لقاح سرطان الرحم… الوقاية أولا

أثبت نجاعته للحفاظ على صحة ونوعية حياة المرأة يكتسي التلقيح ضد فيروس الورم الحليمي البشري، الذي يسبب سرطان عنق الرحم أهمية كبيرة في الوقاية منه، نظرا لنجاعته، التي أثبتتها عدة دراسات طبية. وأصبح التلقيح ضد فيروس الورم الحليمي البشري مدرجا ضمن الجدول الوطني للتلقيح، من قبل وزارة الصحة والحماية الاجتماعية. في الورقة التالية يتحدث الدكتور سعيد عفيف اختصاصي في طب الأطفال ورئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية، عن أهمية اللقاح والسن الذي ينبغي الخضوع له فيه ومحاور أخرى، كما يتم تقديم مجموعة من النصائح والمعطيات بشأن ضرورة تلقيه. في ما يلي التفاصيل: تخفيض معدلات الإصابة دراسة أكدت أن نسبته أقل بـ 87 في المائة للملقحات ما بين 12 سنة و13 تؤكد عدة دراسات أن لقاح الفتيات ضد فيروس الورم الحليمي البشري، المسبب لسرطان عنق الرحم، يساعد على تخفيض معدلات الإصابة. وكشفت دراسة أجرتها جامعة "كينغز كوليدج لندن" البريطانية أن معدلات الإصابة بسرطان عنق الرحم لدى النساء اللواتي حصلن على لقاح فيروس الورم الحليمي البشري ما بين سن 12 و13 عاما، كانت أقل بنسبة 87 في المائة من النساء غير الملقحات. ووجدت الدراسة ذاتها، التي نشرت بمجلة "ذي لانسيت" العلمية المتخصصة أن النساء الملقحات في المرحلة العمرية ما بين 14 و16 عاما كانت معدلات الإصابة بالسرطان لديهن أقل بنسبة 62 في المائة، في حين بلغت النسبة 34 في المائة لدى النساء الملقحات في عمر 16 إلى 18 سنة. وقال الباحثون إن هذه النتائج تثبت فوائد لقاح فيروس الورم الحليمي البشري، الذي تلقت نحو 10 ملايين امرأة في بريطانيا جرعة منه بين 2009 و2018، وفقا لتقديرات جامعة أكسفورد. من جانبها، قالت الدكتورة كيت سولدان، من وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة إن الدراسة تقدم "أول دليل عالمي مباشر للوقاية من سرطان عنق الرحم باستخدام لقاح لنوعين من فيروس الورم الحليمي البشري، وهو الفيروس الذي يمكن أن يتسبب في سرطان عنق الرحم"، مضيفة "هذا الأمر يمثل خطوة مهمة إلى الأمام في الوقاية من سرطان عنق الرحم". أما البروفيسور بيتر ساسيني فقال إنه "من المذهل مشاهدة تأثير لقاح فيروس الورم الحليمي البشري، والآن بات بإمكاننا إثبات أنه كان السبب في منع إصابة مئات النساء بالسرطان في إنجلترا». وأوضح ساسيني قائلا "لقد عرفنا منذ سنوات عديدة أن لقاح فيروس الورم الحليمي البشري فعال جدا في منع بعض سلالات الفيروس، لكن رؤية التأثير الواقعي للقاح كانت أمرا مجزيا حقا. شهدنا قوة اللقاحات في السيطرة على جائحة "كوفيد 19"، وتظهر هذه البيانات أن التطعيم يعمل في الوقاية من بعض أنواع السرطان». وذكرت مؤسسة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة، التي مولت الدراسة أن النتائج كانت أفضل من المتوقع، وأن سرطان عنق الرحم يمكن أن يصبح مرضا نادرا بفضل اللقاحات المقترنة بالفحوص. يشار إلى أن لقاح فيروس الورم الحليمي البشري تم تقديمه حتى الآن في مائة دولة في العالم، باعتباره جزءا من جهود منظمة الصحة العالمية للقضاء على سرطان عنق الرحم. أمينة كندي لمعلوماتك < نزلة أربعة من كل خمسة أشخاص مصابون بنوع واحد على الأقل من فيروس الورم الحليمي البشري، والذي يشار إليه أيضا باسم "نزلات البرد" عند الجماع. < عدوى يمكن أن ينتج سرطان عنق الرحم والمهبل والفرج والقضيب والشرج والحلق عن عدوى فيروس الورم الحليمي البشري، كما يمكن أن يؤدي أيضا إلى ظهور الثآليل التناسلية. أدرجت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية التلقيح ضد فيروس الورم الحليمي البشري المسؤول عن سرطان عنق الرحم وسرطانات أخرى، قبل حوالي سنتين، ضمن الجدول الوطني للتلقيح، علما أنه بدأ التلقيح ضد هذا الفيروس في الدول المتقدمة قبل أكثر من 13 سنة. وأظهر هذا التلقيح فعاليته ونجاعته في الوقاية من الإصابة بسرطان عنق الرحم، الذي يمثل مشكلة صحية عمومية كبيرة في المغرب، ويعتبر أحد الأسباب الرئيسية لوفاة النساء في العديد من البلدان بما في ذلك المغرب. وبناء على عدد من التجارب العلمية، يمكن القول إن الفتيات من 9 سنوات إلى 14 سنة، يمكنهن الاستفادة من جرعة واحدة من اللقاح، لأنها كافية للوقاية، دون الحاجة إلى جرعتين. ما هو السن المناسب للتلقيح؟ > في بادئ الأمر، لابد من الاشارة إلى أن بعض الدول توصي الذكور أيضا بهذا اللقاح، وليس فقط الفتيات، لأنه أثبت فعاليته في الوقاية من بعض السرطانات الأخرى، منها سرطان الحنجرة. لكن بالنسبة إلى المغرب، نكتفي فقط بتطعيم الفتيات به، واللواتي تتراوح أعمارهن بين 9 سنوات و14 سنة، للاكتفاء بجرعة واحدة من اللقاح والذي توفره وزارة الصحة بالمجان بالمراكز الصحية. وأشارت العديد من الدراسات إلى أن التلقيح ضد فيروس الورم الحليمي البشري من أهم إستراتيجيات الوقاية من سرطان عنق الرحم، ما يجعل منظمة الصحة العالمية توصي الدول الأعضاء بإدراجه ضمن جدول التلقيحات المعتمدة وطنيا. هل يمكن للفتيات البالغات أكثر من 14 سنة الاستفادة من التلقيح أيضا للوقاية من السرطان؟ > يمكنهن ذلك، لكن في هذه الحالة يكون التطعيم من خلال جرعتين اثنتين، على أن تكون المدة الزمنية بين الأولى والثانية، لا تقل عن ستة أشهر. والشيء ذاته بالنسبة إلى الشابات اللواتي في العشرينات عن عمرهن، واللواتي سيستفدن في جرعتين من اللقاح. هل صحيح أن هذا اللقاح يمكن أن يؤثر على الحياة الجنسية للمرأة؟ > هذا من الإشاعات والمغالطات التي يتم الترويج لها والتي لا أساس لها من الصحة. يحمي اللقاح من الإصابة من أكثر السرطانات انتشارا في المغرب بعد سرطان الثدي وسرطان الغدة الدرقية. كما أن المرأة الملقحة ضد فيروس الورم الحليمي البشري المسبب لسرطان عنق الرحم، محمية من الاصابة حتى لو كان زوجها يحمل الفيروس. وتؤكد الأرقام الرسمية أن ألفي امرأة يفقدن الحياة سنويا بالمغرب بسبب سرطان عنق الرحم، لذلك، لابد من حماية المرأة من هذا السرطان عن طريق التلقيح في الوقت المناسب، ما يعني حماية الأسرة بأكملها نظرا لدورها داخل كل أسرة وعائلة. كما نوصي بالتلقيح لاعتبارات كثيرة، منها أن تكلفة علاج سرطان عنق الرحم مكلفة جدا، وهو ما يمكن تجنبه في حالة التطعيم ضد الفيروس المسبب للسرطان. هل يحمي التلقيح من الكشف الدوري عن السرطان؟ > على الاطلاق، فرغم التلقيح، لابد للمرأة، بعد بلوغها 25 سنة، أن تجري بشكل سنوي، فحوصات الكشف، منها فحص مسح عنق الرحم "فروتي"، في إطار الكشف المبكر عن المرض. هل يمكن أن تترتب عن اللقاح بعض الأعراض الجانبية؟ > يمكن أن تظهر على الفتيات بعض الأعراض الجانبية الخفيفة جدا، منها تورم مكان التلقيح، علما أن الفتاة تنصح بعد التلقيح بالبقاء في مكانها لدقائق، على أن تبقى تحت المراقبة تحسبا لأي مشكل صحي مفاجئ. في سطور - ختصاصي في طب الأطفال - رئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية أجرت الحوار: إيمان رضيف

لقاح سرطان الرحم… الوقاية أولا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أموال التقاعد استثمرت في مشاريع مفلسة

مصرع مقاوم على يد طبيب عسكري

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات