عيوب تلازم الأسود

لم يرق أداء المنتخب الوطني أمام نظيره البنيني، أول أمس (الاثنين)، بملعب مركب فاس، إلى تطلعات الجمهور، لتتسرب الشكوك حول مدى جاهزيته للتتويج بلقب كأس أمم إفريقيا 2025. ورغم فوز الأسود على بنين بهدف لصفر أحرزه المهاجم أيوب الكعبي في الوقت بدل الضائع من الشوط الأول، إلا أن العرض الذي قدمه اللاعبون لم يحظ بعين الرضا من قبل عشاق المنتخب الوطني. وكشفت هذه المباراة أربعة عيوب واضحة تنذر بمشاكل محتملة، ما يستدعي تصحيحها قبل خوض غمار البطولة الإفريقية، فبين سوء استغلال للفرص وغياب الفعالية على الأطراف ووسط ميدان يفتقر للحلول، يطرح السؤال هل سيكون الأسود جاهزين ل"كان 2025"؟. سوء استغلال للفرص فشل لاعبو المنتخب الوطني في خلق فرص واضحة للتسجيل أو بالأحرى استغلالها على نحو أفضل، على غرار مباريات سابقة، رغم السيطرة الميدانية على مجريات المباراة دون جدوى. وافتقد خط هجوم الأسود للفعالية والتركيز، والانسجام بين مهاجميه، خصوصا في اللحظات الحاسمة، إذ غاب الضغط العالي والتحركات الجانبية وانعدمت التمريرات الحاسمة داخل منطقة الجزاء، الشيء الذي جعل مدافعي منتخب بنين يكسبون معظم النزالات الثنائية. غياب النجاعة على الأطراف غابت التمريرات العرضية خلال مباراة بنين، باستثناء محاولات تعد على رؤوس الأصابع، دون جودة عالية، ويرجع ذلك إلى فشل الجناحين في صنع الفارق، كما لم يقدم الظهيران زكرياء الوحدي ويوسف بلعمري المساندة الهجومية، كما غابت السرعة والمراوغات التي شكلت مصدر قوة الأسود في المباريات السابقة. ويرجع سبب ذلك إلى غياب الأسماء البارزة التي اعتادت الظهور بمستوى لامع على الأطراف، مثل العميد أشرف حكيمي، الذي فضل المدرب وليد الركراكي إراحته، وعبد الصمد الزلزولي ونصير مزراوي وإلياس أخوماش، الذين حالت الإصابة دون مشاركتهم في مباراتي تونس وبنين. وسط ميدان بلا حلول افتقر لاعبو وسط ميدان المنتخب الوطني إلى النجاعة، كما اتسمت تمريرات كل من سفيان أمرابط وعزالدين أوناحي وإسماعيل الصيباري بالبطء والنمطية، وعدم إيجاد الحلول لاختراق دفاع المنتخب البنيني، ليجد وسط ميدان المنتخب نفسه مضطرا للاكتفاء باللعب العرضي غير الفعال دون تهديد حقيقي لمرمى المنافس. ويبدو أن الغيابات لم تؤثر على خط الهجوم فحسب، بل كذلك على لاعبي وسط الميدان، ما يفرض تصحيح اختلالاته قبل الموعد الحاسم. دفاع غير مطمئن لم يختبر خط دفاع المنتخب الوطني كثيرا خلال مباراة بنين، بسبب اعتماد المنافس على تحصين الدفاع مع مراهنته على المرتدات الخاطفة بين الفينة والأخرى دون أن تقلق الحارس منير المحمدي. وظهرت بعض الهفوات في التغطية والتمركز، خصوصا في الكرات العالية، ما قد يشكل معضلة حقيقية في حال مواجهة منتخب أكثر تمرسا وخبرة. واضطر المدرب وليد الركراكي إلى الاعتماد في وسط الدفاع على الثنائي، آدم ماسينا وجواد الياميق، الذي كان أداؤه مقبولا رغم الإصابة، بسبب الغيابات الاضطرارية لكل من نايف أكرد وشادي رياض ورومان سايس. الكعبي نقطة ضوء فرض أيوب الكعبي نفسه نجما دون منازع خلال مباراتي تونس وبنين بتسجيله هدفين رائعين ليؤكد بذلك ثبات مستواه وحضوره القوي رغم أنه لعب احتياطيا في أغلب المباريات. وأظهر الكعبي أنه هداف بالفطرة بعد ضربة مقص رائعة أنقذ بها الأداء العام للمنتخب الوطني، مقدما مردودا يشفع له بالاعتماد عليه أساسيا مستقبلا. ورغم الأداء غير المقنع الذي أظهره المنتخب الوطني، إلا أنه حافظ على سلسلة انتصاراته ب12 فوزا متتاليا، وهو إنجاز يرشحه للارتقاء في التصنيف الدولي، فيما الضرورة تقتضي إصلاح عيوبه قبل خوض غمار نهائيات كأس أمم إفريقيا، المقرر تنظيمها في المغرب ما بين 21 دجنبر و18 يناير المقبلين. الكعبي: لا أهتم بأهدافي قال أيوب الكعبي، الدولي المغربي، إنه لا يهتم بالأهداف التي يسجلها مع المنتخب الوطني أو حتى طريقة تسجيلها، في إشارة منه إلى هدفه في مرمى منتخب بنين. وأضاف الكعبي في تصريحات صحافية لدى مروره بالمنطقة المختلطة، أن ما يهمه أكثر هو خدمة المنتخب الوطني والمجموعة ككل، معبرا عن سعادته بالفوز على منتخب بنين، بغض النظر عن الأداء الذي قدمه اللاعبون. وتابع الكعبي: "حققنا الأهم بالحفاظ على سلسلة انتصاراتنا ب12 فوزا متتاليا، وهو إنجاز يرفع معنوياتنا ويحفزنا أكثر على العطاء خلال المباريات المقبلة". لقطـــات الجمهور يكرم حكيمي بطريقته خص الجمهور أشرف حكيمي، عميد المنتخب الوطني، بتكريم استثنائي خلال مباراة بنين، تقديرا لمسيرته الناجحة سواء مع الأسود أو رفقة باريس سان جيرمان الفرنسي، المتوج معه بلقب دوري أبطال أوربا. وتغنى الجمهور باسم حكيمي لحظة دخوله إلى رقعة الميدان في الدقائق الأخيرة، قبل أن يرفع "تيفو" يحمل صورة عميد الأسود، الذي حظي أيضا باهتمام من قبل لاعبي منتخب بنين وأحد أفراد طاقمه التقني، حين طلب من حكيمي التقاط "سيلفي" معه وهما في طريقهما إلى مستودع الملابس. بونو غاضب على المصريين كشف مصدر مطلع أن ياسين بونو أبدى غضبا عارما من الصحافة المصرية، بعدما ادعت أن حارس الأسود يعتبر محمد صلاح الأفضل في القارة الإفريقية حاليا. وحسب المصدر نفسه فإن الحارس بونو فوجئ بالتصريحات التي نسبت إليه بشأن تفضيل صلاح على مواطنه أشرف حكيمي، مشيرا في حديث مع "الصباح": "هناك حملة لترجيح كفة المصري محمد صلاح للفوز بالكرة الذهبية الإفريقية، لهذا تسعى الصحافة المصرية إلى إثارة الفتنة لا غير، والحارس بونو لا يمكنه أن يساند لاعبا آخر غير مواطنه حكيمي، الذي يبقى المرشح فوق العادة للتتويج بجائزة الأفضل". أول مباراة للوحدي وزحزوح خاض زكرياء الوحدي وأمين زحزوح أول مباراة لهما مع المنتخب الوطني أثناء مواجهة نظيره البنيني، أول أمس (الاثنين)، بملعب مركب فاس، استعدادا لنهائيات كأس أمم إفريقيا 2025. وعوض الوحدي عميد المنتخب أشرف حكيمي في مركز الظهير الأيمن، فيما دخل زحزوح بديلا للاعب إسماعيل الصيباري. وطرأت تغييرات مهمة على التشكيلة الأساسية من خلال منح الفرصة لمشاركة خمسة لاعبين منذ انطلاق المباراة، ويتعلق الأمر بالحارس منير المحمدي وزكرياء الوحدي وأسامة الصحراوي وسفيان رحيمي وأيوب الكعبي. إنجاز: عيسى الكامحي

عيوب تلازم الأسود

غياب النجاعة على الأطراف ووسط ميدان بلا حلول ودفاع غير مطمئن

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"مسار" بالتعليم الأولي

الأسود وبنين... شغف أفسدته الفوضى

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات