المخرج نبيل عيوش قال إن تصريح وزير الاتصال ليس حكما قانونيا قال نبيل عيوش إنه فوجئ بطبيعة ردود الأفعال التي أعقبت تسريب مقاطع من فيلمه السينمائي الجديد "الزين اللي فيك" الذي عرض، أخيرا، بمهرجان "كان" السينمائي بفرنسا، وأضاف المخرج المغربي أنه لم يتوصل لحد الآن بقرار رسمي مكتوب يفيد أن فيلمه ممنوع من العرض بالمغرب وأنه يستشير مع محاميه ومختصين في الشؤون القانونية لاتخاذ الإجراء المناسب. كما أكد صاحب "علي زاوا" أنه لم يكن المسؤول وراء تسريب المقاطع التي أثارت ضجة، وأن تلك المقاطع لا تعكس حقيقة الفيلم الذي يعتبره عملا فنيا سينمائيا لا أحد مجبر على مشاهدته. أجرى الحوار: عزيز المجدوب منذ أن تسربت مقاطع من فيلمك "الزين اللي فيك" هل كنت تتوقع أن تصل الأمور إلى حد عدم الترخيص بعرضه في المغرب؟ لا لم أكن أتوقع أن تصل الأمور إلى هذا الحد، خاصة أن الأمر يتعلق بمجرد فيلم سينمائي، وعمل فني حاول من خلاله صاحبه أن يبرز جانبا من الواقع من منظوره الخاص، ولا أحد مجبر على مشاهدة الفيلم، لأن المسألة تبقى اختيارية، فليست كل الأعمال الفنية قابلة للمشاهدة في وسط عائلي، وليس بالضرورة أن تكون كذلك، لكن أن تصل الأمور إلى حد استهدافي وعائلتي والممثلين أيضا بالتهديدات وقبيح الكلام فهو ما لم أتوقعه أبدا. والطريف أن الجميع كذلك اتهمني بتسريب مشاهد الفيلم التي أثارت هذه الضجة، في الوقت الذي لم أكن وراء هذا التسريب. إذن من سرب هذه المشاهد؟ بطبيعة الحال لست أنا من سربها على الانترنت، وهذا هو جوهر المشكل، فالمشاهد تم تسريبها من قبل المسؤولين على التواصل والعلاقات مع الصحافة التابعين لمهرجان "كان"، إذ أن المشاهد الأربعة المذكورة كانت موجهة بالأساس إلى لجنة مختصة بالمهرجان كي تأخذ فكرة عن الفيلم، وكي تنجز ربورتاجا عنه، وتعرضت للقرصنة وتم تسريبها وكان ما كان، لأنه في اللحظة التي سأريد إطلاع الجمهور المغربي على مقاطع من الفيلم، فلن أختار مثل هذه المقاطع التي لا تعطي صورة حقيقية عنه، فالفيلم ليس فقط عبارة عن كلام قبيح ومشاهد خليعة، كما قد يتوهم البعض، بل هناك عناصر أخرى تراجيدية وكوميدية تترجم الصداقة والعلاقة مع العائلة. ما هو الإجراء الذي ستتخذونه بعد قرار وزارة الاتصال عدم منحكم الترخيص لعرضه بالمغرب؟ أولا أنتظر التوصل بهذا القرار الذي يتحدث عنه الجميع، فأنا إلى حد الآن لم أتوصل بشيء رسمي أو رسالة من طرف الجهات المسؤولة تقول إن الفيلم ممنوع من الترخيص، رغم أنني لا أعرف على أي أساس قانوني استندت الوزارة في إصدارها القرار، فالمخرج والمنتج لم يتقدما بأي طلب للحصول على رخصة للعرض، كما أن قرار المنع يجب أن يصدر عن اللجنة المتخصصة في منح رخص استغلال الأفلام. على العموم سأنتظر ما ستسفر عنه الأيام المقبلة، لأحدد الخطوة المناسبة بالاستشارة مع المحامي وذوي الاختصاص، خاصة أنه لا يوجد هناك شيء إلا تصريح وزير الاتصال الذي لا يرقى إلى درجة حكم قانوني، إذ هناك مساطر محددة للحصول على رخصة الاستغلال والعرض من طرف المركز السينمائي المغربي، إذ في حال ما إذا تقدم المخرج بطلب تجتمع لجنة مختصة، وتشاهد الفيلم ثم تحدد ما إذا بإمكانها أن ترخص للفيلم بشكل مطلق أو بشروط أو الرفض نهائيا، لكن كل هذا لم يحصل ولم نسلك هذه المسطرة حتى يمنع الشريط. وزير الاتصال قال، بعد بلاغ الوزارة، إن عدم الترخيص للفيلم قرار "سيادي"؟ الوزير بإمكانه أن يقول ما يشاء، لكن ما يجب أن يعرف الجميع، هو أن هناك قانونا في البلاد، فلا يمكنني أن أقوم برد فعل فقط لمجرد ما قرأت وما سمعت، إلا إذا توصلت بقرار رسمي مكتوب. ألا تفكر، في حال ما إذا وصلت القضية إلى الباب المسدود، في البحث عن وسائل بديلة لإيصال الفيلم إلى الجمهور مثلا عبر "النت" أو أقراص "دي في دي"؟ كل شيء ممكن، لكن لحد الآن لم تتضح الأمور بعد. ألا يمكن أن تقدم بعض التنازلات بخصوص الفيلم، مثلا أن تحذف منه بعض المشاهد في حال ما إذا طلب منك ذلك؟ المشكل الآن هو أنه لم نصل إلى هذا المستوى، أو درجة المطالبة بإجراء تغييرات أو تعديلات، فالفيلم أصلا ممنوع من الترخيص دون نقاش، ولو أن الوزارة أو المركز السينمائي فتحا قنوات الحوار بالإمكان أن نناقش هذه المسألة، خاصة أنني مستعد للحوار وأستمع إلى آراء الآخرين بصدر رحب و"ديك الساعة نشوفو" إذن بإمكانك أن تقدم تنازلات؟ (ضاحكا) أنا لم أقل هذا. قلت في إحدى تغريداتك على تويتر "على المغاربة أن يزوروا المغرب" ما ذا كنت تقصد بهذه العبارة؟ لست أنا من كتب هذه العبارة لأن الصفحة التي كتبت عليها منتحلة ومزورة، غالبا ما يعتبرون ما هو مدون عليها تصريحات منسوبة إلي، لذلك عندما انتبهت إلى هذه المسألة أنشأت حسابا رسميا على "تويتر" وضحت فيه الأمور. ألا تلاحظ أن طاقم فيلم "الزين اللي فيك" وجد نفسه معزولا أمام الهجمة الشرسة التي تعرض لها؟ لم نكن معزولين بشكل مطلق، بل تضامن معنا الكثيرون في مقابل ما تعرضنا له من هجمات، ولو أن رد الفعل تأخر شيئا ما، إلا أن المدافعين عن حرية التعبير أخذوا حاليا في التحرك، خاصة بعد قرار وزارة الاتصال. ألم تشعر في لحظة ما بالخوف؟ في الحقيقة لم أرد أن أشعر بالخوف، فأنا لم أفعل شيئا أخاف عليه، لكن ما يحز في نفسي هو ما أراه وما أسمعه في حقي من ردود أفعال متشنجة. أتساءل أين نعيش؟ فالقضية المطروحة هي قضية حرية التعبير في المغرب ككل، وليس فيلم "الزين اللي فيك" فقط، فما وقع اليوم يمكن أن يقع لمخرج مغربي آخر غدا، وهذا تراجع خطير يمكن أن يمس جميع الأشكال التعبيرية بما فيها الصحافة والأدب والموسيقى وبقية المجالات الإبداعية التي ترتكز على حرية التعبير الملاحظ أن بعــض التهــديــدات وصلـــت إلــى حــد المطالبـة بإعدامك، ألم تناقش هذه المسألة مع المصالح الأمنية؟ نعم أخبرتهم بذلك، لكن لحد الآن لم تتخذ أي إجراءات، ولم يؤخذ أي تهديد على محمل الجد، وأنا أتحرك بدون حراسة. المنع تراجع خطير منتج وكاتب ومخرج سينمائي.> درس الفــن المســرحي (1987 - 1990)، وبــدأ مســاره كــــاتب سيناريــــو ومخرجــا لـــــــدى وكالـــــــة إعلانات.> من أفلامه: "علي زاوا" و"كل ماتريده لولا" و"يا خيل الله" و"الزين اللي فيك".
