولمبية، إلا أن امرأة واحدة تقتحم عالم التسيير والتدبير الرياضي، وهي بشرى حجيج، رئيسة الجامعة الملكية المغربية للكرة الطائرة. وأتساءل أين هي المناصفة والمساواة”. إلى ذلك، أقرت نوال المتوكل أن وجود المرأة في التسيير ما زال محتشما ولا يرقى إلى المستوى، متمنية أن يكون حضورها أكثر فاعلية ونجاعة في السنوات المقبلة. وأكدت أن ثقافة الفكر الذكوري وطغيانه ليست مشكلا مغربيا، بقدر ما هو عالمي، يسري في جميع أنحاء العالم، وتابعت ”مازالا هناك نساء ينتمين إلى مجتمعات راقية يشكون تهميشا وتقصيرا، لهذا لا بد للمرأة المغربية أن تتحمل مسؤولية تدبير الشأن الرياضي عن قناعة وتكوين ولا تترك المجال يقتصر على الرجال فقط، وتؤمن أنها شريك الرجل وعماد المجتمع وأحد ثوابته الأساسية”. وفي ما يلي نص الحوار: ماذا يمثل الاحتفاء باليوم العالمي للمرأة بالنسبة إلى المرأة المغربية؟ أعتقد أنها مناسبة عالمية مهمة جدا، وتحتفي بهذا اليوم جميع نساء العالم، وذلك للوقوف على أهم الإنجازات المحققة من قبل مختلف الحكومات والهيآت، كما أن المغرب من بين دول العالم، الذي تحتفي فيه المرأة المغربية بيومها العالمي، باعتبارها مناضلة ومجتهدة ومكافحة نجحت في فرض شخصيتها ومكانتها على الصعيد العالمي، لهذا لا بد للمرأة المغربية من خلال 8 مارس من الوقوف على أهم الإنجازات التي حققتها على المستوى الجهوي والوطني والدولي. ونحن الرياضات لدينا كلمتنا في الموضوع، لأن المرأة المغربية قامت بعدة إنجازات وخطت خطوات مهمة جدا، إلا أن الطريق مازال شاقا وطويلا، ليس فقط على مستوى الإنجازات الرياضية فحسب، بل كذلك على مستوى التسيير وتدبير الشأن الرياضي، سواء محليا أو وطنيا أو دوليا. ولماذا في نظرك تتحفظ المرأة على اقتحام هذا المجال، هل الأمر يتعلق بخلل ما في المجتمع؟ هناك 28 جامعة ملكية مغربية تسهر على اللجنة الأولمبية، إلا أن امرأة واحدة تقتحم عالم التسيير والتدبير الرياضي، ويتعلق الأمر ببشرى حجيج، رئيسة الجامعة الملكية المغربية للكرة الطائرة. وأتساءل أين هي المناصفة والمساواة. وإذا كنا نؤكد أن المرأة ملزمة بتحمل زمام الأمور، فلا بد أن تؤمن أنها شريكة الرجل في المجتمع، الذي يستحيل أن يمشي على ساق واحدة، وبالتالي فالمرأة ركيزته ووجودها داخل دائرة التدبير الشأن الرياضي بات من الضروري والمؤكد، حتى يضع الآباء ثقتهم في المدرب أو المدربة ويتركون بناتهم يشاركن في المنتديات الدولية، والزوج يرخص لزوجته باقتحام عالم التسيير والمشاركة في المؤتمرات الدولية. وأستغل هذه الفرصة عبر منبركم لأوجه رسالة مفادها أن على الجميع أن يشعر بالمسؤولية، وذلك استجابة إلى الرسالة الملكية القوية الموجهة إلى المناظرة الوطنية بالصخيرات في 2008، والتي حددت خريطة الطريق لما ينبغي القيام به لتطوير رياضتنا الوطنية عبر انخراط كافة المتدخلين والمتداخلات دون تمييز أو إقصاء. ألا تعتقدين أن ذلك يتطلب المزيد من التحسيس لدور المرأة الحقيقي؟ بلى، نحن واعون بذلك جيدا، لهذا ستنظم جمعية الرياضة والتنمية مائدة مستديرة اليوم (الثلاثاء) لمناسبة اليوم العالمي للمرأة، وذلك للاحتفاء بامرأتين قدمتا خدمات جليلة للرياضة الوطنية وشكلتا نموذجا حقيقيا لما يجب أن تكون عليه المرأة المغربية، ويتعلق الأمر بمريم بورجة، أول امرأة مغربية بلغت قمة الجبل ووضعت بها العلم الوطني، في إنجاز غير مسبوق للمرأة المغربية. وستكون هذه المناسبة فرصة بالنسبة إلى هذه البطلة المتألقة للحديث عن التحديات والصعوبات التي واجهتها أثناء تسلقها الجبل للوصول إلى قمته، وكذلك تطلعاتها. أما المرأة الثانية، فهي بشرى حجيج، رئيسة الجامعة الملكية المغربية للكرة الطائرة، والتي اقتحمت عالم التسيير، الذي ظل حكرا على الرجال، وكيف نجحت في فرض شخصيتها وتسيير شؤون جامعة أولمبية بمشاكلها وإكراهاتها. سنبين من خلال هذه المائدة المستديرة أن الطموح والعزيمة والرغبة في إثبات الذات، كفيلة بجعل وجود المرأة معادلة أساسيا في حياة الرجل والمجتمع ككل. لنتحدث عن المرأة الممارسة، ألا تعتقدين أن إنجازاتها الحالية بين المد والجزر؟ أثبتت المرأة وجودها متبارية وممارسة متألقة، قبل أن تفوز نوال المتوكل بالميدالية الذهبية في الألعاب الأولمبية بلوس أنجلوس في 1984 من خلال تألق المستاوي وفاطمة الفقير وفاطمة عوام وحسنية الدرامي واللائحة طويلة لبطلات برهن عن علو كعبهن في العديد من الملتقيات الدولية والتظاهرات القارية. وإذا كان العالم اكتشف تألق المرأة المغربية من خلال حصولي على الميدالية الذهبية في لوس أنجلوس، فإنني أؤكد العكس، لأن المرأة المغربية أكدت حضورها قبل عقد الثمانينات، ومازلت أتذكر بطلات لمعن فعلا في تظاهرات عالميات. هذا على المستوى الرياضي، أما على مستوى التسيير، ألا تظنين أن حضور المرأة المغربية مازال محتشما ولا يرقى إلى المستوى المطلوب؟ أكيد، وجودها في التسيير ما زال محتشما ولا يرقى إلى المستوى، الذي نتوخى من ورائه الرقي بتمثيلية المرأة أكثر. وأتمنى أن يكون وجودها أكثر فاعلية. وأوجه نداء إلى جميع الرياضيات من أجل الدخول إلى مجال التسيير بعد انتهاء مسارهن الرياضي، إذ لا أحد سيمنحهن ذلك ما لم يعبر عن قابلية في دخول المجال عن رغبة وعزيمة وطموح كذلك. ولا بد من تكوين في المستوى وحب التطلع والإرادة، حتى يكون حضورها أكثر نجاعة، بدل أن تساهم في تهميشها وإقصائها. برأيك، إلى أي حد يمكن أن يقلص الفكر الذكوري المتسلط من طموحاتها في تقلد المسؤوليات المهمة؟ أعتقد أن تسلط الفكر الذكوري ليس مشكلا مغربيا، بقدر ما هو عالمي، يسري في جميع أنحاء العالم، إذ مازالت هناك نساء ينتمين إلى مجتمعات راقية يشكون تهميشا وتقصيرا، لهذا لا بد للمرأة المغربية أن تتحمل مسؤولية تدبير الشأن الرياضي عن قناعة وتكوين ولا تترك المجال يقتصر على الرجال فقط، وتؤمن أنها شريك الرجل وعماد المجتمع وأحد ثوابته الأساسية. ألا تعتقدين أن نوال المتوكل رفعت من سقف طموحات المرأة المغربية من خلال تقلدها مسؤوليات أكبر، فهي نائب رئيس اللجنة الأولمبية الدولية ورئيسة سابقة للجنة تنظيم المدن المرشحة لاحتضان الألعاب الأولمبية، إضافة إلى وزيرة سابقة؟ يمكن القول إن نوال المتوكل ولجت عالم التسيير في بداية الأمر عن طريق الاكتشاف من خلال حصولي على الميدالية الذهبية في لوس أنجلوس في 1984، حينها كنت العنصر النسوي الوحيد في الوفد المغربي المشارك آنذاك، الذي كان مائة في المائة رجاليا، بمعنى أنه لم تكن هناك طبيبة أو إدارية أومدربة أو صحافية حتى، إلى درجة أنني فوجئت بوجود العنصر النسوي في باقي الوفود المشاركة.وإذا كان حضور البطل أو البطلة في الألعاب الأولمبية يفرض الحصول على «المينيما»، فإنه ليس عيبا أن تكون امرأة في الوفد المغربي. وتساءلت لماذا كل هذا الغياب أو بالأحرى الإقصاء، ومن ثمة تولدت لدي فكرة دخول المجال عالم التسيير خطوة خطوة، لأنه لم تكن لدي معرفة شاملة بالشؤون الرياضية، ومع ذلك أصررت على اقتحام هذا العالم بجد وعزيمة وتكوين وإلحاح والاحتكاك بالآخر والحضور الدائم في مختلف الاجتماعات سواء في المغرب أو في باقي أنحاء العالم. والحمد الله أنني اطلعت على أشياء رائعة. وأتمنى أن تلج باقي النساء المغربيات عالم التسيير، حتى ينجحن في خدمة الرياضة الوطنية مستقبلا. لماذا في نظرك، لم تعد المرأة المغربية قادرة على إحداث توازن في النتائج، بعد تراجع الرياضة النسوية في السنوات الأخيرة، بخلاف ما كان عليه الحال في عقد الثمانينات والتسعينات؟ أعتقد أن كل حقبة لها أبطالها وبطلاتها. فجيل سعيد عويطة ونوال المتوكل بصم على حضور جيد في الثمانينات، حينها اعتقد الجميع أن زمن الإنجازات ولى، لكن سرعان ما ظهر جيل خالد السكاح ومولاي إبراهيم بوطيب، ثم هشام الكروج ونزهة بيدوان وحسناء بنحسي وآخرين. أعترف أنه في السنوات الأخيرة قلت الإنجازات قلت ما أتمناه أن يعود أبطالنا إلى سكة الانتصارات ونحن على بعد 150 يوما عن الألعاب الأولمبية بريو دي جانيرو، وذلك من أجل إسعاد المغاربة وملكنا محمد السادس في هذه التظاهرة الأولمبية الكبرى.أجرى الحوار: عيسى الكامحيفي سطورالاسم الكامل: نوال المتوكلتاريخ ومكان الميلاد: 15 أبريل 1962 في الدار البيضاءالحالة العائلية: متزوجة وأم لطفلينمسارهاأول بطلة مغربية وإفريقية وعربية تحصل على ميدالية ذهبية في سباق 400 متر حواجز في أولمبياد لوس أنجلس.ذهبية في ألعاب البحر الأبيض المتوسط في 1983 في المغرب واللاذقية 1987 والألعاب الإفريقية في القاهرةمسارها المهني1995: عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لألعاب القوى1998: عضو اللجنة الدولية الأولمبية 2007: وزيرة الشباب والرياضة 2008: رئيسة للجنة تقييم ملفات المدن المرشحة لاستضافة أولمبياد 2012.2012: انتخبت نائبة رئيس اللجنة الأولمبية الدولية.رئيسة الجمعية المغربية للرياضة والتنمية منذ 2002.بورتري المتوكل...سفيرة المغرب الأولىلا يختلف اثنان في أن البطلة نوال المتوكل كتبت اسمها بمداد من ذهب، إذ أهدت المغرب والعالم العربي والقارة الإفريقية أول ذهبية في الألعاب الأولمبية، حينها شكل إنجازها ثورة لدى النساء العربيات والإفريقيات على حد سواء.وشكلت نوال المتوكل نموذجا وقدوة سارت على منوالها النساء، كما الرجال، إذ قادها طموحها، الذي لا ينضب إلى تقلد مناصب في غاية الأهمية، بعدما كانت حكرا على الرجال. لم تمهل المتوكل عشاقها كثيرا لتلج عالم التسيير، بعد تكوين مهني وتجارب مضنية، إلى أن صارت نائبة رئيس اللجنة الأولمبية الدوليةواقتداء بالمثل الصيني الشعبي، الذي يقول «طريق ألف ميل يبدأ بخطوة»، تدرجت نوال المتوكل عبر مسؤوليات عديدة، متسلحة بالجد والمثابرة والرغبة في تشريف سمعة المرأة المغربية، إذ انضمت إلى المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لألعاب القوى سنة 1995، قبل أن تصبح عضوا في اللجنة الأولمبية الدولية في خلال 1998، بالنظر إلى التكوين الذي تلقته في الولايات المتحدة الأمريكية، وإنجازاتها الرياضية، باعتبارها أول امرأة عربية مسلمة تفوز بميدالية ذهبية في سباق 400 متر حواجز ضمن الألعاب الأولمبية، وكان ذلك في أولمبياد لوس أنجلس في 1984.طموح نوال المتوكل سيقودها إلى أعلى الهيآت الرياضية الدولية من خلال تعيينها ضمن لجنة تقييم ملفات المدن المرشحة لاحتضان الألعاب الأولمبية، سواء بالنسبة إلى دورة لندن في 2012، أو في ريو دي جانيورو 2016.ونالت نوال المتوكل شهادات اعتراف من قبل رؤساء دول وكبار المسؤولين لنزاهتها وحيادها في تعاملها مع الملفات، ما جعلها تكسب ثقة الكثير من الدول الرائدة في الحركة الأولمبية، ونالت 81 صوتا مقابل 10 معارضين، إلى جانب الإنجليزي كريغ ريدي، الذي حصل على 85 صوتا مقابل أربعة معارضين، علما أنهما ضمنا المنصبين باعتبارهما المرشحين الوحيدين لمنصب نائب رئيس اللجنة الأولمبية الدولية. ونوال المتوكل، سفيرة المغرب الأولى على المستوى الرياضي، مازالت تحتفظ بعضويتها ضمن اللجنة الأولمبية الدولية، في انتظار تحقيق المزيد من المكاسب المهمة.

حضور المرأة في الرياضة محتشم

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

طنجة يعمق جراح الجيش

تحقيق يؤكد "مؤامرة المونديال" ضد المغرب

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات