قال إن البلاد لا تعيش حالة استثناء والفاصل هو حكم صناديق الاقتراع دافع محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، على التجربة الحكومية الحالية، ورد بقوة على مطالب أحزاب المعارضة، الداعية إلى إسقاطها قبل سنة عن انتهاء ولايتها، مؤكدا أنهم خاطؤون، وذلك في غياب دعم باقي الحلفاء، وهما التجمع الوطني للأحرار، والحركة الشعبية، التي كان تدخل أحد نوابها في مجلس النواب، حول المديونية، أقرب إلى فرق المعارضة.وقال بنعبد الله في تجمع خطابي بإقليم الدشيرة الجهادية، أول أمس (السبت)، إن المعارضة تتصيد أي فرصة لضرب الحكومة بطريقة غير ديمقراطية، موضحا أنه حينما اتهمت المعارضة بنكيران، رئيس الحكومة في مجلس النواب، بأنه موال وداعم لتنظيم " داعش" الإرهابي، أو جماعة "النصرة" الإرهابية، بسوريا والعراق، أو الاستخبارات الصهيونية "الموساد"، لم يرد عليها بالاتهامات نفسها، ولم يوقف جلسة مجلس النواب، ولم تتعبأ الأغلبية لرفع إيقاع الصراخ، ودفع رئيسي الجلسة ومجلسي النواب والمستشارين، إلى تعليقها، بل ضحك بنكيران، ومعه باقي الوزراء، ووضع النواب والنائبات وعموم المواطنين، علامات استفهام على هذا النوع من الكلام.وبالمقابل، استعملت المعارضة البهرجة، وأرغت وأزبدت، حينما تفوه بنكيران بأن خطابها يتضمن "المعيور" وبه "سفاهة"، فكانت سببا في إيقاف أطوار جلسة المساءلة الشهرية.وبخصوص دعوتها إلى إسقاط الحكومة، وإجراء انتخابات سابقة لأوانها، رد بنعبد الله بقوة على المعارضة، واتهمها بممارسة المزايدة السياسية، لأن البلاد لا تعيش حالة استثناء، ولا توجد في وضعية أزمة اقتصادية خانقة، تطلبت تدخل منظمات أو بنوك دولية لتقديم الدعم بوصفات تمس القدرة الشرائية للمواطنين، أو تفرض تطبيق التقشف الاجتماعي.وشدد بنعبد الله على أن الفاصل بين الأغلبية الحكومية والمعارضة، هو حكم صناديق الاقتراع، إذ أن هذه التجربة انبثقت عن الانتخابات، وستسير إلى نهايتها، مؤكدا أنه لا يقبل ممارسة الخشونة السياسية، ولكن يريد النزال عبر صناديق الانتخابات، عند انتهاء ولاية الحكومة، وما ستمنحه من نتائج، هذا ما سيحكم على التجربة الحكومية، وعلى المعارضة التي تسعى جاهدة إلى عرقلة سير المؤسسات الدستورية. وأفاد بنعبد الله أن الحكومة ستنظم الانتخابات الجماعية في موعدها، ولا تغيير في أجندتها، وأنها مستعدة لذلك ومعها حزبه، الجاهز لخوضها، مؤكدا مواصلة الحكومة الكفاح كيفما كان الثمن الذي ستؤديه، لمواجهة الفساد من أجل خدمة هذا الوطن، وخدمة هذا الشعب.ودعا بنعبد الله إلى إنجاح التجربة الحكومية الحالية في البلاد في إطار الائتلاف الحكومي القائم مع المكونات الأربع للحكومة، وخص بالذكر حزب العدالة والتنمية، للمساهمة في إرساء الصدق والجدية لتحقيق التنمية الاقتصادية، ومواجهة الصعاب.وقال بنعبد الله بهذا الخصوص "لن نتخلى عن مشاكل الشعب، وعلى الجميع أن يتحمل مسؤوليته أمام الله أولا، وأمام الوطن"، مؤكدا أن الحكومة وجدت أوضاعا صعبة وظرفية اقتصادية أصعب، تجاوزتها، بفعل الإجراءات الفعلية، بعد استفادتها من أخطاء الماضي، مشيرا إلى أن وزراء حزبه، ونوابه ونائباته ومستشاريه بغرفتي البرلمان، جزء من التجربة الحكومية، كره من كره وأحب من أحب، مشددا على أنها تجربة ناجحة، وسيدافع عن حصيلتها المشرفة، لأنها بنيت على الصدق والإخلاص والعمل والجدية، رغم العراقيل التي تواجهها.أحمد الأرقام
