Page 5 - عدد الثلاثاء صحيفة الصباح
P. 5

‫عــبـــر‬                                                                                                                                      ‫‪www.assabah.ma‬‬

       ‫غاية الأدب أن يستحي المرء‬                                                                                                                      ‫الثلاثاء ‪ ٢٠٢٠/٤/٢٨‬العدد‪٦٢٠٤ :‬‬
             ‫من نفسه أولا‬

                                                                                                                ‫(الحلقة الثالثة)‬                                     ‫قراءة في القصة السرية لسقوط بوتفليقة‬

                                                   ‫كما يتحدث الكتاب عن دور فرنسا التي حاولت‪ ،‬كما يقول الكاتب‪ ،‬دعم الرئيس طريح الفراش إلى‬                             ‫"الأرخبيل" (أرشيبيل) كتاب "القصة السرية لسقوط بوتفليقة" للمحلل السياسي نوفل إبراهيمي‬
                                                   ‫آخر نفس‪ ،‬فيما كان محمد الأمين مدين‪ ،‬المعروف بالجنرال توفيق‪ ،‬قائد المخابرات الجزائرية السابق‬                       ‫الميلي‪ ،‬يوثق فيه صراعات مكونات السلطة بالجزائر ومحاولات المستفيدين إنقاذ نظام بوتفليقة‬
                                                                                                                                                                     ‫وإعادة الإمساك بزمام الأمور‪ ،‬بعدما اختل بسبب تداعيات احتجاجات الشارع وما نتج عنها في‬
                                                         ‫يتحرك في الظل‪" .‬الصباح" تقدم قراءة في أهم المقاطع التي جاءت في الكتاب عبر حلقات‪.‬‬                            ‫تصدع في مكونات جبهة القيادة‪ ،‬التي يسعى كل طرف منها إلى تعزيز موقعه وإقصاء الطرف الآخر‪.‬‬

                                                   ‫عبد الواحد كنفاوي‬

                                                   ‫تورط رجالات الجيش في تجارة المخدرات‬
                                                   ‫ضبط ‪ 701‬كيلوغرام من الكوكايين الخالص في شحنة مزود الثكنات العسكرية باللحوم‬

‫(خاص)‬                                              ‫عبد الغني هامل‬                                               ‫الشيخي المعروف بـ»البوشي»‪ ،‬وتم اقتياد الباخرة‬              ‫الـذيـن طـالـبـوا قـبـطـان الـبـاخـرة بـوثـائـق الشحنة‪،‬‬  ‫يستعرض الكتاب مجموعة من العوامل التي‬
                                                                                                                ‫إلـى رصـيـف الميناء لمراقبة محتوى الـحـاويـات‪ ،‬إذ‬          ‫أي الـعـقـود المـبـرمـة بـن الـنـاقـل وصـاحـب الشحنة‪،‬‬    ‫ساهم تراكمها في تصدع النظام وبروز خلافات بين‬
‫توقيف الباخرة وحجز كميات المخدرات التي كانت‬        ‫لا تخضع الشحنات التي يستوردها لمراقبة دقيقة‬                  ‫تـم إخضاعها لجهاز "الـسـكـانـيـر» ليتبين أن أزيـد‬          ‫لمـعـرفـة هـويـتـه‪ ،‬فـتـبـن أن الـشـحـنـة مـوجـهـة إلـى‬  ‫أجنحته بفعل ضغط الشارع‪ ،‬الذي أصبح يلح على‬
‫على متنها‪ .‬واضطر العسكر إلى تدبير أكباش فداء‬       ‫وتستفيد من تسهيلات‪ ،‬لذا رغم إخباريات الشرطة‬                  ‫مـن ‪ 701‬كيلوغرام مـن الكوكايين الخالص مخبأة‬                ‫شركة "دونـيـا ميت"‪ ،‬المملوكة لرجل الأعـمـال كامل‬         ‫تغيير النظام القائم بسبب زواج المـال والسياسة‪،‬‬
‫مـن أجـل طـي هـذا المـلـف‪ ،‬الـذي كشف حجم الفساد‬    ‫الإسبانية بشحنات سابقة مماثلة‪ ،‬ظل "البوشي»‬                                                                                                                                       ‫ما نتج عنه من فساد مالي وسياسي داخـل مراكز‬
‫الذي ينخر البلاد‪ ،‬فتم اعتقال "البوشي» والسائق‬                                                                                ‫بداخلها إلى جانب اللحوم المجمدة‪.‬‬               ‫اعتقال "البوشي" والسائق الخاص‬                           ‫اتخاذ القرار‪ ،‬من خلال علاقات مشبوهة بين رجال‬
‫الخاص للجنرال عبد الغني هامل‪ ،‬مدير المديرية‬                              ‫يواصل نشاطه بكل أمان‪.‬‬                  ‫ويـتـسـاءل الـكـاتـب‪ ،‬مـا الــذي جـعـل الـسـلـطـات‬          ‫للجنرال عبد الغني هامل مدير‬
‫العامة للأمن الوطني إلى غاية ‪ ،2018‬الذي أقيل من‬    ‫ولـــم يــعــد بــإمــكــان الــجــيــش الاســتــمــرار فـي‬  ‫الإسـبـانـيـة تخبر مـصـالـح الـجـيـش‪ ،‬عـوض الإدارة‬           ‫المديرية العامة للأمن الوطني‬                                ‫أعمال ومن بأيديهم مفاتيح القرار السياسي‪.‬‬
                                                   ‫التغاضي عن هذا النشاط‪ ،‬بسبب ضغوط الشرطة‬                      ‫العامة للأمن الوطني؟ ليتبين له‪ ،‬بناء على معطيات‬                                                                     ‫ويـشـيـر الـكـاتـب‪ ،‬فـي هــذا الـصـدد‪ ،‬إلــى إحـدى‬
              ‫منصبه وأودع السجن في ما بعد‪.‬‬         ‫الإسبانية ووكالة مكافحة المـخـدرات‪ ،‬ما دفعه إلى‬              ‫حـصـل عـلـيـهـا مــن مــصــادر جـيـدة الاطـــاع‪ ،‬أنـهـا‬                            ‫نوفل إبراهيمي الميلي‬             ‫الـفـضـائـح الـتـي كـشـفـت هــذه الـعـاقـات المـشـبـوهـة‬
                                                                                                                ‫ليست المرة الأولى التي يتم فيها تمرير كميات من‬                                                                      ‫وأسـقـطـت آخـر أوراق الـتـوت الـتـي كـان يتستر بها‬
                                                                                                                ‫المـخـدرات الصلبة إلـى الجزائر‪ ،‬إذ سبق للسلطات‬                                                                      ‫أصـحـاب الـقـرار السياسي المستفيدون مـن الوضع‬
                                                                                                                ‫الإسبانية أن أعلمت المديرية العامة للأمن الوطني‬                                                                     ‫الـقـائـم والمـسـتـعـدون لـلـقـيـام بــأي شــيء‪ ،‬مـن أجـل‬
                                                                                                                ‫بثلاث شحنات مماثلة لكنها لـم تتخذ أي إجـراء‪،‬‬                                                                        ‫الـحـفـاظ عـلـى مـكـاسـبـهـم‪ ،‬لـكـن الفضيحة انفجرت‬
                                                                                                                ‫وظــن أمـنـيـو إسـبـانـيـا‪ ،‬فـي الـبـدايـة‪ ،‬أن نـظـراءهـم‬                                                           ‫بـعـد ضـبـط بــاخــرة قــادمــة مــن الــبــرازيــل مـحـمـلـة‬
                                                                                                                ‫الـجـزائـريـن بـصـدد تـتـبـع ورصــد الـشـبـكـة المعنية‬                                                              ‫باللحوم المجمدة "حلال"‪ ،‬متجهة إلى ميناء وهران‪،‬‬
                                                                                                                ‫بهذه العمليات‪ ،‬فتبين لها أن صمت الأمن الجزائري‬                                                                      ‫لكنها عرجت على ميناء فلنسيا الإسباني‪ ،‬حيث‬
                                                                                                                ‫غير مبرر‪ ،‬وأن العمليات يمكن أن تتم بتواطؤ مع‬                                                                        ‫تـم تـحـمـيـل سـت حـاويـات مـبـردة‪ ،‬وتـمـت العملية‬
                                                                                                                ‫مسؤولين أمنيين‪ ،‬لذا قررت إخبار الجيش في المرة‬                                                                       ‫تحت المـراقـبـة الـسـريـة للشرطة الإسـبـانـيـة وعملاء‬
                                                                                                                                                                                                                                    ‫فـيـدرالـيـون مـن وكـالـة مـكـافـحـة المــخــدرات‪ ،‬وبـعـد‬
                                                                                                                                                      ‫الرابعة‪.‬‬                                                                      ‫انتهاء عملية الشحن واصلت الباخرة طريقها إلى‬
                                                                                                                ‫وتقود التحريات التي قام بها الكاتب‪ ،‬استنادا‬                                                                         ‫ميناء وهــران‪ ،‬وعـنـد اقترابها مـن المـيـاه الإقليمية‬
                                                                                                                ‫إلـى معطيات صــادرة‪ ،‬أن صـاحـب الشحنة تربطه‬                                                                         ‫للجزائر‪ ،‬لاحـت فـي الأفـق طـائـرة هيلكوبتر تابعة‬
                                                                                                                ‫علاقة عمل مع الجيش الجزائري‪ ،‬الذي تعاقد معه‬                                                                         ‫للبحرية الـجـزائـريـة تحلق عـلـى ارتـفـاع منخفض‬
                                                                                                                ‫لتموين الثكنات باللحوم التي يستوردها من بلدان‬                                                                       ‫ومجهزة بكاميرات لتشديد المراقبة على الباخرة‪،‬‬
                                                                                                                ‫أمريكا اللاتينية‪ ،‬لذا يلقب بـ «البوشي»‪ ،‬التي تعني‬                                                                   ‫إذ تم تصوير كل العملية بواسطة كاميرات فيديو‪،‬‬
                                                                                                                ‫الجزار بالعربية‪ .‬ومكنته هذه العلاقة مع الجيش‬                                                                        ‫ليلتحق بعد ذلك حرس السواحل وضباط البحرية‬
                                                                                                                ‫من الاستفادة من تسهيلات على مستوى الميناء‪ ،‬إذ‬

‫مذكرات بنموسى ‪3‬‬                                                                                                                                              ‫محجور في الغربة ‪3‬‬
                                                                                                                                                      ‫يعيش ملايين المغاربة خارج وطنهم‪ .‬وبمجرد إعلان حالة الطوارئ الصحية بمجموعة من الدول‪ ،‬هناك‬
                                                                   ‫صلاح الدين بنموسى‬
                                                                   ‫واحد من الأسماء‪ ،‬التي‬                                                              ‫من عاد إلى تراب المملكة‪ ،‬بينما ظل آخرون عالقون خارج الوطن‪ .‬في هذه السلسلة من الحلقات الرمضانية‪،‬‬
                                                                   ‫طبعت عالم التمثيل من‬
                                                                   ‫خلال تقمص العديد من‬                                                                ‫تقربكم الصباح من واقع الطوارئ الصحية بمجموعة من الدول على لسان مغاربة‪ ،‬سيحكون لنا كيف يقضون‬
                                                                   ‫الشخصيات‪ ،‬التي ظلت‬
                                                                   ‫راسخة في أذهان جمهوره‪.‬‬                                                             ‫عصام الناصيري‬                                ‫يومياتهم بعيدا عن أسرهم‪ ،‬ومعاناة بعضهم خارج الوطن‪...‬‬
                                                                   ‫دخل بنموسى عالم التمثيل‬
                                                                   ‫واستطاع أن يفرض مكانته‬                                                                                  ‫مسؤول في الأزمة‬
                                                                   ‫فيه ويضع اسمه ضمن‬
                                                                   ‫قائمة رواده المغاربة‪ .‬من‬                                                                                                                                                       ‫يدخل الشاب أيمن قـاديـري علوي‬
                                                                   ‫خلال الحلقات التالية نقف‬                                                                                                                                                       ‫ضــمــن آلاف المــغــاربــة المــقــيــمــن فـي‬
                                                                   ‫عند محطات كثيرة من‬                                                                                                                                                             ‫تركيا‪ ،‬والذين سافروا من أجـل إتمام‬
                                                                   ‫مسار صلاح الدين بنموسى‪،‬‬                                                                                                                                                        ‫مـسـارهـم الأكــاديــمــي والمـهـنـي خــارج‬
                                                                   ‫الذي يكشف عن أسرارها‬                                                                                                                                                           ‫المـغـرب‪ ،‬إلا أن الـحـجـر الـصـحـي فـرض‬
                                                                   ‫وخباياها وذكريات لم‬                                                                                                                                                            ‫عليه المكوث خارج الوطن‪ ،‬خاصة بعد‬
                                                                   ‫تنجح السنوات الطويلة في‬                                                                                                                                                        ‫تعليق الرحلات الجوية الخارجية في‬
                                                                   ‫محو أثرها‪.‬‬
                                                                                                                                                                                                                                                                        ‫مارس الماضي‪.‬‬
                                                                              ‫أمينة كندي‬                                                                                                                                                          ‫ويــــقــــول الـــصـــحـــافـــي والـــطـــالـــب‬
                                                                                                                                                                                                                                                  ‫الـبـاحـث فـي مـجـال الإعـــام‪" ،‬وصـلـت‬
       ‫"الاستقلال تقام عليا غالي"‬                                                                                                                                                                                                                 ‫تـركـيـا فـي بـدايـة شـتـنـبـر ‪ ،2019‬بـعـد‬
       ‫توفيت والدته بعد اعتقال والده الفدائي وعاش اليتم في سبع سنوات‬                                                                                                                                                                              ‫مـراكـمـة سـنـتـن مـن الـتـجـارب المـهـنـيـة‬
                                                                                                                                                                                                                                                  ‫فـي الـصـحـافـة الـفـرنـكـفـونـيـة بـالمـغـرب‪،‬‬
‫مـن شـدة تـأثـرهـا وخـوفـهـا الـكـبـيـر بعد‬        ‫لــيــضــع أسـلـحـتـهـمـا فـــي قــفــة والـــدي‬    ‫لم يكن سن صـاح الدين بنموسى‬                    ‫(خاص)‬                           ‫أيمن قاديري‬                                                 ‫مــن أجــل إتــمــام دراســتــي الـجـامـعـيـة‪،‬‬
‫اعــتــقــال والـــــده‪ ،‬الـــذي طـلـب مـنـهـا أن‬  ‫الـفـارغـة ونـغـادر عـلـى الـفـور مـسـرعـن‬          ‫يتجاوز ‪ 8‬سنوات‪ ،‬حين طلب منه والده‬              ‫عــلــى الأشـــخـــاص أقـــل مــن ‪ 20‬سـنـة‪ ،‬ســن ‪ 20‬ســنــة‪ ،‬وبــمــا أنــــي الــوحــيــد‬  ‫والـحـصـول عـلـى مـاجـسـتـيـر فـي مـجـال‬
‫تـخـفـي "المــنــشــورات"‪ ،‬الـتـي كــان يـكـلـف‬                                                        ‫ذات يـوم مرافقته‪ ،‬حاملا فـي يديه قفة‬           ‫مـغـادرة الـبـيـوت‪ ،‬فـإنـي أخـرج كـل يـوم المـسـمـوح لــه بــمــغــادرة الـبـيـت‪ ،‬فـإنـي‬
‫بـتـوزيـعـهـا فـي صـدرهـا وتـتـظـاهـر أنها‬                                 ‫نحو معمله‪.‬‬                  ‫فارغة وصارا في اتجاه معمل النجارة‪،‬‬             ‫لاقـتـنـاء حـاجـيـات الـبـيـت‪ ،‬لأنـي أقـطـن أصــبــحــت مــــســــؤولا عــــن جــلــب مــا‬       ‫اختصاصي الصحافة والإعلام"‪.‬‬
                                                   ‫ظل المشهد الذي نفذه الفدائي أحمد‬                    ‫الذي غير مقره من منطقة بن جدية إلى‬                    ‫رفـقـة بـعـض الأصـدقـاء المـغـاربـة تحت يحتاجونه من الخارج"‪.‬‬                         ‫ويــضــيــف المــتــحــدث ذاتـــــه‪" ،‬بـعـد‬
                     ‫طريحة الفراش‪.‬‬                 ‫الـذهـبـي راسـخـا فـي ذاكــرة بـنـمـوسـى‪،‬‬           ‫شارع الفداء بسبب سلطات الاستعمار‪.‬‬                                                                                                          ‫ظهور الفيروس في تركيا‪ ،‬تم تعليق‬
‫"كـانـت والـدتـي تعاني داء القلب‬                   ‫الـــذي عــايــن عــن قـــرب لــلــمــرة الأولـــى‬  ‫يـحـكـي بـنـمـوسـى أنـه بـعـد وصـولـه‬                                                       ‫تخفيف الأزمة‬                                   ‫الدراسة‪ ،‬وشرعنا بعد ذلك في التعليم‬
‫ولم يكن الطب في تلك الفترة متطورا‬                  ‫كــفــاح الـوطـنـيـن‪ ،‬مــن أجــل مـنـاهـضـة‬         ‫رفقة والده إلى حي يوجد به مقر فرقة‬                                                                                                         ‫عـن بـعـد"‪ ،‬مـبـرزا أن الـدولـة التركية لم‬
‫كبيرا‪ ،‬لتفارق الحياة نتيجة تأثرها‬                  ‫الاسـتـعـمـار الـفـرنـسـي‪ ،‬الــذي اسـتـعـان‬         ‫الـعـروبـة الـقـديـم وتـحـديـدا أمــام مـحـل‬   ‫يـضـيـف المـتـحـدث ذاتــه أن عـاقـتـه بـالمـغـرب تـوطـدت أكـثـر‪ ،‬إذ أصـبـح‬                  ‫تعلن قرار الحجر الصحي العام‪ ،‬كما‬
‫الــشــديــد وصــدمــتــهــا بــعــد اعـتـقـال‬     ‫بـعـدد مـن الجنود السينغاليين‪ ،‬الذين‬                ‫جــزار مـشـهـور كــان يـعـلـق رأس عـجـل‬        ‫يـحـادث أصـدقـاء ه عـن طـريـق الـفـيـديـو كـل يـوم‪ ،‬ويـتـبـادل مـعـهـم الأخـبـار‪،‬‬           ‫هـو الأمـر بـالـنـسـبـة إلـى المـغـرب ودول‬
‫والدي"‪ ،‬يحكي بنموسى‪ ،‬الذي تذكر‬                     ‫كانوا غالبا ما يكلفون بالحراسة فوق‬                  ‫ويضع "سكاتة" في فمه‪ ،‬أثـار انتباهه‬             ‫ويـحـاولـون تخفيف وطـأة الأزمـة النفسية‪ ،‬التي سببها الحجر الصحي‬                             ‫أخرى‪ ،‬بل اكتفت بفرض مجموعة من‬
‫بتأثر كبير والدته التي تركت فراغا‬                  ‫كل أسطح منازل الحي لتشديد مراقبة‬                    ‫طـول قـامـة جـنـديـن سنغاليين يعملان‬           ‫للجميع‪ ،‬مـبـرزا أنـه يتصل كذلك بأسرته بشكل يـومـي‪ ،‬قصد الاطمئنان‬                            ‫الـتـدابـيـر الـوقـائـيـة‪ ،‬مـن قـبـيـل مـنـع من‬
‫كبيرا في حياته‪ ،‬كما عانى اليتم في‬                                                                      ‫لفائدة قوات الاحتلال الفرنسي‪ ،‬ليعبر‬                                                                                                        ‫يـقـل عـمـره عـن ‪ 20‬سـنـة‪ ،‬أو يـفـوق ‪65‬‬
                                                                      ‫وتحركات السكان‪.‬‬                  ‫عــن ذلـــك بـعـفـويـتـه الـطـفـولـيـة قـائـا‬                                                      ‫على بعضهم البعض‪.‬‬                        ‫سنة من الخروج‪ ،‬بالإضافة إلى فرض‬
                         ‫سن مبكرة‪.‬‬                 ‫ولـجـأ بـنـمـوسـى وعـدد مـن الأطـفـال‬               ‫"شـحـال طــوال"‪ ،‬لـيـأمـره والــده بـالـتـزام‬                                                                                              ‫ارتــداء الـكـمـامـات فـي بـعـض الأمـاكـن‬
‫عـانـى بـنـمـوسـى كـثـيـرا وشـقـيـقـه‬              ‫مـن أعـمـار مـتـفـاوتـة إلــى صـنـع قـنـبـلـة‪،‬‬                                                                                                                                                 ‫الـعـامـة‪ ،‬كـمـا أغـلـقـت المـقـاهـي والمـطـاعـم‬
‫شكيب بعد وفـاة والـدتـه‪ ،‬خـاصـة أن‬                 ‫باعتمادهم على بعض المواد الموضوعة‬                                               ‫الصمت‪.‬‬
‫والـده كـان يـتـم اعـتـقـالـه فـي كـل مـرة‪،‬‬        ‫فـي قـنـيـنـة بـاسـتـيـكـيـة‪ ،‬الـتـي أحـدثـت‬        ‫"كـــان والـــدي يـمـشـي بـسـرعـة حـن‬                                                                                                                  ‫ومراكز التسوق وغيرها‪.‬‬
‫مـن قـبـل قــوات الاحــتــال الـفـرنـسـي‪،‬‬          ‫انــفــجــارا سـمـع دويـــه بـعـض الـجـنـود‬         ‫يــســرع الـجـنـديـان ثــم بـحـركـة بـطـيـئـة‬                                                                                              ‫وأمــا بـالـنـسـبـة إلــى يـومـيـاتـه فـي‬
‫مــوضــحــا أن عــــددا مـــن أصــدقــائــه‬        ‫الـسـنـغـالـيـن‪ ،‬الـذيـن أسـرعـوا لاعـتـقـال‬        ‫حـن يـقـومـان بـذلـك"‪ ،‬يـقـول بـنـمـوسـى‪،‬‬                                                                                                  ‫الـحـجـر الـصـحـي‪ ،‬فـيـقـول أيـمـن "أبــدأ‬
‫الـفـدائـيـن كــانــوا يـتـولـون إحـضـار‬           ‫بعض الأطفال‪ ،‬لكن لحسن الحظ تمكن‬                     ‫مـضـيـفـا أن ظـلـهـمـا يـمـاهـي حـركـاتـهـمـا‬                                                                                              ‫يـومـي بـشـكـل عــاد‪ ،‬إذ أتـابـع دروســي‬
‫مـا يـحـتـاجـونـه مـن مــواد لـتـحـضـيـر‬                                                               ‫إلـى أن خـرج فجأة أحـد الفدائيين الذي‬                                                                                                      ‫عـبـر الانـتـرنـت لمــدة تـقـارب سـاعـتـن‪،‬‬
‫الـــطـــعـــام‪ ،‬إلــــى حـــن خـــروجـــه مـن‬             ‫من الدخول بسرعة إلى منزله‪.‬‬                  ‫ضـربـهـم بـمـسـدس لـيـرديـهـمـا قـتـيـلـن‬                                                                                                  ‫بـعـد ذلــك أشــاهــد فـيـلـمـا أو مـسـلـسـا‬
                                                   ‫"تقام عليا الاستقلال غالي بزاف"‪،‬‬                                                                                                                                                               ‫أو أقـرأ كتابا‪ ،‬كما أنـي أجـرب الطهو‪،‬‬
                            ‫السجن‪.‬‬                 ‫يـحـكـي بـنـمـوسـى فـقـد تـوفـيـت والـدتـه‬                                                                                                                                                     ‫بعدما أقفلت المطاعم أبوابها"‪ ،‬مبرزا‬
                                                                                                                                                                                                                                                  ‫أن مـتـابـعـة أخـبـار الـفـيـروس فـي بـلـد‬
                                                                                                                                                                                                                                                  ‫إقـامـتـه أو بــالمــغــرب‪ ،‬أصـبـح بـمـثـابـة‬
                                                                                                                                                                                                                                                  ‫عـــــادة يـــومـــيـــة‪ ،‬قــصــد مــعــرفــة آخــر‬
                                                                                                                                                                                                                                                  ‫الـتـطـورات‪ ،‬والمـسـار الــذي تـسـيـر فـيـه‬

                                                                                                                                                                                                                                                                                ‫الأمور‪.‬‬
                                                                                                                                                                                                                                                  ‫ويـتـابـع أيـمـن حـديـثـه لـ "الـصـبـاح"‬
                                                                                                                                                                                                                                                  ‫قـائـا‪" ،‬بـمـا أنــه أصـبـح مـن المـفـروض‬
   1   2   3   4   5   6   7   8   9   10