Page 5 - عدد الأربعاء صحيفة الصباح
P. 5

‫‪5 www.assabah.ma‬‬                                                                                                                                                 ‫الأربعاء ‪ 2020/6/10‬العدد‪6240 :‬‬                   ‫حوار‬

‫الحكومـة تفتقـد تصـورا لمـا بعـد الجائحـة‬
                       ‫بركة قال إن أحزابا استغلت كورونا سياسيا عبر توزيع القفة والداعين لحكومة وطنية غير ديمقراطيين‬

‫قال نزار بركة‪ ،‬أمين عام الاستقلال‪ ،‬إن حزبه قدم خريطة طريق للنهوض بالاقتصاد الوطني‪ ،‬وتحسين أوضاع معيشة المواطنين‪ ،‬منتقدا قرارات الحكومة المتناقضة والسجال العقيم للأغلبية‪ ،‬ما أثر على سير‬
     ‫المؤسسات‪ .‬واستنكر بركة في حوار مع " الصباح" استغلال أحزاب لجائحة كورونا لأغراض انتخابية‪ ،‬وتهرب الأغلبية من المحاسبة‪ ،‬واستعمال التحايل في الممارسة السياسية‪ ،‬ونشر خطاب المظلومية‪.‬‬
                      ‫ودعا إلى تطبيق نمطين من الاقتراع الأحادي الاسمي الفردي‪ ،‬إلى جانب اللائحة‪ ،‬ومواجهة بارونات المال الذين أفسدوا الانتخابات‪ .‬وفي ما يلي نص الحوار‪:‬‬

                                                                                     ‫أجرى الحوار‪ :‬أحمد الأرقام‪ /‬تصوير (عبد المجيد بزيوات)‬

‫المح�اس�ب�ة قبيل الان�ت�خ�اب�ات‪ ،‬بخلط الأوراق‬          ‫سنوات إلى الوراء‪ .‬نحن نحتكم إلى الديمقراطية‬         ‫حالة الطوارئ الصحية‪ ،‬أو ما يخص مرحلة ما‬         ‫مجتمعي حقيقي يقوم على تقوية السيادة الوطنية‬            ‫< قدمتم مذكرة إلى رئيس الحكومة تتحدث‬
‫والتأكيد أن ك�ل الأح��زاب ش�ارك�ت ف�ي حكومة‬            ‫و الانتخابات في تشكيل المؤسسات المنتخبة‪،‬‬                             ‫بعد رفع حالة الحجر الصحي‪.‬‬      ‫في جميع أبعادها‪ ،‬وتعزيز مفهوم دول�ة الرعاية‬            ‫عن‪ 10‬ملايين مهددين بالفقر المدقع‪ ،‬هل هذا تشاؤم‬
                                                       ‫وبالتالي لا يمكن أن نقبل الالتفاف على الاختيار‬                                                      ‫الاج�ت�م�اع�ي�ة‪ ،‬وال�ن�ه�وض بالتنمية المستدامة‪،‬‬
                                     ‫وطنية؟‪ ‬‬                                                               ‫وهناك غموض وضبابية كبيران‪ ،‬فقبل يوم‬             ‫والقطيعة مع الاختيارات الفاشلة‪ ،‬و المفرطة في‬                                ‫أم استندتم على دراسات؟‬
‫< المشكل الحقيقي ه�و أن بعض أح��زاب‬                           ‫الديمقراطي‪ ،‬بتكوين حكومة تقنقراطية‪.‬‬          ‫من موعد نهاية التمديد لم تعلن الحكومة عن أي‬                                                            ‫< الأمر لا يتعلق بالتشاؤم‪ ،‬بل بنظرة واقعية‬
‫الأغلبية تتهرب من مسؤوليتها السياسية منذ‬               ‫ومن ينادي بهذا النوع من الحكومات يساهم‬              ‫خطة لرفع الحجر ولا عن مراحله‪ ،‬حتى أن هذا‬                                           ‫الليبرالية ‪.‬‬        ‫للظرفية الصعبة ال�ت�ي تج�ت�ازه�ا ب�الدن�ا بفعل‬
‫السنة الأول�ى لتنصيب الحكومة‪ ،‬بل وتتقاذف‬               ‫في الإجهاز على ما تبقى من الثقة في الأحزاب‬          ‫الأمر أصبح موضوع سخرية في مواقع التواصل‬         ‫< بغض النظر عن تجند المؤسسات لمواجهة‬                   ‫تداعيات جائحة ك�ورون�ا‪ ،‬ف ‪ 10‬ملايين مواطن‬
‫الم�س�ؤول�ي�ات وت�ت�ب�رأ منها‪ ،‬وك�ل ط�رف يحمل‬                                                                                                              ‫كورونا‪ ‬وربح المغرب معركة بقاء المنظومة الصحية‬          ‫مهددون بالعيش تحت عتبة الفقر‪ ،‬إذا لم تتحرك‬
‫المسؤولية للآخر في مشهد مثير للشفقة‪ .‬فقد‬                      ‫السياسية والمؤسسات المنتخبة ببلادنا‪.‬‬                                           ‫الاجتماعي‪.‬‬    ‫قائمة ‪ ،‬ماهي الأخطاء التي ارتكبتها الحكومة في‬          ‫الحكومة بسرعة‪ .‬ف�آلاف العمال يفقدون عملهم‬
‫رأينا في مناقشة العديد من القوانين‪ ،‬كالقانون‬           ‫ومعلوم أن التقنقراط والخبراء لهم أدوار‬              ‫< اقترحت أحزاب من الأغلبية تشكيل حكومة‬                                                                 ‫بفعل الصعوبات الكبيرة التي تواجهها المقاولات‪،‬‬
‫الإط���ار المتعلق بمنظومة التربية والتعليم‪،‬‬            ‫مهمة في التنمية‪ ،‬لما يتوفرون عليه من خبرات‬          ‫وحدة وطنية‪  ‬أو حكومة تقنقراطية لتدبير ما بعد‬                             ‫تدبير فترة الجائحة؟‪ ‬‬          ‫خصوصا تلك ال�ت�ي ت�ض�ررت بشكل مباشر من‬
‫وال�ق�ان�ون التنظيمي لتفعيل الطابع الرسمي‬              ‫تقنية‪ ،‬وينبغي أن ي�ك�ون�وا س�ن�دا للسياسي‬                                                           ‫< أولا‪ ،‬لا ب�د م�ن الإش���ادة ب�ال�دور الأس�اس�ي‬       ‫الأزم�ة‪ ،‬كما نفقد آلاف فرص الشغل التي يوفرها‬
‫للأمازيغية وحتى في مناقشة قوانين المالية‪،‬‬              ‫ال�ذي يملك رؤي�ة سياسية وبرنامجا انتخابيا‬                           ‫كورونا‪ ،‬ماهو تعليقك على ذلك؟‪ ‬‬   ‫والمحوري للملك‪ ،‬الذي جنب بلادنا كارثة حقيقية‪،‬‬          ‫الاقتصاد غير المهيكل‪ ،‬و الفلاحون يعانون هذه‬
‫هذا الصراع‪ ،‬إذ حصل سجال كبير في السنة‬                  ‫وتصورا مجتمعيا متكاملا‪ ،‬وفوق هذا وذاك فهو‬           ‫< ه��ل غيرت دول العالم حكوماتها‬                 ‫بفضل رؤي�ت�ه الاستباقية وال�ش�ج�اع�ة‪ ،‬وبعدها‬
‫الم�اض�ي�ة ب�ني م�ك�ون�ات الأغلبية ف�ي م�ا يتعلق‬       ‫الذي ينبغي أن يقدم الحساب خلال الانتخابات‪،‬‬          ‫المنتخبة ديمقراطيا في‬                           ‫الاجتماعي والإنساني‪ ،‬إلا أننا لا حظنا أن تعامل‬                           ‫السنة بفعل مخلفات الجفاف‪.‬‬
‫ب��الم��ادة ال�ت�اس�ع�ة م�ن ق�ان�ون الم�ال�ي�ة ل ‪2019‬‬  ‫ويخضع لمراقبة ومحاسبة المواطنين‪ ،‬وهذا ما لا‬         ‫ظ�ل جائحة ك�ورون�ا؟‬                             ‫الحكومة م�ع أزم�ة ك�ورون�ا ورغ�م المجهود ال�ذي‬         ‫م�ع�دل ال�ب�ط�ال�ة م��ن الم�ن�ت�ظ�ر أن ي�ص�ل إل�ى‬
‫المتعلقة بتنفيذ الأح�ك�ام على ال�دول�ة‪ .‬ونتذكر‬         ‫يتوفر في التقنقراطي‪ ،‬ثم إنه لا ديمقراطية دون‬        ‫ه��ذه دع���وات نشاز‬                             ‫قامت ب�ه‪ ،‬شابته العديد م�ن الاخ�ت�اللات‪ ،‬أولها‬         ‫مستويات قياسية حوالي ‪ 17‬في المائة‪ ،‬بالإضافة‬
‫جميعا موضوع تضريب التجار‪ ،‬ونظام الفوترة‬                                                                    ‫ولا ت���ت���م���اش���ى‬                          ‫ض�رب الإج�م�اع ال�وط�ن�ي الح�اص�ل‪ ،‬بمصادقتها‬           ‫إلى أن الفوارق الاجتماعية ستتعمق‪ ،‬وستتراجع‬
‫الإلكترونية‪ ، ،‬وكيف تراشقت بعض مكونات‬                                               ‫أحزاب سياسية‪.‬‬          ‫م������ع الاخ����ت����ي����ار‬                   ‫في ظرفية استثنائية على مشروع قانون ‪22.20‬‬               ‫ال�ق�درة الشرائية للمواطنين خصوصا الطبقة‬
‫الأغلبية المسؤولية في هذا الموضوع‪ .‬و الأمر‬             ‫وأري���د أن أش�ي�ر ه�ن�ا أن ح��زب الاس�ت�ق�الل‬      ‫الديمقراطي الذي‬                                 ‫المتعلق باستعمال وسائل التواصل الاجتماعي‪،‬‬              ‫الوسطى‪ ،‬فيما ستزداد حدة الفقر والهشاشة‪ ،‬دون‬
‫نفسه حصل أث�ن�اء مناقشة مجموعة القانون‬                 ‫يم�ارس معارضة وطنية ومسؤولة وساهمنا‬                 ‫أقره دستور ‪2011‬‬                                 ‫وما خلفه ذلك من صراع ومزايدات سياسية بين‬
‫الج�ن�ائ�ي‪ ،‬وف�ي تج�ريم الإث���راء غير الم�ش�روع‪،‬‬      ‫في تعبئة الجبهة الداخلية‪ ،‬وتقوية الإجماع‬            ‫أحد ثوابت البلاد‪،‬‬                               ‫م�ك�ون�ات أغلبيتها‪ ،‬وم�ن رف�ض واض��ح للشعب‬                           ‫أن ننسى اتساع الفوارق المجالية‪.‬‬
‫وأخيرا مع مشروع قانون رقم ‪ 22.20‬المتعلق‬                ‫ال��وط��ن��ي‪ ،‬ول���م ن�س�ت�غ�ل�ل الج�ائ�ح�ة لتصفية‬  ‫ول��ي��س ف��ي ص�ال�ح‬                            ‫المغربي‪ ،‬ثانيا تم إق�ص�اء آلاف الأس�ر م�ن الدعم‬        ‫هذا في الوقت الذي ستعاني ميزانية الدولة‬
‫بوسائل التواصل الاجتماعي‪ .‬لذلك فإن مكونات‬              ‫حسابات سياسية‪ ،‬ولا لربح نقاط انتخابية‪،‬‬              ‫ب�الدن�ا ال�ع�ودة‬                                                                                      ‫بسبب عجز مهم‪ ،‬بفعل تراجع واضح للمداخيل‬
‫الحكومة "كلها يضرب على راسو" و"كلها يلغي‬               ‫كما فعل البعض باستغلال توزيع القفة على‬                                                                ‫المالي المباشر‪ ،‬وحاولت الحكومة تدارك الأمر‬           ‫الجبائية‪ ،‬وتحويلات مغاربة العالم التي ستصل‬
‫بلغاه" يتهربون من المسؤولية السياسية‪ ،‬وهذا‬             ‫الفقراء‪ .‬فنحن نقوم بواجبنا السياسي انطلاقا‬                                                                   ‫ومع ذلك لا تزال فئات عريضة محرومة‪،‬‬            ‫إل��ى ن�اق�ص ‪ 50‬ف�ي الم�ائ�ة‪ ،‬وت�راج�ع مساهمات‬
                                                                                                                                                                        ‫وق�د نبهنا الحكومة إل�ى ذل�ك في‬           ‫ق�ط�اع�ات مهمة كالسياحة‪ ..‬وغ�ي�ره�ا‪ .‬ول�ق�د كنا‬
                             ‫أمر غير أخلاقي‪.‬‬                      ‫من مسؤوليتنا الوطنية والأخلاقية‪.‬‬                                                                      ‫حينه‪ ،‬كما تابعنا احتجاجات في‬
                                                       ‫<‪ ‬هل تسعى أحزاب الأغلبية إلى التهرب من‬                                                                             ‫بعض المناطق على هذا الإقصاء‪.‬‬                   ‫سباقين إلى المطالبة بتعديل قانون المالية‪.‬‬
                                                                                                                                                                         ‫ث���م أض��ي��ف أي��ض��ا مشكل‬             ‫< إذن واقع الحال يؤكد أن المغرب سيدخل في‬
‫المسؤولية والمحاسبة‬                                                                                                                                                       ‫ض�ع�ف ال��ت��واص��ل الح�ك�وم�ي‪،‬‬
                                                                                                                                                                           ‫ان�ض�اف إل��ى ات�خ�اذ الحكومة‬                      ‫أزمة عميقة تتطلب حلولا مستعجلة؟‬
      ‫< لكن ما مدى تطبيق مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة على المستوى السياسي؟‬                                                                                                   ‫ق����رارات ارتج�ال�ي�ة‪ ،‬وأخ��رى‬      ‫< نحن فعلا أم��ام أزم��ة حقيقية‪ ،‬ولا ب�د من‬
‫< من أهم أعطاب الحياة الدستورية والسياسية ببلادنا هو عدم تفعيل مبدأ ربط‬                                                                                                       ‫م��ت��ن��اق��ض��ة م����ع ب�ع�ض�ه�ا‬  ‫تعبئة الإمكانيات‪ ،‬والقدرات الوطنية لمواجهتها‪.‬‬
‫المسؤولية بالمحاسبة‪ ،‬وهو مبدأ يعاني هشاشة كبيرة‪ ،‬وهو ما يفسح المجال أمام‬                                                                                                         ‫ال�ب�ع�ض م�ن وزارة إل�ى‬          ‫ومن أجل استعادة تعافي الاقتصاد الوطني يلزم‬
‫تفاقم الفساد ببلادنا‪ ،‬وعلى مكونات الأغلبية أن تتحمل مسؤوليتها‪ ،‬وأن تأتي‬                                                                                                           ‫أخرى‪ ،‬إلى جانب المشكل‬           ‫ذلك الوقت والعمل بجدية‪ ،‬في إطار إعمال مقاربة‬
‫للانتخابات وتقدم الحساب للمواطنين‪ ،‬وتدافع عن حصيلتها إن كانت لديها‬                                                                                                                 ‫الكبير المتعلق بغياب‬
‫ح��ص��ي��ل��ة كما هو معمول به في الديمقراطيات العريقة‪ ،‬أما اللجوء إلى‬                                                                                                               ‫الرؤية لدى الحكومة‪،‬‬                     ‫تشاركية بين القطاعين العام والخاص‪.‬‬
‫اصطناع تقاطب حزبي‪ ،‬وجر النقاش العمومي إلى مزايدات‬                                                                                                                                   ‫في ما يتعلق بتفعيل‬            ‫وم���ن ج�ه�ت�ن�ا ك�ح�زب ن�وج�د ف��ي الم�ع�ارض�ة‬
‫سياسوية عقيمة‪ ،‬فهذا يزيد من تعميق أزمة الثقة في الأحزاب‬                                                                                                                                                           ‫قدمنا مذكرة إلى رئيس الحكومة بمثابة مخطط‬
                                                                                                                                      ‫محمد يتيم نزار بركة‬                                                         ‫" م�ارش�ال" بعنوان "إن�ع�اش اق�ت�ص�ادي مسؤول‬
                            ‫السياسية‪ ،‬ويضر بالديمقراطية‪.‬‬                                                                                                                                                          ‫وحماية اجتماعية قوية لبناء المستقبل"‪ ،‬وهي‬
‫ونحن بحاجة إلى خطاب الوضوح‪ ،‬وعدم خلط الأوراق‪،‬‬                                                                                                                                                                     ‫عبارة عن تصور شامل وخلاق للخروج من الأزمة‪.‬‬
                                                                                                                                                                                                                  ‫ف�ب�الدن�ا ف�ي ح�اج�ة إل��ى خ�ط�ة لإع���ادة بناء‬
                  ‫وبذلك على كل طرف أن يتحمل مسؤوليته‪.‬‬                                                                                                                                                             ‫نموذجها التنموي‪ ،‬وليس مجرد إجراءات وتدابير‬
                                                                                                                                                                                                                  ‫معزولة لإنعاش الاقتصاد‪ .‬نحن بحاجة لمشروع‬

                                                       ‫نمط الاقتراع الفردي يشجع على المشاركة‬                                                                                                                      ‫لم نطالب بتعديل الفصل ‪47‬‬

              ‫الانتخابية‪ ،‬بالإضافة طبعا إلى نمط الاقتراع‪.‬‬               ‫الخروج بتعاقد سياسي بين الدولة والأحزاب‪ ،‬هدفه إعطاء‬           ‫المسألة لا تتعلق فقط بنمط الاق�ت�راع ‪ ،‬نحن‬                                  ‫نحن لم نقل بتعديل الفصل ‪ 47‬من‬
‫ويمكن أن أقول إننا مع توسيع قاعدة الاقتراع الفردي‪،‬‬                      ‫دينامية جديدة للعمل السياسي والمؤسساتي ببلادنا ‪،‬‬              ‫نطالب بإصلاحات سياسية وبإصلاح المنظومة‬                                      ‫الدستور ‪ ،‬ولنكن واضحين فنحن حزب‬
‫برفع سقف الهيأة الناخبة إل�ى أكثر من ‪ 35‬أل�ف ناخب‪،‬‬                      ‫واسترجاع الثقة في العمل السياسي والمؤسسات المنتخبة‪،‬‬           ‫الانتخابية ككل‪ ،‬وقد خصصت اللجنة التنفيذية‬                                   ‫ديمقراطي‪ ،‬وناضلنا طيلة سنوات وما‬
‫ذلك أن التجربة بينت إيجابيات كل من النمطين‪ ،‬فالاقتراع‬                                                                                 ‫لذلك خلوتين دراسيتين‪ ،‬وشكلنا لجنة خاصة‬                                      ‫زلنا‪ ،‬من أجل تثبيت الديمقراطية الحقة‬
‫باللائحة يقلل نوعا ما من استعمال المال الانتخابي‪ ،‬بينما‬                                              ‫وتقوية الاختيار الديمقراطي‪.‬‬      ‫لإعداد تصور الحزب‪ ،‬ونحن على وشك الانتهاء‬                                    ‫ببلادنا‪ .‬وتحققت مكتسبات عدة‪ ،‬لكننا‬
‫الاقتراع الفردي يوفر ميزة مهمة وهي عامل قرب المرشحين‬                    ‫كما أننا طالبنا بفتح النقاش حول المنظومة الانتخابية‬           ‫من ذلك‪ ،‬ووجهنا رسالة إلى رئيس الحكومة في‬                                    ‫ما زلنا في مرحلة الانتقال الديمقراطي‪،‬‬
‫م�ن الناخبين‪ ،‬وه��ذا مهم ج�دا وم�ن ش�أن�ه أن يساهم في‬                   ‫برمتها‪ ،‬بما فيها اللوائح الانتخابية‪ ،‬والتقطيع الانتخابي‪،‬‬      ‫بداية فبراير‪ ،‬نطالبه فيها بفتح م�ش�اورات مع‬                                 ‫وه�ن�اك ق��وى لا تنظر ل�ه�ذا الأم��ر بعين‬
                                                                        ‫والعتبة الانتخابية‪ ،‬وتمثيلية النساء والشباب‪ ،‬والمشاركة‬        ‫الأحزاب السياسية حول هذه الإصلاحات‪ ،‬من أجل‬
                   ‫التشجيع على المشاركة في الانتخابات‪.‬‬                  ‫السياسية لمغاربة العالم‪ ،‬وت�اري�خ الانتخابات‪ ،‬والحملة‬                                                                                       ‫الرضا‪ .‬فكما قلت لك نحن مع الاختيار‬
                                                                                                                                                                                                                          ‫الديمقراطي‪ ،‬وتخليق الحياة‬
                                                                                                            ‫المال يهدد الانتخابات المقبلة‬                                                                                     ‫ال��ع��ام��ة‪ ،‬وإع���ط���اء الم�ع�ن�ى‬
                                                                                                                                                                                                                              ‫الديمقراطي للانتخابات‪،‬‬
                                                                                                           ‫للأسف لاحظنا في الانتخابات التشريعية‬                                                                                ‫وذل������ك ب���ع���دم الال��ت��ف��اف‬
                                                                                                           ‫استعمالا للمال‪ ،‬وه��ذا الأم��ر م�ن الأع�ط�اب‬                                                                         ‫ع�ل�ى إرادة ال�ن�اخ�ب�ني‪،‬‬
                                                                                                           ‫الكبرى التي تعانيها الديمقراطية ببلادنا‪.‬‬                                                                             ‫وم���خ���رج���ات ال�ع�م�ل�ي�ة‬
                                                                                                           ‫والمال يفسد السياسة‪ .‬والانتخابات المقبلة‬                                                                              ‫الانتخابية التي ينبغي‬
                                                                                                           ‫ق�د لا تشكل استثناء م�ن ه�ذه الم�م�ارس�ة‪،‬‬                                                                             ‫أن ي��ك��ون ل�ه�ا ام��ت��داد‬
                                                                                                           ‫ول�ربم�ا ش�اه�دن�ا استعمالا غير مسبوق‬                                                                                 ‫ط��ب��ي��ع��ي ف����ي ت�ش�ك�ي�ل‬
                                                                                                           ‫للمال‪ ،‬لذلك علينا استباق الأمر ومعالجة‬                                                                                    ‫المؤسسات المنتخبة‪.‬‬
                                                                                                           ‫هذا الداء الخطير‪ .‬علينا منذ الآن أن ننكب‬                                                                               ‫وصحيح أن الحقل‬
                                                                                                           ‫دولة وأحزابا‪ ،‬على مناقشة هذا الموضوع‬                                                                                    ‫ال�س�ي�اس�ي ف��ي حاجة‬
                                                                                                           ‫ب�ك�ل ش�ف�اف�ي�ة‪ ،‬وأن ي�ك�ون ض�م�ن حزمة‬                                                                                 ‫إل���ى إص��ل�اح حقيقي‬
                                                                                                           ‫التدابير وإج�راءات الثقة التي ينبغي أن‬                                                                                  ‫وتخليقه‪ ،‬وتنقيته من‬
                                                                                                           ‫تطلقها الحكومة والدولة وأن تلتزم بها‬                                                                                    ‫ال�ع�دي�د م�ن الشوائب‬
                                                                                                                                                                                                                                   ‫والم�م�ارس�ات المسيئة‬
                                                                                                                           ‫الأحزاب قبل الانتخابات‪.‬‬                                                                                 ‫للديمقراطية‪ ،‬وإق�رار‬
                                                                                                           ‫كما ينبغي تشديد المقتضيات القانونية‬                                                                                     ‫تعاقد سياسي جديد‬
                                                                                                           ‫التي تجرم استعمال المال في الانتخابات‪،‬‬                                                                                  ‫ل�ك�ن دون ت�ف�ري�ط في‬
                                                                                                           ‫وال�ض�رب على أي�دي السماسرة‪ ،‬وتقوية‬                                                                                     ‫الاختيار الديمقراطي‬
                                                                                                           ‫آلية مراقبة الانتخابات وتعزيزها على‬                                                                                    ‫الذي أصبح من ثوابت‬
                                                                                                           ‫المستوى المحلي‪ ،‬والإبداع في إطلاق تطبيقات‬                                                                                               ‫بلادنا‪.‬‬
                                                                                                           ‫إلكترونية لرصد استعمال المال‪ ،‬والتبليغ عنه‪،‬‬                                                                          ‫أن�����ا لا أن��ط��ل��ق م�ن‬
                                                                                                           ‫و ضرورة التزام الإدارة بالحياد الحقيقي وبمسافة‬
                                                                                                           ‫واح��دة م�ع جميع الأح��زاب والم�رش�ح�ني‪ ،‬ب�ل عليها‬                                                            ‫ردود الأف���ع���ال‪ .‬أن���ا أع��ب��ر عن‬
                                                                                                           ‫تجاوز منطق الحياد إلى القيام بواجبها قصد حماية‬                                                              ‫قناعة سياسية وقيم حزبي ومبدأ‬
                                                                                                                                                                                                                      ‫ديم�ق�راط�ي أداف��ع ع�ن�ه‪ .‬نحن لسنا‬
                                                                                                                           ‫العملية الانتخابية من استعمال المال‪.‬‬                                                      ‫في منطق ح�روب قطع الطريق‪ .‬ولا‬
                                                                                                           ‫وقبل هذا وذاك أن تتوفر الإرادة السياسية للقطع‬                                                            ‫أقبل إع��ادة إن�ت�اج خطاب المظلومية‬
                                                                                                           ‫مع هذه الممارسات المسيئة للديمقراطية ‪ ،‬والتي تزيد‬                                                        ‫منذ الآن‪ ،‬فالانتخابات لم تجر بعد‪،‬‬
                                                                                                           ‫م�ن تعميق أزم��ة السياسة ب�ب�الدن�ا‪ ،‬ول�ه�ا انعكاسات‬                                                     ‫وحزب الاستقلال ستكون له كلمته في‬
                                                                                                           ‫خطيرة على المؤسسات المنتخبة وعلى أدائها وأدوارها‬
                                                                                                                                                                                                                           ‫الانتخابات المقبلة إن شاء الله‪.‬‬
                                                                                                                          ‫بما تفرزه من فساد في التدبير العمومي‪.‬‬                                                      ‫ي��ن��ب��غ��ي أن ت���ك���ون ال�ل�ع�ب�ة‬
                                                                                                                                                                                                                    ‫ال�ديم�ق�راط�ي�ة مبنية ع�ل�ى التنافس‬
                                                                        ‫في سطور‬                                                                                                                                     ‫ال�س�ي�اس�ي ال�ش�ري�ف ب�ي�ن الأح����زاب‪،‬‬
                                                                                                                                                                                                                    ‫لا ع�ل�ى الاح�ت�ي�ال ال�س�ي�اس�ي‪ ،‬وعلى‬
‫(ج�ام�ع�ة م�ح�م�د الخ�ام�س أك���دال) وب�الم�ع�ه�د ال�وط�ن�ي ل�لإح�ص�اء‬  ‫في ‪ .2006‬كما ساهم في إع�داد تقرير الخمسينية حول التنمية‬                              ‫‪ -‬من مواليد ‪ 1964‬بالرباط‪.‬‬                             ‫ق�واع�د واض�ح�ة‪ ،‬وم�ب�ادئ أخلاقيات‬
                                       ‫والاقتصاد التطبيقي‪.‬‬                                                                ‫بالمغرب‪.‬‬    ‫‪ -‬انتخب في ‪ 7‬أكتوبر ‪ 2017‬أمينا عاما للاستقلال‬                                ‫السياسة ونبلها‪ ،‬وتح�ال�ف�ات حزبية‬
                                                                                                                                                                                                                  ‫واضحة بناء على برامج ‪ ،‬حتى يكون‬
‫‪ -‬التحق بوزارة المالية في ‪ 1996‬وتدرج في عدد كبير من المسؤوليات‪.‬‬         ‫‪ -‬حاصل على الإجازة في الاقتصاد بكلية الحقوق بجامعة محمد‬                       ‫خلال مؤتمر الحزب السابع عشر‪.‬‬                                ‫الم�واط�ن على بينة م�ن أم��ره‪ .‬فلن نقبل‬
‫وفي ‪ 15‬أكتوبر ‪ ،2007‬عينه الملك وزيرا منتدبا لدى الوزير الأول‬            ‫الخامس – أكدال في ‪ ،1985‬وعلى شهادة الدراسات المعمقة في‬        ‫‪ -‬انتخب عضوا ف�ي المجلس الوطني للحزب لأرب�ع‬                                 ‫أن تمارس الأحزاب التي تقود الحكومة‬
‫مكلفا بالشؤون الاقتصادية والعامة‪ ،‬ثم وزيرا للاقتصاد والمالية في‬         ‫الاقتصاد القياسي من جامعة " إكس – مارسيليا ‪ "3‬بفرنسا‪ ،‬في‬      ‫ولايات متتالية منذ ‪ ،1989‬وعضوا في اللجنة المركزية في‬                        ‫لعبة ال�ه�روب إل�ى الأم��ام‪ ،‬وتتملص من‬
                                                                        ‫‪ ،1986‬وعلى شهادة الدكتوراه في العلوم الاقتصادية من الجامعة‬                                                                                ‫مسؤولياتها ف�ي الان�ت�خ�اب�ات‪ ،‬ولا أن‬
                                            ‫‪ 3‬يناير ‪.2012‬‬                                                                                          ‫‪ .1998‬وباللجنة التنفيذية للحزب لولايتين متتابعتين‪.‬‬              ‫تتقمص أدوار المعارضة وتتبنى خطاب‬
‫وعين في ‪ 21‬غشت ‪ 2013‬رئيسا للمجلس الاقتصادي والاجتماعي‬                                                            ‫نفسها في ‪.1992‬‬       ‫‪ -‬عين من قبل الملك عضوا بلجنة ابن رشد لتقوية التعاون بين المغرب‬
                                                                        ‫‪ -‬أستاذ جامعي بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية‬  ‫وإسبانيا في يناير ‪ ،2005‬وعضوا بالمرصد الوطني للتنمية البشرية‬                                  ‫البراءة من الحصيلة‪.‬‬
                                                  ‫والبيئي‪.‬‬
   1   2   3   4   5   6   7   8   9   10