كشفت آخر المعطيات الصادرة عن بنك المغرب، أن عدد الوكالات البنكية تراجع خلال السنة الماضية، إلى 5811 وكالة، مقابل 5914 في 2022، إذ تم إغلاق 145 وكالة، وفتح 42 وكالة أخرى. وعزت مصادر بنكية هذا التراجع للسنة الثانية على التوالي، إلى ما أسمته التحولات التكنولوجية وطفرة الذكاء الاصطناعي، وأثرها على النشاط البنكي، مع تصاعد جيل جديد من الزبناء، أصغرهم رأى النور مع ثورة "الفيسبوك". واعتبرت المصادر ذاتها، التي فضلت عدم ذكر اسمها، أن كل هذه التحولات التكنولوجية، وراء هذا التحول التاريخي لنموذج علاقة البنك بزبنائه، مؤكدة أن تراجع عدد الوكالات عاد وطبيعي، ولا يعكس بالضرورة تراجعا في نشاط البنوك، أو في نسبة "الاستبناك" والولوج إلى الخدمات البنكية. وذهب المصدر البنكي ذاته إلى التأكيد أن هذا التراجع في عدد الوكالات، يظل عدديا فقط، في الوقت الذي تعرف فيه أرباح المؤسسات البنكية المختلفة نموا ملحوظا. وأوضحت وثيقة للبنك المركزي حول التوزيع الوطني للمؤسسات البنكية النشطة على الصعيد الوطني، تراجع عدد الوكالات إلى 5811، مشيرة إلى أن الشبكة البنكية الوطنية، برسم السنة الماضية، تضم ما يعادل 5606 وكالة للبنوك التقليدية، مقابل 5.715 سنة 2022، و9 بنوك خارجية، و196 بنكا تشاركيا، عوض 190 وكالة في 2022. وسجلت المعطيات ذاتها أن الشركة العامة المغربية للأبناك، سجلت إغلاق 49 وكالات خلال السنة الماضية، بينما أغلق "التجاري وفا بنك" 33 وكالة، وبنك إفريقيا 28، والبنك المغربي للتجارة والصناعة 20 وكالة، والبنك الشعبي للمغرب 15 وكالة. ويظل البنك الشعبي الأكثر كثافة على الصعيد الوطني، بـ 1.372 وكالة، يليه "البريد بنك" (950)، و"التجاري وفا بنك" (928)، و"بنك إفريقيا" (653)، والقرض الفلاحي للمغرب (495)، والقرض العقاري والسياحي (327)، والشركة العامة للمغرب (305)، والبنك المغربي للتجارة والصناعة (270)، ومصرف المغرب (267). أما على مستوى البنوك التشاركية، فإن "أمنية بنك" يتوفر على أوسع شبكة بـ52 وكالة، يليه "بنك الصفاء" (41 وكالة)، ثم "بنك اليسر" (25 وكالة). ومعلوم أن عدد الوكالات البنكية عرف تراجعا في 2022، أيضا، حيث بلغت 5914 وكالة، مقابل 6065 وكالة في 2021، بعد غلق 189 وكالة وفتح 38 أخرى.