الأغلبية والمعارضة تبدآن معركة البرلمان

صدقت التنبؤات القائلة بأن الدخول السياسي الحالي سيكون استثنائيا، إذ اشتعلت معركة البرلمان بين الأغلبية والمعارضة دقائق قليلة بعد افتتاح الملك للدورة الخريفية، الجمعة الماضي، وانتقل الخصوم من جبهة الخطاب إلى معترك الاستنزاف وحرب الدسائس. وعلى إيقاع قذائف الاتهامات المتبادلة بين هيآت أركان الأغلبية والمعارضة، أخذت الأمور تحت قبة البرلمان منعطفا خطيرا، إذ تلقت المعارضة أولى الضربات عندما لم يتمكن حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، من تجنب مواجهة مع عضو فريق الأصالة والمعاصرة، عزيز اللبار، تطورت من السب والقذف إلى الضرب والعض. من جهته، لم يجد رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، غير الدفاع عن أداء «حكومته الجادة» التي «تستحق مهمة تدبير الشأن العام»، مشددا على أن الساحة السياسية والحزبية في حاجة ماسة إليها وإلى حزبه (العدالة والتنمية)، في محاولة منه لرد اتهامات المعارضة للحكومة بالبطء في العمل، وبتأجيل الإصلاحات الضرورية، وتعطيل تنزيل مقتضيات الدستور. من جهته، حذر صلاح الدين مزوار، رئيس التجمع الوطني للأحرار، خلال اجتماع الأغلبية المنعقد بالرباط أول أمس (السبت)، من خطورة التحديات التي تواجه المغرب، في مقدمتها عودته القوية إلى إفريقيا، ومواجهة قوى استعمارية ما تزال تتعامل بمنطق الوصاية، وهو منطق يرفضه المغرب. وفي المعسكر الآخر، وقع الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة مصطفى بكوري قرار طرد اللبار كما اتهم الحكومة بتغييب الحوار في إنجاز الترسانة القانونية المتعلقة بالانتخابات التي عرضتها في انتظار التأشير عليها برلمانيا. وذكر بكوري، أول أمس (السبت)، في اجتماع للمكتب السياسي بالأمناء الجهويين والإقليميين ورؤساء اللجن الجهوية للانتخابات، أن الحزب قدم مذكرات بشأن مشاريع القوانين المذكورة (الجهة والجماعات الترابية والتقطيع ومجالس العمالات والأقاليم)، وعبر عن أمله في أن تساهم كل مكونات الحزب في إغناء النقاش حول مشاريع القوانين هاته، وأن تأخذ الحيز الأكبر من الملاحظات حتى تكون مرافعات الحزب بشأنها فعالة وقوية، مؤكدا أن مذكرات الحزب ذات مستوى متقدم وتحترم أفق المغاربة وآمالهم، الذين يودون المضي نحو تنظيم جهوي وجماعي تتوفر فيه كل الشروط المناسبة.وأضاف بكوري قائلا: «حزبنا اختار طريق عدم تقليص هذا الأفق والذي يمكن الوصول إليه، ما دامت الكفاءات موجودة، وكل ما يجب القيام به في هذا الشأن هو البحث عن الإطار المحفز وتفعيل آليات الحكامة والضبط». وبخصوص النقاش الدائر حول الجهوية، اعتبر بكوري أنها فلسفة تضمنتها الوثائق الأساسية للحزب منذ لحظة تأسيسه، وحضور الحزب بهذا الشأن تمثل في المذكرة التي قدمها في وقت سابق إلى اللجنة الاستشارية المكلفة بالجهوية، حضور يستمر إلى اليوم من خلال العمل الذي يقوم به الحزب، ويتم تقاسمه (العمل) مع مكونات المعارضة لضرورته من جهة وللرد المناسب على مشاريع القوانين التي تقدمها الحكومة، والتي من المفروض أن يكون الحزب صارما في التعامل معها، في أفق إحداث التغيير فيها وتحسين مضمونها.ياسين قُطيب

الأغلبية والمعارضة تبدآن معركة البرلمان

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مجزرة... مقتل ستة أشخاص بضيعة

منتخب الكرة الشاطئية في مجموعة قوية بدوري الإمارات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات