بدأ المغاربة يستشعرون شبح نقص المياه، وأخذت تراودهم مخاوف انقطاع المياه في المنازل، نتيجة الأوضاع المناخية الصعبة التي تمر منها المملكة، وهو ما كشفه استطلاع إفريقي حديث. وأعطى انقطاع المياه بشكل مفاجئ قبل أيام في مراكش، صورة واضحة عن تلك المخاوف التي تراود المغاربة، إذ ثار السكان، بسبب انقطاع دام 24 ساعة، بسبب عطب تقني، ما يبين أن المياه أولوية غير قابلة للمساس بها. ووجد استطلاع حديث، أجرته مؤسسة "أفرو بارومتر"، أن إمدادات المياه تشكل ضرورة قصوى بالنسبة إلى 9 في المائة من المغاربة. وبما أن المغرب دولة هيأت إمكانياتها في العقود الماضية، ولديها تجربة في إمداد سكانها في المجالين الحضري والقروي بهذه المادة الحيوية، فإنها تأتي ضمن الدول الأقل تخوفا من انقطاع المياه في المنازل، مقارنة مع باقي دول القارة، إذ هناك عدد من الدول التي تشكل إمدادات المياه أولوية قصوى بنسبة تصل 49 في المائة في دولة مثل غينيا. ورغم أن 9 في المائة فقط من المغاربة من عبروا عن هاجس الخوف من انقطاع المياه، إلا أن معدل هذه الهواجس ارتفع في السنوات العشر الأخيرة، إذ لم تتجاوز النسبة في الفترة ما بين 2011 و2013 4 في المائة فقط، بنسبة ارتفاع بلغت 5 في المائة، في الفترة ما بين 2021 و2023. وطرحت المؤسسة على المستجوبين المغاربة سؤالا مفاده، في 12 شهرا الأخيرة كم مرة انقطعت عنك أو عن فرد من أسرتك المياه العذبة الموجهة للاستهلاك المنزلي؟، وكان جواب 79 في المائة من المغاربة أن هذا السيناريو لم يصادفه أبدا طيلة السنة، و12 في المائة قالوا مرة أو مرتين، و7 في المائة قالوا إنهم لم يجدوا المياه عندما كانوا في حاجة إليها في بعض الأحيان، في حين قالت 3 في المائة إن هذا الأمر يحدث دائما أو مرات عديدة. وفي ما يخص خدمات الصرف الصحي، والتوفر على المراحيض داخل المنازل، قالت نسبة 95 في المائة، إنها تتوفر عليها، عكس 5 في المائة، في حين لا تصل نسبة التوفر على هذا المرفق داخل المنزل في دولة مثل مدغشقر وأوغندا إلا إلى 2 في المائة و3 في المائة على التوالي. ع. ن