البشير… معلمة تقاوم من أجل البقاء

الميزانية المخصصة للملعب ضعيفة وفضاء ملحق خفف الأزمةالباب الرئيسي هو الشيء الوحيد الذي مازال في حالة جيدة بملعب البشير بالمحمدية. يغلق ويفتح بإحكام مثل سجن. حراس الملعب حريصون على ضبط الحركة فيه، بل لولاهم لما بقي شيء صالح في هذا الملعب، يقول محمد، أحد اللاعبين السابقين بالمدينة. عشب أخضر ولكنمع أول إطلالة، يبدو عشب الملعب أخضر ناصعا، لكن عندما تتقدم وسط أرضيته تكتشف أنها أرضية خادعة.الحالة التي وصلت إليها أرضية الملعب لم تأت من فراغ، بل نتيجة سنوات من ضغط المباريات والتداريب، قبل أن يفتح بجانب الملعب فضاء ملحق مزود بعشب اصطناعي خفف الضغط بعض الشيء، باحتضانه بعض الحصص التدريبية والمباريات الإعدادية.في السنوات الماضية، ظل الملعب الرئيسي البشير يحتضن تداريب ومباريات شباب المحمدية واتحاد المحمدية، إضافة إلى بعض الفرق التي تحصل على تراخيص استثنائية، ما جعل العشب يتضرر كثيرا، خصوصا أنه لم يكن مزودا بنظام عصري للري.يقول محمد”الملعب دائما خارج اهتمام المسؤولين بالمحمدية. آخر شيء يفكر فيه المسؤولون هنا هو الرياضة، وملعب البشير خير دليل على ذلك، فبعد أن كان تحفة، وكان عشبه يضرب به المثل في المغرب وإفريقيا، أصبح اليوم في هذه الحالة”.لم يخضع الملعب لأي عملية تغيير العشب أو إصلاح الأرضية منذ سنوات، كما لا يستفيد من ميزانية خاصة من الجماعة الحضرية، المالكة له.يضيف محمد ”لولا أن مدير الملعب يتكلف بمراقبة الملعب والاعتناء به، لما بقي هذا العشب”. "أعمدة الموت"في الزوايا الأربع لملعب البشير توجد أعمدة للإنارة، مازلت شامخة، رغم أنه لم يعد لوجودها معنى، لأن المصابيح مخربة، وغير مرتبطة بالتيار الكهربائي. وليس هذا كل شيء، فالمصابيح أصبحت تشكل خطرا على مرتادي الملعب، لأنها مهددة بالسقوط في أي لحظة، خصوصا مع هبوب الرياح.كرسيا الاحتياط بالملعب مغلفان بغشاء بلاستيكي متهالك لم يتغير هو الآخر منذ سنوات، شأنه شأن الكرسي المخصص لمناديب المباريات، والذي لم يتغير منذ سبع سنوات.مستودعات الملابس تحسنت بعض الشيء هذه المرة. مازالت الرشاشات صدئة لكن حالة المستودعات والمراحيض أحسن مما كان عليه من قبل، نتيجة انخفاض الضغط على الملعب، بعد افتتاح الفضاء الملحق لاحتضان التداريب والمباريات. ملعب العاليابالنسبة إلى محمد، ومعه كثيرون من سكان المحمدية، فالمدينة لا يكفيها ملعب واحد، والحل هو إصلاح ملعب العاليا، ذي الأرضية المتربة.رغم أرضيته المتربة، يحتضن ملعب العاليا تداريب ومباريات فرق كثيرة في مختلف الأقسام، خاصة الفئات الصغرى لشباب المحمدية واتحاد المحمدية وفرق المدينة الممارسة بالبطولات الجهوية، ومختلف المدارس التي أنشئت لتكوين اللاعبين الصغار.يحتاج ملعب العاليا إلى إصلاحات شاملة، إذ أن سياجه متهالك، بل اندثر في عدة أماكن، ما جعله مفتوحا أمام الجميع، فيما الأرضية متربة تغزوها الأحجار.يقول محمد ”سمعنا أن الملعب سيزود بعشب اصطناعي، أكيد عندما يتم ذلك ستحل مشاكل كثيرة بالنسبة إلى شباب المدينة”. أزمة فريقي المدينةواقع اتحاد المحمدية وشباب المحمدية لا يختلف كثيرا عن واقع ملعب البشير، الأول نزل إلى قسم الهواة، والثاني نجا بأعجوبة من النزول إلى القسم الثاني هواة.دفع اتحاد المحمدية ثمن بعض الاختيارات، ومرض الرئيس السابق للجنة المؤقتة محمد كلاوة، وخلافات المسيرين، ما فرض على الرئيس السابق الشواف التدخل في محاولة لإنقاذ الفريق، من النزول لكنه لم يتمكن، رغم تسديد مستحقات اللاعبين والإطر التقنية، وجلب عدد كبير من اللاعبين، وتعيين المدرب منير الجعواني.أنهى اتحاد المحمدية، الذي يعيش نوعا من الاستقرار المالي، الموسم في المركز قبل الأخير، ليكون مصيره النزول إلى قسم الهواة، بعد 11 سنة قضاها بالقسم الثاني للنخبة.أما الجار شباب المحمدية، فواقعه أسوأ بكثير، إذ يعاني منذ سنوات مشاكل مالية وتسييرية كبيرة، جعلته ينزل إلى القسم الأول الهواة، بل إنه عاني كثيرا من أجل الحفاظ على مكانته فيه الموسم الماضي.وجد شباب المحمدية نفسه هذه الأيام عاجزا عن تدبير مصاريف الاستعدادات والانتدابات، ليضطر إلى الاستنجاد بلاعبه السابق عبد اللطيف حدادي بتدريب الفريق والمكلف بالأمتعة عبد العزيز زوزو بتدبير الفريق، في وقت بدت فيه كلمة ”ارحل” تلطخ جدران القصبة.إنجاز: عبد الإله المتقي

البشير… معلمة تقاوم من أجل البقاء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

خلية تقنية لمراقبة روماو

الفتح يسترجع خالص والكناوي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات