تبذير هبة إيطالية بـ 10 ملايير بسطات

صرفت في أشغال وهمية وقفت عليها المحكمة بعد نزاع بين مندوبية الصحة ومقاولة كشفت مصادر «الصباح» عن فضيحة مالية كبيرة عرفتها ميزانية مندوبية وزارة الصحة بسطات خلال السنوات الأخيرة، بتبذير 10 ملايير عبارة عن هبة إنسانية إيطالية، مخصصة لإصلاح وتجهيز أقسام الولادة ومصالح المستعجلات لجميع المستوصفات والمراكز الصحية بالإقليم، بالأدوات الضرورية ومعدات طبية عصرية وأدوية، عبر إبرام عدة صفقات تخللتها عيوب مختلفة، زاغت عن تنفيذ الأشغال والتوريدات الطبية المطلوبة في دفاتر التحملات، واختلالات كثيرة على مستوى تتبع ومراقبة أعمال الشركات المتعاقد معها، انتهت في المحاكم. وحسب مصادر «الصباح»، فإن لجنة للتفتيش من وزارة الصحة حلت بمقر مندوبية الصحة بسطات، للتدقيق في الوضعية الحسابية والمالية وطرق صرف أموال الهبة الإيطالية، سيما بعد اتهامات بصرفها في مشاريع وأشغال وهمية، تزامن ذلك، مع توجيه المجلس الجماعي لبلدية سطات انتقادات قوية لمسؤولي الصحة بالإقليم، حول تردي الخدمات الصحية أثناء الدورة الأخيرة للمجلس.وأوضحت المصادر أن الفضيحة تفجرت بسبب خلاف مندوبية الصحة بسطات مع مقاولة للأشغال العامة فازت بصفقتين رقم 4/2010 و5/2010 بمبلغ 600 مليون لإصلاح عشرة مراكز صحية بإقليم سطات، تحت إشراف مهندسة معمارية، بعد أن طالبت المقاولة بمستحقاتها المالية نظير أشغال تسلمتها الإدارة بمحاضر نهائية وصرفت عليها أموال عمومية طائلة، إلا أن الإدارة، تراجعت عن تسديد ما تبقى من القيمة المالية للصفقة، بحجة أنها معيبة وتستوجب التقويم.وعند عرض المقاولة النزاع على القضاء، سيتم الوقوف على مجموعة من الخروقات، منها أن مسؤولي الصحة أبرموا عقودا غلبوا فيها منطق المحسوبية، مع مهندسة معمارية، عبر منحها نسبة 7 في المائة عن كل صفقة من الصفقات المنجزة مع الشركات المتعاقد معها، مقابل تتبعها ومراقبتها إنجاز الأشغال ووضع البيانات الحسابية والقياسات المترية والتصاميم الهندسية والتقنية، وهو ما جعل عددا من المشاريع لم ينجز بالشكل المحدد في العقد رغم صرف مبالغ مالية كبيرة عليها، لعدم قدرة المهندسة على مواكبة كل هذه المشاريع بالإقليم، ما كان يلزم مندوبية الصحة، حسب المصادر، التعاقد مع أزيد من أربعة مهندسين معماريين لضمان مراقبة فعلية لها.والدليل حسب مصادر «الصباح»، أن المحكمة خلال نظرها في النزاع، كلفت مكتب دراسات أنجز خبرة على المشاريع المنجوزة من قبل المقاولة، أثبت مسؤولية مندوبية الصحة، في ظل غياب كامل للمهندسة المعمارية التي لم توف بالتزاماتها حسب ما جاء في العقد، لتصدر حكما نهائيا لصالح المقاولة باستحقاقها 87 مليون ما تبقى من قيمة الصفقتين 4/2010 و 5/2010 ، دون احتساب مبلغ الضمان المحدد في 41 مليون، وتفتح ملفا تنفيذيا رقم 238 في طور التنفيذ منذ فبراير الماضي.كما سجلت المحكمة أن مندوبية الصحة بسطات، أوكلت للمقاولة، توريد «غازات طبية» خارج إطار الصفقتين، اعترفت الإدارة بإنجازهما، وهو ما اعتبرته المصادر استهتارا كبيرا وعدم تقدير المسؤولية الخطيرة بتكليف شركة أشغال عمومية بتوريد مستلزمات غازات طبية شديدة الخطورة، وتركيبها بالمراكز الصحية التي تشرف عليها، في حين كان على الإدارة التعاقد مع شركات طبية متخصصة في هذا النوع من الصفقات.مصطفى لطفي

تبذير هبة إيطالية بـ 10 ملايير بسطات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إيقاف عصابة توهم ضحاياها بالمتعة الشاذة

أربعة معتقلين في انهيار عمارة بودريقة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات