مغاربة واشنطن… قصص نجاح بدون ضجيج

تحتضن العاصمة الأمريكية واشنطن، 25 ألف مغربي، بناء على معطيات حصلت عليها «الصباح» من أشخاص قريبين من الحكومة الأمريكية، و يعمل أغلبهم في قطاعات حيوية ومهمة، مثل الطب والصحافة وريادة الأعمال. وفي مدينة حرارتها مرتفعة ورطوبتها قياسية، يمثل مغاربة بأفضل الطرق، منسجمين داخل مجتمع لا يعترف سوى بالعمل الجاد والنجاح،إذ تبلغ نسبة البطالة في العاصمة الأمريكية صفر في المائة. التقت "الصباح" بعدد من هؤلاء المغاربة، الذين يملكون جميعهم مشاريع بالمغرب، للاستماع لقصصهم، التي انطلقت من الصفر، وتحولت بعد سنوات، إلى قصص نجاح، ملهمة للشباب. السعدوني... أنامل من ذهب اختار محمد السعدوني، نقل تجربته في الصحافة إلى أمريكا، إذ بعد تألقه في مجاله بالمغرب، شد الرحال رفقة أسرته الصغيرة إلى واشنطن، ليصبح صحافيا قديرا في واحدة من أشهر الصحف العالمية، وهي "واشنطن بوست". لمن لم يتذكر السعدوني، فهو الذي تميز في 2010، بفوزه بجائزة الصحافة، عندما كان صحافيا بجريدة "الأيام"، بعدما أبدعت أنامله مادة إعلامية متميزة، باسم "مغاربة هولندا". اليوم، يكتب السعدوني قصة نجاح باهرة ب"واشنطن بوست"، والتي لازالت تعتبر بين الجرائد الأكثر مقروئية في العالم، رغم أزمة القراءة التي باتت تضرب العالم، مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي. ومن أجل مساره الناجح، كان السعدوني ضمن المكرمين في "يوم المغرب" بواشنطن، في دورة هذه السنة، لما يقدمه للإعلام الأمريكي والمغربي من إضافة مهمة، وإبراز مؤهلات الصحافيين المغاربة، العلمية والفكرية والثقافية، ناهيك عن تمثيله لبلاده بأفضل الطرق. قصص تستحق أن تروى كما ذكرنا في البداية، فهناك قصص كثيرة لمغاربة في واشنطن، تستحق أن تروى جميعها، لنجاحها الكبير، ولولا ضيق الوقت والمساحة الإعلامية، لكانت كل هذه القصص، حكايات نجاح، ومثال لكل شاب مغربي طموح. ما يميز مغاربة واشنطن، هو العمل في صمت، وجدية، والتزام، ما أدخلهم إلى قلوب الأمريكيين، وباتوا مثالا للاستقامة والوفاء والصدق. الاعتراف لم يأت فقط من الأمريكيين العاديين، بل من مسؤولين في مناصب رفيعة، أكدوا امتلاك زملائهم المغاربة الثقة والصدق والوفاء الكافين ليكونوا فعلا مواطنين مثاليين، منوهين بانسجامهم السريع مع المجتمع الأمريكي، والذي رحب بهم بدوره، بأفضل الطرق. معلومات عن واشنطن يشير اسم واشنطن، إلى منطقتين بالولايات المتحدة الأمريكية، الأولى هي عاصمة أمريكا، وتوجد في شرق البلاد، والثانية، هي ولاية تقع في غرب المحيط الهادئ بالولايات المتحدة. وتقع العاصمة على الساحل الشرقي للولايات المتحدة، على الضفة الشمالية الشرقية لنهر بوتوماك، وتحدها ولايتا ماريلاند وفيرجينيا. في 16 يوليوز 1790، وافق الكونغرس الأمريكي على إنشاء عاصمة وطنية دائمة، وتم تأسيسها كقطاع اتحادي لا يتبع أي ولاية، وسميت باسم الرئيس جورج واشنطن، وتعتبر مركز الحكومة الفدرالية الأمريكية، حيث تضم جميع الفروع الرئيسية للحكومة، وهي البيت الأبيض ومبنى الكابيتول (الكونغرس)،ومقر مجلس النواب ومجلس الشيوخ. وتضم العاصمة أيضا، المحكمة العليا، وهي أعلى سلطة قضائية في الولايات المتحدة،ومعالم سياحية وثقافية ومتاحف شهيرة، مثل منتزه ناشونال مول، ونصب واشنطن التذكاري، ونصب لينكولن ومتاحف سميثسونيان. الحجام... إعلامي بثوب دبلوماسي إذا كنتم تسمعون ب"يوم المغرب" بالعاصمة الأمريكية واشنطن، الذي بات مناسبة مهمة ومعروفة بالولايات المتحدة الأمريكية، منذ سنوات، فاعلموا أن صاحب الفكرة، ومنظم الحدث، هو الإعلامي محمد الحجام. يشتغل مع قناة الأولى، ومع إعلاميين ومسؤولين أمريكيين كثر، إذ يقول إن هدفه إبراز الإعلاميين المغاربة، وجدية ما يقومون به، مع التأكيد والحفاظ على العلاقات التاريخية بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى دعم الصحافيين المغاربة الراغبين في الانطلاق بالديار الأمريكية. يؤكد الحجام، الذي أسس شركته الخاصة، أن التحولات المثيرة التي يعرفها المشهد الإعلامي في العالم، يحثم على الصحافة المغربية، التغيير الحتمي، من خلال الاعتماد على أساليب تواصل حديثة، تتماشى مع العصر، والتطور التكنولوجي المتسارع. وعن مسار الحجام، فإنه أسس شركة باسم "أفاكاسيون"، وهي التي تسهر على تنظيم «يوم المغرب" بأمريكا، منذ سنوات، ومنتدى الإعلام المغربي بواشنطن، بموافقة وتنسيق مع السلطات الأمريكية، والذي بات يجذب مغاربة وأجانب وأمريكيين كثرا في الفترة الأخيرة. وكانت دورة هذه السنة، فرصة لتكريم عدد من الصحافيين المغاربة، من بينهم صحافيو جريدة "الصباح"، في مقدمتهم رئيس تحريرها ومدير نشرها خالد الحري، والعقيد درغام وعيسى الكامحي والمصور الصحافي أحمد جرفي. زكرياء... طباخ العاصمة في مارس 1987، حل زكرياء الدريوش، وهو ابن 18 سنة، بالعاصمة الأمريكية واشنطن، واشتغل في مطعم مع أحد الأشخاص، فأبلى البلاء الحسن، واختار العمل المستمر، بشكل أثار انتباه مشغله. لم يكن زكرياء يفكر في شيء، سوى في العمل، إلى أن التقى مع أمريكي، اقترح عليه مشروع مطعم، ليقررا المساهمة فيه معا، لسنوات. بعد فترة، قرر زكرياء الزواج، غير أن شريكه رفض ذلك، واقترح عليه بيع حصته في المطعم والرحيل، ليشتري منه زكرياء حصته، لتبدأ قصة نجاح، ملأت العاصمة الأمريكية. يقول زكرياء إنه بات مشهورا، ليس فقط في واشنطن، وإنما في كل الولايات المجاورة للعاصمة الأمريكية، بأكلاته المغربية الخاصة، والتي باتت حديث الجميع في واشنطن. في لقاء "الصباح" به، قال زكرياء إن اللمسة المغربية في أكلاته، لم تفارقه منذ دخوله هذا المجال، واعتمد الصدق والاحترام والالتزام مع زبنائه، ليحقق النجاح الذي حققه اليوم. تمكن زكرياء من أن يصبح شريكا لعدد من المؤسسات المعروفة في أمريكا، مثل "تيك توك"، وبدأ يورد الأكل لأجرائها وحفلاتها، ناهيك عن تكفله بأعراس ومناسبات كبيرة، عائلية وخاصة، إلى أن بات معروفا بشكل كبير. اليوم يقع محل زكرياء في منطقة راقية بواشنطن، باسم "ألكسندريا»، وله مقهى في حي "غوتيي» بالبيضاء، ويسعى للاستثمار أكثر في بلاده، التي قال إنها لم تفارقه يوما، منذ مغادرته لها، بل يزورها ثلاث مرات سنويا، وهو محب حتى الجنون، للأعشاب المغربية، والزيوت التي تنتج بالمملكة، إذ يعتمد عليها في طبخ أكلاته اللذيذة. إنجاز: العقيد درغام وعيسى الكامحي / تصوير: أحمد جرفي (موفدو "الصباح" إلى واشنطن)

مغاربة واشنطن… قصص نجاح بدون ضجيج

25 ألفا يقطنون العاصمة الأمريكية أغلبهم يعملون في مجالات الطب والصحافة وريادة الأعمال

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

وسام فرنسي رفيع لحموشي

"لن أرحم أحدا" على "نتفليكس"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات