جماعة من “البدون” تعلن عن نفسها بالمغرب

85 أسرة رحل محرومة من التملك والتطبيب بسبب عدم اعتراف أي سلطة بها على غرار الكويت، توجد بالمغرب جماعة من «البدون»، كشف عنها شريط «فيديو» هاو، بثه شباب من منطقة الريش، الجمعة الماضي، في شبكات التواصل الاجتماعي، وفيه أن مجموعة من 85 أسرة، تنشط في الرعي بمنطقة بين جماعتي «غرس تعلالين» و»زاوية سيدي حمزة» بإقليم ميدلت، تشكو عدم اعتراف سلطات إقليمي الرشيدية وميدلت، بها، ما يحرمها من أبسط الحقوق. «نعيش بهذا الجبل المسمى أسدور، ونمارس فيه الرعي والترحال كما أسلافنا منذ خمسة قرون، لكن لا أحد يعترف بنا، كل جماعات المنطقة وقياداتها، تعتبرنا أجانب عنها، وبالتالي لا نعرف تحديدا إلى أي منها ننتمي»، يؤكد رب أسرة مسن في شريط «الفيديو» المذكور، تحت تصفيقات وزغاريد عشرات الرجال والنساء والأطفال شكلوا صفا طويلا وراءه، وهم يهتفون «يعيش الملك، يعيش الملك». وبسبب تلك الوضعية، يؤكد رجل آخر في الشريط نفسه الذي نقل طيلة 30 دقيقة شهادات السكان، حرمانهم من تملك الأراضي، بالقول «طالما اعتبرنا من رحل المنطقة، لكن بعد توالي سنوات الجفاف، صرنا نريد الاستقرار والانتقال إلى حياة البيوت بدل الخيام، لكن كلما توجهنا إلى أقرب الجماعات الترابية وقيادات السلطة في المنطقة، لا نفلح في ذلك، إذ يخبروننا أننا أجانب، نحن الذين نعيش هنا منذ 5 قرون». وتحالفت تلك الوضعية الإدارية مع وعورة تضاريس المنطقة، لتضع الأسر الخمس والثمانين، في عزلة تامة، إذ لا يستفيد أفرادها من التطبيب ولا يحصلون على الدقيق المدعم والمساعدات الإنسانية التي تخصصها الدولة للمنطقة وأطفالهم محرومون من التعليم. ويحكي الرجال في شهاداتهم، كيف أصبحوا بلا زوجات، بسبب الوفيات المتكررة للحوامل، لغياب التطبيب، «وحتى عندما ننجح في إيصال بعض الحوامل إلى مستشفيات الرشيدية وميدلت، تكون حالتهن تفاقمت، فيطلب منا نقلهن إلى مكناس أو فاس، نحن الذين تعد الدواب والبغال وسائل النقل والإسعاف لدينا». وفيما أظهر الشريط ذاته، وجود كثير من المرضى والأشخاص ذوي الحاجات الخاصة ضمن أفراد الـ85 أسرة، كشفت شهاداتهم، أنهم يعيشون على خبز الشعير والذرة وجبة رئيسية، ومن أجل الحصول عليه، عليهم التنقل لمسافة 40 كيلومترا للوصول إلى أقرب أسواق المنطقة، كما أكدوا أن الذي يخفف من عزلتهم، أحيانا، هم سائقو شاحنات شركات تعمل في مجال استخراج المعادن بجبال المنطقة، أما أرباب حافلات النقل المزدوج والسري وسيارات الأجرة، فيعتذرون عن خدمتهم بسبب وضعية الطرق والمسالك المؤدية إلى المنطقة. وإذ شدد السكان في في شهاداتهم، على أن مطلبهم الآني توفير وسيلة نقل مرة واحدة في الأسبوع تمكنهم من الوصول إلى السوق، وحقهم في الدقيق المدعم والمساعدات الإنسانية والتطبيب وانتشال أبنائهم من الأمية، وإنهاء مشكلة حرمانهم من التملك والتعمير لرغبتهم في مغادرة حياة الخيام، تبقى أبرز مفارقة كشفوها، هي أن السلطات تأتيهم خلال العمليات الانتخابية بصندوق اقتراع، فيؤدون الواجب الوطني، هم الذين لا يعرفون هذا المنتخب الذي يمثلهم، وهل هو في جماعة «غرس تعلالين» أم جماعة «زاوية سيدي حمزة». ا.خ

جماعة من “البدون” تعلن عن نفسها بالمغرب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"فتوات" تفرض سطوتها على عين الذئاب

إصابة 27 أمنيا في مواجهات دامية بالحسيمة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات