الملك يحث البرلمانيين على أخلاقيات العمل السياسي

عاد جلالة الملك إلى تذكير البرلمانيين، بضرورة "اعتماد ميثاق حقيقي لأخلاقيات العمل السياسي، بشكل عام، دون الاقتصار على بعض المواد، المدرجة ضمن النظامين الداخليين لمجلسي البرلمان". وأكد الملك في خطابه لمناسبة افتتاح السنة التشريعية الحالية، على ضرورة أن يتحلى الخطاب السياسي بـ"الصدق مع المواطن، والموضوعية في التحليل، والاحترام بين جميع الفاعلين، بما يجعل منهم شركاء في خدمة الوطن، وليس فرقاء سياسيين، تفرق بينهم المصالح الضيقة"، مؤكدا أن الدورة الحالية، حاسمة في المسار السياسي للبلاد، بالنظر للاستحقاقات التي تتضمنها، وأن الخيار الديمقراطي الذي ارتضاه جميع المغاربة، ثابت لا رجعة فيه، "بل إننا ملتزمون بمواصلة ترسيخه".وتطرق الخطاب الملكي إلى أجندة الانتخابات المرتقبة، داعيا إلى "الإعداد الجيد لها، والتحلي بروح الوطنية الصادقة في احترام إرادة الناخبين"، مشددا على أن "هذه السنة ستكون حافلة أيضا باستحقاقات هامة، وفي مقدمتها إقامة الجهوية المتقدمة". وفي حديثه عن الانتخابات، ساءل الملك الفاعلين السياسيين، حول النخب والبرامج التي أعدوها للنهوض بتدبير الشأن العام، مؤكدا أن "التحدي الكبير الذي يواجه مغرب اليوم، لا يتعلق فقط بتوزيع السلط، بين المركز والجهات والجماعات المحلية، وإنما بحسن ممارسة هذه السلط، وجعلها في خدمة المواطن"، مشددا على أهمية أن تصبح الانتخابات مجالا للتنافس السياسي، بين البرامج والنخب، وليس حلبة للمزايدات والصراعات السياسوية، التي تجعل منها غاية في حد ذاتها.وافتتح الملك الدورة الأولى من السنة التشريعية، الرابعة من الولاية التشريعية التاسعة، بتأكيد الاعتزاز بالانتماء إلى الوطن، قائلا "من حق كل المغاربة، أفرادا وجماعات، أينما كانوا، أن يعتزوا بالانتماء لهذا الوطن"، وتأكيدا على هذا الاعتزاز قال الملك "كواحد من المغاربة، فإن أغلى إحساس عندي في حياتي هو اعتزازي بمغربيتي"، داعيا التعبير عن هذا الشعور وتجسيده في العمل والتعامل والخطاب وأثناء القيام بالمسؤولية.وتناول الخطاب الملكي ملف التعليم بوصفه واحدا من القضايا ذات الأولوية الإستراتيجية، داعيا المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، إلى إعادة النظر في منظور ومضمون إصلاح منظومة التربية والتكوين وفي المقاربات المعتمدة، والانكباب على القضايا الجوهرية، التي سبق أن أثارها في خطاب 20 غشت من السنة الماضية. وأكد "أن الرأسمال البشري هو الرصيد الأساسي، في تحقيق المنجزات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والحقوقية، من أجل رفع تحديات التنمية، والانخراط في مجتمع المعرفة والاتصال"، مشددا على أهمية تكوين وتأهيل مواطن، معتز بهويته، ومنفتح على القيم الكونية، سيما من خلال مواصلة إصلاح منظومة التربية والتكوين.وحث صاحب الجلالة الملك محمد السادس البرلمانيين على مواصلة التعبئة واليقظة للتصدي لخصوم المغرب، وذلك من منطلق ما يقتضيه منهم، واجب الدفاع الدائم عن الوحدة الترابية للبلاد، ما يفيد ضرورة تطوير أداء الدبلوماسية البرلمانية، لتكون مساهمة في الدفاع عن المصالح المغربية، وعلى رأسها ملف الصحراء الذي يترصد به حساد المملكة.إحسان الحافظي رئيسا مجلسي البرلمان يشيدان بالخطاب الملكي أشاد رئيسا مجلسي البرلمان بمضمون الخطاب الملكي، لمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الرابعة من الولاية التشريعية التاسعة، الجمعة الماضي.وقال رئيس مجلس النواب، رشيد الطالبي العلمي، إن الخطاب الذي ألقاء الملك محمد السادس، رسم خطة طريق للعمل السياسي في شموليته.وأوضح الطالبي العلمي في تصريح للصحافة، أن جلالة الملك شدد في خطابه على ضرورة الرفع من النقاش داخل البرلمان، والانكباب على القضايا الكبرى للوطن عوض المصالح الضيقة، "الأمر الذي يعد إشارة جيدة للبرلمانيين والسياسيين بصفة عامة للرقي بمستوى النقاش السياسي".وأكد الطالبي أن المسؤولية اليوم "تزداد على عاتقنا كبرلمانيين للارتقاء بأداء المؤسسة البرلمانية وباقي المؤسسات الدستورية".من جهته، قال رئيس مجلس المستشارين، محمد الشيخ بيد الله إن خطاب جلالة الملك يحث على ضرورة الارتقاء بالخطاب السياسي حتى يكون في مستوى طموحات المواطنين.وأوضح بيد الله في تصريح صحافي بالمناسبة، إن الخطاب الملكي يدعو الفاعل السياسي إلى التحلي بروح الوطنية الصادقة، وأن يعي في عمله المسؤوليات الكبيرة الملقاة على عاتقه.وأكد رئيس مجلس المستشارين أن جلالة الملك ثمن في خطابه ما يبذله البرلمانيون من جهود صادقة في إطار الدبلوماسية البرلمانية والحزبية. واعتبر بيد الله ذلك، التفاتة تشجع البرلمانيين على السير قدما للدفاع عن قضايا المملكة في المحافل الدولية والملتقيات البرلمانية.كما تضمن الخطاب الملكي، يضيف بيد الله، إشارة قوية لقطاع التعليم وسبل الارتقاء به إلى مستوى يمكن المغرب من دخول سريع لمجتمع المعرفة.ج . ب

الملك يحث البرلمانيين على أخلاقيات العمل السياسي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

رؤسـاء الفرق: الخطـاب الملكي تاريـخي

تفاصيل عمليات الشبكة الدولية لتهريب الكوكايين بمراكش

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات