المندوب العام بالنيابة للمعرض أكد أن اختيار فرنسا ضيف شرف يعكس متانة العلاقات بين البلدين أكد كمال هيدان، المندوب العام بالنيابة للمعرض الدولي للفلاحة، أن تحقيق الأمن الغذائي وتعزيز صمود العالم القروي، يمران حتما عبر حكامة جيدة للثروة المائية. وأوضح هيدان في حوار مع "الصباح" أن حضور فرنسا ضيف شرف يشكل رسالة قوية تعكس متانة العلاقات الثنائية بين البلدين. في ما يلي نص الحوار: أجرى الحوار: برحو بوزياني اخترتم "الفلاحة والعالم القروي... الماء في قلب التنمية القروية" شعار الدورة الحالية للملتقى الدولي للفلاحة. لماذا الماء وماهي دلالات هذا الاختيار؟ الشعار الذي اخترناه في هذه الدورة السابعة عشرة للمعرض الدولي للفلاحة بالمغرب، يحمل بعدا إستراتيجيا عميقا، فكما تعلمون أن الماء أضحى اليوم عنصرا حاسما في معادلة التنمية المستدامة بصفة عامة، خاصة في ظل التغيرات المناخية وشح الموارد المائية. اليوم نؤمن بأن تحقيق الأمن الغذائي وتعزيز صمود العالم القروي، يمران حتما عبر حكامة جيدة للثروة المائية. ولذلك، جاء شعار هذه الدورة، ليجسد هذا الوعي الجماعي بضرورة وضع الماء في قلب السياسات الفلاحية، وتحفيز الابتكار في أساليب الري وتدبير الموارد المائية. ما هي رهاناتكم على هذه الدورة، التي تنعقد في سياق خاص يتسم بمشاكل توفير المنتجات الفلاحية، وانتظارات كبرى لمهنيي القطاع؟ نحن ندرك تماما أن القطاع الفلاحي ببلادنا يمر بمرحلة دقيقة، تواجهنا فيها تحديات متزايدة، من أبرزها التغيرات المناخية، والضغط المتواصل على الموارد الطبيعية، إضافة إلى تقلبات الأسواق الدولية. هذه التحديات تفرض علينا اعتماد حلول عملية، آنية ومدروسة، تنبثق من رؤية إستراتيجية متكاملة. من هذا المنطلق، تراهن هذه الدورة السابعة عشرة للمعرض الدولي للفلاحة بالمغرب، على أن تكون محطة مفصلية ومنصة دينامية للتفكير الجماعي، حيث يلتقي صناع القرار بالباحثين، والمهنيين بالفلاحين، ويلتقي المهنيون الوطنيون بنظرائهم الدوليين، من أجل بلورة حلول عملية ومبتكرة قادرة على الاستجابة الفعلية لانتظارات الفلاحين ومهنيي القطاع. ونحن نؤمن بأن الفلاحة لم تعد مجرد نشاط تقليدي، بل أصبحت رهانا إستراتيجيا لتحقيق التنمية المستدامة، لذلك يشكل الملتقى فضاء حيويا لإطلاق مبادرات جديدة، ولمواكبة التحولات الكبرى التي يشهدها القطاع الفلاحي. إن رهاننا في هذه الدورة المنظمة، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، يتمثل في تثمين الإنتاج المحلي، من خلال دعم سلاسل الإنتاج، وتعزيز قدرات التنظيم المهني، إلى جانب تشجيع وتنويع الشراكات، خصوصا مع الدول، التي تتقاسم معنا التحديات نفسها، وتسعى إلى تبادل الخبرات والتكنولوجيا. كما نضع في صلب أولوياتنا تمكين الفلاح من الأدوات والوسائل الحديثة، التي تجعل منه فاعلا في التغيير، لا مجرد متلق للمساعدات. إننا نرغب، في جعل هذه الدورة، آلية فعالة للاندماج الاقتصادي والاجتماعي للعالم القروي، بما يرسخ مكانة الفلاحة قاطرة للنمو الشامل والمستدام. ما هو الجديد الذي ستحمله الدورة 17 خاصة على مستوى التنظيم وتدبير الخدمات والمرافق؟ الجديد في هذه الدورة، يتجلى في إعادة توزيع مختلف الأقطاب داخل المعرض، وإعادة تصميم تموقعها، بهدف توفير ظروف استقبال أكثر راحة وانسيابا للزوار. كما حرصنا على تقديم خدمات أكثر ذكاءً وفعالية، لفائدة جميع المشاركين والزوار على حد سواء. وسيعتمد المعرض هذا العام نظام التذكرة الإلكترونية، لتسهيل عملية الولوج، بالإضافة إلى تخصيص فضاءات ترفيهية جديدة موجهة للعائلات، فضلا عن توسيع قطب المنتجات المجالية، ليشمل أكبر عدد ممكن من التعاونيات والمقاولات الفلاحية الصغرى. اخترتم فرنسا ضيف شرف لهذه الدورة، وهي بلد يشكل سوقا للمغرب في العديد من المنتجات الفلاحية. كيف ستكون المشاركة الفرنسية في المعرض؟ لقد تم اختيار فرنسا ضيف شرف في هذه الدورة السابع عشرة، لأنها شريك إستراتيجي وتاريخي في مسار التعاون الفلاحي. ويشكل حضورها ضيف شرف رسالة قوية تعكس متانة العلاقات الثنائية وعمقها. إن فرنسا ليست فقط شريكا تجاريا، بل هي شريك إستراتيجي في مجالات البحث الزراعي، والابتكار والصناعات الغذائية، وستتميز مشاركتها بوفد وازن يضم المؤسسات المرجعية، إلى جانب عرض مشترك لحلول وتكنولوجيات متقدمة، وتنظيم ندوات تقنية لتبادل الخبرات، واستعراض التجارب الناجحة، ما سيفتح آفاقا جديدة لتعزيز التعاون الثنائي في المستقبل. يشكل قطب التعاونيات أحد أهم الأقطاب التي تشكل رافدا اقتصاديا لسكان الوسط القروي. ما هو الجديد الذي ستحمله هذه الدورة ؟ بالفعل، يشكل قطب تعاونيات المنتوجات المجالية أحد الأعمدة الأساسية للمعرض الدولي للفلاحة، لما له من دور محوري في تحفيز الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وإدماج المرأة القروية والشباب في دينامية التنمية المحلية الفلاحية. فتعاونيات المنتوجات المجالية ليست فقط وحدات للإنتاج أو التسويق، بل فضاءات حقيقية للتمكين الاقتصادي والاجتماعي، حيث تساهم في توفير فرص الشغل، وتحسين الدخل، وتعزيز روح التضامن والتكافل داخل النسيج القروي. وفي دورة هذه السنة، نحرص على إعطاء دفعة نوعية لهذا القطب، من خلال توسيع فضاء العرض المخصص لهذه التعاونيات، والرفع من عدد المشاركين، مع إعطاء الأولوية لتلك التي تشتغل في سلاسل الإنتاج ذات القيمة العالية، أو التي تبنت مقاربات مبتكرة في مجالات التحويل والتثمين والتسويق الرقمي. كما حرصنا على تحسين ظروف العرض، وتقوية البنية التحتية المخصصة لهذا القطب، حتى تليق بالمنتوجات المعروضة وتعكس جودتها. في سطور: < من مواليد 26 دجنبر 1965 بمراكش < حاصل على الدكتوراه في الطب البيطري من معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة في 1989 < مؤهل من قبل الأكاديمية العليا المغربية للكوتشينغ في 2012 < مدير جهوي للفلاحة لجهة وادي الذهب لكويرة (2009 –2010) < المدير الجهوي للفلاحة لجهة فاس مكناس (يناير 2016 إلى اليوم) < مندوب عام بالنيابة للملتقى الدولي للفلاحة