Page 7 - عدد الخميس صحيفة الصباح
P. 7

‫‪7 www.assabah.ma‬‬                                                                                                                                                                       ‫الخميس ‪ ٢٠٢٠/٥/٢١‬العدد‪٦٢٢٤ :‬‬                                                       ‫نحن ورمضان‬

                                                              ‫يوميات هارب‬                                                 ‫التاريخ السري للشبيبة الإسلامية‬

          ‫من جحيم الرصاص محجوب‬                                                                                  ‫الشبيبة تأكل أبناءها‬                                                                                                                                        ‫الحلقة الحادية عشرة‬
          ‫بنموسى‬  ‫‪5‬‬
                                                                                                                                                                                                                                                                          ‫يهدف عبد الرحيم مهتاد‪ ،‬أحد‬
‫محجوب بنموسى‪ ،‬مثقف مغربي اختار المنفى الاختياري في هولندا‪ ،‬هربا‬                                                 ‫قيادات في التنظيم زج بها مطيع في حروب بأفغانستان والبوسنة (أرشيف)‬                                     ‫تم احتضاني بفرنسا من قبل عدد من‬                     ‫رموز تنظيم الشبيبة الإسلامية‪ ،‬من‬
‫من جحيم الاعتقالات والملاحقات‪ ،‬التي طالته في منتصف الستينات وبداية‬                                                                                                                                                    ‫قيادات الشبيبة الإسلامية‪ ،‬على رأسهم‬                 ‫خلال هذه الحلقات‪ ،‬توجيه رسائل إلى‬
‫السبعينات‪ ،‬كاتبا عاما للشبيبة الاتحادية‪ ،‬ومناضلا سياسيا ذا مواقف معارضة‪.‬لكن‬                                     ‫وتــوفــي حـسـن المـشـفـي أحــد الـقـادة‬           ‫الـبـوسـنـة وبــتــرت رجــلــه‪ .‬اعـتـقـل زيـن‬      ‫الأخ حـسـن المـشـفـي‪ ،‬وبـعـد فـتـرة تـقـرر‬          ‫الشباب المغربي‪ ،‬مفادها ضرورة التعامل‬
‫مواقفه المعارضة ستقوده إلى السجن إبان فترة محمد أوفقير وإدريس البصري‪،‬‬                                           ‫المـيـدانـيـن بـامـتـيـاز‪ ،‬فـي ظـروف غامضة‬         ‫الدين على خلفية أحداث "أطلس أسني"‬                  ‫تـأسـيـس أول قـيـادة عـسـكـريـة للتنظيم‪،‬‬            ‫بذكاء وحذر مع رسائل الاستقطاب‬
‫ولم ينج من ملاحقتهما إلا بعد هروبه صوب الجزائر وتونس وليبيا‪ ،‬ومنها إلى‬                                          ‫في ‪ 2008‬بطرابلس‪ ،‬بعدما دفعه مطيع‬                   ‫بفرنسا ويعيش الـيـوم أوضـاعـا صعبة‬                 ‫كـنـت عـلـى رأسـهـا‪ ،‬إضـافـة إلـى الأخـويـن‬         ‫من أي تنظيمات سياسية أو دينية أو‬
                                                                                                                ‫إلى متاهات اللجان الثورية وألبها عليه‬              ‫دون هوية ولا أوراق‪ .‬أما عبد الله نظيفي‬                                                                 ‫أجهزة أجنبية‪ ،‬لتفادي المصير الذي‬
             ‫فرنسا‪ ،‬قبل أن يختار هولندا منفى له‪ ،‬وظل يستقر بها إلى الآن‪.‬‬                                        ‫فـي الأخـيـر‪ ،‬والأمـــر نـفـسـه لـعـبـد الـقـادر‬   ‫فـقـتـل فـي أفـغـانـسـتـان فـي ‪ 1994‬بـعـدمـا‬              ‫عبد الإله زياد وعبد الله نظيفي‪.‬‬              ‫عاشه رفقة باقي أعضاء التنظيم‪.‬‬
‫عاد محجوب بنموسى إلى المغرب في بداية الألفية الحالية‪ ،‬بعد مبادرة‬                                                ‫حـكـيـمـي مــن وجــــدة‪ ،‬تــوفــي هــو الآخــر‬     ‫غـامـر بـه مـطـيـع فـي فـيـافـي هــذا الـبـلـد‪،‬‬    ‫بــعــدهــا أقــمــنــا عـــــدة مــعــســكــرات‬    ‫يؤمن مهتاد بفكرة أن «اللعب» مع‬
‫الإنصاف والمصالحة‪ ،‬لتتجدد صلته من جديد بزملائه السابقين‪ ،‬ممن اشتغل‬                                              ‫فـي ظــروف غـامـضـة ومـابـسـات لا يعلم‬             ‫متغلغلا في صفوف تنظيم " قلب الدين‬                  ‫لـلـتـدريـب عـلـى الـسـاح‪ ،‬فـي "مـيـري دو‬           ‫هذه الأجهزة والتنظيمات المتطرفة‪،‬‬
‫وإياهم في المسرح والتلفزيون والسينما‪ .‬ألف بنموسى العديد من النصوص‬                                               ‫أغــوارهــا إلا الـشـيـخ مـطـيـع نـفـسـه‪ ،‬في‬                                                          ‫مـونـتـروي" و "أوبـيـرفـيـلـيـيـي" ضـواحـي‬          ‫يشبه رمي الصياد الطعم في صنارته‬
‫المسرحية والتلفزيونية وشارك في أعمال فنية عديدة سواء في التلفزيون‬                                               ‫حـن بقي عبد الإلـه السليماني مجهول‬                                            ‫حكمتيار"‪.‬‬               ‫العاصمة بـاريـس‪ ،‬قبل أن يتم نقل هذه‬                 ‫للسمكة‪ ،‬إذ أنها تتمهل في أكلها‪ ،‬ولما تقع‬
‫أو المسرح أو السينما‪ ،‬كما اشتغل مقدم برامج في قنوات فضائية هولندية‪ .‬في‬                                                                                                                                                ‫المعسكرات إلى مدن أخرى‪ ،‬مثل "أونجي"‬                 ‫في الفخ‪ ،‬تكون أمام ثلاثة احتمالات‬
‫السلسلة الحالية يستحضر بنموسى ذكريات مع نضالاته في الستينات والسبعينات‬                                                      ‫المصير إلى اليوم في أوربا‪.‬‬               ‫أقمنا معسكرات‬                                    ‫و"سـانـتـيـتـيـان" و"أورلــــيــــون"‪ .‬المــراكــز‬  ‫صادمة‪ ،‬إما أن تؤكل أو يتم الاحتفاظ‬
                                                                                                                ‫أمـا المجموعة الـتـي استقطبتها في‬                  ‫للتدريب على السلاح‬                                 ‫الأولــــى‪ ،‬كـانـت لـاسـتـئـنـاس واخـتـبـار‬         ‫بها في مجمد لمدة طويلة‪ ،‬أو تستعمل‬
                                ‫والاعتقال والهروب من جميع الملاحقات‪.‬‬                                            ‫‪ 1985‬من وجـدة‪ ،‬والتي قامت بمساعدة‬                                                                     ‫الأفــراد‪ ،‬وكـان التدريب فيها يهم بعض‬               ‫طعما للإيقاع بفرائس أخرى‪.‬‬
                                                                                                                ‫المــتــدربــن عـلـى الـتـسـلـل إلـــى الـجـزائـر‬    ‫بضواحي باريس‬                                     ‫الأسـلـحـة الـخـفـيـفـة‪ ،‬مــن قـبـيـل مـسـدس‬        ‫مصطفى لطفي‬
‫عيسى الكامحي‬                                                                                                    ‫وإدخال الأسلحة إلى المغرب‪ ،‬فقد تفرقت‬
                                                                                                                ‫بـهـم الـسـبـل‪ ،‬فـالأشـقـاء عـبـد الـلـه وقـاسـم‬   ‫أمــا مـهـتـاد فـقـد انـتـهـى بــه المـطـاف‬          ‫"براونينغ" ورشاش "الكلاشنيكوف"‪.‬‬                            ‫عبد الرحيم مهتاد‬
‫استنطاق بعد انقلابي ‪ 1971‬و‪1972‬‬                                                                                  ‫حـكـيـم ومـحـمـد وسـعـيـد بـنـضـيـاف‪ ،‬كـان‬         ‫بـعـدمـا نـجـا مـن مـوت محقق بـالـجـزائـر‪،‬‬         ‫وقبل مواصلة الحديث عن التنظيم‬
                                                                                                                ‫نـصـيـبـهـم الاعــتــقــال والمـحـاكـمـة ضـمـن‬     ‫مـعـتـقـا مــا بــن درب مـــولاي الـشـريـف‬         ‫الـعـسـكـري ومـعـسـكـرات الــتــدريــب‪ ،‬أود‬
‫لـم تـكـن بـدايـة السبعينات مختلفة عـن سـابـقـاتـهـا‪ ،‬بـل كـانـت شـاقـة‪ ،‬بالنظر إلـى‬                                                                               ‫والسجون المغربية لمدة ‪ 5‬سنوات‪ ،‬والآن‬               ‫الـتـوقـف حـول المـصـيـر المـأسـاوي لخيرة‬
                  ‫المضايقات وكثرة الحراسة المشددة على المناضلين‪.‬‬                                                    ‫مجموعة الـ ‪ 26‬الإسلامية في ‪.1985‬‬                                                                  ‫شــبــاب المــغــرب حـيـنـهـا‪ ،‬الــذيــن آمـنـوا‬
‫كــان مـحـجـوب بـنـمـوسـى يـتـنـقـل بـن مـكـنـاس والــربــاط‪ ،‬بـسـبـب عـمـلـه الـحـزبـي‬                         ‫وكان مصير الشقيقين لخضر وحسن‬                                ‫يعيش حياة عادية بالبيضاء‪.‬‬                 ‫بمشروع عبد الكريم مطيع وقرروا ركوب‬
‫وتواصله المستمر مع منظمة التحرير‪ ،‬بعد انخراطه فيها "أصبحت أقوم ببعض المهام‬                                      ‫بكير ومحسن ودران ومحمد حكيمي‪،‬‬                      ‫تـــم إقـــصـــاء عــبــد الـــكـــريـــم فـــوزي‬
‫التنظيمية‪ ،‬من قبيل زياراتي المتكررة إلى الحاجب وخنيفرة‪ ،‬من أجل الدعاية للقضية‬                                   ‫مختلفا‪ ،‬فهؤلاء أبقى عليهم مطيع معه‪،‬‬                ‫ومحاصرته‪ ،‬ما جعلة يؤدي الثمن غاليا‪،‬‬                     ‫المغامرة معه‪ ،‬فدفعوا الثمن غاليا‪.‬‬
                                                                       ‫الفلسطينية"‪.‬‬                             ‫قـبـل أن يـنـفـصـل عـنـهـم مـحـمـد حكيمي‬           ‫وعــانــى ولاد الـحـبـيـب‪ ،‬أقـــرب المـقـربـن‬      ‫في سنوات الثمانينات كانت للشيخ‬
‫كان الأمن يتعقب محجوب بنموسى في تحركاته ‪ ،‬فاعتقل إثرها‪ ،‬وخضع لأبشع‬                                              ‫ليتفرغ لأموره الخاصة في إحدى الدول‬                 ‫للشيخ مطيع الشيء الكثير‪ ،‬رغم أنه كان‬               ‫مطيع طاقات شبابية متميزة‪" ،‬حـارة"‪،‬‬
‫أنواع التعذيب في كوميسارية "سانطرال" في مكناس‪ ،‬وزاد قائلا " خضعت للتعذيب‬                                        ‫الأوربــيــة‪ ،‬فـيـمـا عــاد لـخـضـر بـكـيـر إلـى‬   ‫لـه الـفـضـل الـكـبـيـر عـلـى مـطـيـع وأولاده‪،‬‬     ‫ولـكـنـه أســاء لـهـا كـمـا أســاء لـقـيـادتـهـا‪،‬‬
‫من قبل المدعو الشرقاوي‪ ،‬وما زاد الطين بلة أن برنامجا إذاعيا كان يبث من ليبيا وكنت‬                               ‫المـغـرب وسـوى وضعيته القانونية‪ ،‬في‬                                                                   ‫وكانت النتيجة كارثية‪ ،‬أولهم عبد‬
‫أشـارك فيه كل يوم أربعاء وسبت‪ .‬تطرقت الإذاعـة إلى ضيعة أداروش لتربية الأبقار‪،‬‬                                   ‫حــن ظــل شـقـيـقـه حـسـن بـكـيـر وودران‬                             ‫فانسحب في صمت‪.‬‬                   ‫الإلــه زيــاد‪ ،‬فـهـو المـسـؤول رفقة‬
‫وتوجد على طول الطريق المؤدية إلى خنيفرة‪ ،‬وكانت مجهزة بوسائل حديثة وحراسة‬                                                                                                                                              ‫امـحـمـد زيـن الـديـن عـن واقـعـة‬
‫مسلحة‪ .‬اعتقلت يوم الاثنين وأطلق سراحي في اليوم الموالي‪ ،‬قبل اعتقالي من جديد‬                                                ‫محسن برفقة الشيخ مطيع‪.‬‬                                                                     ‫أطـلـس أسـنـي بـمـراكـش في‬
                  ‫يوم الخميس بسبب برنامج إذاعة ليبيا"‪.‬‬                                                                                                                                                                ‫‪ 1994‬ويعيش اليوم مشردا‬
                                                                       ‫فــــــــــــي تـــلـــك‬                                                                                                                       ‫فــي فــرنــســا‪ .‬وتــحــولــت‬
                                                                       ‫الـفـتـرة‪ ،‬كــان والـد‬                                                                                                                         ‫حياة امحمد زيـن الدين‬
                                                                       ‫بـــنـــمـــوســـى فــي‬                                                                                                                        ‫من أنجب طلاب جامعة‬
                                                                       ‫وضـعـيـة إنسانية‬                                                                                                                               ‫أمــيــان الـفـرنـسـيـة إلـى‬
                                                                       ‫حـــرجـــة‪ ،‬بـسـبـب‬                                                                                                                            ‫مــعــاق‪ ،‬بـعـدمـا زج بـه‬
                                                                                                                                                                                                                      ‫مـطـيـع في‬

                                                                       ‫اعــتــقــالاتــه ابـنـه‬
                                                                       ‫المتكررة‪ ،‬إذ لا يكاد‬
                                                                       ‫يــغــادر الاعــتــقــال‬
                                                                       ‫حــتــى يـسـتـدعـى‬
                                                                       ‫مـن جديد للمثول‬                                                                                                 ‫جرائم مروعة ‪5‬‬
                                                                       ‫أمــــــــــــام شـــرطـــة‬
‫بنموسى عاش أياما عصيبة بعد الانقلابين (خاص)‬                            ‫ك ـ ـ ـوم ـ ـ ـي ـ ـ ـس ـ ـ ـاري ـ ـ ـة‬  ‫جرائم اهتز لها استقرار مدن جهة فاس وارتكبها مجرمون رضعوا حليب وجرائم فوق العادة‪ ،‬نعيد تركيب ظروف وأسباب وحيثيات ارتكابها في هذه‬

                                                                       ‫حمرية‪.‬‬                                                                                                          ‫الجريمة من ثدي الانحراف المبكر‪ ،‬فشبوا عليها دون أن تردعهم سنوات قضوها السلسلة‪.‬‬
‫مــازال بنموسى يـتـذكـر تفاصيل نـشـاطـه الـنـضـالـي وأيـامـه العصيبة مـع المـخـزن‬
‫"دخلت يوما المنزل وعلى متن دراجتي النارية عدد كبير من المناشير‪ ،‬حينها سألني‬                                     ‫حميد الأبيض (فاس)‬                                                                                     ‫خلف أسوار السجن‪ .‬مجرمون يهابهم الجميع وسمعتهم ملطخة بدماء الأبرياء‪،‬‬
                                                                                                                                   ‫فقيه ضحية زوجته وابنته‬
‫والـدي عـن محتواها‪ ،‬وقلت لـه إنها تخص الـدعـوة لأجـل خـوض إضـراب عـام بمعمل‬
‫"سفيطا"‪ ،‬أخد والدي نسخة من المنشور وناولها إلى شقيقي الأصغر من أجل قراءتها‪،‬‬
‫فصعق من هول مضمونه‪ ،‬قبل أن يوجه إليه سؤالا‪ ،‬هل حزبكم له مدافع؟‪ ،‬فأجبت لا‪،‬‬
‫ليبادرني بآخر‪ ،‬وهل حزبكم له دبابات وطائرات؟ فقلت له إطلاقا‪ ،‬ثم رد علي المخزن‬
‫أقوى له جيش منظم وأمن وحزبكم يريد أن يحاوره بالمناشير والخطب الرنانة"‪.‬‬                                          ‫وأخضعت لخبرة للتثبت مـن أصحابها‪ ،‬بحثا عـن قـرائـن وأدلـة‬               ‫لاستقصاء الأمـر‪ ،‬ليكتشفوا متأخرين سقوط ذاك الشيخ الـورع‬                   ‫حـبـكـت الـزوجـة الـغـاضـبـة عـلـى زوجـهـا الـسـبـعـيـنـي الإمــام‬
‫فوجئ بنموسى باختفاء منشوراته في اليوم المـوالـي‪ ،‬ليضطر إلـى اللجوء إلى‬                                                         ‫مادية كفيلة بفك لغز هذه الجريمة الغامضة‪.‬‬                ‫المعروف بحسن سلوكه وطيبوبته‪ ،‬ضحية قتل مجهول منفذوه‪.‬‬                       ‫بـمـسـجـد بـفـاس الـطـامـع فـي الــزواج مـن امــرأة ثـانـيـة‪ ،‬سـيـنـاريـو‬
‫محكمة الاستئناف‪ ،‬حيث التقى (م‪.‬غ)‪ ،‬كاتب الضبط بها لطبع منشورات أخرى "المهم‬                                                                                                              ‫لفظ الضحية أنفاسه الأخـيـرة لمـا حضرت سـيـارة الإسعاف‬                     ‫قتله بمنزلهما بإقامة دليلة في زواغـة‪ .‬خططت لذلك بتواطؤ مع‬
‫أننا وزعنا المنشور و"جلخنا" الجدران بشعارات قوية وصادمة‪ ،‬كنا نقوم بمظاهرات‬                                      ‫واجــه ضـابـط الـشـرطـة الـزوجـة الـتـي أنـهـت عـقـدهـا الـسـابـع‪،‬‬     ‫وعناصر الشرطة التي وجدته منبطحا ممرغا في دمائه وعليها‬                     ‫ابنتهما‪ .‬وأبدعت قصة مثيرة لهجوم غرباء عليه‪ ،‬محاولة إبعاد‬
‫بين حين وآخر لا تستغرق ‪ 15‬دقيقة‪ ،‬ثم ننتقل إلى مكان آخر نتفق عليه‪ ،‬وفق تكتيك‬                                     ‫بمعطيات علمية دقيقة وحاصروها بأسئلة أكثر دقة حول مصدر‬                  ‫جـروح كثيرة‪ ،‬كما عاينت ودونـت فـي محضر المعاينة قبل نقل‬                   ‫الشبهة عنها‪ ،‬في حيلة لم تنطل على المحققين الذين لم يصدقوها‪،‬‬
                                                                       ‫ناجح وفعال"‪.‬‬                             ‫جروحها‪ ،‬فلم تصمد طويلا لتنهار وتعترف بتفاصيل الجريمة‪،‬‬                  ‫الجثة للتشريح بمستشفى الغساني‪ ،‬لينطلق مسلسل البحث لفك‬                     ‫كما توقعت أمام تناقضها في رواية تفاصيل الحادث‪ ،‬واحدا من‬
‫ظـل أعـضـاء الـحـزب الاشـتـراكـي لـلـقـوات الشعبية يـتـسـاءلـون مـن يـكـون وراء هـذه‬                                                                                                   ‫لغز مقتله وصحة روايـة الزوجة بمهاجمته في منزله من قبل ‪3‬‬
‫المنشورات‪ ،‬دون أن يتلقوا أجوبة عن استفساراتهم‪ ،‬فيما كان محجوب بنموسى يحضر‬                                                                            ‫على غرار ابنتها‪.‬‬                  ‫أشخاص ملثمين عرضوه إلـى الضرب والـجـرح بالسلاح قبل أن‬                                           ‫أخطر وأبشع جرائم عرفتها المدينة‪.‬‬
‫اجتماعات الكتابة الإقليمية للحزب والجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني‪.‬‬                                    ‫اعـتـرفـت الابـنـة بـضـرب أبيها ب"يـد مـهـراز" حـديـدي‪ ،‬إلـى أن‬                                                                                  ‫لم يكن سهلا على الزوجة إقناع الجميع بروايتها ولا إيجاد‬
‫انـخـرط بـنـمـوسـى فـي أنـشـطـة أخـرى بـعـد تـأسـيـس الشبيبة الـعـامـلـة‪ ،‬منها العمل‬                            ‫سـقـط أرضــا مـغـمـى عـلـيـه‪ ،‬ردا عـلـى تعنيفه أمـهـا المـحـتـجـة على‬                    ‫يذبحوه كما تذبح أضحية عيد الأضحى‪.‬‬                       ‫وسائل إخفاء الحقيقة عن الجيران قبل عناصر الشرطة القضائية‪.‬‬
‫المسرحي‪ ،‬إذ كانت المسرحيات من تأليف جماعي‪ ،‬يقوم بذلك رفقة بنكيران والغندور‪.‬‬                                     ‫علاقته المشبوهة بفتاة تصغرها بعقدين‪ ،‬بعدما تناقشا وتلاسنا‬              ‫قتل الإمـام مـن قبل أفـراد أسـرتـه‪ ،‬فرضية وضعها المحققون‬                  ‫استعانت بابنتها العشرينية بحثا عن مخرج لورطتهما‪ ،‬واتفقتا‬
‫حلت ‪ 1973‬بكل زخمها ومراحلها العصيبة والحاسمة‪ ،‬كانت سنة نضالية بكل‬                                               ‫وتبادلا الضرب‪ ،‬لشكها في رغبته في الـزواج ثانية‪ ،‬فيما اتضح‬              ‫نـصـب أعـيـنـهـم فـي بـحـثـهـم الــذي اسـتـنـجـدوا فـيـه بـخـبـرة وذكـاء‬  ‫على نسج خيوط طريق سالكة للتملص من مسؤوليتهما في قتله‬
‫مـا تعني الكلمة مـن معنى‪ ،‬بعد انقلابين عسكريين سنتي ‪ 1971‬و‪ ،1972‬والإضـرابـات‬                                    ‫أن الـخـدوش والـجـروح الـبـاديـة عـلـى الـضـحـيـة وزوجـتـه‪ ،‬ناتجة‬      ‫عـنـاصـر الـشـرطـة العلمية‬
                  ‫المتأججة بالمغرب‪ ،‬قبل اندلاع حركة ‪ 3‬مارس ‪.1973‬‬                                                ‫عن اشتباكهما‪ ،‬قبل السيطرة عليه بعدما خارت قواه إثر ضربة‬                ‫والـتـقـنـيـة الـتـي مـشـطـت‬                                                  ‫بعدما نـحـراه على الطريقة الداعشية بسكين كبير أخفياه‬
‫والنتيجة أن اعتقل محجوب بنموسى مـن جـديـد رفـقـة أعـضـاء الكتابة الإقليمية‬                                                                                                             ‫أرجـــاء الـشـقـة ورفـعـت‬                                                      ‫بـعـنـايـة‪ ،‬كـمـا أداة حـديـديـة ضـربـتـاه بـهـا فـي رأســه لشل‬
‫للحزب‪ ،‬وضمنهم النقيب محمد برادة ومحمد الشرقاوي ومحمد اقليلو ومحمد الجابري‬                                                                 ‫تلقاها في رأسه من فلذة كبده‪.‬‬                 ‫بصمات مختلفة من‬                                                                                ‫حركته والحيلولة دون مقاومته لهما‪.‬‬
‫‪.‬بعد إطلاق سراحي لم أستعيد كتبي ودفاتري المحتجزة‪ ،‬ولم أستعد بطاقتي الوطنية‪،‬‬                                     ‫في تلك الليلة عاد الإمام إلى منزله بعد أدائه صلاة العشاء‪،‬‬              ‫عــلــى الــجــثــة ومــن‬                                                         ‫غــادرتــا المـنـزل المـلـحـق بـالمـسـجـد الــذي يــؤم فيه‬
‫وكل أوراقي الشخصية‪ ،‬وطلب مني ألا أغادر مكناس‪ .‬كنت ملزما بزيارة الكوميسارية‬                                      ‫محملا بخضر وفواكه ومواد غذائية‪ ،‬دون أن يدري أنه لن يأكلها‪،‬‬             ‫خــــدوش ظــاهــرة‬                                                                 ‫الضحية المصلين للصلاة‪ ،‬خفية ومكثتا خارجا لمدة‬
                     ‫كل صباح وإثبات حضوري بالمدينة‪.‬‬                                                             ‫بعدما لم تترك له الزوجة وابنتها الناقمة من إجبارها على ارتداء‬          ‫وجـــــــــروح فــي‬                                                                  ‫قصيرة‪ ،‬وعـادتـا إليه كما لـو كانتا تدخلانه لأول‬
                                                                                                                ‫الحجاب‪ ،‬فرصة لذلك والـحـيـاة‪ .‬عاتبته وتلاسنا قبل أن ينقض‬               ‫وجـــــه ويــــدي‬                                                                     ‫مرة‪ .‬لطمتا خديهما وأطلقتا صرخات الاستغاثة‬
                                                                                                                ‫عليها ويطرحها أرضا ويضربها بحدة‪ ،‬لتتولى الابنة شل حركته‬                ‫ال ـ ـض ـ ـح ـ ـي ـ ـة‪.‬‬                                                                 ‫لـلـفـت انــتــبــاه الــجــيــران‪ ،‬مـكـسـرتـن صـمـت‬
                                                                                                                ‫بضربة قوية بأداة حادة‪ ،‬لم تترك له المناسبة للمقاومة ولا فرصة‬                                                                                                    ‫لـيـل الإقــامــة الـتـي غــادرهــا سـكـانـهـا سـريـعـا‬

                                                                                                                                                            ‫للعيش‪.‬‬

‫إذا كان الديربي يحبس أنفاس البيضاويين ويشد أنظار المتتبعين الرياضيين المغاربة داخل الوطن مسار لاعبين اعتبروا نجوما في فترات زمنية متباعدة‪ ،‬واستطاعوا تدوين أسمائهم بمداد من ذهب في‬                                                                                        ‫"طرائف‬
                                                                                                                                                                                                                                                                          ‫الديربي"‬
‫وخارجه‪ ،‬نظرا لما يعرفه من قتالية داخل المستطيل الأخضر من قبل لاعبين يعتبرون المباراة بطولة تاريخ الكرة الوطنية‪ ،‬حتى صاروا اسما موشوما في الذاكرة المغربية لدى الجماهير التي مازالت تتغنى بهم‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                ‫‪5‬‬
‫محمد بها‬                                                                                                        ‫وسط البطولة الوطنية‪ ،‬فإنه لا يخلو من طرائف تحولت إلى نكت يتم تداولها كلما حان الموعد الكروي وتستحضر إنجازاتهم‪.‬‬

                                                                                                                                   ‫بالبطولة الوطنية‪.‬من خلال سلسلة "طرائف الديربي» سيتم تسليط الضوء على أهم الوقائع الطريفة في‬
          ‫الراقي ‪ :‬تظاهرت بالشفاء لألعب الديربي‬
                     ‫نال لقب رجل المباراة وفاخر مازحه‪" :‬مكرهتش تمرض في المتشات الجاية"‬

‫بحركة غير عادية للاستحواذ على الكرة‪ ،‬جعلني أقع على‬            ‫(أرشيف)‬                                           ‫عصام الراقي‬                                                            ‫بوعكة صحية قبل يومين من المباراة‪ ،‬تمثلت في إصابتي‬                         ‫يعتبر عصام الراقي من اللاعبين الرجاويين المحبوبين‬
‫ظهري‪ ،‬وهي اللقطة التي أغمي فيها علي لمدة دقيقتين قبل‬                                                                                                                                   ‫بارتفاع شديد في درجة الحرارة‪ ،‬وهو ما جعلني أنقطع عن‬                       ‫لـدى جمهور «المـكـانـة»‪ ،‬نـظـرا لقتاليته ووفـائـه لفريقه‪ ،‬إذ‬
‫دخول الطاقم الطبي سواء بفريقي الرجاء والوداد للإشراف‬                                                                                                                                   ‫التداريب وعدم مشاركة زملائي الأكل داخل مطعم الفندق‪،‬‬                       ‫يحظى باحترام جمهور الخصم لدماثة أخلاقه واحترامه‬
                                                                                                                                                                                       ‫إلى درجة تقرر الاكتفاء بمناولتي الدواء والأكل وسط غرفة‬                    ‫لـلـفـرق المـنـافـسـة‪ ،‬كـمـا أنــه اشـتـهـر بــروح الـدعـابـة‪ ،‬الـتـي‬
               ‫على حالتي‪ ،‬وبعدها تحسنت حالتي"‪.‬‬                                                                                                                                         ‫نومي‪ ،‬وهو ما جعل المدرب امحمد فاخر يقرر عدم الاعتماد‬                      ‫يتميز بها وسط زملائه‪ ،‬وفي أشد المواقف الصعبة داخل‬
‫ولأن المـدرب يحرص على سلامة لاعبه أولا وأخـيـرا‪،‬‬
‫خاطب المدرب فاخر لاعبه الراقي‪ ،‬إن كان يستطيع مواصلة‬                                                                                                                                                ‫علي في المباراة التي ستجمعنا بالوداد «‪.‬‬                                                     ‫المستطيل الأخضر‪.‬‬
‫المباراة أم سيتم استبداله بلاعب آخر‪ ،‬لكن عصام تظاهر‬                                                                                                                                    ‫ولأن عصام الـراقـي لا يعرف معنى الاستسلام وحبه‬                            ‫ومـن بـن الأحـداث غير العادية التي يتذكرها عصام‬
                                                                                                                                                                                       ‫لفريقه الأخضر‪ ،‬فكر في اعتماد حيلة حتى يتمكن من لعب‬                        ‫الراقي اللاعب السابق لفريق الرجاء الرياضي لكرة القدم‪،‬‬
        ‫بالشفاء وخاطبه "لا تقم بإخراجي فأنا بخير"‪.‬‬                                                                                                                                     ‫الديربي‪ ،‬إذ قبل يـوم من المـبـاراة توجه إلـى مدربه امحمد‬                  ‫استحضار مبارياته التي خاضها في الديربي البيضاوي‪،‬‬
‫يحكي عصام الراقي وهو يضحك "قال لي المدرب فاخر‬                                                                                                                                          ‫فـاخـر وتـظـاهـر بـالـشـفـاء‪ ،‬حتى يتم الـعـدول عـن فـكـرة عدم‬             ‫وما عاشه من لحظات غير عادية في المباراة‪ ،‬التي جمعت‬
‫واش كتحس براسك بخير وقـادر تكمل المـاتـش؟ قلت ليه‬                                                                                                                                      ‫إشـراكـه "أعـلـمـت مـدربـي أنـنـي أصبحت قـادرا على خوض‬                    ‫فريقه الأخضر بالغريم التقليدي الوداد الرياضي بأكادير‪.‬‬
‫إيه‪ ،‬بينما الحقيقة أنني كنت مريضا وأعاني في صمت‪،‬‬                                                                                                                                       ‫مـبـاراة الـديـربـي‪ ،‬الـتـي سـتـكـون فـي الـيـوم المــوالــي‪ ،‬لكنه‬        ‫ولأن مـبـاراة الـديـربـي لـهـا وضــع خــاص‪ ،‬إلــى درجـة‬
‫حتى لا أفقد فرصتي في المشاركة في الديربي‪ ،‬والحمد لله‬                                                                                                                                   ‫خاطبني كيف لك أن تلعب وأنـت مريض وتعاني ارتفاعا‬                           ‫تصنيفها بطولة وسـط منافسات البطولة الوطنية‪ ،‬فإن‬
‫أكملت المـبـاراة‪ ،‬ومـن الغرائب أنني نلت لقب رجـل المباراة‬                                                                                                                              ‫في درجة الحرارة والسعال‪ ،‬لكني قلت له "من هنا لغدا إن‬                      ‫الاسـتـعـداد الـخـاص لـلـعـرس الـكـروي المـصـنـف واحــد من‬
                                                                                                                                                                                       ‫شاء الله راني باغي لعب‪ ،‬هذا ديربي وخاصني لعبوا باش‬                        ‫أفضل الديربيات في العالم‪ ،‬يتحول إلى ضغط نفسي على‬
                           ‫رغم الوعكة الصحية»‪.‬‬                                                                                                                                                                                                                   ‫اللاعبين والفريق برمته‪ ،‬وهو ما يجعل اللاعبين يعيشون‬
‫وخـتـم عـصـام الـراقـي "بـعـد انـتـهـاء المـبـاراة انكشفت‬                                                                                                                                                       ‫ما كان راني وليت بخير"‪.‬‬                          ‫طرائف مرتبطة برهبة اللقاء والرغبة الجامحة للمشاركة‬
‫خـدعـة الـشـفـاء‪ ،‬بعدما عـايـن زمـائـي والمــدرب مـا وقـع لي‬                                                                                                                           ‫وأضـاف الـراقـي وهـو يستحضر الـواقـعـة‪" ،‬الحمد لله‬                        ‫في "ماتش ماشي عادي"‪ ،‬يقول عصام «بين الطرائف التي‬
‫داخــل مـسـتـودع المـابـس‪ ،‬إذ كـنـت أتـقـيـأ وكـنـت أرتـجـف‪،‬‬                                                                                                                           ‫رغم أن حالتي تحسنت قليلا وتناولت الدواء‪ ،‬تم إشراكي‪،‬‬                       ‫مازلت أتذكرها أن الديربي الذي كنا فيه الفريق المستضيف‪،‬‬
‫وهـو ما جعل امحمد فاخر يخاطبني مازحا "ماكرهتش‬                                                                                                                                          ‫لـكـن أثـنـاء خـوضـي لـلـمـبـاراة عــاودنــي المــرض وأصـبـت‬              ‫تـقـرر أن يـكـون بـأكـاديـر‪ ،‬لكن مـن سـوء حظي أنـنـي أصبت‬
                                                                                                                                                                                       ‫بالحمى‪ ،‬لكني فضلت القتالية داخل الميدان‪ ،‬إلا أن قيامي‬
   ‫تصحاح هاد السيمانة وقبل منها بيومين تمرض‪."...‬‬
   2   3   4   5   6   7   8   9   10   11   12