Page 6 - عدد الجمعة صحيفة الصباح
P. 6

‫عــبـــر‬                                                                                                                                                                                                                                                    ‫‪www.assabah.ma‬‬                                                          ‫يوميات "الزاز"‬

                   ‫اجعل نفسك ميزانا في ما بينك‬                                                                                                                                                                                                                                ‫الجمعة ‪ ٢٠٢٠/٥/١٥‬العدد‪٦٢١٩ :‬‬                                                ‫(الحلقة السادسة)‬
                           ‫وبين غيرك‬
                                                                                                                                                                                                                                                                             ‫الدليمي‬                                                                     ‫الحسين كيود الملقب بـ "الزاز"‪،‬‬
       ‫مات مقتولا‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                        ‫لاعب دولي سابق للمنتخب الوطني‬
                                                                                                                   ‫الشاحنة التي صدمته رفقة السائق سرقت وكانت في ملكية مقاول‬                                                                                                                                                                              ‫والفتح الرياضي‪ ،‬يروي لـ "الصباح"‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                         ‫في الجزء الثالث من مساره الرياضي‬
‫(خاص)‬  ‫الدليمي في استعراض عسكري‬                                                                                                                                                                                              ‫حـفـيـظ الـعـلـوي‪ ،‬وكــانــوا يـحـاولـون إحــداث‬          ‫> هـل كلفك الدليمي بمهمة بعد توليه‬                                ‫والمهني‪ ،‬تفاصيل حول مقتل المهدي‬
                                                                                                                                                                                                                             ‫مشاكل بين الدليمي والملك‪ ،‬وحاولوا أن يلفقوا‬                                                   ‫"لادجيد"؟‬                     ‫بن بركة والجنرال أحمد الدليمي‪،‬‬
‫الشاحنة كانت تابعة لشركة مقاول مراكشي‪،‬‬                                                                             ‫بــه‪ ،‬فـأجـابـنـي‪ ،‬إن مــا قـــدره الـلـه لــه هــو من‬                                                    ‫له محاولة تسلل جزائريين إلـى دار بوعزة‪،‬‬                                                                                     ‫وتورط مسؤولين في معتقلهما‪،‬‬
‫والــســائــق الــــذي كـــان فــي حــوزتــه لــم يـكـن‬                                                            ‫سـيـكـون‪ ،‬وفـي صـبـاح الـيـوم الــذي قـتـل فيه‪،‬‬                                                           ‫للقيام بانقلاب‪ ،‬لكن جميع محاولاتهم باء ت‬                  ‫> أنا لم تكن لدي أي علاقة بـ"لادجيد"‪ ‬ولا‬                          ‫وحقائق جديدة من سنوات الرصاص‪.‬‬
‫موجودا فيها‪ ،‬وأخبر المحققين أن الشاحنة‬                                                                             ‫تـحـدثـت إلـيـه وطـلـب مـنـي الالـتـحـاق بـه في‬                                                           ‫بالفشل‪ ،‬وتأكد وفـاء الدليمي للملكية‪ ،‬بعد‬                  ‫بأي مسؤول آخر‪ ،‬كانت علاقتي به مباشرة‪،‬‬                             ‫صلاح الدين محسن‬
‫سرقت منه‪ ،‬لكن ذلك لم يخف من وراء مقتل‬                                                                              ‫مراكش‪ ،‬وفـي المساء أخبرني محمد بناني‪،‬‬                                                                     ‫أن أخـبـرت المـخـابـرات الـخـارجـيـة الأمـريـكـيـة‬        ‫وأي شـيء أتـلـقـاه بـشـكـل رسـمـي مـن جهات‬
                                                                                                                   ‫الحاجب الملكي‪ ،‬وكان عاملا في الصويرة أنه‬                                                                  ‫المغرب بمحاولة موريتانيا والجزائر وليبيا‬                  ‫مـسـؤولـة أقـدمـهـا لـه‪ ،‬لأنـه كلفني بمهمتين‬                                ‫الحسين كيود‬
                                     ‫الدليمي‪.‬‬                                                                                                                                                                                ‫مـسـاعـدة "بـولـيـسـاريـو" فـي الاسـتـيـاء على‬            ‫أسـاسـيـتـن‪ ،‬مـلـف طـانـطـان وسـيـدي إفـنـي‪،‬‬
              ‫> من كان معه في السيارة؟‬                                                                                                                     ‫توفي‪.‬‬                                                             ‫الـداخـلـة‪ ،‬إذ شــارك بنفسه مـع المـظـلـيـن في‬            ‫ومن قام بمنحي وثيقة تسلمي مهامي‪ ،‬هو‬
‫> كــان مـعـه سـائـق يـدعـى نـجـاح‪ ،‬تـوفـي‬                                                                                             ‫> كيف تلقيت الخبر؟‬                                                                    ‫النزول فوق الداخلة في ‪ 14‬غشت ‪ ،1979‬علما‬                   ‫عمر بنعمر‪ ،‬المكلف بديوان إدريس البصري‬
‫مـعـه فـي الـحـادثـة‪ ،‬ومــن الـصـدف أن سائقه‬                                                                       ‫> في بداية الأمر لم أصدقه‪ ،‬وقلت له إني‬                                                                    ‫أن الـدلـيـمـي أخـبـر أيـضـا مـن قـبـل أصـدقـائـه‬
‫الشخصي عباس بـامـن‪ ،‬لـم يكن مـوجـودا‪،‬‬                                                                              ‫تـحـدثـت إلـيـه فـي الـصـبـاح‪ ،‬بـعـد أن دهسته‬                                                                                                                                                        ‫في الداخلية‪.‬‬
‫لأنـــه دخـــل فــي خـــاف مــع زوجـــة الـدلـيـمـي‬                                                                                                                                                                                                  ‫الخارجيين بالعملية‪.‬‬               ‫> ألم يظهر مسؤولون آخـرون يحاربون‬
‫أسبوعا قبل الحادثة‪ ،‬واضطر إلى الاستعانة‬                                                                                                        ‫شاحنة بمراكش‪.‬‬
‫بـنـجـاح‪ ،‬الـــذي لـقـي حـتـفـه إلــى جـانـبـه‪ ،‬في‬                                                                       ‫> هل كانت حادثة عادية أم مدبرة؟‬                                                                     ‫كارلوس كان معتقلا‬                                                            ‫الدليمي بعد وفاة أوفقير؟‬
   ‫سيارته الخاصة من نوع " بي إم دبليو"‪.‬‬                                                                            ‫> الـتـحـقـيـقـات لـــم تــذهــب بــعــيــدا‪ ،‬لأن‬                                                         ‫في أحد السجون الفرنسية‬                                    ‫> صـراحـة كـان هناك العديد مـن الأعـداء‬
                                                                                                                                                                                                                             ‫ونشر في كتاب أن الدليمي‬                                   ‫يتربصون بـه‪ ،‬بالنظر إلـى حساسية المهام‬
                                                                                                                                                                                                                             ‫كان يخطط لانقلاب‬                                          ‫الـتـي أوكـلـهـا لـه صـاحـب الـجـالـة‪ ،‬وأطـلـقـوا‬
                                                                                                                                                                                                                             ‫ضد الحسن الثاني في أحد‬                                    ‫عـلـيـه شــائــعــات بــأنــه الــتــقــى مـــع هـــواري‬
                                                                                                                                                                                                                             ‫المؤتمرات بالبيضاء‬                                        ‫بـومـديـن‪ ،‬الـرئـيـس الـجـزائـري الـراحـل‪ ،‬وأنـه‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                       ‫يـخـطـط لانـقـاب عـسـكـري رفـقـتـه‪ ،‬فـي ‪1974‬‬
                                                                                                                                                                                                                             ‫> ألـم يكن يطلعك على بعض مكنوناته‬                         ‫و‪ ،1975‬وساهم في هذا الأمر أحد المرتزقة‬
                                                                                                                                                                                                                                               ‫بخصوص رؤيته للملكية؟‬                    ‫يدعى كـارلـوس‪ ،‬الـذي كتب كتابا ضد‬

                                                                                                                                                                                                                             ‫> أذكــــر أنــــي كــنــت ذاهـــبـــا رفــقــتــه إلــى‬                               ‫الدليمي‪.‬‬
                                                                                                                                                                                                                             ‫بلقصيري بعد المسيرة الخضراء‪ ،‬وتحديدا‬                                          ‫> كيف ذلك؟‬
                                                                                                                                                                                                                             ‫في ‪ ،1976‬وقال لي إنه لا يوجد مثل الحسن‬                    ‫> كـــارلـــوس كـــان مـعـتـقـا فـي‬
                                                                                                                                                                                                                             ‫الثاني في العالم‪ ،‬لكن المشكل الذي يواجهه‪،‬‬                 ‫أحــد الـسـجـون الـفـرنـسـيـة‪ ،‬وكـتـب‬
                                                                                                                                                                                                                             ‫أن المـحـيـطـن بـه مـدجـجـون ب"الـحـجـابـات"‪،‬‬             ‫فـي كـتـاب نـشـره أن الدليمي كان‬
                                                                                                                                                                                                                             ‫ويـسـتـعـمـلـون الـسـحـر والـشـعـوذة للسيطرة‬              ‫يـخـطـط لانــقــاب ضــد الـحـسـن‬
                                                                                                                                                                                                                             ‫عليه‪ ،‬وهناك طلبت منه أن يبتعد عن محيط‬                     ‫الـثـانـي‪ ،‬وأنـــه الـتـقـى بـومـديـن‪،‬‬
                                                                                                                                                                                                                             ‫الملك‪ ،‬لأن هناك الكثير من الأعداء يتربصون‬                 ‫وكـــان يـعـتـزم الـقـيـام بـذلـك في‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                       ‫أحـد المـؤتـمـرات بـالـبـيـضـاء‪ ،‬إذ‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                       ‫تـبـن أن كـارلـوس كـان يتلقى‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                       ‫أمـوالا من أجـل نشر مثل هذه‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                       ‫الـشـائـعـات ضـــده‪ ،‬ومــن تلك‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                       ‫الـفـتـرة أصـبـح لـه الـكـثـيـر من‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                       ‫الأعداء‪ ،‬أمثال الجنرال مولاي‬

‫ألصقت بالمجتمعات الإسلامية مجموعة من الأحكام المسبقة التي‬                                                                                                                                            ‫الجدال الديني‬                                                                 ‫الأوبئة والمجاعات في المغرب ‪6‬‬
‫تكرس تعصب المسلمين لعقيدتهم ورفضهم للآخر‪ ،‬ويدحض الباحث‬                                                                                                                                                ‫في الإسلام‬
‫الأكاديمي يونس إمغران‪ ،‬في كتاب "رسالة راهب فرنسا ورد القاضي‬                                                                                                                                                                                                                  ‫يحفل تاريخ المغرب بكثرة الأوبئة التي فتكت بآلاف المغاربة‪ ،‬وأثرت‪ ،‬خلال تلك الحقبة‪ ،‬بشكل كبير على‬
‫الباجي عليها"‪ ،‬كل هذه المزاعم‪ ،‬من خلال تحليل رسالة الراهب الفرنسي‬                                                                                                                                    ‫الأخيرة‬                                                                    ‫البنية الديمغرافية للسكان‪ ،‬وشكلت رواسب نفسية في الذهنية الجماعية‪ ،‬مازالت حاضرة داخل المجتمع‪.‬‬
‫الموجهة إلى المقتدر بالله‪ ،‬حاكم سرقسطة‪ ،‬الذي يدعوه فيها إلى اعتناق‬
‫النصرانية‪ ،‬وكيف كان رد العالم الإسلامي عليها والمنهجية التي اعتمدها‬                                                                                                                                                                                                          ‫في مقال صدر في ‪ ،1974‬من الباحثين برنار روزنبرجي وحميد التريكي‪ ،‬معنون بـ"المجاعات والأوبئة في‬
‫في إدارة الجدال مع راهب فرنسا‪ .‬نقدم عبر حلقات مقتطفات من‬                                                                                                                                                                                                                     ‫مغرب القرنين ‪ 16‬و‪ ،"17‬تتم الإشارة إلى أن وباء الطاعون الأكثر شيوعا في المغرب‪ ،‬حيث يتردد كثيرا على‬
                                                                                                                                                                                                                                                                             ‫ألسنة المغاربة عبر مختلف الحقب‪ ،‬إضافة إلى حمى التيفوئيد والجدري والسل والحصبة‪ ،‬فكيف واجه المغاربة‬
     ‫الكتاب‪ ،‬الذي صدر أخيرا‪ ،‬وكان موضوع بحث لنيل شهادة الماستر‪.‬‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                 ‫هذه الجوائح؟‬
‫أجرى الحوار‪ :‬عبد الواحد كنفاوي‬
                                                                                                                                                                                                                                                                             ‫خالدالعطاويطاعون الجنوب‬
‫الجدل الديني كان عنوانا للدولة الإسلامية‬
       ‫الباحث يونس إمغران أكد ضرورة الحوار بين الثقافات الغالبة لتأسيس حضارة القيم‬

‫أنـه لم تكن هناك دراسـة تحليلية سابقة‬                                                                                                                                                                ‫> ماهي دواعي اختياركم للموضوع؟‬
‫لمتنهما‪ ،‬وأن أغلب الدراسات التي أنجزت‬                                                                                                                                                                ‫> أولا لم أكن قد علمت بوجود رسالة‬
‫لبـحلاــلروجلساـانهلــبةذااوالالمتلــــقورندي‪،‬ضـ‪،‬ووِإأ ْعنع‪،‬ـنـرصغيــ َّمبحـقذللـهـتكذاهاالاـ‪،‬لاتجـهعوتابنمـير‪،‬تب‬                                                                                    ‫راهــب فـرنـسـا ورد أبــي الـولـيـد الـبـاجـي‬
‫المـطـلـوبـة فــي تـحـقـيـق المـخـطـوطـات مـن‬                                                                                                                                                        ‫عـلـيـهـا‪ ،‬إلـى أن فـوجـئـت يـومـا وأنــا أزور‬
‫قـبـيـل؛ تـحـقـيـق عـنـوان الـكـتـاب‪ ،‬وصـحـة‬                                                                                                                                                         ‫مكتبة بالرباط معروفة ببيعها للذخائر‬
‫نسبته إلى صاحبه‪ ،‬والتأريخ للمخطوط‬                                                                                                                                                                    ‫التراثية‪ ،‬بوجود هذه الرسالة‪ .‬فاشتريتها‬
                                                                                                                                                                                                     ‫بثلاثة دراهم‪ ،‬وكانت من تحقيق الدكتور‬
            ‫ولمختلف نسخه وغير ذلك‪.‬‬                                                                                                                                                                   ‫المــصــري عـبـد الـلـه الــشــرقــاوي الـبـاحـث‬
‫لــكــن هــنــاك شـيـئـا آخــــر خـالـجـنـي‬                                                                                                                                                          ‫والمـتـخـصـص فـي عـلـم مـقـارنـة الأديــان‪،‬‬
‫اولاتسـحـقتــيبــقَّدالبـاعلهـمتـي‪،‬مـاومأـعين‪،‬يو بهــهوملاد يىـقأـلصاعـلنة‬                                                                                                                           ‫بل يمكن وصفه بأنه من رواد هـذا العلم‬
‫رد أبــي الـولـيـد الـبـاجـي وهــو المـعـروف‬                                                                                                                                                         ‫فـي وقـتـنـا المـعـاصـر‪ .‬تـصـفـحـت وريـقـات‬
‫بـالـفـقـه وأصـــولـــه لا بـمـنـاظـرة أقـطـاب‬                                                                                                                                                       ‫الـرسـالـة بـمـجـرد مــا إن وطـئـت قـدمـاي‬
‫الــديــانــات الأخــــرى؟ وهــل كــان رده مـن‬                                                                                                                                                       ‫بيتي‪ ،‬واتخذت قـرارا بدراستها وجعلها‬
‫نـسـيـجـه الــفــكــري والـعـلـمـي الـخـالـص؟‬                                                                                                                                                        ‫مـوضـوعـا رسـالـة المـاجـسـتـيـر (المـاسـتـر)‪،‬‬
‫أو أنـه اكـتـفـى بـاسـتـدعـاء أطـروحـات من‬                                                                                                                                                           ‫خـاصـة أنـنـي بحثت فـي مـحـرك «غـوغـل»‬
‫سبقوه في تحرير نصوص نقدية للدين‬                                                                                                                                                                      ‫عـن معلومات أخـرى عنها قبل أن أرتـاد‬
‫المسيحي‪ ،‬وخـاصـة ابـن حـزم (معاصره)‬                                                                                                                                                                  ‫رواق المكتبة الوطنية والشروع في تقليب‬
‫الــذي يـعـد مـؤسـس عـلـم مـقـارنـة الأديــان‬                                                                                                                                                        ‫رفوفها‪ .‬ووقع اختياري على هذه الرسالة‬                                    ‫واصــل الـطـاعـون زحـفـه‪ ،‬ضـاربـا الـجـهـات الـتـي أخـطـأهـا‪ ،‬بالطاعون في سوس ‪ ،1747‬في حين لا نجد أي إشـارة مماثلة‬
‫تاريخيا‪ .‬وكما نعلم فإن ابن حزم لم يترك‬                                                                                                                                                                                                                                       ‫وهكذا ضـرب سبتة‪ ،‬مخلفا بها ‪ 10‬إلـى ‪ 12‬ضحية في اليوم‪ .‬فـي هـذا التاريخ لـدى مـؤرخـن آخـريـن‪ ،‬علما أن هناك إشـارات‬
‫شــاردة ولا واردة مـن الـديـانـة المسيحية‬                                                                          ‫يونس إمغران (خاص)‬                                                                 ‫لسببين‪ ،‬أولهما أن موضوعها من صميم‬                                       ‫وإلى غاية غشت‪ ،‬كان مايزال ينشر ويلاته في طنجة وتطوان‪ ،‬أخرى في المراسلات الأجنبية يفهم منها أن الوباء ظل متوطنا‬
‫إلا فــنــدهــا ودحـــض أســســهــا الـفـكـريـة‬                                                                                                                                                      ‫تخصصي المتعلق بعلم مقارنة الأديـان‪،‬‬
‫والفلسفية والـتـاريـخـيـة فـي كـتـابـه الـفـذ‪:‬‬                                                                     ‫المجيد تـركـي وعـبـد الـلـه الـشـرقـاوي سنة‬                                       ‫الوليد الباجي‬   ‫روثحـانمـيههالمـالـهأنلاا ُليـقاعـرضفي أعبنـاه‬          ‫في السنة المذكورة في أكادير وآسفي‪ ،‬قبل أن يمتد في السنة‬                     ‫فارتفعت بهما الوفيات إلى ‪ 70‬و‪ 80‬ضحية في اليوم‪.‬‬
                                                                                                                   ‫‪ ،1986‬ثم حققها الباحث محمود خياري‬                                                 ‫كثيرًا اهتمامه‬                                                          ‫أما بخصوص الحالة في ‪ ،1744‬فإن المعلومات المقتضبة التالية إلى مركزين جديدين‪ ،‬هما مراكش وتافيلالت‪.‬‬
    ‫«الفصل في الملل والأهواء والنحل»‪.‬‬                                                                              ‫الـجـزائـري مـرة ثـالـثـة وذلــك سـنـة ‪.2007‬‬                                                                                                              ‫والمتضاربة عنها‪ ،‬تخبرنا بها وثيقة بتاريخ ‪ 18‬مـارس بأن تلك هي الجيوب التي انحصر فيها الوباء خلال السنتين‬
                                                                                                                   ‫لـكـن مـا شجعني عـلـى الاهـتـمـام بهاتين‬                                          ‫ووإرنـيامـداتاهشلـ ُهتـهبـرعدبـوبـةراالعـأنتـدهلفسي‬  ‫الـعـلـم‪،‬‬  ‫بـهـذا‬  ‫المرض انقطع أثره منذ ثلاثة أشهر‪ ،‬إلا أن مراسلة أخرى بتاريخ عن عودة ظهوره‪ ،‬والظاهر أنه تميز خلال هذه المدة باللطف‪،‬‬
                                                                                                                   ‫الـرسـالـتـن رغــم تحقيقهما عـلـمـيـا‪ ،‬هو‬                                                                                              ‫المالكي‬    ‫الفقه‬   ‫مـمـا يـفـسـر شـح المـعـلـومـات عـنـه‪ ،‬إلا أنــه أخـذ‬                       ‫‪ 13‬يوليوز تخبر بأنه ضرب آسفي منذ شهر‪ ،‬وأنه‬
                                                                                                                                                                                                     ‫في القرن الخامس الهجري فقهًا وتحريرًا‬                                   ‫تدريجيا في الامـتـداد إلـى أن عم جميع البلاد‪،‬‬                               ‫يموت بهذه المدينة ‪ 20‬ضحية في اليوم‪ ،‬وتضيف‬
                                                                                                                    ‫حضارة تؤسس للتعايش‬                                                               ‫ذاع صيته بمناظرته لابن‬  ‫وحتزأم اصليلظًاا‪،‬هكرميا‬                                                                                ‫‪ 1750‬اعتبرت سنة‬
                                                                                                                                                                                                     ‫الـذي كان يعتبره البعض‬                                                                  ‫وبقي بين مد وجزر إلى ‪.1751‬‬                                  ‫المراسلة نفسها أن الوباء انقطع في مراكش‪ ،‬وبعد‬
                                                                                                                                                                                                     ‫نـجـم الـعـلـم الـشـرعـي الأوحــد فـي الـغـرب‬                           ‫وفــي ربـيـع ‪ 1749‬امـتـد إلــى سـا والـربـاط‪،‬‬          ‫عجفاء تأجج لهيب‬      ‫ذلك تلوذ مصادر بصمت تام‪ ،‬إلى منتصف ‪،1747‬‬

‫> مـا هـي أهـم العبر الـتـي يمكن استخلاصها مـن منهجية الـجـدال بـن الـراهـب‬                                                                                                                                          ‫الإسلامي آنذاك‪.‬‬                                         ‫وهو التاريخ الذي عاود فيه الطاعون هجومه على الطاعون وارتفع عدد وأطال مقامه بهما إلى بداية غشت‪ ،‬محدثا بهما‬
                                                 ‫الفرنسي والقاضي الباجي؟‬                                                                                                                                                                                                     ‫أضرارا جسيمة‪ ،‬خاصة في سلا‪ ،‬ففيها ارتفعت‬                                                                             ‫البلاد‪.‬‬
                                                                                                                                                                                                     ‫> كــيــف تـحـقـقـتـم مــن الـوثـيـقـتـن‬                                ‫الوفيات يوميا إلى ‪ 60‬ضحية خلال بضعة أيام‬               ‫الوفيات وتبع ذلك‬     ‫ويمكن اعتبار طاعون (‪ 1747‬و‪ )1751‬امتدادا‬
‫> أولــى هـذه الـعـبـر والــدروس؛ هـي‪ :‬أن الـجـدل الـديـنـي كـان عـنـوانـا للحضارة‬                                                                                                                                       ‫موضوع البحث؟‬                                        ‫من مارس‪ ،‬غير أنه لم يبلغ ذروته‪ ،‬إلا في السنة‬                                ‫أو ذيــا لـسـابـقـه الــذي تــرك جـيـوبـا مـنـعـزلـة بعد‬
‫الإنسانية الزاهرة للدولة الإسلامية خلال القرون العشرة الأولى من تأسيسها‪ ،‬حيث‬                                                                                                                                                                                                 ‫الـتـالـيـة ‪ ،1750‬حـيـث تـضـافـرت مـجـمـوعـة من‬        ‫اشتعال الأسعار وعجز‬                              ‫انحساره في ‪.1744‬‬
‫الكوماإنسظاللهممانروانتخهامالاففتيكرهماكيأنوواألن ُصسييكحاِّدترسهاي‪ .‬آصلنفك َذاون اكيليأعلعساتمققادحتأبنبهيأذانباراللزأجدعديبالرنةوابليمكمنبكارنظىار‪،‬ا أتسهتو‪،‬يخوللاحاويصلرهىداوممننننقخحلداوالهراه‬  ‫> رســالــة الــراهــب الـفـرنـسـي والــرد‬                                                                                      ‫الضعفاء عن شراء‬
‫الرجلين‪ ،‬هي أن حاجة البشرية اليوم تكمن في اعتماد منهج الـحـوار والـجـدل بين‬                                                                                                                          ‫عليها حـن اخـتـرت الاشـتـغـال عليها لم‬                                                       ‫العوامل لتأجيج لهيبه‪.‬‬                                  ‫ومـن المـفـروض أن هـذه الجيوب ظلت خامدة‬
‫الثقافات الغالبة لبناء حضارة إنسانية ترفض الصدام والتوتر والحروب‪ ،‬وتؤسس‬                                                                                                                              ‫تكن مخطوطا بـكـرا يحتاج إلـى تحقيق‬                                      ‫واعـتـبـرت هــذه الـسـنـة سـنـة عـجـفـاء‪ ،‬ففي‬                               ‫ثــاث سـنـوات لـتـشـتـعـل مـن جـديـد فـي منتصف‬
                                                                                                                                                                                                     ‫وتـظـهـيـر ونــشــر‪ ،‬وإنــمــا كـانـت مـحـقـقـة‪،‬‬                        ‫فاس أقيمت صلوات الاستسقاء ‪ 16‬مـرة‪ ،‬ورغم‬                ‫القمح‬                ‫‪ ،1747‬ما يدل على أن نقطة الانطلاق جـاءت هذه‬
                                               ‫للتعايش والبقاء وقيم الخير‪.‬‬                                                                                                                           ‫حـيـث تـصـدى لـهـذه المـهـمـة فــارســان من‬
                                                                                                                                                                                                     ‫فـرسـان هـذا الـلـون مـن الـعـلـم وهـمـا عبد‬                            ‫ذلك فإن السماء لم تجد بأمطارها إلا في أبريل‪،‬‬                                ‫المـرة من الجنوب‪ ،‬عكس الطواعين السابقة‪ ،‬التي‬
                                                                                                                                                                                                                                                                             ‫حيث نزلت أمطار طوفانية‪ ،‬فأغرقت الأرض وأودت بالبهائم‪،‬‬                        ‫عادة ما كانت تبدأ من الشمال‪.‬‬
                                                                                                                                                                                                                                                                             ‫وثـمـة إشــارة فـي كـتـب تـاريـخـيـة تـدل عـلـى وفـاة شخصية وتبع ذلك اشتعال الأسعار‪ ،‬وعجز الضعفاء عن شراء القمح‪.‬‬
   1   2   3   4   5   6   7   8   9   10   11