أسعار الفنادق مرتفعة صيفا

أكد يوسف زكي، رئيس المجلس الجهوي للسياحة بجهة الشرق، أن العروض التي تقدمها معظم الفنادق في فصل الصيف مرتفعة جدا، ولا تتماشى مع القدرة الشرائية لعدد كبير من المواطنين المغاربة. وأكد زكي في حوار مع «الصباح» على ضرورة إعادة النظر في آليات تشجيع السياحة الداخلية، التي تمثل رقما مهما ومكونا أساسيا في المنظومة السياحية الوطنية، وضمان عدالة مجالية في الترويج والتنمية السياحية. في ما يلي نص الحوار: أجرى الحوار: برحو بوزياني كيف تقيمون اليوم إقبال السياح المغاربة على المؤسسات الفندقية، في ظل الحديث عن عدد من التحفيزات؟ > هذا السؤال معقد، نظرا لخصوصية فصل الصيف، الذي يشهد ذروة الطلب السياحي، وهو ما يجعل من الصعب توفر عروض تحفيزية حقيقية في الفنادق والمطاعم، خلال هذه الفترة. في السنوات الماضية، أطلقت الدولة مشاريع موجهة خصيصا للعائلات المغربية، من خلال برنامج «بلادي»، وقد تم إنجاز عدد من هذه المشاريع في مدن مثل أكادير وإفران، وتم تحديد أسعار مناسبة لا تتجاوز 500 درهم لليلة في وحدات سكنية تضم غرفتين، ما ساعد على تحسين الولوج إلى العطلة لفائدة فئات واسعة من المواطنين. إن هذا البرنامج طوي، ولم يعد يذكر، رغم أهميته الاجتماعية. وفي الجهة الشرقية، كان من المنتظر إنجاز مشاريع مماثلة، خاصة في منطقة رأس الماء قرب السعيدية، غير أن هذا الورش لم يعرف النور، وظل متعثرا لسنوات. أما الفنادق المصنفة الأخرى، فهي غالبا ما تعتمد على الموسم الصيفي، مصدرا رئيسيا لتحقيق المداخيل، وتغطية مصاريف الشهور، التي تعرف ركودا سياحيا، ما ينعكس سلبا على الأسعار، ويجعلها في كثير من الأحيان تفوق القدرة الشرائية للعائلات المغربية، وهو ما يشكل عائقا حقيقيا أمام تعزيز السياحة الداخلية بشكل منصف ومستدام. يرى بعض المتتبعين أن عروض الفنادق للسياح المغاربة لا تتوافق مع القدرة الشرائية، كيف تردون على هذا الرأي؟ > العروض التي تقدمها معظم الفنادق في فصل الصيف مرتفعة جدا، ولا تتماشى مع القدرة الشرائية لعدد كبير من المواطنين المغاربة. هذا الواقع يدفع فئات واسعة من المغاربة، من مختلف الفئات، إلى اختيار قضاء عطلهم خارج البلاد، خاصة في وجهات مثل إسبانيا وتركيا، لما توفره هذه الدول من أسعار مناسبة، إلى جانب تنوع التجارب التاريخية والثقافية، خصوصا فرص التسوق، الذي أصبح يمثل عامل جذب أساسيا لنحو 80 في المائة من السياح. وفي الجهة الشرقية، التي تعد وجهة شاطئية في المقام الأول، للأسف، ما تزال تفتقر إلى مجموعة من المكونات الأساسية لجذب السياح المحليين، سواء من حيث التنوع الثقافي والترفيهي، أو من حيث المرافق والخدمات المواكبة. أما عن الحلول، فهي ممكنة، وهي بيد صناع القرار. فمن غير المعقول أن يبدأ الدخول المدرسي أواخر غشت، وهو توقيت يؤثر سلبا على القدرة على استغلال شهر شتنبر، الذي يمثل فرصة مهمة للسياحة الداخلية، خاصة لفائدة العائلات ذات الدخل المحدود. فالعديد من المؤسسات السياحية تعرض في هذا الشهر تخفيضات وتحفيزات مغرية، لكن قصر العطلة الصيفية، يحرم العديد من المواطنين من الاستفادة منها. إن معالجة هذه الإشكالية لا يمكن أن تتم إلا عبر تدخل مباشر من الجهات المركزية المسؤولة، بإعادة النظر في جدولة الدخول المدرسي، بما يراعي مصالح الأسر، ويدعم في الوقت ذاته دينامية السياحة الداخلية. أطلقت الوزارة العديد من البرامج لتشجيع السياحة الداخلية، لماذا في رأيكم لم تحقق النتائج المرجوة؟ > حاليا، يقتصر دور المجالس الجهوية للسياحة على الترويج، وهو اختصاص أساسي، لكنه وحيد، ما يصعب على هذه المجالس التدخل في مجالات أخرى ذات صلة مباشرة بتطوير العرض السياحي، أو تحسين بنيته التحتية والخدماتية. من هذا المنطلق، من الضروري أن يتحلى المسؤولون مركزيا، بروح الانفتاح والتجاوب، عندما تقدم إليهم مقترحات واقعية وعملية للنهوض بالقطاع السياحي داخل الجهات. صحيح أن بعض المسؤولين يبدون تفاعلا إيجابيا، ويتفهمون أهمية تشخيص مكامن القوة والضعف بكل موضوعية، لكن للأسف، هناك أيضا من يعتبر هذا النوع من الصراحة اندفاعا غير مقبول، ما قد يؤدي إلى تهميش الآراء الجادة، بدعوى أنها «غير مريحة.» وفي هذا السياق، نذكر بالمثل المغربي القائل «في الصراحة راحة». فبدون مصارحة، لا يمكن أن نبني رؤية سليمة، ولا أن نصل إلى قرارات ناجعة. هذه المواقف السلبية، للأسف، تفرغ العديد من الاجتماعات من مضمونها، حيث يتجنب الكثيرون الدخول في نقاش حقيقي، خوفا من سوء الفهم أو التوتر. لهذا، نؤكد مجددا على ضرورة إعادة النظر في آليات تشجيع السياحة الداخلية، التي تمثل رقما مهما ومكونا أساسيا في المنظومة السياحية الوطنية، خاصة في ظل التحديات الراهنة وضرورة ضمان عدالة مجالية في الترويج والتنمية السياحية. تختار بعض الفئات من الطبقة الوسطى قضاء عطلتها في إسبانيا والبرتغال، لماذا لا يقدم مهنيو الفنادق المغاربة عروضا مماثلة للسياح المغاربة؟ > هذا سؤال وجيه ومهم. فعلا، اختيار عدد كبير من المغاربة لقضاء عطلتهم في وجهات خارجية، مثل إسبانيا والبرتغال، له دوافع متعددة تختلف من شخص لآخر، لكن يمكن التوقف عند بعض الأسباب المشتركة. أولا، يجد العديد من المغاربة في هذه الوجهات نوعا من الحرية الفردية، إضافة إلى فرص الاكتشاف الثقافي والتاريخي، والتسوق بأسعار تنافسية. كما أن جودة الخدمات المقدمة في بعض هذه البلدان تعد أفضل مقارنة بما يعرض أحيانا داخل الوجهات السياحية المغربية، وهو ما يؤثر بشكل مباشر على اختياراتهم. ومن اللافت للانتباه أن هذه الظاهرة لا تقتصر فقط على فئة معينة، بل تشمل حتى مسؤولين كبار يفضلون قضاء عطلهم خارج الوطن، ما يطرح تساؤلات مشروعة حول مدى جاذبية العرض السياحي الوطني، وحجم الثقة فيه من قبل النخبة نفسها. وفي المقابل، نلاحظ أن جلالة الملك يحرص في كل سنة على قضاء عطلته الصيفية في شمال المملكة، وهي رسالة رمزية قوية تعكس التشبث بالأرض، وتستحق أن تستوعب جيدا من قبل عموم المواطنين والمسؤولين، تعبيرا عن الثقة في بلدنا وفي الإمكانيات التي يمكن تطويرها داخليا. أكيد أن التضخم وارتفاع الأسعار، عاملان مؤثران على ارتفاع الخدمات السياحية. ما هي التدابير التسويقية التي يجب توفيرها لطرح عروض مشجعة؟ > لا شك أن التشبث بالوطن يبقى واجبا على كل مغربي، مهما كانت الأوضاع والظروف. فهذا الانتماء هو السبيل الحقيقي للنهوض بالقطاع السياحي، وتعزيز جاذبية المغرب وجهة مفضلة. بلادنا، بفضل السياسة الحكيمة لجلالة الملك، أصبحت تتمتع اليوم بمكانة اقتصادية وسياسية وسياحية متميزة، متقدمة حتى على دول لم تُحسن استثمار مؤهلاتها الطبيعية والاقتصادية. لقد أصبح المغرب بلدا آمنا، ذا بنية تحتية حديثة تضاهي تلك الموجودة في العديد من البلدان المتقدمة. غير أن بعض الناس لا يدركون هذه المكاسب، وهنا يمكن استعارة القول المعروف: «الشخص السليم لا يشعر بقيمة الصحة، لكن المريض يراها تاجا على رؤوس الأصحاء». وهذا ما ينطبق على بعض المغاربة ممن لا يُقدّرون ما تحقق في وطنهم. من جهة أخرى، كبرت طموحات المواطن المغربي، وأصبح يقارن بلاده ليس بدول الجوار أو البلدان الإفريقية، بل بالدول المتقدمة. ورغم ما قد يبدو من صعوبة، إلا أن هذه المقارنة في حد ذاتها تعد مؤشرا إيجابيا يعكس ارتفاع مستوى التطلعات لدى المواطنين. ومن موقعنا مجلسا جهويا للسياحة، نعمل باستمرار على تلميع صورة المغرب داخليا وخارجيا، من خلال ترويج احترافي يعتمد على الوسائط المرئية والرقمية. وراكمنا في هذا الإطار مجموعة من الإنجازات المهمة. في سطور - رئيس المجلس الجهوي للسياحة بجهة الشرق. - رئيس جمعية الفنادق المصنفة. - نائب رئيس الفدرالية الوطنية المغربية للصناعة الفندقية. - منعش في قطاع السياحة ببركان

أسعار الفنادق مرتفعة صيفا

زكي رئيس المجلس الجهوي بجهة الشرق طالب بمراجعة آليات تشجيع السياحة الداخلية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

متابعة دركي وخليلته المتزوجة بإمنتانوت

تحت الدف

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات