أكباش العيد تلج السوق الإلكترونية

لم تسلم «الرحبة» الموسمية لماشية عيد الأضحى بالمغرب، من الزحف المتواصل لمواقع التجارة الإلكترونية، عندما أنشأ مهندسون ومشتغلون في ميدان المعلوميات، مواقع متخصصة، للمتاجرة في أكباش العيد، يعرضون فيها صورا لقطيع «الصردي» و»البركي»، مرفوقة ببطائق تعريفية، لكل كبش منه، فيها معلومات عن البنية الجسدية والسن والوزن، وطرق الدفع وكيفية التسليم، تحاول استقطاب زبناء يتعففون عن اقتناء الأضحية من أسواقها التقليدية.هذه التجربة التي يعد المغرب رائدها مغاربيا، ظهرت أول مرة في 2008، عندما عاد من الولايات المتحدة الأمريكية، محمد السريتي، المهندس المالك لضيعة لتربية المواشي بسيدي بطاش الواقعة بين الرماني وبن سليمان بجهة الغرب، فأطلق موقع «الحولي.كوم»، آلية لتسويق قطيعه من «البركي»، ثم التحق به هذه السنة آخرون، بينهم شريف إمرهان، مالك موقع «الصردي.ما»، وهو مسير شركة في ميدان المعلوميات، ورهانه من «الرحبة الإلكترونية»، أكبر ومشروع يريد أن يقطف ثماره بعد خمس سنوات.محمد السريتي، قال في اتصال مع «الصباح» إن فكرة خلق موقع إلكتروني لتسويق قطيع ضيعته بسيدي بطاش، جاءته ببساطة، لأن أبسط حاجياته حينما كان قاطنا بالولايات المتحدة، كان يقتنيها من السوق الإلكترونية، «ولأن محل سكناي الموجود بحي الرياض في الرباط، بعيد عن الضيعة بسيدي بطاش، فكرت في بيع قطيعي من الأغنام لمناسبة عيد الأضحى عبر موقع إلكتروني».أما شريف إمرهان، فهو يشتغل في مجال بعيد عن تربية الماشية، فأوضح لـ»الصباح» أن ما استهواه لخوض غمار التجربة، هو «وجود أطر عليا في المغرب، من بين أرباب الأسر، لهم عقليات وقناعات، لا تستسيغ أجواء الرحبة التقليدية، وأساليب البيع والشراء فيها، خصوصا ممارسات الشناقة )المضاربون(«، ومن ناحية أخرى، «لا يملكون وقت التنقل للشراء من السوق، وحتى إن وجد فهم لا يعرفون كيف يشترون ولا يجيدون أساليب البدو في اختيار الكبش الجيد من نقيضه».هذا المعطى يؤكده محمد السريتي، حينما كشف لـ»الصباح» أن زبناءه منذ انطلاق التجربة، أرباب أسر شباب، «يجيدون استخدام الأنترنت، يزاولون مهنا، تبرز أنهم أطر عليا، ويمكن تصنيفهم ضمن الطبقة المتوسطة»، ثم أكد أن زبناءه المستقطبين عبر الموقع الإلكتروني، خلال العامين الماضيين، يشكلون نسبة 10 في المائة ضمن مجموع الزبناء، ويقطنون في محور الرباط-القنيطرة-الدار البيضاء. وإذا كانت تجربة محمد السريتي، قد استقطبت في اليوم الأول بعض معارف أصدقائه، فقد حقق بعد ست سنوات على انطلاق التجربة، نتائج، بمثابة مؤشر على المستقبل الناجح لـ»الرحبة الإلكترونية» بالمغرب، إذ لا يخفي أن «الناس ولاو كايزعمو خلال العامين الأخيرين»، ليؤكد «أنه خلال الأسبوع الأول من انطلاق بيع وشراء أضحية العيد المقبل، تمكن من بيع حوالي نصف القطيع المعروض هذه السنة، والمقدر بـ200 رأس من الأغنام».بالعودة إلى شريف إمرهان، الذي وضع رهن إشارة زبنائه قطيعا «يتشكل من 100 رأس من نوع «الصردي» الجيد القادم من ضيعة بمنطقة البروج نواحي سطات»، وكان يتوقع يوم الجمعة الماضي، أن يكون مجموع القطيع قد بيع بحلول أمس الأحد، فهدفه «السير تدريجيا، حتى تتغير العادات، وتكون غالبية المغاربة، في أفق خمس سنوات من الآن، تقتني الأضحية عبر الأنترنت». وعلى الرغم من أن الدفع يتم أيضا إلكترونيا من قبل الزبون، والإقبال يتزايد عاما بعد عام، فبعض عادات المغاربة في اقتناء الأضحية من الرحبة التقليدية، من قبيل المعاينة المباشرة للكبش، وفتح فمه لمعاينة سنه الحقيقي، مازالت تفرض نفسها على بعض مالكي مواقع «الرحبة الإلكترونية»، مما فرض على بعضهم فتح باب إمكانية التنقل أمام الزبون لمعاينة الكبش، علما أن البائعين يعرضون صورا لكل كبش، ويشيرون إلى سنه ووزنه، وعن تحديد الثمن، فقد قال شريف إمرهان، إنه يتراوح هذه السنة، «بين 52 درهما و55 درهما للكيلوغرام».امحمد خيي

أكباش العيد تلج السوق الإلكترونية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

حداد: أرفض كل مقاربة أمنية تمنع فتاة من الإقامة في فندق

"الصردي" و"تمحضيت" و"بني كيل" اختيار أغلب المغاربة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات