التقارب مع “البام” يشق “بيجيدي”

إشهار "الفيتو" ضد منح تزكية انتخابات أكتوبر للصقور يثير غضب القواعد خرجت إلى العلن، أول أمس (الثلاثاء)، تفاصيل حرب داخلية طاحنة يعيشها العدالة والتنمية، سببها سعي عبد الإله بنكيران، الأمين العام للحزب، إلى التقارب مع الأصالة والمعاصرة، وبلغت مستوى التهديد بشق الحزب، على خلفية إشهار زعيم الحزب، «فيتو» المنع من الترشح في الانتخابات التشريعية المرتقبة في 7 أكتوبر المقبل، أمام معارضي مساعيه، خصوصا عبد العزيز أفتاتي المتشبث بمواقف سلبية جدا مما يسميه «المشروع البامجي للدولة العميقة».وانكشفت ملامح تفاصيل تحول التوجهات الجديدة لعبد الإله بنكيران، إلى بذور شقاق داخل الحزب، على لسان عبد العزيز أفتاتي، النائب البرلماني عن دائرة وجدة، في رسالة مفتوحة وجهها إلى بنكيران، يحتج فيها على توجيه وجهه بنكيران إلى قواعد الحزب بعدم تزكية برلماني وجدة مرشحا في الانتخابات المقبلة، ويحذره فيها من التخلي عن عدد من رفاقه في الطريق، وتصفيتهم أو اغتيالهم سياسيا ورمزيا، لأنه لن يستطيع مواجهة الإعصار بدونهم.رسالة أفتاتي، التي أظهر تعميمها عن طريق قاعدة معطيات التواصل التي يستعملها الفريق البرلماني للحزب عادة، أنه مسنود من قبل قيادات كثيرة، منها عبد الله بوانو، رئيس فريق الحزب بمجلس النواب، أكد فيها أن قول بنكيران «أفتاتي ممنوع من الترشح في الانتخابات المقبلة»، فيه خرق لمساطر الحزب المنظمة لتزكية المرشحين، كما أن منعه من الترشح، غير ذي فائدة، لأنه لن يؤثر على مواقفه المناهضة لمشروع الأصالة والمعاصرة.وقال عبد العزيز أفتاتي، مخاطبا عبد الإله بنكيران: «بخصوص مسألة المنع من الترشح، فإنه لا أحد يملك سلطة منع ممارسة حق دستوري لجميع المواطنين سواء كان بنكيران أو غيره، ولا حاجة ربما للتأكيد على أن الانتخابات في العدالة والتنمية لا مكان فيها لمقاربة الترشح، وإنما المناضلون هم الذين يتولون مهمة الترشيح، ويبقى للمترشح أن يقبل التكليف أو يعتذر، لذلك المسألة مرتبطة بإرادة المناضلين الذين يرشحون ومرتبطة بالمرشح المفترض بقبوله أو اعتذاره حسب استعداده وظروفه، وهي العملية التي تتم بناء على مسطرة دقيقة، يعتمدها المجلس الوطني للحزب».وبالنسبة إلى أفتاتي، فزيادة على ذلك، مناضلو ومناضلات العدالة والتنمية، «إصلاحيون ورساليون ولا علاقة لنضالهم بالمواقع والمكاسب والكراسي والصفات التنظيمية والانتخابية»، وبالتالي، وتجسيدا لذلك، يضيف أفتاتي الملقب بـ«مجدوب الحزب»، أنه سيظل «واحدا من المناضلين المستمرين في مناهضة ومنافحة المشروع البامجي (الأصالة والمعاصرة) الذي يجسد الذراع السياسي للدولة العميقة، إلى يوم يبعثون». وفيما شدد المتحدث ذاته، تبعا لذلك، على أن «الترشح من عدمه شيء هامشي بالنسبة إلى المناضلين، ولكن الحضور في المعارك مؤكد، وأنا مصر على أن أبقى في قلب المعركة من شرق المغرب إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه»، انتقل في رسالته إلى توجيه عدد من النصائح إلى عبد الإله بنكيران، لا تخلو من تهديد مبطن بتبعات تنظيمية سلبية قد تلحق بالحزب وستجعل رئيس الحكومة وحيدا أمام الإعصار، إذا تمادى في إقصاء وتصفية صقور الحزب من أمثال أفتاتي. وفي هذا الصدد أكد برلماني وجدة قائلا: «أنصح بنكيران بأن يتزود بما يلزم كي يصمد وسط الإعصار»، وأن «يحافظ على الرفقة في الطريق لأن الرفيق قبل الطريق»، مشيرا إلى أنه عليه أن يعي «أنه محتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى كفاحية الراحل عبد الكريم الخطيب، وإلى زهد المرحوم عبد الله بها، وإلى تأصيل سعد الدين العثماني، وإلى الأفق الفكري والحضاري لمحمد يتيم وإلى مرافعات مصطفى الرميد».وبدا عبد العزيز أفتاتي، مصدوما ومستغربا، من تبريرات عبد الإله بنكيران، للتوجيه الموجه إلى القواعد، بعدم اقتراح أفتاتي، مرشحا باسم الحزب في التشريعيات المقبلة، سيما القول بأن «مواقف أفتاتي هي التي حرمت الحزب من التقدم في الانتخابات الماضية بوجدة»، فرد عليه المعني بالأمر قائلا: «خلال تلك الانتخابات اعتذرت عن الترشح، وانسحبت من لائحة الحزب بالمدينة، بشكل إرادي ولاعتبارات خاصة، فكيف يمكن القول بأن مواقفي أثرت سلبا على تقدم الحزب وأنا لم أكن أصلا مرشحا؟».وفي جواب أفتاتي عن السؤال الاستنكاري، قال إن مبرر بنكيران، لا يمكن إلا أن يكون دليلا على وجود «تدخل جهة ما للانتقام من الحزب بوجدة بسبب شخص أفتاتي». وبينما أكد أفتاتي أنه متيقن، بذلك، من أن «الدولة العميقة تصرفت، ولست أدري حدود تصرفها»،كشف أن مؤشر ذلك، «التوزيع الكثيف للمال بوجدة خلال الانتخابات والذي بلغ في أقل تقدير 3 ملايير سنتيم».امحمد خيي

التقارب مع “البام” يشق “بيجيدي”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الباكوري يواجه رباح بالطرق الرديئة

جثة مجهولة تطيح بمسؤولين أمنيين

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات