لا يكتفي "الحياحة" في الحملات الانتخابية، بالانشغال بتسويق صورة المرشح المتعاقد معه، بل يهتمون أيضا، بتنفيذ حروب لإضعاف الخصوم والمنافسين للمرشح المتعاقد معه، عبر أساليب لا تخطر على بال خبراء الحملات الانتخابية الحديثة، تبدأ بالإشاعة وتنتهي عند الترهيب والتعنيف. وهنا، تقدم "الصباح"، 5 أساليب، اعترف "حياح" بنجاعتها. > الإشاعةيعتمد "الحياحة" على الإشاعة، من أجل تحصين نفوذ مرشحهم أمام منافسيه الجدد، وإبعاد اهتمام الناخبين بهم، وجوها جديدة، عن طريق بث إشاعات، حول مساره وتورطه في أحداث فساد أو سوء تدبير و"تخلويض"، سبق للناس أن اهتموا بتفاصيلها لحظة وقوعها. وحسب مصدر "الصباح"، لا يكتفي "الحياحة" بإشاعة واحدة، بل ينسجون "سيئات" عديدة، وكل واحدة ينشرونها بين فئة معينة من الناخبين، من قبيل إشاعة، عقوقه وعدم إحسانه لوالدته، وسط فئة من النساء الكبيرات في السن، وإشاعة وقوفه وراء حرمان السلطات للدائرة من مشروع معين وتوطينه في أخرى. > المنعتتنوع أساليب "الحياحة"، وفق تجربة مصدر "الصباح"، لتشمل منع المنافسين من اختراق المجال الترابي الذي تعاقدوا مع مرشح معين من أجل توجيه أصوات سكانه إلى لائحته، فيصل الأمر، حد سد كل المنافذ، بمنعه من القيام بحملة انتخابية في المعقل الانتخابي المحجوز سلفا من قبل "الحياحة" لمرشح معين، وهو ما يمكن توظيف جانحين للقيام به، يتولون تعنيف أنصار المنافس، في حال اقتربوا من المجال المحجوز، مستغلين في ذلك، احتياط أجهزة الأمن من الوقوع في الشبهات، إبان الحملات الانتخابية، في حال التدخل، ما يجعل حيادها يسمى "سلبيا". > البطاقاتيحكي مصدر "الصباح"، أن زملاءه "الحياحة" حينما يحسون بخطر منافس معين لمرشحهم المفضل، يسارعون، إلى جمع بطائق الناخب من المواطنين، لضمان ولائهم، ودليلا يقدمونه للمرشح المتعاقد معه، على أن كل الأمور مضبوطة. ولا يسترد ناخب معين بطاقته، إلا في صبيحة يوم الاقتراع، وبعد التأكد، عن طريق خبرتهم، في قراءة الملامح والنيات، أن صوته لن يذهب نحو وجهة منافسة، "إن العملية تسمح بممارسة نوع من التنويم المغناطيسي والبرمجة لصاحب البطاقة، ساعات قبل توجهه إلى مكتب التصويت". > الكناش"الحياحة" المحترفون، لا يقومون بعملهم موسميا، سيما إن كان المرشح قد توفق في تولي منصب في المكتب المسير للجماعة، أو المقاطعة، إذ يكرسون ارتباطهم، ويقومون بنوع من "الديمقراطية التشاركية" على الطريقة المغربية، عندما يعينون أنفسهم، مكلفين بالاتصال وخبراء وساطة بين المنتخب والناخبين، طيلة ولايته. فيمسكون في أيديهم، كناشا، يوثقون فيه المشاكل والصعوبات التي قام المرشح بمعالجتها لفائدة ناخب معين، أو سكان عمارة معينة، وباقتراب يوم التصويت، يدقون أبواب المستفيدين، ليذكروهم، بضرورة تجديد التصويت على المنتخب، الذي أظهر بلاء حسنا في الواقعة المعينة، وهكذا لا يتوفق المنافسون الجدد في زعزعة معاقل المرشح، لأن علاقته بدائرته واضحة: "عطيني نعطيك". > الترهيبمع انتشار وسائل الاتصال الحديثة، لا ينجح منع المنافسين من دخول الخزان الانتخابي للقيام بالحملة، إذ يتولى الممنوع القيام بذلك، عن طريق الأشخاص الخارجين عن طاعة "الحياحة"، سيما بعض الأطر والمثقفين الذين ينشدون التغيير، القاطنين في المعقل الانتخابي، ما أفرز أسلوب "الترهيب"، إذ يسخر بعض "الحياحة"، بعض أصحاب السوابق و"الفتوة"، لترهيب الجار الذي ينشد التغيير ويهدد بتفكيك مركب المصالح الذي تكرس في الحي. وذلك الترهيب يتم بوسائل شتى، قد تبدأ بالتحرش بأفراد أسرته، وتصل حد عزله ومقاطعته من قبل السكان والوقوف حجرة عثرة أمام قضائه لمصالحه في الجماعة أو المقاطعة، في حال عاد المرشح المتعاقد معه إلى التسيير.امحمد خيي