Page 6 - عدد الجمعة صحيفة الصباح
P. 6

‫نحن ورمضان‬              ‫الجمعة ‪ ٢٠٢٠/٥/١‬العدد‪٦٢٠٧ :‬‬                                                                                                                                                                         ‫‪www.assabah.ma‬‬                                                               ‫‪6‬‬

    ‫نهاية حزينة لنجوم الأخيرة‬                                                                                                                          ‫(الحلقة السادسة)‬                                         ‫يوميات درب مولاي الشريف‬

 ‫أندرسون‪ ...‬من نجم‬                                                                ‫ذاكرة محمد فكري‪ ،‬أحد قيدومي مناضلي اليسار الجديد‪ ،‬تشبه التنظيمي‪ ،‬وفي خطه السياسي‪ ،‬وفي تجدد أجيال من مناضليه‪ ،‬من‬
    ‫إلى متشرد‬
                                                                                  ‫خلال حلقات يستعيد فيها بعض الشذرات المتفرقة من أيام وليالي‬                                              ‫مجلدا ضخما‪ ،‬بقي على الرفوف‪ .‬كان قدر هذا المناضل الكتوم‪،‬‬
‫في ‪ ،2009‬كشفت مجلة "سبورتس إليستريتد" عن أرقام مذهلة‬
‫تتعلق بالمشاكل المالية التي يواجهها رياضيون محترفون معتزلون‪،‬‬                      ‫درب مولاي الشريف‪ ،‬والتي تشكل مقدمة لكتابة مذكرات‬                                                        ‫الفاعل خارج منصات التناظر والخطابة‪ ،‬أن يعيش ويرافق‪ ،‬منذ‬
‫وأن نحو ‪ 60‬في المائة من لاعبي كرة السلة يفلسون في غضون خمس‬
                                                                                  ‫تعزز خزانة ما يعرف بـأدب السجون‪ ،‬وهي حلقات لا تخلو‬                                                      ‫بداية شبابه‪ ،‬جل محطات الانعطاف في تاريخ الحركة الوطنية‬
                                         ‫سنوات من اعتزالهم‪.‬‬
‫وهناك من الرياضيين‪ ،‬من أخذت حياته منحا آخر‪ ،‬بعد الاعتزال‪،‬‬                         ‫من حكي يمزج بين السخرية اللاذعة والإيمان القوي بالقضايا‬                                                                                                            ‫التقدمية واليسارية‪.‬‬
‫كالجريمة والإدمان وفي بعض الأحيان إعلان الإفلاس‪ ،‬وهناك من‬
 ‫خطفه الموت في سن مبكرة قبل أن يتذوق طعم النجومية والمال‪...‬‬                       ‫التي اعتنقها جيل من الشباب‪ ،‬وأدى في سبيلها ضريبة الاعتقال‬                                                                     ‫"الصباح" فتحت سجل ذاكرة هذا المناضل شديد‬

‫نور الدين الكرف‬                                                                   ‫لسنوات‪ ،‬في مرحلة ما يعرف بسنوات الجمر والرصاص‪.‬‬                                                                                ‫التواضع‪ ،‬والذي عاش على مدى أزيد من نصف قرن‪،‬‬

‫أفـــردت وســائــل الإعـــام الـعـالمـيـة المـحـلـيـة والــدولــيــة‪ ،‬مـسـاحـة‬                                                                                                                                  ‫شاهدا صموتا على تحولات كبرى في جسد اليسار‬
‫لـلـحـديـث حــول "المـسـتـقـبـل الــغــامــض" لـاعـب الإيـــفـــواري بـوبـلـي‬     ‫إعداد‪:‬برحوبوزيانيليلة اللقاء مع المودن‬
‫أندرسون‪ ،‬الذي بزغ نجمه في صفوف الوداد الرياضي‪ ،‬ليبدأ بعد‬                          ‫كان القمل يسرح ويمرح في أجسادنا ولا نميز بين النهار والليل إلا بأصوات الحراس‬
‫ذلـك رحلة احـتـراف فـي ملاعب الـقـارة الأوربـيـة‪ ،‬كانت بدايتها مع‬
‫مالقة الإسباني‪ .‬لكن النهاية كانت مأساوية بكل ما تحمله الكلمة‬                      ‫إلـى الـزنـزانـة التي أوجـد بها‪ ،‬ومـن حسن‬                                                                                                                    ‫تتكرر الأيـام بليلها ونهارها وتتابع‬
                                                                                  ‫الـصـدف‪ ،‬وضـعـوه جنبي‪ ،‬وبـدأ الحديث‬                                                                                                                          ‫الـشـهـور‪ ،‬الـتـي لـم نـعـد نـتـذكـر أسـمـاءهـا‪،‬‬
                                                             ‫من معنى‪.‬‬             ‫معي‪ ،‬وأطلعني على التصور الذي وضع‬                                                                                                                             ‫فـكـل الأيـــام والــشــهــور مـتـشـابـهـة‪ ،‬كـلـهـا‬
‫وحـسـب تـقـاريـر صـحـفـيـة عـالمـيـة مـنـهـا مـوقـع "أفـريـك سـبـور"‪،‬‬             ‫خطوطه وبرنامج تنفيذه‪ ،‬والـذي انبنى‬                                                                                                                           ‫عبارة عن ليل مظلم‪ ،‬لا يأتيه النور لا من‬
‫أصبح أندرسون البالغ من العمر ‪ 26‬ربيعا‪ ،‬مختلا عقليا ولا يتوفر‬                      ‫عـلـى ثــاثــة مــحــاور‪ ،‬الأول هــو تـكـويـن‬                                                                                                                ‫أمامه ولا من خلفه‪ ،‬نميز الوقت بأصوات‬
                                                                                  ‫جبهة وطنية عريضة من القوى التقدمية‬                                                                                                                           ‫الــحــراس‪ ،‬حـن تـنـتـهـي وقــت حـراسـتـهـم‪،‬‬
                                                                                  ‫والاتـفـاق عـلـى بـرنـامـج لـلـثـورة الوطنية‬                                                                                                                 ‫ويعوضون بآخرين‪ ،‬أو بصوت رئيسهم‬
                                                                                  ‫الـديـمـقـراطـيـة‪ ،‬لإنـقـاذ الـبـاد مـن وضعها‬                                                                                                                ‫"الــشــاف" الـجـبـلـي‪ ،‬وهــو يـزعـق بلهجته‬
                                                                                                                                                                                                                                               ‫الجبلية‪" ،‬إعطي ليماه وإلا نجمعك معه‬
                                                                                                                ‫المتأزم‪.‬‬                                                                                                                             ‫بلحمار لاخر"‪.‬‬
                                                                                  ‫أمــا المــحــور الــثــانــي‪ ،‬فـيـهـم إعــادة‬                                                                                                               ‫والــغــريــب أن هــذا الـجـبـلـي نـسـمـعـه‬
                                                                                  ‫بناء الـذات‪ ،‬وجمع شمل التنظيم‪ ،‬الذي‬                                                                                                                          ‫أحـيـانـا يـجـود ســـورا مــن الــقــرآن بشكل‬
                                                                                  ‫تلقى ضـربـة قـويـة جـراء الـقـمـع وبسبب‬                                                                                                                      ‫جـمـيـل‪ ،‬سـبـحـان الـــذي جـمـع الـخـبـيـث‬
                                                                                                                                                                                                                                               ‫والـطـيـب فــي ذات واحــــدة‪ .‬ولـإنـصـاف‪،‬‬
                                                                                            ‫الاعتقالات‪ ،‬التي تعرض لها‪.‬‬                                                                                                                         ‫فهذا الشاف الجبلي يحرص أحيانا على‬
                                                                                  ‫تحدثت عن حراس المسلخ‪ ،‬السيئين‬                                                                                                                                ‫نـظـافـتـنـا‪ ،‬بـن قـوسـن‪ ،‬فيسلمنا مقص‬
                                                                                  ‫مـنـهـم‪ ،‬والأكـثـر ســـوءا‪ ،‬والأشـــد قـسـوة‪،‬‬                                                                                                                ‫الأظافر‪ ،‬ويطالبنا بقص أظافرنا الطويلة‬
                                                                                  ‫والمـــقـــام يـقـتـضـي الــحــديــث عــن بـعـض‬       ‫(خاص)‬          ‫فكري رفقة بعض الاصدقاء‬                                                                  ‫والمتسخة‪ ،‬وتبديل ما نرتديه من أسمال‪،‬‬
                                                                                  ‫الاسـتـثـنـاءات‪ ،‬وهـنـا أشـيـر إلـى أحـدهـم‬                                                                                                                  ‫حين يرى بأم عينيه القمل يسرح ويمرح‬
                                                                                  ‫أطلقنا عليه لقب "الـفـاح"‪ ،‬كـان ظاهرة‬                 ‫فـي صـمـت‪ .‬وأعـتـقـد أن مـا قـامـوا بـه كـان‬      ‫رفـاقـنـا إلـى مكتب الاسـتـنـطـاق وحـاولـوا‬          ‫فـي أجـسـادنـا‪ ،‬كـمـا يـقـوم بتغيير الـخـرق‬
                                                                                  ‫فـريـدة فـي دار جـهـنـم الـتـي مـررنـا بـهـا‪.‬‬         ‫مقصودا ومبيتا‪ ،‬الغرض منه بث الرعب‬                 ‫أن يـكـون الـنـقـاش مـعـه فـكـريـا فـلـسـفـيـا‪،‬‬      ‫الموضوعة على أعيننا بـأخـرى يعتبرها‬
                                                                                  ‫هـذا الفلاح قليلة هي المـرات التي حرس‬                                                                   ‫فــاســتــدرجــوه لـيـعـبـر عــن رأيــــه‪ ،‬بـمـا أن‬  ‫نظيفة‪ ،‬وفي بعض الأحيان يغير الأفرشة‬
                                                                                  ‫فيها بالمكان الذي كنت به‪ .‬كان يقول لنا‬                    ‫ونشر اليأس والإحباط في نفوسنا‪.‬‬                ‫المـوضـوع فـي نـظـره‪ ،‬لـيـس تنظيميا ولا‬              ‫والأغطية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن بذرة الشر وصفة‬
                                                                                  ‫"أنــا أصـلـي فـاح أرعــى غـنـمـي‪ ،‬وأشـذب‬             ‫كانت ليلة سـوداء لا يمكن نسيانها‪،‬‬                 ‫سـيـاسـيـا‪ .‬وبـعـد إنـهـاء الـنـقـاش وعــودة‬         ‫الجلاد الشرس هي الغالبة في شخصه‪.‬‬
                                                                                  ‫أشـجـار زيـتـونـي‪ ،‬وقــد وجــدت فـي هـذا‬              ‫ومرة سمعت صراخا قويا وحين أصخت‬                    ‫الـرفـيـق لـغـرفـتـه‪ ،‬جـــاء المــجــرم الـجـبـلـي‬   ‫إأححـددىاالـلرلفيـاالقي‪،‬ل ُلأامرستهنذاطاالقجبمـلنيقبأبنل‬  ‫في‬
                                                                                  ‫المـــكـــان‪ ،‬رغــمــا عــنــي‪ ،‬لــن أضــركــم ولــن‬  ‫السمع جـيـدا‪ ،‬تبين لـي أنـه صـوت الرفيق‬           ‫ومـعـه مـجـمـوعـة مـمـن يـأتـمـرون بـأمـره‪،‬‬                                                                    ‫يحضر‬
                                                                                  ‫أنـفـعـكـم‪ ،‬ولـكـنـنـي أتـعـاطـف مـعـكـم وأرى‬         ‫الـفـقـيـد عـبـد الــســام المــــودن‪ ،‬كــان يسب‬  ‫وأوقـفـوه وبــدؤوا فـي تعذيبه بالسياط‪،‬‬               ‫معلمهم الكبير‪ ،‬كما يسمونه‪ ،‬قـد يكون‬
                                                                                  ‫فيكم أبـنـائـي وإخـوتـى‪ .‬كـل مـا أستطيع‬               ‫ويلعن ويـردد‪ :‬الـثـورة الديمقراطية آتية‬           ‫وهم يصرخون "دوي أولد الحرام‪ ،‬الكافر"‬                 ‫قــدور الـيـوسـفـي‪ ،‬أو مـسـاعـدا لـه يسمى‬
                                                                                  ‫فعله في هذه الساعات التي أوجد فيها‬                    ‫يا كـاب‪ ،‬كـان في حالة من الـحـالات التي‬           ‫ونحن نسمع ما ينزل برفيقنا من عذاب‪،‬‬                   ‫الـفـاسـي‪ ،‬وأعـتـقـد أن الـجـبـلـي ومـسـاعـده‬
                                                                                  ‫معكم‪ ،‬هـو أن أتـرك لكم حرية الـكـام مع‬                ‫بدأت تنتابه‪ ،‬منذ ذلك الوقت‪ ،‬حين يرهق‬              ‫وما يتحمله جسمه النحيل من ألم ضرب‬                    ‫الــذيــب‪ ،‬وهــو أكــثــر خــطــورة مــنــه‪ ،‬لأنـه‬
                                                                                  ‫بعضكم الـبـعـض‪ ،‬وتـخـفـيـف "الـبـانـضـة"‬              ‫دماغه بالتفكير‪ ،‬فحتى وهو بين فكي فم‬               ‫المــجــرمــن‪ ،‬بـصـبـر وثــبــات‪ ،‬أنــا فــي تـلـك‬   ‫يعمل بصمت‪ ،‬يحضرون الاستنطاقات‪،‬‬
                                                                                  ‫عـن أعـيـنـكـم‪ ،‬وكــان هـو يـحـرسـنـا خـوفـا‬          ‫الجلادين‪ ،‬كـان يفكر في الـثـورة الوطنية‬           ‫اللحظة‪ ،‬بكيت وتمنيت لـو أنـنـي مـت أو‬                      ‫ووجبات التعذيب‪.‬‬
                                                                                  ‫من أن يرانا الـجـادون السيئون‪ ،‬ونحن‬                   ‫الـديـمـقـراطـيـة‪ ،‬ومـصـيـر الـوطـن‪ ،‬لـم يكن‬      ‫انشقت الأرض وبلعتني‪ ،‬ولا شك أن أغلب‬                  ‫كـانـت لـيـلـة بــاردة‪ ،‬حـن أخـــذوا أحـد‬
‫(أرشيف)‬  ‫بوبلي أندرسون‬                                                            ‫بــدورنــا نـخـاف عـلـيـه‪ ،‬ونــحــرص أن لا‬            ‫مهتما بمصيره الشخصي ولا بمستقبله‪.‬‬                 ‫الرفاق‪ ،‬أو كلهم‪ ،‬كانت لهم ردة الفعل ذاتها‬
                                                                                                                                        ‫بعد لحظة مـن تلك الـواقـعـة‪ ،‬حملوه‬
                                                                                                    ‫يمسه سوء بسببنا‪.‬‬

   ‫على مأوى‪ ،‬وبات ينام في شوارع العاصمة الفرنسية باريس‪.‬‬                           ‫‪" ‬إذا كان المشرق بلاد الأنبياء‪ ،‬فإن المغرب أرض الأولياء"‪ ،‬هي شفاء العليل وتحقيق المستحيل‪ .‬في هذه السلسلة‪ ،‬ستنفض «الصباح»‬                                           ‫أولياء‬
‫و اسـتـغـربـت صحيفة "مـاركـا" الإسـبـانـيـة فـي وقـت سـابـق‪ ،‬من‬                   ‫مقولة تجسد غنى المملكة بالأضرحة والسادات‪ ،‬وتحمل في طياتها الغبار عن ذاكرة أشهر أولياء العاصمة الاقتصادية‪ ،‬على لسان المؤرخ‬
‫أن أنـدرسـون بـا نــاد‪ ،‬بـعـدمـا عـنـونـت فـي أحـد تـقـاريـرهـا بــ "جـاء‬
‫لـيـعـوض رحـيـل إيـسـكـو المنتقل لـريـال مـدريـد‪ ،‬والـيـوم فـي سـن ‪26‬‬             ‫يسرىعويفي"مول الصبيان"‪ ...‬من‪َ " ‬كراب"‪  ‬إلى حكيم‬
                                                                                                                                                       ‫حكايات أشخاص تركوا بصمتهم في تاريخها‪ ،‬قبل أن تتحول مصطفى واعراب‪.‬البيضاء‬
                                                       ‫عاما بلا فريق"‪.‬‬                                                                                                 ‫قبورهم إلى قبلة للباحثين عن التبرك‪ ،‬أو المؤمنين بقدرتهم على‬
‫و أشــار بـعـض المـقـربـن مـن الـاعـب الإيــفــواري إلــى أنــه واجـه‬                                                                                                                                                                                         ‫الأخيرة‬
‫ضغوطا نفسية كبيرة فـي السنوات الأخـيـرة‪ ،‬خاصة بعد رحيله‬

                                        ‫عن صفوف الفريق الأندلسي‪.‬‬
‫وعـنـد انـتـشـار خـبـر إصـابـة أنـدرسـون‪ ،‬بخلل عقلي وتعرضه‬
‫للتشرد في شوارع باريس‪ ،‬قامت أسرته بالاتصال بوكيل أعماله‬
‫السابق وبعض معارفه من المغاربة بغية التوصل إلى معلومات‬                            ‫والعقاقير الطبيعية‪ ،‬ويرفض تلقي أي أجر لقاء عمله الإنساني ‪ ،‬ما دفع الناس إلى‬                             ‫‪ ‬يقع ضريح "سـيـدي محمد مـول الصبيان" بزنقة الـفـراشـات فـي حـي الـوازيـس‬
                                                                                                                     ‫تقديره ورفعه إلى مقام أولياء الله والصلاح‪.‬‬                           ‫بالبيضاء‪ ،‬ويعرف قديما بـ"قدرته السحرية" على علاج الأطفال مما يصطلح عليه‪ ‬‬
                                     ‫دقيقة عن حالته ومكان وجوده‪.‬‬                                                                                                                          ‫في الأوساط الشعبية بداء "أم الصبيان" (تابعة الجن)‪ ،‬لكن مزاره التاريخي أضحى‬
‫وكــشــف مــوقــع "ســبــورت مـانـيـا" أن لاعــب الــــوداد الـريـاضـي‬            ‫وتـفـيـد إحـدى الـروايـات الشعبية الـنـادرة‪ ،‬بـأن سـيـدي مـحـمـد كـان يـسـافـر إلـى‬                     ‫اليوم في طي النسيان‪ ،‬وتحول إلـى ركـن تقصده بعض الباحثات عن "السبوب»‪،‬‬
‫السابق‪ ،‬أصبح "مختلا عقليا" ويعيش حياة التشرد في الشوارع‪،‬‬                          ‫مـراكـش بـن وقـت وآخـر‪ ،‬مشيا مـن أجـل اكـتـسـاب خـبـرة واسـعـة فـي الـطـب الشعبي‬                                                                                                                                       ‫لاغير‪.‬‬
                                                                                  ‫لعلاج الأطفال‪ ،‬فيجلب معه في كل مرة معارف جديدة وأنواعا مختلفة من الأعشاب‬                                ‫وتعود قصة هذا الولي‪ ،‬الـذي يزعم البعض أن اسمه مومن وليس محمد‪ ،‬إلى‬
        ‫بعد المجد الرياضي والمالي الذي حصده في سن صغيرة‪.‬‬                          ‫والعقاقير‪ ،‬حتى تحول من ساق يوزع الماء‪ ،‬إلى حكيم تقصده الأمهات والآباء من كل‬                             ‫" َكرابا"(ساقي‬  ‫كـان‬  ‫أنـه‬  ‫إلـى‬  ‫الشفهية‬  ‫بعض الـروايـات‬  ‫القرن الماضي‪ ،‬إذ تشير‬                               ‫بداية‬
‫وبـات الـاعـب الـذي تنبأ لـه الـكـثـيـرون بمستقبل كـروي كبير‪،‬‬                                                                                                                                                                        ‫ويقبلها كسرة‬    ‫يرفض تلقي أجرته مالا‬                                ‫المـاء)‬
‫يفترش الأرض في شوارع العاصمة الفرنسية باريس‪ ،‬بعدما دخل‬                                       ‫ربوع المملكة‪ ،‬كي يعرضوا عليه أطفالهم المرضى أو الممسوسين بالجن‪.‬‬                                                                         ‫خبز وحفنة من الزيتون‪ ،‬وأنه كلما خلص من‬
‫فـي دوامـة أزمـات متتالية بـدأت عندما قـرر نـادي ملقا الإسباني‬                    ‫‪ ‬وتـشـيـر الــروايــة ذاتــهــا‪ ،‬إلــى أن سـكـان‬                                                                                                   ‫عمله‪ ،‬ذهـب ليستريح قـرب قربته المصنوعة‬
‫التخلي عنه بشكل رسمي ليلتحق بنادي شاتورو الفرنسي‪ ،‬الذي‬                            ‫المـديـنـة خـصـصـوا لـلـولـي الـراحـل عـنـد وفـاتـه‬                                                                                                ‫من جلد الماعز‪ ،‬فتحلق حوله الأطفال وأخذ في‬
                                                                                  ‫جنازة كبرى‪ ،‬كما رفعوا فوق قبره قبة صاروا‬                                                                                                           ‫ملاعبتهم والتعبير عن حبه الشديد لهم‪ ،‬لدرجة‬
                        ‫بدوره تخلى عنه بسبب مستواه الضعيف‪.‬‬                        ‫يدفنون موتاهم من حولها‪ ،‬وتحول ضريحه‬                                                                                                            ‫أنه أصبح‪ ،‬من كثرة معاشرتهم‪ ،‬مطلعا على كل‬
‫وقال أحد الشباب الإيفواريين القاطنين في باريس‪ ،‬إن بوبلي‬                           ‫بذلك إلى قبلة مقدسة تقصدها النساء أملا في‬                                                                                                      ‫مـا يمت بصلة إلـى أحـوالـهـم الصحية‪ ،‬ومهتما‬
‫أندرسون يعيش منذ ‪ 3‬سنوات حياة التشرد في عاصمة الأنوار‪،‬‬                            ‫عـاج أطفالهن‪ ،‬وتـتـردد عليها الـعـاقـرات طلبا‬                                                                                             ‫بإعداد أدوية من خليط الأعشاب للأمراض التي‬
                                                                                                                                                                                                                                               ‫تصيبهم‪ ،‬فيستردون عافيتهم فورا‪.‬‬
                                    ‫بعدما فقد منزله وكل ممتلكاته‪.‬‬                                          ‫لبركته في الإنجاب‪.‬‬                                                                                               ‫وبـمـرور الـوقـت‪ ،‬تناقلت الألـسـنـة قـدرة»مـول‬
‫ويشار إلى أن أندرسون حمل قميص فريق الـوداد البيضاوي‬                               ‫يشار إلى أن طقوس العلاج بضريح "سيدي‬                                                                                                       ‫الصبيان" على علاج‪  ‬الأطفال من أي علة أصابتهم‪،‬‬
‫فـي مـوسـم ‪ ،2013‬إذ قـدم مـسـتـويـات جـيـدة فـي الـبـطـولـة‪ ،‬وهـو ما‬              ‫مول الصبيان"‪ ،‬كانت تشمل التوضؤ بماء البئر‬                                                                                                 ‫وتـحـول إلـى ولـي تقصده الـبـيـضـاويـات ملتمسات‬
‫جـعـلـه هـدفـا لمـجـمـوعـة مـن الأنــديــة الأوربــيــة‪ ،‬قـبـل أن يـنـتـقـل إلـى‬  ‫المـقـدسـة المــجــاورة‪ ،‬لـلـضـريـح‪ ،‬وتـمـريـر سـلـسـلـة‬                                                                                  ‫بـركـتـه لـشـفـاء فــلــذات أكــبــادهــن‪ ،‬فـكـان يـعـالـجـهـم‬
                                                                                  ‫حـديـديـة عـلـى أرجــل الـــزوار المـرضـى لـطـرد الـشـر‪،‬‬                                                                                  ‫بـمـا تـرسـخ لـديـه مـن تـجـارب بـالـتـداوي بـالأعـشـاب‬
                                                         ‫صفوف مالقا‪.‬‬              ‫ثـم حـك المناطق المريضة مـن جسم الصغار بحجر‬
‫وتفاعلا مع الخبر المنتشر‪ ،‬قرر أحد أنصار الوداد التوجه إلى‬
‫العاصمة الفرنسية باريس‪ ،‬من أجل البحث عن بوبلي أندرسون‬                                                             ‫مستدير أملس‪ .‬‬

                    ‫ومساعدته للعودة إلى أسرته التي تبحث عنه‪.‬‬

            ‫ماركات عالمية لساعات القصر‬                                                                                                                                                                                                         ‫لصوص البلاط ‪6‬‬

         ‫تاجر سلا اقتنى ‪ 14‬ساعة وتاجرا البيضاء وفاس ‪ 11‬لكل واحد منهما وارتفاع السومة الشرائية‬                                                                                                                                                  ‫سرقة غريبة يشهدها البلاط‬
                                                                                                                                                                                                                                               ‫الملكي‪ ،‬تفجرت فصولها بداية السنة‬
‫سبعة ملايين سنتيم وثلاثة آلاف درهـم‪ ،‬وبالتالي تكون الساعات‬                ‫البحث أظهر سرقة ساعات ذات ماركات عالمية (أرشيف)‬                              ‫بينت أبحاث الفرقة الوطنية للشرطة القضائية‪ ،‬وفقا لاعترافات‬                               ‫الجارية‪ ،‬بعدما أوقفت الفرقة‬
                              ‫الخمس بيعت ب‪ 12‬مليون سنتيم‪.‬‬                 ‫البلاط الملكي‪ ،‬فوافق في بداية الأمـر على التعامل معها واعترفت‬                ‫الموقوفين‪ ،‬أن الساعات التي سرقتها خادمة القصر‪ ،‬هي من أنواع‬                              ‫الوطنية للشرطة القضائية‪ ،‬خادمة‬
                                                                                                                                                       ‫"رولـيـكـس" و"ومـون بـاك" و"بـاك بـان" و"بـفـلـغـيـري"‪ ،...‬وأن العدد‬                    ‫بالقصر الملكي بالرباط وسلا‪.‬‬
‫وبالنسبة للعملية الثالثة‪ ،‬فقد استولت خادمة القصر خلالها‬                                                   ‫بتعاملها معه عبر ست عمليات‪.‬‬                  ‫المسروق من داخل غرف القصر الملكي بلغ أزيد من ‪ 36‬ساعة باهظة‬                              ‫استولت الموقوفة على أزيد من‬
‫على ثلاث ساعات باهظة الثمن‪ ،‬باعتها شخصيا إلى مجوهراتي‬                     ‫وهـمـت العملية الأولـى بيع ساعتين يـدويـتـن إلـى مجوهراتي‬                    ‫الثمن‪ ،‬عملت على بيعها إما شخصيا أو سخرت عشيقها المذكور‬                                  ‫‪ 36‬ساعة باهظة الثمن من داخل‬
‫سلا بمقابل مالي قـدره خمسة ملايين سنتيم ونصف مليون‪ ،‬بعد‬                   ‫سـا مـقـابـل مـبـلـغ خـمـسـة مـايـن سـنـتـيـم تـسـلـمـتـه سـكـيـنـة نـقـدا‪،‬‬  ‫فـي عملية الـتـسـويـق والـبـحـث عـن الـحـرفـيـن فـي مـجـال بـيـع وشـراء‬                 ‫غرف البلاط‪ ،‬عبر مراحل‪.‬وكشفت‬
‫نـزع قـطـع الـذهـب المـوجـودة بـهـا وإذابـتـهـا وإتــاف بـاقـي مـكـونـات‬  ‫فعمل التاجر على نـزع قطع الذهب المـوجـودة بهما بعد إذابتهما‪،‬‬                                                                                                         ‫التحقيقات أزيد من ‪ 20‬شخصا‬
‫الساعات من طرفها أو من قبل عشيقها المذكور‪ ،‬أما العملية الرابعة‬            ‫أمـا العملية الثانية فهمت خمس ساعات تكلف عشيقها بالتوجه‬                                                                 ‫وصياغة المجوهرات‪.‬‬                            ‫تورطوا في النازلة‪ ،‬واستحقوا لقب‬
‫ساعتين فـي يناير ‪ ،2018‬وقـصـدت محله بمفردها‪ ،‬وبعدها انتقل‬                 ‫إلى متجر القرية‪ ،‬وتسلم مقابلها المـادي عبر دفعتين‪ ،‬الأولـى تقدر‬              ‫وتبين من خلال الاعترافات التلقائية‪ ،‬التي دامـت ‪ 72‬ساعة‪ ،‬أن‬                              ‫"لصوص البلاط"‪ ،‬فاغتنوا من‬
‫معها التاجر نحو قباضة سلا الجديدة‪ ،‬وسلمها مبلغ ستة ملايين‬                 ‫بأربعة ملايين سنتيم ونصف مليون‪ ،‬والدفعة الثانية حصل على‬                      ‫ثـاثـة تـجـار أسـاسـيـن لـلـمـجـوهـرات‪ ،‬اسـتـفـادوا مـن شـراء المـسـروق‪،‬‬                ‫عائدات السرقات‪ ،‬وقاموا بتبييض‬
‫سنتيم‪ ،‬لكن هذا المجوهراتي لم يعمل على إذابتهما لإزالـة الذهب‪،‬‬                                                                                          ‫ويتعلق الأمر بتاجر قرية أولاد موسى بسلا الذي اقتنى ‪ 14‬ساعة‬                              ‫المتحصل عليه في المنقولات‬
                                                                                                                                                       ‫وتـاجـري فـاس وسـا الـلـذيـن اقـتـنـيـا ‪ 11‬سـاعـة لـكـل واحــد منهما‪،‬‬                   ‫والعقارات‪.‬‬
              ‫بل قام بدوره بإعادة تصريفهما بطريقته الخاصة‪.‬‬                                                                                             ‫وتجلى ذلك في توظيف خادمة القصر لعشيقها عن طريق استعماله‬
‫وفي ما يخص العملية الخامسة‪ ،‬فقد جرت في غضون أكتوبر‬                                                                                                                                                                                             ‫إنجاز‪ :‬عبد الحليم لعريبي‬
‫‪ 2019‬بعدما سرقت الخادمة ساعة من داخـل غرفة بالقصر الملكي‬                                                                                                 ‫للسيارة المقتناة من عائدات المسروقات‪ ،‬التي بات يتنقل بها بين‬
‫وعلمت على بيعها لـه مقابل ستة ملايين سنتيم دون نـزع الذهب‬                                                                                                                                    ‫سلا وفاس والبيضاء‪.‬‬
‫منها‪ ،‬وفي نونبر ‪ 2019‬عادت إلى المحل ذاته فباعته الساعة الأخيرة‬
‫بمبلغ ‪ 10‬مـايـن‪ ،‬قـام المجوهراتي بضخ مبلغ البيع فـي حسابها‬                                                                                             ‫واعـتـرفـت الـخـادمـة أنـهـا تـوجـهـت لأول مــرة إلــى مـحـل بـائـع‬
                                                                                                                                                       ‫مجوهرات بقرية أولاد موسى بسلا‪ ،‬وفاتحته في اقتناء الساعات‬
                                                       ‫البنكي‪.‬‬                                                                                         ‫المسروقة‪ ،‬ولم يعلم في بداية الأمر بأنها مستولى عليها من داخل‬
   1   2   3   4   5   6   7   8   9   10   11