خارج الحدود

جريمة قتل سببها الأنترنت تفاصيل الجريمة، تصلح لأن تكون فيلما سينمائيا، ربما يحصد جوائز عدة في مسابقات الأفلام العالمية. بداية القصة بدأت عبر غرف الدردشة عندما تعرف أحد الشباب ويعرف « ج.ط « من قبيلة جهم «محافظة مأرب» على شابة تدعي أن اسمها وردة، قالت إن أباها رجل أعمال مقيم في الولايات المتحدة الأمريكية وإنها قامت بزيارة لليمن. كانت هذه المقدمة هي الخيوط الأولى التي نسج المجرم خيوطه للإيقاع بأحد فرائسه، ولم تكن وردة هذه في حقيقة الأمر إلا أحد المجرمين الجدد، الذين اقتحموا عالم تكنولوجيا المعلومات للإيقاع بضحاياهم .مع العلم أن « ج « شاب يعمل في تجارة السيارات وهي مهنة مربحة في حقيقة الأمر ويقوم بربط علاقات مع شخصيات عدة، بل ويمارس عمليات العرض لموديلات السيارات التي يقوم بشرائها على شاشات الانترنت، وقد تكون هذه الوسيلة أفلحت معه مرات .المهم في الموضوع أن وردة أعجبت بإحدى السيارات التي يقوم «ج» بعرض صورها على صفحات الانترنت وطلبت وردة إحضار السيارة، إذ أظهرت أن لديها رغبة في شراء هذه السيارة من «ج» وطلبت إحضار السيارة إلى محافظة تعز محل إقامتها، ومن باب سرعة وصول جمال إلى تعز أرسلت له طعما وهو عبارة عن تحويل مبلغ مالي يصل لأكثر من « 100» ألف ريال دون طلب من الآخر، من أجل إيهامه بالثراء الفاحش الذي تعيشه، وهنا فكر جمال أن وردة قد تكون عميلا مربحا وقد يتمكن من بيع السيارة بأثمان مجزية من هذه الفتاة التي لا تعرف أين توزع أموالها .تحدد موعد السفر ومكان اللقاء، وبعد وصول جمال إلى تعز التقى الطرفان « جمال ووردة « التي ظهرت في شكل نسائي صارخ لكنها أوهمت جمال مرة أخرى أنها فتاة « بكماء « لا تستطيع النطق، بل كانت تكتب له على ورق على طريقة الحوار وطلبت من أن يقدم إلى منزلها من أجل تسليم مبلغ السيارة التي ستشتريها، وبالفعل تقدم جمال ودخل المنزل، وبعد لحظات قامت وردة بتقديم عصير للضيف القادم، وبعد لحظات بدأ يشعر بدوار، وما هي إلا لحظات حتى فقد جمال وعيه بسبب المخدر الذي كان موجودا في العصير، إذ قامت بحقنه بحقنة مخدرة أخرى، وتم تقييده بحبال في جسده، ثم قامت بوضع ماء في إحدى الأواني الكبيرة ووضعت رأس جمال المغمى عليه في ذلك الإناء الممتلئ بالماء حتى يتم التخلص منه، لكن حرارة الموت جعلت جمال يفيق رغم قوة التخدير ويصدر صوتا قويا، لكن لشدة القيود لم يفلح في تحرير نفسه، وحاول في مقاومة يائسة أن يحرر نفسه، لكن دون جدوى، بل قام الجاني بضربه بآلة حادة في مؤخرة رأسه وهنا سقط جمال جثة هامدة.في الجانب الآخر من منزل وردة، كانت إحدى نساء الجيران تشك في التصرفات الغريبة التي تصدر من هذا البيت، فوضعت نفسها في مراقبة تامة للمنزل، وقد أخافها قيام صاحب المنزل بتغطية نوافذ المنزل بالبطانيات، وهنا ازداد الشك، خاصة وقد سمعت صرخة جمال في تلك اللحظات، الأمر الذي جعلها تزداد يقينا أن هذه المنزل قد نفذت فيه إحدى الجرائم . في الجانب الآخر أيضا، وقفت وردة « القاتل « في حيرة في كيفية التخلص من الجثة، فقامت بلفها في بطانيات، وفي اليوم التالي استدعت عددا من العمال وطلبت منهم الحفر في حوش المنزل . وفي الليل قامت بسحب الجثة ووضعتها في الحفرة وقامت بدفنها بهدوء تام . وفي صبيحة اليوم التالي وبعد مشاهدة المرأة الحفرة والقيام بردمها ليلا أبلغت السلطات الأمنية وقالت « إن الرجل الذي يسكن هذا المنزل قد قام بقتل زوجته ودفنها في الحوش» . وصل أفراد من البحث الجنائي وقاموا بحفر حفرة تصل إلى متر في مكان دفن الجثة، لكن دون جدوى. فعادوا أدراجهم، وفي اليوم نفسه، أمطرت السماء، فانبعثت من الحفرة رائحة الجثة فبلغت المرأة مرة أخرى وتم الحضور وتم الحفر وعثروا على الجثة وهي تحتوي أوراقا شخصية للمقتول، فتم إبلاغ أقربائه في محافظه مأرب. تم إلقاء القبض على المتهم، فاعترف بجريمته وأقر بأكثر من « 90» جريمة لكن هذه هي أول جريمة قتل.مواقع

خارج الحدود

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مختصرات

مغاربة ضحايا العسكر الجزائري

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات