روس: إيران أصبحت في عزلة دولية

تحدث دينيس روس، وزير الخارجية الأمريكية، في مقال موسع نشرته صحيفة «نيويورك تايمز»، تحت عنوان «إيران مستعدة للتفاوض»، استهله مشيراً إلى «انتشار التكهنات حول هجوم إسرائيل على المنشآت النووية الإيرانية مع التوقف عن مناقشة إمكانية نجاح المسار الدبلوماسي، الذي من شأنه الحيلولة دون الحاجة إلى العمل العسكري إذ يشك العديد من الخبراء في قبول طهران لأي اتفاق يفرض عمليات التفتيش ويمنع أو يحد من تخصيب اليورانيوم في سبيل ردعها عن امتلاك قدرات نووية، وفي الوقت نفسه يسمح بتطوير الطاقة النووية المدنية»، لافت إلى أنه «وقبل افتراض فشل المسار الدبلوماسي، من الضروري النظر إلى الضغوط التي يواجهها الإيرانيون الآن وإلى حقيقة أن القادة الإيرانيين عدلوا سلوكهم في الماضي استجابة لضغوط من هذا القبيل فرغم التهديد والوعيد، هناك دلائل تشير إلى أن إيران تبحث الآن عن مخرج من هذه الأزمة المتصاعدة».وأشار الكاتب إلى «تغير الكثير من الأمور خلال الأعوام الثلاثة الماضية، فقد كانت إيران تتمتع بنفوذ كبير في الشرق الأوسط عام 2009، وكان القادة العرب عازفين عن انتقادها علناً خشية ردود الفعل الإيرانية»، لافتا إلى أن «الحكومة الإيرانية لم تواجه حينها ضغوطا اقتصادية كبيرة، إذ اعتاد الإيرانيون على العقوبات المتزايدة التي فرضت عليهم في ذلك الوقت»، مضيفا «إيران أصبحت في عزلة دولية هائلة مع تحول ميزان القوى الإقليمية ضد طهران بسبب دعمها المستمر لحكومة الرئيس السوري بشار الأسد في سوريا من بين أسباب أخرى، وعندما يسقط نظام الأسد ستخسر إيران بذلك حليفتها الوحيدة في العالم العربي، والممر الذي تستخدمه لتسليح جماعة «حزب الله» في لبنان»، لافتا إلى أن «الدول العربية لم تتردد بشأن انتقاد طهران، فقد تبدد الخوف من الترويع الإيراني وسارع السعوديون على الفور إلى ملء الفراغ الإقليمي وتلبية احتياجات أوروبا من النفط، بعدما أعلن الاتحاد الأوروبي قراره مقاطعة شراء النفط الإيراني». وأبرز أن «العقوبات الأمريكية المفروضة على المصرف المركزي الإيراني والمتعاملين معه ساعدت في تخفيض قيمة العملة على نحو كبير، فقد انخفضت قيمة الريال الإيراني بشدة في مقابل الدولار خلال الأسابيع الماضية، ما ضاعف من المشكلات الاقتصادية التي تؤرق إيران»، ويشير الكاتب إلى أن «إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما سعت في البداية إلى الدخول في مشاركة حقيقية مع إيران، ولكنها أدركت أنه إذا رفض قادة إيران مثل هذه الجهود سيتعين على الولايات المتحدة ممارسة ضغط غير مسبوق لردع الطموحات النووية لطهران».ورأى أن «واشنطن عملت بشكل منهجي بداية من عام 2010 لفرض ضغوط سياسية ودبلوماسية واقتصادية وأمنية على إيران»، مؤكدا أن «تداعيات عدم الامتثال للأحكام الدولية ستستمر في الازدياد».ورأى الكاتب أن «إدارة أوباما أنشأت الآن وضعاً يحمل فرصة لنجاح الجهود الدبلوماسية»، مضيفا «إسرائيل تخشى فقدان الخيار العسكري، ولذا لا ترغب في انتظار أن تأتي المساعي الدبلوماسية بثمارها»، لافتا إلى انه «لا يوجد ما يدل على استعداد المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي الذي يعتمد نظامه بصورة كبيرة على العداء مع الولايات المتحدة لإبرام اتفاق يتعلق بالقضية النووية ومع ذلك، تبدي إيران الآن اهتماماً بالمسار الدبلوماسي»، مشيرا إلى أن «وزير خارجية إيران، علي أكبر صالحي، يرى أن إيران ستستأنف المحادثات مع الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن ومع الألمان»، مؤكدا أن «إيران ستناقش مقترح روسيا لنزع فتيل المواجهة الإيرانية، الذي رفضت بحثه عندما تم طرحه للمرة الأولى في العام الماضي»، في الوقت الذي شدد فيه على أن «ذلك قد يكون بالطبع محاولة من جانب إيران لكسب الوقت من خلال مواصلة المحادثات مع استكمال البرنامج النووي، ولكن ذلك قد يزيد من احتمالات استخدام القوة ضد منشآتها النووية ومع ذلك، سيتحتم على خامنئي في النهاية أن يقرر أيهما يشكل تهديداً أكبر على حكمه: إنهاء مساعيه النووية أم مواصلتها بتعنت وسط تصاعد الضغوط الاقتصادية؟».وأشار الكاتب إلى أن «البيئة أصبحت الآن ملائمة للعمل الدبلوماسي مع إيران، الذي ستتضح إمكانية نجاحه خلال الأشهر القليلة المقبلة». نيويورك تايمز

روس: إيران أصبحت في عزلة دولية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الخلفي: لا تغيير على رأس المركز السينمائي

اليمنيون يطوون صفحة صالح

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات