الهروي: بين 20 فبراير و20 مارس ديناميكية أحداث

الباحث في العلوم الاجتماعية قال إن هناك ثلاثة أنواع لاعتقال المواطنين اعتبر الباحث في العلوم الاجتماعية الهادي الهروي، أن بين 20 فبراير و20 مارس ديناميكية أحداث وشعارات واضحة، ومسارا سريعا لمطالب مضطردة تنبئ بحراك اجتماعي قوي وعنيف، مضيفا أن هذا الأخير ينذر بأن لا مفر من التغيير ولا مضيعة للوقت. وبين اللحظتين التاريخيتين، يسجل الباحث نفسه، "تراكم احتجاجات سلمية مطلبية في حواضر وقرى مغربية إذا لم تتحقق على أرض الواقع تترتب عنها عواقب لا سلمية". وأوضح الباحث نفسه في قراءة في سوسيولوجيا احتجاجات 20 مارس، أن شباب 20 فبراير جابوا شوارع المدن المغربية و"كانت الدار البيضاء كعادتها متميزة في مسيرتها الاحتجاجية كما وكيفا، إذ رفعت إيقونات وشعارات واضحة بعضها يدعو المسؤولين إلى البدء الفوري والمستعجل في الإصلاح الجذري المعلن، وبعضها يدعو إلى إعادة النظر في فحوى الإصلاح باعتباره ساقطا من الأعلى، في حين ينبغي أن يكون منبثقا من الداخل وهو ما يراه الشعب مناسبا ومقبولا في رأي البعض الآخر". ولعل من بين الإيقونات ذات البعد السوسيولوجي العميق التي يمكن قراءتها من زاوية سوسيولوجيا الاحتجاج، يضيف الهروي، "أيقونة أو مطلب الإفراج عن المعتقلين السياسيين"، وهنا يكمن لب السؤال السوسيولوجي: أولا، إذا كان المجتمع المغربي ديمقراطيا، وإذا كانت الديمقراطية تتأسس على حرية الرأي، فلماذا يقاد الناس إلى المعتقلات بسبب آرائهم ومواقفهم؟ فإما أن تكون الديمقراطية متحققة بالفعل على أرض الواقع، وإما أن تنتفي ويكون المعتقل هو الموجود ولا يجوز الجمع بينهما في الدول المتجذرة في شأن احترام حقوق الإنسان والديمقراطية والمواطنة الحقة". وثانيا، يضيف الباحث في تحليله، أن مفهوم الاعتقال "حبل بعدة دلالات ورموز، فالاعتقال بنيوي، يشمل الاعتقال المادي الجسدي والاعتقال المعنوي والروحي، وبالتالي فالطبقات الاجتماعية الفقيرة تعاني عدة اعتقالات منها: الاعتقال الاقتصادي المتجسد في الديون وارتفاع أسعار أسباب الحياة الطبيعية الضرورية والترفيهية وفساد اقتصاد الريع الذي ساهم في تفقير الفقراء وإثراء الأثرياء، والتحكم في السوق والمضاربة العقارية والاستحواذ على فائض القيمة"، ثم الاعتقال الاجتماعي، ويحدده الهروي في البطالة بأنواعها الثلاثة وضعف فرص التشغيل، وانحلال أشكال التضامنات المجتمعية الميكانيكية، وهيمنة الفردانية وتفاقم الفوارق الطبقية وتباين التراتبات الهرمية المجتمعية وتفكك القيم المعيارية الأخلاقية بسبب الطبيعة الاستهلاكية للمواد والأشياء التي أشاعتها العولمة وقيم ما بعد الحداثة التي بدأت تظهر في الأفق. كما يشير إلى نوع ثالث وهو الاعتقال السياسي، وهنا يقول الهروي، "لعل ما يشتكي منه شباب ساحة الاحتجاج هو هيمنة الأحزاب السياسية والإدارة الحزبية على مواقع اتخاذ القرارت التشريعية . فالدعوة واضحة، في رأي شباب 20 فبراير والمنصهرين معه من شباب وكهول ونساء التنظيمات الحزبية والنقابية والحقوقية والجمعوية، إلى تفكيك طلاسم هياكل الأحزاب التي ترقص على حبال إيديولوجيات مترهلة وأطروحات ميتة وبالتالي دعوة أحبارها الشائخة والخارفة إلى التنازل عن طقس موروثية القيادات، وعن منطق السلطة والهيمنة على الهياكل الشابة التي تجسد خزانا لا ينضب معينه بالعطاء والإبداع". يضاف إلى ذلك، حسب قراءة الباحث نفسه، اعتقال المواطنين بإيديولوجيات النقابات "الممخزنة" وسيطرتها على المناضلين الرافعين لشعار التغيير الحقيقي. فالحزب والنقابة في رأي شباب 20 فبراير، يقول الهروي، أداتان منتجتان لأيديولوجية موهمة تعوق تحرر الفكر الجماهيري الرامي إلى المساهمة الفعالة في عملية انطلاق التنمية والإصلاح، "وعليه لا يعدو الإصلاح أن يكون سوى إفراج عن "الكيتوهات الممتلئة بالآراء الراجحة المتراكمة في أفئدة سكانها، فهو إذن، إفراج عن المواقف والمشاريع السديدة لآلاف المفكرين والمبدعين المتحدرين من الفضاءات المهمشة، العازمين على اتخاذ المبادرة في التنمية الحقيقية وإسقاط الفساد والمفسدين والاستبداد". م.ص

الهروي: بين 20 فبراير و20 مارس ديناميكية أحداث

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

نقابات واتحادات تندد باجتماع "أتباع فاتيحي"

متقاعدو الوكالة المستقلة للنقل الحضري بالبيضاء يحتجون

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات