بطولة الأعطاب

عرف الموسم الرياضي عدة أعطاب، أثرت على سير البطولة الوطنية، وساهمت بشكل كبير في تراجع مستوى عدد من الأندية، بعد تضررها كثيرا من القرارات الارتجالية للعصبة الوطنية لكرة القدم الاحترافية. وترصد "الصباح" في هذا الملف الأعطاب التي شابت البطولة الوطنية، وأثارت استياء الأندية ومسؤوليها وجماهيرها، ولعبت دورا في تراجع قيمتها. منع الجمهور حطم الموسم الرياضي الجاري الرقم القياسي في قرارات منع الجمهور من التنقل، لتشجيع فرقه، في منافسات البطولة الوطنية، إذ لا تكاد تخلو دورة من قرارات المنع، بسبب أو دونه، لدرجة أن بعض قرارات المنع لم يفهم الغاية منها. وتضررت جل الأندية الوطنية من قرارات منع جماهيرها، في مقدمتها الجيش الملكي والوداد الرياضي والرجاء الرياضي والمغرب الفاسي والدفاع الحسني الجديدي وحسنية أكادير واتحاد طنجة. وما أثار الكثير من التساؤلات حول قرارات المنع، أن أغلبها تتخذ من قبل السلطات، ولعل أبرز مثال على ذلك، المباراتان اللتان جمعتا الجيش الملكي والرجاء الرياضي في عصبة الأبطال الإفريقية، اللتان اتخذ فيهما قرار المنع، رغم أن الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم سمحت لجمهور الفريق الضيف بالحصول على تذاكر حضور المباراة، وقس على ذلك مباريات البطولة الوطنية، التي اتخذت فيها قرارات المنع من قبل السلطات الأمنية. وتسببت قرارات منع الجمهور من التنقل، في خسائر كبيرة للأندية، خاصة تلك التي تملك قاعدة جماهيرية كبيرة، إذ تحرم الأندية المستقبلة من مداخيل مهمة، علما أن أبرز العائدات تحصلها الأندية من مداخيل التذاكر، وهو ما يؤثر على ميزانيتها بشكل كبير. التحكيم... وتستمر المعاناة عرفت منافسات بطولة الموسم المنتهي بقسميها الأول والثاني سلسلة من الأخطاء التحكيمية التي أثرت بشكل واضح على نتائج بعض المباريات، ما نتجت عنها احتجاجات متكررة من قبل الأندية والمدربين واللاعبين. وشكلت قرارات مثيرة للجدل معضلة كبرى وكابوسا عاشته عدة أندية، خصوصا في المباريات الأخيرة، دون أن تنجح الشكايات المتكررة والتوقيفات في التخفيف من حدة غضب الجمهور. وتجلت هذه الهفوات في احتساب أهداف مشكوك فيها وتجاهل ضربات جزاء واضحة ومنح بطاقات غير مبررة، جعلت عدة أندية تفقد نقاطا حاسمة سواء في التتويج باللقب أو تفادي النزول، ما جعل مديرية التحكيم في ورطة حقيقية، بسبب ضعف مستوى عدد من الحكام وعدم مواكبتهم للتطورات الحديثة ونقص في التدريب المستمر والورشات التكوينية، والنتيجة غياب الحكام المغاربة عن مختلف المنافسات القارية والدولية. ولم تؤثر الأخطاء التحكيمية على الأندية والمدربين واللاعبين فحسب، بل كان لها وقع سلبي على الجمهور، الذي بدأ يتراجع عن حضور المباريات، بسبب شعوره بالإحباط وعدم الإنصاف. وأمام تراجع التحكيم المغربي، قررت جامعة الكرة تكليف الحكم الدولي إسماعيل الفتح، بإجراء خبرة شاملة على التحكيم الوطني، وبالتالي إيجاد حلول جذرية تضمن نزاهة وعدالة منافسة البطولة. تغيير المدربين... معضلة البطولة تفاقمت ظاهرة تغيير المدربين بين الفينة والأخرى، باعتبارهم الشماعة التي يعلق عليها رؤساء الأندية فشلهم في التسيير، لكن الملفت للانتباه أن الموسم عرف أكبر عدد من الإقالات في صفوف المدربين، ما يثير العديد من علامات الاستفهام حول الأسباب الحقيقية لمثل هذه القرارات، وتداعياتها على الاستقرار التقني والنتائج الرياضية. فخلال موسم ( 2024 – و2025) غير الرجاء الرياضي مدربيه خمس مرات بدءا بالبوسني روسيمير سفيكو والبرتغالي ريكاردو سابينتو وحفيظ عبد الصمد، قبل التعاقد مع التونسي لسعد جردة الشابي، فيما استبدل المغرب التطواني مدربه الأول الكرواتي داليبور سنارفيتش، ثم عزيز العامري، وبعده محمد بنشريفة، فجمال الدريدب، والشيء نفسه بالنسبة إلى الجيش الملكي، الذي أشرف عليه البولوني تشيسلاف ميشنيفيتش، ثم الفرنسي هوبيرت فيلود، وأخيرا البرتغالي ألكسندر سانتوس، فيما بدأ المغرب الفاسي مع الإيطالي غولييبمو أرينا ثم أكرم روماني، فالكرواتي توميسلاف ستيبيتش. من جانبه، أقال الدفاع الحسني الجديدي البرتغالي جورج بايكساو، ليعوضه زكرياء عبوب، الذي غادر بدوره الفريق، تاركا مكانه لروي ألميدا. وبدأ النادي المكناسي مع التونسي عبد الحي بن سلطان، قبل أن يستبدله بعبد اللطيف جريندو، والحال نفسه بالنسبة إلى شباب المحمدية الذي أقال نور الدين الزياتي وعين بدله رضوان الضرضوري، كما انفصل نهضة الزمامرة عن محمد أمين بنهاشم، وجاء بعده الفرنسي ستيفان نادو، فيما أقال أولمبيك أسفي التونسي منير شبيل، وعين بدله أمين كرمة. أما الوداد الرياضي، فانفصل عن الجنوب الإفريقي رولاني موكوينا، ليتعاقد مع أمين بنهاشم. تخبط البرمجة ساهمت برمجة مباريات البطولة الوطنية بشكل غير منتظم في إرباك المنافسات والأندية، خاصة التي تلعب على اللقب، بسبب فقدانها إيقاع المنافسة في كل مرة، على حساب أندية خاضت منافسات عصبة الأبطال الإفريقية وكأس "كاف". وعانت جل الأندية كثيرا بسب قرارات لجنة البرمجة، التي ظلت طيلة الموسم تضعها بالتقسيط، وتبرمج دورتين أو ثلاثة وتختفي بين الفينة والأخرى، إما بسبب تواريخ الاتحاد الدولي لإجراء مباريات دولية، أو لفتح المجال أمام صيانة بعض الملاعب الرياضية، أو مشاركة الأندية في المنافسات القارية. وتبقى البرمجة من أكبر المشاكل التي تعانيها البطولة الوطنية، إذ ظلت على الدوام محط احتجاجات الأندية، بسبب أنها تساهم في فقدانها إيقاع المنافسات، في الوقت الذي تشتكي بعضها من ضغط المباريات، بالنظر إلى مشاركتها في مسابقة خارجية. ولم يساهم تعاقد العصبة الاحترافية مع شركة إسبانية لوضع البرمجة في حل هذا المشكل، إذ سرعان ما اختفت عن الأنظار، وعادت "حليمة إلى عادتها القديمة"، واستمر مسلسل الاحتجاجات إلى حين تحديد موعد نهاية البطولة الوطنية في 11 ماي الجاري، وهو ما أكدته تصريحات المدربين، خلال الندوات الصحافية المنعقدة بعد كل مباراة. أندية بلا ملاعب من بين أبرز الأزمات التي عمقت معاناة عدة أندية في البطولة خلال الموسم المنتهي، قلة الملاعب الجاهزة لاحتضان المباريات، بسبب الأشغال الجارية على تسعة ملاعب من أجل تهيئتها استعدادا للاستحقاقات المقبلة، خاصة بطولة كأس أمم إفريقيا المقرر إقامتها في المغرب ما بين 21 دجنبر و18 المقبلين، واضطرت عدة أندية إلى استقبال ضيوفها خارج مدنها الأصلية، من بينها الرجاء والوداد والجيش الملكي والفتح الرياضي واتحاد تواركة واتحاد طنجة، التي وجدت نفسها مضطرة إلى التنقل بين الفينة والأخرى، ما أثر سلبا على استقرارها. ولم تكن أندية أخرى مثل حسنية أكادير وشباب السوالم أفضل حالا، إذ فرض إغلاق ملعبيهما التنقل إلى مدن أخرى من أجل استقبال منافسيهما، ما ترتب عنه الإخلال بمبدأ تكافؤ الفرص. بدعة كأس "التميز" شكلت كأس التميز أحد الاقتراحات الفاشلة للعصبة الوطنية لكرة القدم الاحترافية، في عهد الرئيس الحالي عبد السلام بلقشور، بالنظر إلى الظرفية التي أعلنت فيها عن إحداث منافسة جديدة، لم تأت بما كان منتظرا منها، سيما أنها نسخة طبق الأصل من دوري التحدي، الذي أعلن عنه في عهد الرئيس السابق سعيد الناصري، والفارق بينهما أن الأخير عرف نهايته، أما الأول فانتهى بعد أن تخطى مرحلته الأولى فقط. ويبقى كأس التميز من أبرز الأعطاب التي عرفتها البطولة الوطنية الموسم الجاري، إذ أنه ساهم بقدر كاف في إنهاك الأندية، سيما أنه يلعب باللاعبين الشباب، المنتظر أن يخوضوا منافسات البطولة الوطنية مع فئة الكبار، أو خوض مباريات البطولة مع فريق الأمل أو أقل من 19 سنة، وهو ما يزيد من الضغوط على اللاعبين. كما أن كأس التميز لم تحقق ما كان مرجوا منها، خاصة من حيث تشكيلها موردا ماليا مهما للأندية، من خلال استقطاب الجمهور، بل شكلت عبئا عليها، وكلفتها، من خلال تنظيم المباريات والتنقل لخوضها، وأن عددا من الأندية أعلنت عدم رغبتها في المنافسة على اللقب، وقررت المشاركة بلاعبين صغار السن. إنجاز: صلاح الدين محسن وعيسى الكامحي

بطولة الأعطاب

ارتجال البرمجة والتحكيم وأندية مغتربة ومنع الجمهور وتغييرات المدربين أبرز الاختلالات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بوريطة: دعم المغرب تحت قيادة الملك للقضية الفلسطينية يجمع بين العمل الدبلوماسي والمبادرات الميدانية

وهبي ينفي تسييج شكايات محاربة الفساد

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات