هل تصلي في المسجد أم في المنزل؟ وهل تصلي أصلا؟ لماذا لا ترتدين الحجاب؟ ولماذا لا تطلق لحيتك؟ لماذا تمارسين الرياضة مع التلاميذ الذكور؟ وهل تصوم الاثنين والخميس؟ لماذا لا تقرأ القرآن وقت الاستراحة؟ لماذا تسمح لأمك بالخروج متبرجة وعارية الرأس؟ لماذا ترتدين سروال "جينز"؟ ولماذا تجلسين في الطاولة إلى جانب تلميذ؟ ولماذا ترتدين لباس السباحة في الصيف؟ ولماذا تتوفرين على حساب في "فيسبوك" و"إنستغرام"، وتنشرين صورك وفيديوهاتك للعامة؟ هذه عينة من الأسئلة، أو التحقيقات شبه اليومية، التي لا تنتهي في أوساط "تلاميذ" بمدارس عمومية وخاصة، بجميع المستويات تقريبا، يقودها "شيوخ صغار" من الجنسين، اقتنعوا، عبر عدد من الوسائط، بأن لهم الحق في تقديم النصيحة إلى زملائهم وزميلاتهم الذين يضعونهم في خانة "المارقين" والخارجين عن الصراط، ويجب فيهم التدخل السافر. فمنذ مدة ليست بالقصيرة، تغيرت دفة "التنمر" في الوسط المدرسي، وانتقلت الانتقادات اللاذعة: - من اللون (سير نتا كحل، نتا زعر، نتا بلق..) والشكل (نتا خايب، ونتا قصير، ونتا غليظ، نتا رقيق... نتا راسك كبير..) والمستوى الاجتماعي (نتا فقير، نتا ساكن في براكة، نتا باك بائع جائل...)، والمستوى الدراسي (نتا كسول، نتا بليد، كيسلخك الأستاذ)، أو المستوى الرياضي (نتا زرك في الكرة).... - إلى منطقة أخرى شديدة الحساسية، تجرأ فيها "الأوصياء الصغار" على حشر أنوفهم في الحياة الشخصية لزملائهم، والاقتراب من مناطق معتقداتهم وشكل تدينهم، وقناعاتهم، وطريقة تربيتهم، وطريقة ارتداء الملابس، وسلوكاتهم في الوسط المدرسي. وتتوصل إدارات المؤسسـات التعليمية، يوميا، بسيل من الشكايات من آباء وأمهات، موضوعها هذا الشكل الجديد من التنمر الذي يستقطب إليه شيوخا جددا، مخافة السقوط في فخه، إذ تصبح التلميذة، في مستوى الإعدادي والثانوي، التي تضع لمسة ماكياج في وجهها، أو تجرأت على ارتداء "ميني جيب"، عاهرة تلاحقها الأعين، أينما حلت وارتحلت. ورغم أن الظاهرة في بدايتها، فإنها تثير كثيرا من الرعب لدى أسر، يعود أبناؤها، يوميا، بنصف دمعة في العين، ولم يستوعبوا بعد كيف يتعرضون، من قبل زملائهم، إلى هذا الكم الهائل من التنمر الجديد الذي يتفاداه عدد من التلاميذ بالرضوخ إلى "وصايا" الشيوخ الصغار. والواقع أن "الصغار" في المدارس والشارع، وحتى وسط التجمعات الأسرية، يحاكون نموذجا في التربية داخل المنازل، وآخر يقوده "الشيوخ الكبار"، في مواقع التواصل الاجتماعي، وأضحى ظهورهم مملا وفاضحا ومفضوحا ومسيئا إلى الدين والمعاملات والعقائد، ومسيئا إلينا في المقام الأول.. ونحن نرى أثر "فتاواهم" على "تلاميذ"، يقتربون من إقامة الحد في حق زملائهم.. لولا يقظة الإدارات التربوية. للتفاعل مع هذه الزاوية: mayougal@assabah.press.ma