لم يحسم بعد في عدد الوفيات في صفوف الحجاج المغاربة، إذ رفع تصريح رسمي لوزير الصحة بالمملكة العربية السعودية، أول أمس (الأحد)، العدد الإجمالي للذين قضوا أثناء أداء المناسك إلى 1301 حاج، ما يرجح أن يكون ضمنهم مغاربة، سيما أن الأخبار الواردة من السعودية، أو تلك التي تناقلها العائدون من الديار المقدسة، حملت معها قصصا من الإهمال والتقصير، وصورا من اللامبالاة لمن عهد إليهم بتنظيم الحجاج ورعايتهم. وطفت على السطح أخبار تتحدث عن ارتفاع عدد الوفيات إلى أكثر مما صرحت به وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، الجمعة الماضي، إذ تم تداول رقم 25 حالة، في الوقت الذي تعذر فيه التواصل مع مسؤولي الوزارة لتأكيد الخبر أو نفيه، إذ ظلت محاولات اتصال مكتب الرباط لـ "الصباح" بمصالح الوزارة للحصول على المعلومات، دون جدوى. وعزت مصادر "الصباح" أسباب وفيات المغاربة إلى الأسباب نفسها التي أوردها البلاغ الرسمي السعودي، مع تحميل المسؤولية للمكلفين بالحجاج من أفراد البعثة الوطنية، إذ أفادت أن الإهمال والتقصير وتكبيد حجاج مسنين مشاق المشي في الحرارة وعدم العثور على مكان للإيواء بالخيام في منى وضعف الوجبات، من ضمن الأسباب التي فاقمت الوضعية ورفعت رقم المتوفين. وفي تصريح لـ"الصباح" أكد الحاج بوشعيب. ح، المتحدر من بنسليمان، أن حجاج الوفد الذي كان ضمنه، عانوا ضعف التغذية، ومنهم من لم تصله الوجبات، ناهيك عن غياب الطاقم الطبي، بل إن عددا من المرافقين التابعين لوزارة الشؤون الإسلامية تحولوا في منى الى حجاج، ولبسوا الإحرام. وأضاف المتحدث نفسه أن وسائل النقل بدورها غابت، إلا من حظي بها صدفة أو عن طريق مرافق، قائلا "أنا شخصيا انتقلت رفقة زوجتي المريضة بمرض مزمن، من عرفة الى مزدلفة بثمن 200 ريال سعودي للفرد، وعدت من مزدلفة بالثمن نفسه، وانتقلت من منى إلى الفندق ب500 ريال سعودي، بعد قطع مسافة 7 كيلومترات مشيا واخترقنا ساحة رمي الجمرات بحقائبنا...". وختم الحاج بوشعيب بأن العديد من الحجاج المغاربة تاهوا وباتوا لعدة أيام في الخلاء، قبل العثور عليهم في وضعيات صحية صعبة. المصطفى صفر