في انتظار إجراء حركة تعيينات وتنقيلات في صفوف الولاة والعمال، التي طال انتظارها، واشتاق إليها أكثر من مسؤول ترابي عمر طويلا في منصبه، حتى بات يشعر بـ "القنط والروتين"، لابد من قراءة تجربة كل الأسماء التي تم استقدامها من خارج أسوار الوزارة، قراءة موضوعية. إن قراءة متأنية لتجربة الولاة والعمال، الذين تم تعيينهم على رأس ولايات وعمالات وأقاليم دون التدرج في أسلاك الإدارة الترابية، ستفيد كثيرا في الجواب عن سؤال: هل فعلا نجحت وزارة الداخلية في اختيار "بروفايلات" من خارج أسوارها؟ أم أن بعض الاختيارات لم تكن موفقة، وتحتاج إلى التصحيح خلال الحركة المرتقبة المقبلة، مهما طال انتظارها؟ المؤكد أن العديد من "البروفايلات" القادمة من إدارات ومؤسسات مختلفة، والتي عينت في منصب وال أو عامل، لم تنجح في مهامها، لأسباب مختلفة، ليس مجال سردها الآن وهنا. مقابل ذلك، نجحت أخرى في مهامها، لأنها استوعبت جيدا، وفي زمن قياسي، درس الإدارة الترابية، فضلا عن توسعها في دراسة مفهوم "السلطة" بكل حمولاته. ليس مهما ذكر أسماء ولاة وعمال، تم جلبهم من خارج سلالة الإدارة الترابية، وبصموا على تجارب فاشلة، بل أغرقوا أقاليم وعمالات قبل رحيلهم المستحق، في مستنقع من المشاكل على مختلف المستويات، أبرزهم عامل "بيطري"، مازالت تداعيات تفويت أراضي الدولة في عهده تثير المزيد من ردود الفعل الغاضبة. ويراهن أكثر من مهتم بالمطبخ الداخلي للوزارة الوصية، على حكمة وبعد نظر بعض صناع القرار في الوزارة، في تشكيل جيل جديد من الولاة والعمال من أبناء الدار، بدل "الاستعانة" بتجارب فاشلة من إدارات صديقة، لا تفقه شيئا في كواليس وأسرار ونفسية الإدارة الترابية. وأظهرت التجربة، أن نجاح خطة 360 التي تستعملها الوزارة الوصية في ترقية رجال السلطة، ستكون خريطة طريق ناجحة، في الدفع بالعديد من أبناء الوزارة، إلى الترقي إلى منصب وال أو عامل. والدليل، أن العديد من الكتاب العامين، الذين يديرون اليوم بالنيابة بعض الأقاليم والعمالات، إما بسبب الوفاة أو الإعفاء أو المرض، نظير مولاي يعقوب والحوز وسيدي سليمان، نجحوا في التجربة، وأبانوا عن "حنكة" في عملهم، ولم تخفهم المسؤولية الجديدة، لأن أهل مكة أدرى بشعابها. ويتمنى أبناء الدار، الذين راكموا تجارب مهمة، وتدحرجوا من كل الرتب، أن تسعفهم "كفاءتهم المهنية"، التي يشهد عليها مسارهم، وتنقيطهم الجيد، بأن ينصفوا بترق في الرتبة، قد تصل إلى منصب وال أو عامل. عبد الله الكوزي للتفاعل مع هذه الزاوية: mayougal@assabah.press.ma