عقدت لجنة التنسيق الوطنية لحزب "البديل الديمقراطي"، نهاية الأسبوع الماضي، اجتماعا تحضيريا للمؤتمر التأسيسي للحزب، تدارس فيه كافة الأعضاء مختلف المستجدات على الساحة السياسية، سواء نتائج الانتخابات الجماعية والجهوية لـ 4 شتنبر، أو انتخابات مجلس المستشارين لـ 2 أكتوبر. وقال مصدر مطلع لـ"الصباح"، إن اللجنة خلصت، بعد نقاش مستفيض حول الوضع السياسي، وتقييم عام للمشهد الحزبي في المغرب بعد الاستحقاقات الأخيرة، إلى الإقرار بانهيار "المشروع التقدمي" المعلن عنه من قبل بعض الحساسيات الاشتراكية، داخل المجتمع، وذلك بفعل تراجع عمل ونضالية الأحزاب التقدمية، إلى جانب الجماهير الشعبية، وغياب ما يطلق عليه "مشروع مجتمعي حقيقي"، يستجيب لمطالب الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، التي ما يزال المواطن يسعى إلى تحقيقها، إذ يجد نفسه في مواجهة مشاريع تحكمية ورجعية واحتكارية. وأفاد المصدر نفسه، أن طارق القباج، عمليا سيكون رئيس اللجنة التحضيرية، للمؤتمر التأسيسي، بحكم أنه كان منسقا وطنيا لإنشاء الحزب الجديد "البديل الديمقراطي"، الذي دخل مناضلوه الانتخابات الأخيرة، بيافطة "لا منتم" برمز العداء، أو ضمن لوائح فيدرالية اليسار، برمز الرسالة، وحصل على نتائج مهمة، بعدد الأصوات المحصل عليها، مقارنة مع آخرين كانوا يفوزون بسهولة، حينما كانت كبريات المدن تصوت لليسار. ولم يؤكد المصدر ذاته انضمام كل المغضوب عليهم، أو الغاضبين في الاتحاد الاشتراكي، إلى الحزب الجديد، وعلى رأسهم محمد الأشعري، وعلي بوعبيد، وحسن طارق، وعبد الهادي خيرات، وأحمد رضا الشامي. وشدد المصدر ذاته على أن جمال أغماني، وعلي اليازغي، ويوسف بن جلون، أعضاء نشطاء في السكرتارية الوطنية لتأسيس الحزب الجديد، من خلال تنسيق العمل في كل الجهات والأقاليم. واتفق أعضاء لجنة التنسيق الوطنية لحزب "البديل الديمقراطي" على تحديد تاريخ 10 يناير المقبل موعدا للمؤتمر التأسيسي، وتحيين الوثائق التحضيرية للحزب، على ضوء المستجدات والمتغيرات السياسية الأخيرة، إذ يعكف محمد الدوخة، وثورية ماجدولين على إعادة تركيب أطروحة الحزب. واعتبر أعضاء لجنة التنسيق الوطنية أن هذه الانتخابات أبانت محدودية أنماط الاقتراع، والتي سبق لمناضلي الحزب أن نددوا بها في اللجان المختصة داخل البرلمان، وهي الأنماط التي توهم المواطن بتمكنه من اختيار منتخبيه في مرحلة أولى، قبل أن ترهن بناء مكاتب المجالس المنتخبة في أيدي ما يطلق عليهم "الناخبين الكبار". واتخذت اللجنة القرارات لضمان توفير الشروط اللازمة لإنجاح محطة المؤتمر التأسيسي، التي وصفتها بالمصيرية، من خلال تنظيم قافلة الانفتاح في الأقاليم والجهات للدعوة إلى الانخراط في الحزب، وتقديم الوثائق التحضيرية، والمشاركة في إحياء الذكرى السنوية للشهيد المهدي بنبركة، التي سيرعاها شخصيا عبد الرحمان اليوسفي، القائد الاتحادي، وإحياء الذكرى السنوية لوفاة الراحل، أحمد الزايدي. وقررت اللجنة الوطنية مراسلة المناضلين في جميع الأقاليم، من أجل التعبئة والمساهمة في إنجاح هذا المشروع، وتمكين شرائح المجتمع من تملكه، والانخراط في بنائه، لرفع التحدي الحيوي الذي يواجه المغرب، والذي يكمن في ضرورة المساهمة في تخليق المشهد والشأن السياسيين، وتقوية ثقة المواطنين في مؤسسات البلاد.أحمد الأرقام