لا يخفى على أحد انتشار مرض السل بالعديد من المناطق المغربية، ففي الوقت الذي دعا فاعلون إلى دق طبول الحرب على هذا المرض، الذي توهم الجميع أنه انقرض بفعل التطور الطبي الكبير، إلا أن وزارة الصحة، اعتبرت الوضع متحكما فيه وأنه لا يشكل خطورة على حياة الأفراد بسبب وجود علاج فعال، والدليل النسبة الضئيلة لحالات الوفيات بهذا المرض، والتي لا تتجاوز 2 في المائة.يلاحظ من خلال الاطلاع على تقرير طبي صادر عن وزارة الصحة، أنه سجل أزيد من 27745 حالة إصابة جديدة بداء السل بجميع أنواعه بالمغرب سنة 2014، مع الإشارة إلى أن عدد الحالات المصابة بالسل الرئوي يبلغ 35 حالة لكل 100 ألف نسمة.كما سجل التقرير أن المدة المتراوحة بين 1996 و 2014، شهد فيها معدل الإصابة بداء السل تراجعا، بما فيما ذلك السل الرئوي البكتيري على التوالي بنسب 30 و35 في المائة، مبرزا أن داء السل الذي يتطور خارج الرئة يعد الأكثر شيوعا بنسبة 12819 حالة (46.2 %)، مقابل 11981 حالة (43.2 %) الخاص بالسل الرئوي مع وجود البكتيريا تحت المجهر، و2546 حالة (9.2 %) إصابة بالسل الرئوي مع غياب البكتيريا تحت المجهر، و399 حالة (1.4 %) بالنسبة إلى الالتهابات الأولية.وحسب الفئات العمرية المصابة بهذا الداء، وقف التقرير أن ثلثي الحالات المصابة، كانت في صفوف الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 44 سنة، كما أن إصابة الذكور أكثر من نظيرتها لدى الإناث، حيث إن 59 في المائة من الحالات المسجلة تخص الذكور مقابل 41 في المائة بالنسبة إلى الإناث.وبخصوص التوزيع الجغرافي للمرض، أكد التقرير أن خمس جهات بالمملكة، تسجل 59 في المائة من مجموع الحالات، ويفوق عدد الإصابات الجديدة المتوسط الوطني المسجل، وتتمثل الجهات الأربع المعنية في الدار البيضاء- سطات، وطنجة- تطوان- الحسيمة، والرباط - سلا - القنيطرة، وفاس- مكناس.ويرتكز المرض في المناطق الحضرية، ويتفشى بشكل خاص على مستوى الأحياء الهامشية والفقيرة في المدن الكبرى.وأشار التقرير إلى أن نتائج تحليل الدراسات المطبقة على مجموعة مصابة بالداء سنة 2013، بين أن معدل نجاعة العلاج يصل إلى 89.5 في المائة، وأن معدل مقاطعي العلاج يصل إلى 7.6 في المائة، وأن معدل إخفاق العلاج يحدد في 0.5 في المائة، في حين لم يتجاوز معدل الوفاة 2 في المائة.مصطفى لطفي