التعليم القروي بالجديدة وسيدي بنور… الخراب

يبدو أن الموسم الدراسي بإقليمي الجديدة وسيدي بنور، انطلق على خلفية الخصاص، سواء تعلق الأمر بالموارد البشرية أو من حيث التجهيزات، دون الحديث عن العبث والخراب اللذين يطولان العديد من المؤسسات الموجودة خاصة بالعالم القروي. في زيارتها الميدانية الأسبوع الماضي، للعديد من المجموعات المدرسية بإقليمي الجديدة وسيدي بنور، وقفت "الصباح" على الحالة المزرية التي تعيشها بعض المجموعات المدرسية والفرعيات التابعة لها. واستمعت إلى بعض أعضاء جمعيات الآباء والأمهات، الذين عبروا عن معاناة أبنائهم وبناتهم جراء غياب شروط وظروف الدراسة. فرعية دون أبواب ومقاعدزارت «الصباح» فرعية أولاد عمارة التابعة لمجموعة مدارس الخريطات الواقعة بتراب الجماعة القروية لبولعوان بضواحي أولاد افرج، القريبة من الطريق الثانوية رقم 316 الرابطة بين الجديدة وسطات، ووقفت على حجم الخصاص الذي تعانيه. فالمدرسة الفرعية تتكون من أربع قاعات ومطعم ومنزل وظيفي مع وقف التنفيذ ومراحيض مبنية ومغلقة في وجه التلاميذ والمدرسين. القاعات لا تتوفر على النوافذ والأبواب، بل هدمت الواجهة الأمامية لواحدة منها وأصبحت مخزنا للمتلاشيات، وواحدة سبورتها تعرضت للتلف بها حوالي سبع طاولات، في حين يعاني المطعم غياب الباب والنوافذ مما حال دون استفادة تلاميذ هذه الفرعية من حصتهم المخصصة للإطعام، بعد أن تحجج مدير المؤسسة بغياب الظروف الأمنية لوضع التموين به.وبالمدرسة ذاتها، خرجت أستاذة من قسمها، واستقبلتنا وتساءلت عن هويتنا وانفرجت أساريرها بعد التعرف علينا وقالت، «تعبنا من التشكي ومراسلة المسؤولين محليا وإقليميا، ربما قد تنوبون عنا في إبلاغ معاناتنا للمسؤولين وطنيا علهم يتحركون للقيام بالإصلاحات الكفيلة بضمان السير العادي للدراسة بهذه المدرسة المعزولة والمعرضة لعبث العابثين».وعبر آباء وأمهات التلاميذ، من جهتهم عن معاناتهم ومعاناة فلذات أكبادهم المعرضين لمجاري الرياح في غياب النوافذ والأبواب والأمن. وتستقبل هذه المؤسسة تلاميذ وتلميذات دواوير المودنين وأولاد عيسى ودوار حمري والمحاسنة والجوالة والفواريس، يتابعون دراستهم من القسم الأول إلى السادس أساسي ويضطر المدرسون إلى العمل بالتناوب لغياب القاعات والمقاعد. وبفرعية الزياينة التابعة لمركزية سانية بركيك بالإقليم ذاته، وقفت «الصباح» على مدى الإهمال الذي وصلت إليه هذه المؤسسة والخراب الذي حل بها. وقال مسؤول بنيابة وزارة التربية الوطنية بسيدي بنور، «إن غياب حراس خلال فترة العطل، خاصة الصيفية منها، يعرض المؤسسات إلى العبث والسرقة والدمار». وأكد أن سكان أحد الدواوير هجموا على مؤسسة تعليمية وكسروا بابها للقيام بصلاة العيد في ساحتها وتركوها. مؤسسات مع وقف التنفيذ عبر العديد من المهتمين بالشأن التعليمي عن الإهمال واللامبالاة التي تتعامل بهما وزارة التربية الوطنية مع ممتلكاتها ومواردها البشرية. وانتقد هؤلاء الوزارة التي، في الوقت الذي تلجأ فيه إلى عملية تقسيم المؤسسات الموجودة للتغلب على الاكتظاظ،، هناك مؤسسات تعليمية بنيت منذ أكثر من ست سنوات، ما زالت لم تفتح أبوابها في وجه التلاميذ.ومن بين هذه المؤسسات التعليمية المبنية، التي ما زالت أبوابها مغلقة، مجموعة مدرسية تسمى «لبصيلات» بنيت بالجماعة القروية لزاوية سايس التابعة لدائرة سيدي إسماعيل بإقليم الجديدة، بشراكة بين الجماعة ذاتها والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، كلفت أموالا مهمة. وكانت موجهة للاستعمال إعدادية لتخفيف العبء على تلاميذ الجماعة القروية، إلا أن الجهة الوصية لم تقم بالإجراءات والترتيبات الإدارية والتربوية اللازمة لاستغلالها منذ أكثر من ست سنوات. واقترح رئيس الجماعة ذاتها، استغلالها مجموعة مدرسية لتوسيع خارطة التمدرس من جهة ولتخفيف العبء على أبناء وآباء المنطقة أو استعمالها داخلية أو دارا للطالبة من جهة ثانية.وكان النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بالجديدة، زارها خلال الموسم الماضي وأعجب بها ووعد بالعمل على اتخاذ الترتيبات الضرورية لفتحها واستغلالها، لكن الأمور ظلت على حالها.من جهة أخرى، عبرت جمعية أباء وأولياء الثانوية التأهيلية النصر التابعة لمركز الزمامرة، التي افتتحت أبوابها مطلع الموسم الدراسي الحالي بعد انتظار أكثر من ثلاث سنوات، (عبرت) عن استيائها لغياب الماء والكهرباء والطريق والأمن لوجودها بعيدا عن المدينة وسط الحقول الفلاحية وقرب قناة الري التي تشكل خطرا دائما على السكان.وقال محمد حجاوي النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بسيدي بنور، إن الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، حددت موسم 2010/2011، موعدا لافتتاحها، إلا أن مشاكل ترتبط بانسحاب المقاول، أخرت موعد افتتاحها إلى الموسم الدراسي الجاري. وأكد أنه بذل مجهودات كبيرة رفقة عامل الإقليم ورئيس المجلس الجماعي للزمامرة، الذي تكفل بشق الطريق المؤدية إلى المؤسسة ذاتها، واتصل بالمكتب الوطني للكهرباء وأقنعه بضرورة تزويدها بالتيار الكهربائي المنخفض الضعط على الأقل، كما عمل على بناء صهريج يملأ بالماء الصالح للشرب، علما أن بئرا موجودة بالثانوية ذاتها، تم ربطها بالمرافق الصحية.وأكد المسؤول ذاته، أنه فضل افتتاح الثانوية التأهيلية النصر عوض الانتظار إلى حين القيام ببعض الإجراءات المرتبطة بتعبيد الطريق والربط بالماء والكهرباء، مضيفا أن النيابة قامت بتوفير شروط الدراسة بتوفير الموارد البشرية والتجهيزات الضرورية. أحمد ذو الرشاد (الجديدة)

التعليم القروي بالجديدة وسيدي بنور… الخراب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"الصردي" و"تمحضيت" و"بني كيل" اختيار أغلب المغاربة

الصيـف ينعـش أنشطـة الكـراء

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات