ارتياح المواطنين بشوارع الرباط

رغم أن القيادة العليا للقوات المسلحة الملكية ليست بالبعيدة عن مركز العاصمة، إذ يوجد مقرها قبالة القصر الملكي، إلا أن مشهد الجنود الحاملين للسلاح والمنتصبين أمام مؤسسة خدماتية مثل محطة القطار، فاجأ سكان الرباط، الذين استيقظوا صباح أول أمس (الخميس) على وجود تجمعات أمنية، رابطت أمام عدد من المؤسسات والمواقع الحساسة، وانتشر بعضها في شوارع العاصمة التي تشهد حركة مكثفة وتستقبل أعدادا غفيرة من المواطنين على مدار اليوم. عنصران من القوات المسلحة الملكية يتوسطهما عنصر أمني، يتسمرون في صمت، منذ الساعات الأولى من صباح أول أمس أمام المدخل الرئيسي لمحطة القطار المدينة، في مشهد لا يراه المغاربة إلا في مداخل المؤسسات والاستعراضات العسكرية التي تجرى في شارع محمد الخامس في المناسبات الوطنية. سلاح ناري تحت ذراع الجنديين، وسبابة كل منهما على الزناد في إشارة إلى التأهب والاستعداد الدائمين لدفع أي خطر محتمل، فيما يتمنطق عنصر الأمن بسلاحه المعتاد وعصاه السوداء، ويده تمسك بجهاز الاتصال اللاسلكي في إشارة توحي إلى أنه هو من يتكفل بمهمة الاتصال. تمر بضع دقائق، ينتقل فيها "الثلاثي" إلى المدخل الثاني للمحطة، أو ينزلون إلى أرصفة المحطة، دون أن تغيب علامات الجدية والتأهب عن محياهم، مثيرين تساؤلات رواد المحطة الذين يبادرون إلى سؤال رجال الأمن المكلفين بحراستها للاستفسار عما إذا كان هناك أي مشكل داخل المحطة.غير بعيد عن المحطة، وبالضبط، أمام المدخل الرئيسي للبرلمان، ترابط جماعة أخرى، تضم هي الأخرى عنصرين من القوات المسلحة الملكية وعنصرا أمنيا يعبرون الشارع المحاذي لبناية البرلمان جيئة وذهابا، فيما مجموعة أخرى كلفت بتغطية محج الرياض، أحد الأحياء الراقية بالرباط حيث توجد العديد من المؤسسات والمقاهي، ويعرف اكتظاظا ملحوظا على مدار الأسبوع، شأنه في ذلك شأن حي أكدال، الذي خصصت له السلطات المعنية مجموعة أخرى تقضي يومها في عبوره أهم شوارعه. حماية أكبر لأرواح المواطنيننشر عناصر من القوات المسلحة والشرطة والقوات المساعدة في مدينة الرباط على غرار ما يقع في كل من البيضاء ومراكش وفاس وطنجة وأكادير، في إطار المخطط الأمني "حذر"، البرنامج الأمني الذي أقرته وزارة الداخلية في مبادرة استباقية واحتياطية لأي عمليات إرهابية مرتقبة، أثار اهتمام الرباطيين، ورأى بعضهم فيه عملية من شأنها تعزيز الأمن ورفع منسوب الطمأنينة لديهم بتأمين حماية أكبر لأرواحهم وأرواح عائلاتهم، فيما اعتبر آخرون أنها تعكس مدى الخطر المحدق بالمغرب، ويؤكد أنه ليس في منأى عن الاستهداف من قبل منظمات إرهابية "كنا نعتقد في السابق، أنها من قبيل الحملات الترويعية التي تروج لها هذه الجماعات، من قبيل تنظيمي القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وتنظيم "داعش" اللذين يصدران بين الفينة والأخرى فيديوهات تهدد بتوجيه ضربات مؤلمة للبلاد"، يقول أنس، طالب بكلية الحقوق. "مع كثرة الأخبار الرائجة عما يقع في العالم، من قتل وذبح وتفجير يستهدف أبرياء في الغالب ليسوا إلا مرتادي محطات المترو أو القطار أو حتى المقاهي والمطاعم شاءت الأقدار أن يوجدوا بهذا المكان أو ذاك في التوقيت الخطأ، يصبح الواحد منا في حالة من القلق والتوتر النفسي ويخاف على حياته وحياة أولاده وعائلته، تقول زينب إطار بنكي، مضيفة أن المغرب بدوره كان ضحية، في الماضي القريب لمثل هذه التفجيرات راح إثرها أشخاص أبرياء ومنهم من يعاني وتعاني عائلاته إعاقات جسدية ونفسية إلى اليوم. واقع تقول زينب إنه يفرض على المسؤولين بالبلاد التعامل معه بجدية أكثر، "والحمد لله أن انتشار العسكر، يطمئنني وأعتقد أنه يطمئن جميع المغاربة على أن حياتهم هي في مأمن أكبر". ليست وحدها زينب من ثمنت خطوة نشر عناصر من القوات المسلحة الملكية في عدد من شوارع العاصمة وأمام كبريات مؤسساته، محمد (أربعون سنة) هو الآخر اعتبرها سلوكا إيجابيا، قال إنه ليس غريبا ولا الأول من نوعه، "سبق لي شخصيا أن رأيت في فرنسا، أعدادا من أفراد القوات المسلحة في جل المحطات، وبالتالي فهو أمر عاد، يجعل المواطنين يشعرون بالأمان أكثر". استشعار الأمان، عبارة ترددت على لسان العديد من الرباطيين، "اعتقد أن نشر القوات المسلحة الملكية سيردع أيضا اللصوص والمنحرفين، ويمنعهم من ارتكاب جرائمهم مهما صغرت، فلو كنت مكان لص أو نشال سأفكر ألف مرة قبل أن أسرق هاتف أو حقيبة أحدهم"، يقول منير تقني متخصص ممازحا صديقه وهو يهم بمغادرة المحطة، ليرد عليه الآخر "عالله غير يديوهم حتى للبلايص فين كاين الكريساج، الناس ترتاح شويا".هجر المغلي

ارتياح المواطنين بشوارع الرباط

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الاتحاد الدستوري يتهم الحكومة باستنساخ قانون المالية

دوريات بجامع الفنا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات