الملك يرفض إخضاع الدول النامية لمنطق التنقيط

رفض جلالة الملك إخضاع الدول النامية لمنطق التنقيط، مشددا على أن تطور الدول لا ينبغي أن يخضع لأي تصنيف، وإنما يجب التعامل معه كمسار تاريخي، يقوم على التراكمات الايجابية لكل بلد، ويحترم خصوصياته. وأوضح جلالته، أول أمس الخميس، في كلمة ألقاها باسمه رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، بالدورة التاسعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة أن الدراسات، التي قام بها البنك الدولي، أثبتت أن الرأسمال غير المادي، الذي يقوم على مجموعة من المعطيات، المرتبطة بواقع عيش السكان، كالأمن والاستقرار، والموارد البشرية، ومستوى المؤسسات، وجودة الحياة والبيئة، أصبح يوفر معطيات لها تأثيرها الكبير في وضع السياسات العمومية.ونبه جلالته المنتظم الدولي إلى أن «الدول الغربية التي استعمرت بلداننا واستفادت من خيراتها، ترهقها الآن بمعايير التطور التي تبنتها هي لنفسها»، محذرا من أن هذا «الإرهاق لن تكون له أي نتيجة» سوى أن يتحمل الجميع عواقب تزايد نزوعات التطرف والعنف والارهاب.ودعا جلالته الدول الغربية إلى أن تقوم بـ«الدور الصحيح» المتمثل في مساعدة دول الجنوب من خلال إقامة شراكات تصل بها إلى أن تصبح دولا نامية ومتقدمة، وليس تقديم مساعدات اسمية محدودة الآثار ومشروطة بشروط مجحفة، وتخضع لتنقيطات ومقاييس لا تناسب إلا الدول الغربية التي أنتجتها.كما وجه الدعوة إلى بلدان الجنوب، التي خضعت في السابق إلى الاستعمار، والتي تخضع اليوم للإرهاق، من أجل العمل على تعزيز التعاون في ما بينها وأن تثق في إمكانياتها ومؤهلاتها للخروج من أزماتها، معتبرا أن تحقيق التنمية المستدامة، يعد من التحديات الملحة، التي تواجه البشرية، وخاصة ضرورة إيجاد التوازن اللازم، بين مستلزمات التقدم الاقتصادي والاجتماعي، ومتطلبات حماية البيئة، وضرورة الحفاظ على حقوق الأجيال المقبلة.وإدراكا من جلالته للطابع الحاسم لهذه التحديات، أبرز رهان المغرب من أجل بناء نموذج تنموي متميز، يقوم على القيم الحضارية للشعب المغربي، وخصوصياته الوطنية، وعلى التفاعل الإيجابي مع المبادئ والأهداف الدولية في هذا المجال، موضحا أنه تمكن من بلورة مبادرة وطنية رائدة، للنهوض بالتنمية البشرية، وبرامج طموحة في مجال الطاقات المتجددة، وخاصة الشمسية والريحية، باعتبارها عماد التنمية المستدامة، على اعتبار أن تحقيق التنمية المستدامة، لا يتم بقرارات أو وصفات جاهزة، وأنه «ليس هناك نموذج واحد في هذا المجال. فكل بلد له مساره الخاص، حسب تطوره التاريخي، ورصيده الحضاري، وما يتوفر عليه من طاقات بشرية، وموارد طبيعية، وحسب خصوصياته السياسية، وخياراته الاقتصادية، وما يواجهه من عراقيل وتحديات».وخلصت الكلمة الملكية أن ما ينطبق على الغرب، لا يجب أن يتم اعتماده كمعيار وحيد لتحديد نجاعة أي نموذج تنموي آخر، كما لا ينبغي المقارنة بين الدول، مهما تشابهت الظروف، أو الانتماء لنفس الفضاء الجغرافي.ياسين قُطيب

الملك يرفض إخضاع الدول النامية لمنطق التنقيط

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الملك يدشن محطة القطار الدار البيضاء الميناء

مصنع سري للخمور بدمنات يستعمل الضفادع والجير

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات