Page 7 - عدد الثلاثاء صحيفة الصباح

‫‪7 www.assabah.ma‬‬ ‫الثلاثاء ‪ ٢٠٢٠/٥/١٢‬العدد‪٦٢١٦ :‬‬ ‫نحن ورمضان‬

‫وزراء " بيجيدي" المكردعون ‪3‬‬ ‫التاريخ السري للشبيبة الإسلامية‬ ‫الحلقة الثالثة‬

‫الحقاوي‪ ...‬الحرب‬ ‫صفعة اغتيال عمر‬ ‫يهدف عبد الرحيم مهتاد‪ ،‬أحد‬
‫على المكفوفين‬ ‫مــبــاشــرة بــعــد الإعـــــان عـــن مـقـتـل‬ ‫رموز تنظيم الشبيبة الإسلامية‪ ،‬من‬
‫القيادي الاتحادي عمر بنجلون في ‪1976‬‬ ‫خلال هذه الحلقات‪ ،‬توجيه رسائل‬
‫بصم وزراء العدالة والتنمية‪ ،‬المحافظون الجدد‪ ،‬الساحة السياسية‪ ،‬منذ‬ ‫أدركــت حينها‪ ،‬أنـنـي كنت داخـل تنظيم‬ ‫إلى الشباب المغربي‪ ،‬مفادها ضرورة‬
‫تدبيرهم للشأن العام في حكومة " الحراك الشعبي"‪ ،‬على ولوج أبواب مقار‬ ‫يسمى الشبيبة الإسلامية المغربية‪ ،‬وأنه‬ ‫التعامل بذكاء وحذر مع رسائل‬
‫الوزارات‪ ،‬لأول مرة بأحياء العاصمة الرباط‪ ،‬وهم مبهورون بالاستوزار‪،‬‬ ‫الاستقطاب من أي تنظيمات سياسية‬
‫فتملكهم الخوف ودهشة الداخل إلى دهاليز السلطة التنفيذية‪ ،‬التي‬ ‫المسؤول عن اغتيال القيادي الاتحادي‪.‬‬ ‫أو دينية أو أجهزة أجنبية‪ ،‬لتفادي‬
‫هاجموها منذ حكومة التناوب التوافقي في ‪ .1998‬ولكل وزير من أي لون‬ ‫كان وقع الصدمة علي عنيفا‪ ،‬بحكم‬ ‫المصير الذي عاشه رفقة باقي أعضاء‬
‫حزبي وفي كل الحكومات المتعاقبة‪ ،‬حصيلة تتضمن الإيجابي والسلبي‪ ،‬من‬ ‫أنـنـي احتجت لـسـنـوات لأكتشف حقيقة‬ ‫التنظيم‪.‬‬
‫الأمـــر‪ ،‬صـحـيـح أن تـلـك الـسـنـوات داخـل‬ ‫يؤمن مهتاد بفكرة أن «اللعب» مع‬
‫بينهم وزراء "بيجيدي" الذين أثاروا لغطا حولهم ولا يزالون‪...‬‬ ‫الـتـنـظـيـم كــانــت مـهـمـة فــي حـيـاتـي‪ ،‬إذ‬ ‫هذه الأجهزة والتنظيمات المتطرفة‪،‬‬
‫أحمد الأرقام‬ ‫كانت لي مساهمات مهمة على مستوى‬ ‫يشبه رمي الصياد الطعم في صنارته‬
‫الــنــقــاشــات بـسـاحـة الــثــانــويــة‪ ،‬والـتـي‬ ‫للسمكة‪ ،‬إذ أنها تتمهل في أكلها‪،‬‬
‫قـاومـت بسيمة الـحـقـاوي‪ ،‬وزيــرة الأســرة والـتـضـامـن والمـسـاواة والتنمية‬ ‫اتسمت بالحدة والمـجـادلـة والـدخـول في‬ ‫ولما تقع في الفخ‪ ،‬تكون أمام ثلاثة‬
‫الاجتماعية‪ ،‬الضغوطات الكثيرة التي تعرضت لها من قبل كل الـوزراء وقـادة‬ ‫صــراعــات مــع تـامـيـذ مـحـسـوبـن عـلـى‬ ‫احتمالات صادمة‪ ،‬إما أن تؤكل أو‬
‫أحزاب الأغلبية‪ ،‬لتغيير قانون مكافحة العنف ضد النساء‪ ،‬باستثناء محمد نبيل‬ ‫الـيـسـار‪ ،‬كـنـت وقـتـهـا رفـقـة مجموعة من‬ ‫يتم الاحتفاظ بها في مجمد لمدة‬
‫بنعبد الله‪ ،‬أمين عام التقدم والاشتراكية‪ ،‬وزير إعـداد التراب الوطني وسياسة‬ ‫زملائي في التنظيم نشكل درعـا وقائيا‬ ‫طويلة‪ ،‬أو تستعمل طعما للإيقاع‬
‫المدينة‪ ،‬الذي ساندها قصد المصادقة عليه في المجلس الحكومي‪.‬‬ ‫لـلـمـواجـهـة مـع الـخـصـوم لا أعـلـم عنهم‬ ‫بفرائس أخرى‪.‬‬
‫واضـطـرت الـوزيـرة تـحـت الـضـغـط سـحـب مـشـروعـهـا الـقـانـونـي بـعـد جـدال‬ ‫(خاص)‬ ‫مهتاد رفقة المؤسس إبراهيم كمال ومناضلين سابقين‬ ‫شيئا‪ ،‬سـوى أنـهـم ينتمون إلـى اليسار‬ ‫مصطفى لطفي‬

‫ساخن بالمجلس الحكومي لتجد نفسها وحيدة في مواجهة عقلية تقليدية‪ ،‬بل‬ ‫السيطرة على الـقـواعـد‪ ،‬إذ بعد مـغـادرة‬ ‫الـتـواصـل بـيـنـنـا‪،‬إذ تـعـرفـت عـلـى أعـضـاء‬ ‫المغربي‪.‬‬ ‫عبد الرحيم مهتاد‬
‫تعرضت لقصف شديد حتى من الجمعيات النسائية‪.‬‬ ‫مـؤسـسـيـه عـبـد الــكــريــم مـطـيـع وكـمـال‬ ‫آخـريـن‪ ،‬مـن بينهم الأخ عـز الـديـن العلام‬ ‫بـعـد مـقـتـل عـمـر بـنـجـلـون‪ ،‬صــدرت‬
‫وتمكنت فـي الأخـيـر مـن اجـتـيـاز الـعـقـبـة‪ ،‬بـعـقـاب المـتـحـرشـن‪ ،‬بالحبس من‬ ‫إبــراهــيــم المــغــرب‪ ،‬أســنــدت قـيـادتـه إلـى‬ ‫الـــذي كــان يـشـرف عـلـى خـلـيـة لـا مـريـم‬ ‫تـعـلـيـمـات بـإلـغـاء جـمـيـع الاجـتـمـاعـات‪،‬‬
‫ستة أشهر إلى سنة‪ ،‬وملاحقة مستغلي الصور‪ ،‬وحماية المطلقات‪ ،‬بل فضحت‬ ‫"المجموعة السداسية"‪ ،‬تتكون من خيرة‬ ‫وعـبـد المـالـك الـزعـزاع‪ ،‬على خلية سيدي‬ ‫التي تعقدها الخلايا السرية‪ ،‬الكل انتابه‬
‫الوزيرة‪ ،‬النساء الميسورات اللواتي يخفين تعرضهن للعنف الزوجي‪.‬‬ ‫شـبـاب الـتـنـظـيـم‪ ،‬مـن بـيـنـهـم الـسـعـداوي‬ ‫عـثـمـان‪ .‬وعـبـد الـلـه الــعــمــاري بـسـيـدي‬ ‫الخوف دون تقديم تبرير للأمر‪ ،‬وراجت‬
‫ولم تتوقف الحقاوي عند هذا الحد‪ ،‬بل عبرت عن اختلافها مع المحافظين‬ ‫ومــنــار عـثـمـان وبــن الـشـيـخ والـنـايـت‬ ‫الـبـرنـوصـي وعـبـد الـكـريـم حـنـن بـدرب‬ ‫وقـتـهـا مـعـلـومـات أن عـمـلـيـة الاغـتـيـال‬
‫في قادة حزبها العدالة والتنمية‪ ،‬وبعض شيوخ السلفية الذين يرفضون بحث‬ ‫وغيرهم‪ ،‬هؤلاء كانوا نقباء على مستوى‬ ‫مدبرة وهدفها ضرب الحركة الإسلامية‬
‫حلول لمشاكل العلاقات الجنسية خارج إطار الـزواج خاصة تلك التي تقع أثناء‬ ‫المـدن‪ ،‬والمثير أنهم كانوا شبابا‪ ،‬وجـدوا‬ ‫ميلان ‪ ....‬وغيرهم كثير‪.‬‬ ‫فـي مقتل‪ .‬بعد هـذه الحادثة تطوع عدد‬
‫الخطوبة‪ ،‬وتؤدي إلى ولادة أطفال من فتيات يطلق عليهن " الأمهات العازبات"‪.‬‬ ‫صعوبة في التأطير والسيطرة على باقي‬ ‫ودخـــــل الــتــنــظــيــم مــرحــلــة فــقــدان‬ ‫من القيادات الشابة‪ ،‬من بينهم أبو النعيم‬
‫ودعت الحقاوي إلى ملاحقة أي رجل دخل في علاقة مع امرأة نجم عنها ولادة‬ ‫الأعـضـاء الشباب أيـضـا‪ ،‬فشهد التنظيم‬ ‫وبـكـار – عـلـى مـسـتـوى الـتـنـظـيـم بـدرب‬
‫طفل‪ ،‬من خلال إثبات نسب المولود الناجم عن العلاقة الجنسية بينهما‪ ،‬من خلال‬ ‫رجة مثيرة‪ ،‬إذ تبين أنهم يفتقرون لخبرة‬ ‫الاغتيال تسبب‬ ‫الـسـلـطـان ‪ -‬مـن أجــل مــلء الــفــراغ‪ ،‬الـذي‬
‫فحص الحمض النووي‪.‬‬ ‫تنظيمية ونهج سياسي محكم‪ ،‬بحكم أن‬ ‫في هزة داخل‬ ‫تسبب فيه غياب القيادة‪ ،‬حينها وصلت‬
‫ورمـت بالكرة في ملعب وزارة الداخلية‪،‬‬ ‫النقاش في السياسة كـان منعدما خلال‬ ‫التنظيم واضطرت‬ ‫إلـى مرحلة الوعي‪ ،‬وبـدأت علاقاتي‬
‫حـــيـــنـــمـــا تـــوفـــي‬ ‫مرحلة الاستقطاب‪ ،‬وخير دليل على ذلك‪،‬‬ ‫كل الخلايا السرية‬ ‫تتمدد مع عناصر التنظيم‪ ،‬على‬
‫أشـــــــخـــــــاص فــي‬ ‫أن الرعيل الأول للشبيبة الإسلامية‪ ،‬تميز‬ ‫للظهور للعلن بعد‬ ‫رأسهم فوزي عبد الكريم والأخ‬
‫مـــراكـــز الــرعــايــة‬ ‫بالطيبوبة‪ ،‬لأنـه تربى على حسن النية‬ ‫فرار القيادة‬
‫الاجتماعية‪ ،‬وهي‬ ‫ولاد الحبيب ‪.‬‬
‫بـذلـك أثــارت ملف‬ ‫والصدق وليس "التخلويض»‪.‬‬ ‫إلى أوربا‬ ‫تسبب اغتيال بنجلون‬
‫الاخــتــصــاص‪ ،‬إذ‬ ‫خلال تلك الفترة‪ ،‬عرف المد اليساري‬ ‫فـي هــزة داخــل الـتـنـظـيـم‪،‬‬
‫أن الـداخـلـيـة تدبر‬ ‫بــالمــغــرب تــراجــعــا مــلــحــوظــا‪ ،‬بـسـبـب‬ ‫إذ اضـطـرت كـل الـخـايـا‬
‫مــــؤســــســــات فــي‬ ‫حـمـات الاعـتـقـالات‪ ،‬الـتـي طـالـت قياداته‬ ‫الـسـريـة لـلـظـهـور للعلن‬
‫مـــجـــال الــرعــايــة‬ ‫ومـنـاضـلـيـه‪ ،‬وفـي المـقـابـل‪ ،‬شـهـد تنظيم‬ ‫بـعـد اخـتـفـاء الـقـيـادة‪،‬‬
‫الاجـتـمـاعـيـة‪ ،‬دون‬ ‫الشبيبة الإسلامية امتدادا غير مسبوق‪،‬‬ ‫الـتـي فــرت إلــى أوربــا‪،‬‬
‫تكوين لمن يدبرها‬ ‫سواء في الثانويات أو الجامعات‪ ،‬معلنا‬ ‫لـيـرفـع الـحـجـاب‬
‫عـن ظـهـور تـيـار جـديـد سـيـكـون لـه تأثير‬ ‫عـــــنـــــا‪،‬‬
‫وبـــــــــدأ‬
‫كبير في الساحة السياسية المغربية‪.‬‬
‫مباشرة‪.‬‬
‫و ســقــطــت‬
‫الـحـقـاوي‪ ،‬فـي فخ‬ ‫حسناوات التنس العالمي ‪3‬‬
‫تــحــلــيــل مــــن هـو‬
‫الـفـقـيـر بـالمـغـرب‪،‬‬
‫ووجــــدت نـفـسـهـا‬ ‫لا يمكن أن تتحدث عن تنس السبعينات والثمانينات والتسعينات‪ ،‬دون ذكر حسناوات بجمالهن‪ ،‬قبل أن يعتزلن الممارسة في السنوات الأخيرة‪ .‬رغم أن اللائحة طويلة‪ ،‬غير أننا‬

‫فــي قـلـب عـاصـفـة‬ ‫التنس‪ ،‬الأشهر والأجمل عبر تاريخ كرة المضرب‪ ،‬واللاتي بصمن تاريخ المغاربة‪ ،‬ورفعن سنختار الأكثر شهرة وجمالا‪ ،‬بناء على دراسات أعدت سابقا بهذا الخصوص‪ ،‬وسنتطرق‬
‫مـــن الانـــتـــقـــادات‪،‬‬
‫بـــــــــنـــــــــاء عـــلـــى‬ ‫نسبة متابعة مباريات التنس في المغرب‪ .‬إنهن لاعبات من أجمل ما أنجبت ملاعب التنس‪ ،‬لمسيرتهن الرياضية‪،‬‬
‫العقيد درغام‬
‫دراســـــــــــة أحــمــد‬ ‫وأعجبن بهن المغاربة في سنوات الثمانينات والتسعينات‪ ،‬واللاتي أثرن انتباه العالم‬
‫سيليس‪ ...‬طعنة في ظهر الطفولة‬
‫لـحـلـيـمـي عـلـمـي‪،‬‬
‫المــنــدوب الـسـامـي‬
‫للتخطيط‪ ،‬محملة‬
‫إيــاه المـسـؤولـيـة‪،‬‬
‫حــيــنــمــا صـــرح‬ ‫وتـمـكـنـت مـن الـفـوز بـبـطـولات مـهـمـة‪ ،‬لـتـصـدر كـتـابـا في‬ ‫بطولات اللعبة‪ .‬في ‪ 30‬أبـريـل‪ ،‬سيتوقف موسمها فجأة‪،‬‬ ‫كان يحلو للبعض مناداتها ب»الطفلة الجميلة»‪ ،‬لأن‬
‫‪ ،1996‬بعنوان «فـروم فير تو فيكتوري» (مـن الخوف إلى‬ ‫بـعـدمـا قـام مـشـجـع ألمـانـي بـاقـتـحـام مـلـعـب مـبـاراتـهـا مع‬ ‫مظهر وجهها ظل بسيطا غير متغير‪ ،‬جذبت به معجبين‬
‫بــــتــــراجــــع نــســب‬ ‫الانتصار)‪ ،‬روت فيه ما عاشته بعد تعرضها للطعن إلى‬ ‫ماغدالينا ماليفا‪ ،‬في ربع نهاية بطولة هامبورغ الألمانية‪،‬‬ ‫كثرا‪ ،‬لتصبح من أشهر لاعبات التنس في تاريخ اللعبة‪.‬‬
‫الفقر بـالمـغـرب من‬ ‫ليوجه لها طعنات بسكين في ظهرها‪ ،‬حملت إثرها على‬
‫‪ 10‬ملايين شخص‬ ‫غاية عودتها للملاعب‪.‬‬ ‫مونيكا سيليس‪ ،‬وهـي يوغوسلافية الأصـل والميلاد‬
‫بيعت من كتاب سيليس نسخ قياسية‪ ،‬إذ زاد ذلك من‬ ‫وجه السرعة إلى المستشفى‪.‬‬ ‫فـي دجـنـبـر ‪ ،1973‬قـبـل أن تـنـال الـجـنـسـيـة الأمـريـكـيـة في‬
‫بسيمة الحقاوي‬ ‫إلـى ‪ 4‬مـايـن‪ ،‬من‬ ‫شهرتها بشكل كبير‪ .‬لكن خلال السنوات التي تلت ‪،1996‬‬ ‫بعد تلك الحادثة‪ ،‬فقدت سيليس صدارتها للترتيب‬ ‫‪ .1994‬كان لها الفضل في تغيير بعض قوانين السلامة في‬
‫الـــذيـــن يـعـيـشـون‬ ‫بدأ مستواها في تراجع‪ ،‬إلى أن وصلت إلى الرتبة ‪ 60‬في‬ ‫الـعـالمـي لـصـالـح منافستها الـقـويـة ستيفي غـراف آنـذاك‪،‬‬
‫ب‪ 20‬درهــمــا فــي الــيــوم‪،‬‬ ‫‪ ،2003‬وتقرر الاعتزال‪ .‬استمرت سيليس متصدرة للترتيب‬ ‫والتي زارتها في المستشفى للاطمئنان على صحتها‪ ،‬في‬ ‫مباريات التنس‪ ،‬بعدما تعرضت لطعنة غادرة من‬
‫العالمي سنتي ‪ 1991‬و‪ ،1992‬قبل أن تتراجع بسبب غيابها‬ ‫مشاهد الأكـثـر إثـارة فـي تـاريـخ الـتـنـس‪ .‬إذا كـانـت حادثة‬ ‫أحد المتفرجين ببطولة هامبورغ في ‪.1993‬‬
‫وهؤلاء لا يعانون الفقر الذي يوصف بالأكثر حدة‬ ‫عن الملاعب‪ ،‬لتعود للتصدر في ‪ ،1995‬لتتراجع ثانية في‬ ‫سـيـلـيـس قـد سـرعـت فـي وتـيـرة تـغـيـيـر قـواعـد الـسـامـة‬ ‫كـانـت سـنـة الـتـألـق لسيليس‪ ،‬الـتـي بدأتها‬
‫والمحدد في ‪ 10‬دراهم في اليوم‪.‬‬ ‫‪ 1996‬ثـم خامسة فـي ‪ 1997‬ثـم سـادسـة فـي ‪ 1998‬و‪،1999‬‬ ‫للاعبين واللاعبات‪ ،‬فإنها أثرت عليها نفسيا بشكل كبير‬
‫وأثارت ضجة‪ ،‬حينما دعت إلى إبداع طرق جديدة في زجر استفحال ظاهرة‬ ‫بتتويج ببطولة أستراليا المفتوحة للتنس‪،‬‬
‫وعاشرة في ‪.2001‬‬ ‫جدا‪ ،‬جعلتها تأخر عودتها للملاعب كثيرا‪.‬‬ ‫وهي إحدى كبريات بطولات التنس‪ ،‬إذ كان‬
‫التسول بالمدن‪ ،‬مشيرة إلى أنها فكرت في استلهام تجربة الدولة الأندونيسية‪،‬‬ ‫رغم ما عاشته من معاناة‪ ،‬تمكنت سيليس من فرض‬ ‫تعتبر سيليس موسم ‪ 1993‬الأكثر سوادا في مسيرتها‬ ‫سـنـهـا لـم يـتـعـد ‪ 19‬عـامـا‪ ،‬لـتـصـبـح أصـغـر‬
‫التي ترتكز على معاقبة المتصدقين‪ ،‬على المتسولين‪.‬‬ ‫نفسها من بين أهم اللاعبات في تاريخ أكبر بطولات التنس‪،‬‬ ‫وحـيـاتـهـا‪ ،‬إذ اكـتـشـف والــدهــا فـي دجـنـبـر‪ ،‬أنــه مـصـاب‬
‫ودافعت عن سياسة دعم الأرامل وإنقاذ الأطفال اليتامى بدعم تمدرسهم في‬ ‫إذ نالت بطولة أستراليا المفتوح للتنس أربع مرات‪ ،‬سنوات‬ ‫بالسرطان وأجرى عملية جراحية كادت أن تنهي حياته‪.‬‬ ‫لاعبة في تاريخ التنس تتمكن من حصد‬
‫‪ 1991‬و‪ 1992‬و‪ 1993‬و‪ ،1996‬ثـم بطولة «رولان غـاروس»‬ ‫بعد تعافيها فـي بـدايـة ‪ ،1994‬قطعت سيليس وعـدا‬ ‫بــطــولات ضمن‬ ‫ثـــــــــــــاث‬
‫إطار صندوق التماسك العائلي‪ ،‬لكنها لم تقنع أحدا بأن الاستفادة من برنامج‬ ‫الفرنسية ثـاث مـرات متتالية فـي ‪ 1990‬و‪ 1991‬و‪،1992‬‬ ‫على نفسها بعدم العودة مجددا لألمانيا مهما كلفها ذلك‪،‬‬ ‫كـبـريـات‬
‫واحـد كـاف لتغطية حاجيات الفقيرات إمـا من برنامج الأرامـل أو تيسير‪ ،‬فيما‬ ‫وبطولة أمريكا المفتوحة للتنس مرتين في ‪ 1991‬و‪،1992‬‬ ‫لتنال الجنسية الأمريكية في ‪ 1994‬تعاطفا معها‪ .‬انتظر‬
‫السياسيون يراكمون التعويضات‪.‬‬ ‫فيما لعبت نهاية بطولة ويمبلدون البريطانية مرة واحدة‬ ‫عـشـاق سيليس إلـى غـايـة يـولـيـوز ‪ ،1995‬بعدما خضعت‬
‫وظل السجل السيئ للحقاوي‪ ،‬وضعية المكفوفين الذين كانوا يهاجمون مقر‬ ‫لحصص متابعة نفسية كـثـيـرة‪ ،‬لكنها عـادت أكـثـر قـوة‪،‬‬
‫الوزارة‪ ،‬ويرفضون إجراء مباريات‪ ،‬وتوفي بعضهم في حوادث عارضة‪ ،‬وطلبوا‬ ‫في ‪ ،1992‬وخسرتها أمام منافستها ستيفي غراف‪.‬‬
‫بإقالتها‪.‬‬

‫جرائم الحجر الصحي ‪3‬‬ ‫مونيكا‬
‫سيليس‬
‫تدابير الحكومة لمواجهة فيروس كوفيد ‪ ،19‬فرضت إغلاق العديد من الفضاءات‪ ،‬كالحانات والمقاهي وصالونات الحلاقة والتجميل وغيرها كثير‪ ،‬كما منعت التجول بدون ورقة الخروج الاستثنائية‪،‬‬
‫وهو معطى كان ينظر إليه بأنه سيقلل من الجريمة ويحد من كثرة الاعتقالات‪ ،‬لكن مع توالي أيام الحظر الصحي‪ ،‬الذي فرضته الحكومة‪ ،‬اكتشف المواطنون أن خرق القانون لم يتوقف‪،‬‬
‫بل الجريمة بمختلف أنواعها استمرت‪ ،‬وتواصل معها استقبال السجون لمتهمين في زمن كورونا‪.‬‬
‫المصطفى صفر‬

‫اختطاف طفل في أول أيام الحجر‬

‫مكنت الأبـحـاث التقنية المـتـسـارعـة مـن الاهـتـداء إلـى‬ ‫كما اعترفت أن علاقة جمعتها بـه لفترة‪،‬‬ ‫الجريمة والحفاظ على العناصر الأمنية‬ ‫جــرائــم الاخــتــطــاف والاحــتــجــاز‪ ،‬يـعـاقـب‬
‫المكان الذي يوجد فيه صاحب المكالمات‪ ،‬بعد أمر المشتكية‬ ‫وأنـهـا قــررت الابـتـعـاد عـنـه‪ ،‬فـكـان أن‬ ‫الـتـي ستنفذ الـتـدخـل‪ .‬وبـمـا أن الأمـر‬ ‫عـلـيـهـا الـقـانـون الـجـنـائـي بـعـقـوبـات مـشـددة‬
‫بالاستمرار في مجاراة المتهم ومساومته عبر الإنقاص من‬ ‫اختطف صغيرها‪ ،‬وطالبها بفدية‬ ‫خـطـيـر ويـتـعـلـق بـإحـدى الـجـرائـم‪،‬‬ ‫ويصنفها ضمن الجنايات‪ ،‬لكن أن تقع في‬
‫المبلغ‪ ،‬وعن طريق تقنية تحديد الأماكن عن بعد‪ ،‬اتضح أنه‬ ‫مـالـيـة قـدرهـا ‪ 5000‬درهــم‪ ،‬وهـو‬ ‫يـنـبـغـي الــتــحــرك فـيـهـا بـسـرعـة‪،‬‬ ‫زمــن كــورونــا‪ ،‬فــإن الـتـشـدد فـي مـواجـهـتـهـا‬
‫يجري الاتصالات الهاتفية من منطقة “تاركا” بتاليوين‪.‬‬ ‫المبلغ الذي لا يمكنها توفيره‪ ،‬ما‬ ‫تــفــاديــا لأي مـضـاعـفـات مـؤذيـة‬ ‫يـكـون مـضـاعـفـا‪ ،‬سـيـمـا أن المـخـتـطـف يـكـون‬
‫انتهى الأمـر بانتقال فرقة من الـدرك إلـى دوار تاركة‪،‬‬ ‫بالنسبة للصغير المختطف‪.‬‬ ‫محفوفا بمخاطر أخـرى‪ ،‬غير تلك التي حـددت‬
‫وأحكمت حـراسـة منافذه‪ ،‬قبل التوجه إلـى منزل المشتبه‬ ‫اضطرها إلى التبليغ‪.‬‬ ‫انــطــلــقــت أبــحــاث بــنــاء عـلـى‬ ‫ظروفها في النصوص القانونية الملزمة للعقاب في‬
‫فيه‪ ،‬لتتم مداهمته‪ ،‬لتوقف المتهم‪ ،‬كما عثرت على الطفل‬ ‫عــلــمــت عــنــاصــر الــضــابــطــة‬ ‫المــعــلــومــات الــتــي روتــهــا المـشـتـكـيـة‪،‬‬ ‫حال توفر أركان جريمتي الاختطاف والاحتجاز‪ ،‬وهي‬
‫في إحـدى الغرف‪ ،‬لينقل إلى المستشفى المحلي بتاليوين‬ ‫القضائية أن الـطـفـل اخـتـطـف فـي يـوم‬ ‫مخاطر ناجمة بالأساس عن زمن الكوارث‪ ،‬كما حدده‬
‫قصد إجـراء فحوصات عليه والتأكد مـن سلامته‪ ،‬بينما‬ ‫‪ 18‬ابـريـل‪ ،‬وأنـه قـضـى ليلة رهـن الاحـتـجـاز‬ ‫والـتـي أفـادت فيها أن ابنها اختطف منها‪،‬‬ ‫القانون‪ ،‬وعـن سرعة انتشار الفيروس غير المرئي الذي‬
‫أودع المشتبه فيه بتعليمات من الوكيل العام‪ ،‬رهن الحراسة‬ ‫بحوزة المتهم‪ ،‬فاستعانت بالرقم الهاتفي‪ ،‬الذي توصلت‬ ‫فكانت طريقة الحكي غير مقنعة‪ ،‬ليتم تطمين المرأة قصد‬
‫النظرية‪ ،‬وأثناء الاستماع إليه حاول فبركة ادعاءات مبنية‬ ‫به من قبل المشتكية‪ ،‬لتشرع في أبحاث تقنية قصد التعرف‬ ‫تشجيعها عـلـى قـول الحقيقة‪ ،‬فطفل فـي عـامـه الـرابـع لا‬ ‫يلزم التباعد واتخاذ احتياطات أكثر‪.‬‬
‫عـلـى تصفية حـسـابـات مـع أم الـطـفـل‪ ،‬لكنها لـم تمنع من‬ ‫على مصدر المكالمات‪ ،‬التي تتلقاها المشتكية وكذا تحديد‬ ‫يمكن أن يكون مهملا في هذه الظروف الاستثنائية‪ ،‬وهو‬ ‫في تارودانت كانت عناصر الدرك الملكي‪ ،‬في أول أيام‬
‫متابعته بتهم اختطاف طفل واحتجازه والمطالبة بفدية‪،‬‬ ‫المـوقـع الــذي تـصـدر مـنـه‪ ،‬وهــي تـقـنـيـة أصـبـحـت ممكنة‬ ‫الـتـمـديـد للحجر الـصـحـي‪ ،‬فـي مـواجـهـة خـطـريـن‪ ،‬الأول‬
‫بالنظر إلى التطور التكنولوجي‪ ،‬الذي أصبح مطلوبا في‬ ‫ما يعقد اختطافه‪.‬‬ ‫يـتـجـلـى فـي تـبـلـيـغ امــرأة عـن اخـتـطـاف صـغـيـرهـا الـبـالـغ‬
‫وهي جنايات ستبقيه مدة طويلة في السجن‪.‬‬ ‫روت الأم أنـهـا فـعـا تـعـرف المـخـتـطـف‪ ،‬وأنــه اتـصـل‬ ‫مـن العمر ‪ 4‬سـنـوات‪ ،‬والثاني فـي طريقة العمل لحل لغز‬
‫العمل الأمني‪.‬‬ ‫بـهـا‪ ،‬وهـددهـا فـي حـال الإبـاغ بمصير أسـوأ لصغيرها‪،‬‬