التوفيق: “السلفية” سلاح المتطرفين لهدم المسلمين

في سابقة دبلوماسية، قدم أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، في اجتماع لجنة مكافحة الإرهاب، بمقر الأمم المتحدة، الخطوط العريضة لدور إمارة المؤمنين في صد الإرهاب، وإجراءات حماية المغاربة من فتنته. وقال التوفيق إن فكرة الإرهاب يمكن أن تتسرب إلى العقول باستغلال الهشاشة في حياة المسلمين، مضيفا أن طبيعة النظام السياسي، تقوم على أن الملك، بصفته أميرا للمؤمنين، يمتلك شرعية دينية، بصفته وصيا على حماية الدين في حياة المغاربة. وقال التوفيق إن «الناس في الحياة اليومية في المغرب يحكمون على العمل الإصلاحي لأمير المؤمنين، من خلال نشاط، لا فرق في تجلياته بين خروج الملك إلى الصلاة وبين إطلاقه للمشاريع الاقتصادية والاجتماعية».وكشف وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، في كلمته أمام اللجنة التابعة لمجلس الأمن، أن إمارة المؤمنين هي المسؤولة عن حماية الدين والمختصة بشؤونه، وهي تقوم على قاعدة بيعة مكتوبة، تعاد كتابتها عند تولية ملك جديد، ويجدد التعبير عنها كل سنة في ذكرى التولية على العرش، مضيفا أنه «على صعيد الحياة الدينية، فالبيعة تتجدد أسبوعيا في خطبة صلاة الجمعة بمحضر ملايين المصلين».وهاجم التوفيق توظيف بعض المفاهيم لتبرير أعمال متطرفة، مشيرا إلى أن مصطلح «السلفية»، صار يستعمل خطأ لهدم كثير مما بناه المسلمون باجتهاداتهم الفكرية، من آفاق الاكتمال الإنساني، وأن مفهوم «الولاء والبراء»، الذي يحض على التضامن، حرف عن معناه وأصبح مدعاة للفتنة والاقتتال، وأن «للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»، قواعد لا يصح إلا بها، و»الجهاد» له في الشريعة ضوابطه وقواعده وأحكامه، مما يتنافى قطعا مع سلوك الإرهاب، علاوة على أن تكفير ناطق التوحيد، يضيف وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، محرم بنصوص قطعية. وتحدث المصدر ذاته، عن دور السلطة العلمية، ممثلة في المجلس الأعلى للعلماء، مهمته تنظيم إصدار الفتاوى وتأويل النصوص الفقهية، مشيرا إلى هذا الدور تتولى القيام به على المستوى المحلي، مجالس علمية، تعمل على تنمية الفكر الديني، والحرص على العمل بالثوابت، وإرشاد وتوجيه الناس، مضيفا أنه إذا اقتضى الأمر، يصدر المجلس فتاوى في أمور سياسية أو اجتماعية، بينما يظل ما يصدر خارج هذه المؤسسة مجرد «آراء تكفلها الحرية ما لم يجرمها القانون».وقال أحمد التوفيق، إن نقص التجهيز والتأطير الديني، واحد من الأبواب التي يتسرب منها الإرهاب، مشيرة إلى ضرورة تأهيل الخدمات الدينية، و»قد أولى أمير المؤمنين أهمية خاصة لهذا الجانب، بمقتضى حماية الملة والدين، مما يعكس كثافة العمل ونوعية، النصوص التشريعية والتنظيمية، وارتفاع ميزانية الدولة المخصصة للخدمات الدينية أكثر من عشرة أضعاف في عشر سنوات».وتجدر الإشارة إلى أنها المرة الأولى التي يقدم فيها وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، بمقر الأمم المتحدة، تصور المملكة لتدبير الشأن الديني، والتخطيط له من قبل الملك، وجذوره السياسية القائمة على المشروعية الدستورية والتاريخية، إذ اعتبر التوفيق أن الأمر يتعلق بسياسة طبيعية لم توضع كرد فعل ضد ظاهرة الإرهاب، ولكنها تستهدف حماية المجتمع من الإرهاب الفكري.إحسان الحافظي

التوفيق: “السلفية” سلاح المتطرفين لهدم المسلمين

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"بيجيدي" يحذر من التزوير انطلاقا من التقطيع الانتخابي

نشر صور المتهمين لم يعد "إفشاء للسر المهني"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات