تحولت لحظة تكريم المخرجة المغربية فريدة بورقية، مساء الجمعة الماضي بالبيضاء، إلى مناسبة لبوح جميل من قبل الفنان شفيق السحيمي واعتراف بالقيمة الفنية لبورقية وإسهاماتها في تطوير الفن المغربي.وقال السحيمي، في اللقاء الذي نظمه النادي السينمائي لسيدي عثمان، إن بورقية في الوقت الذي كان هو وجيله من الفنانين ما زالوا يمارسون المسرح في إطار الهواية، كانت هي بصدد عمل قاعدي يتجلى في تكوين جيل من الممثلين، سيتألقون في ما بعد في جل أعمالها.وأضاف صاحب "وجع التراب" أن فريدة بورقية امتازت بلمستها الأنثوية الخاصة في كل أعمالها الإبداعية، سواء في التلفزيون، أو السينما، وأنها "حمرت وجه المغربيات فنانة ومبدعة".أما عبد الحق المبشور رئيس النادي السينمائي لسيدي عثمان، فاعتبر أن الاحتفاء بفريدة بورقية هو احتفاء بالمرأة المغربية بمناسبة يومها العالمي، مستحضرا مجموعة من المحطات البارزة في مسارها الفني الذي يربو على أربعين سنة.كما كانت البرلمانية الاتحادية حسناء أبو زيد من بين الأسماء الحاضرة خلال أمسية الاحتفاء ببورقية وشريطها السينمائي "زينب.. زهرة أغمات" الذي تم عرضه للمناسبة ذاتها، إذ تحدثت عن القيمة الفنية والتاريخية لهذا الفيلم الذي يسلط الضوء على حقبة مهمة من تاريخ المغرب وهي فترة الدولة المرابطية، لا تعرف عنها الأجيال الحالية الشيء الكثير، وهو ما سيساهم في تسليط الضوء على مجموعة من الشخصيات التي ساهمت في تشكيل هوية المغرب، منها زينب النفزاوية، ويوسف بن تاشفين.أما المحتفى بها فريدة بورقية فتحدثت عن الصعوبات التي واجهتها في سبيل إنجاز شريطها السينمائي "زينب.. زهرة أغمات"، خاصة في ظل ضعف الإمكانيات المادية المرصودة لهذا العمل، علما أن الأعمال التاريخية تتطلب إمكانيات أكبر إلا أن انصراف المنتجين والخواص عن الاستثمار فيها يجعل العملية غير محسوبة العواقب للمبدعين الذين يريدون دخول هذه التجارب.وجدير بالإشارة إلى أن المخرجة فريدة بورقية التي سبق لها أن تابعت دراستها في مجال الإخراج في روسيا (الاتحاد السوفياتي سابقا)، دخلت المجال الفني منذ السبعينات، واشتهرت بالعديد من الأعمال التلفزيونية الناجحة التي وقعتها منها "المجدوب" و"دواير الزمان"، و"جنان الكرمة"، و"حوت البر" و"عز الخيل مرابطها" "خمسة وخميس" و"جنب البير" و"أولاد الناس" و"القرصان الأبيض" وغيرها.وسبق للمخرجة فريدة بورقية أن أخرجت العديد من الأفلام السينمائية الأخرى منها شريط "الجمرة" الذي كان أول أعمالها سنة 1982، وهو من تأليف الفنان محمود ميكري، وجسد فيه دور البطولة كل من مصطفى الداسوكين والزعري، إضافة إلى فيلم ثان سنة 2007 بعنوان "طريق العيالات" من بطولة منى فتو وعائشة ماهماه وهو من تأليف وسيناريو يوسف فاضل، ثم شريطها الثالث "زينب زهرة أغمات" الذي شاركت فيه أسماء أخرى من قبيل محمد خيي وعبد السلام البوحسيني وفريد الركراكي والراحل محمد مجد، والسيناريو لمحمد منصف القادري.عزيز المجدوب