خليجيو سيدي بوزيد … اليوم خمر وغدا جمر

رحلوا بعد أن ضبطوا في مداهمة للسلطات الأمنية رفقة قاصرات تم التغرير بهن بالمال تمت تهيئة منتجع سيدي بوزيد في سبعينات القرن الماضي على يد العامل الأسبق، صالح المزيلي، لأجل إنعاش السياحة الشاطئية بإقليم الجديدة، عبر توسيع عرض الاصطياف بشواطئ دكالة، خاصة أمام السياحة الداخلية التي كانت تفد أفواجا من مراكش ومدن أخرى داخلية، لكن حملت الأيام خلال بداية التسعينات تغيرا غير منتظر، مس المنتجع في سمعته وكرامته، لما تواترت أخبار عن غزو الدعارة المنظمة له من بوابة الفيلات المسخرة لهذا الغرض، ومن ضحاياها تلميذات قاصرات انحرفن عن مسارهن الدراسي. وارتباطا بذلك، نما أخطبوط فساد في الخفاء هيأ التربة الخصبة، لدعارة " هايكلاص" انتشرت كما تنتشر بقعة الزيت ، وبين عشية وضحاها أضحى المنتجع عنوانا بارزا في أجندة خليجيين وآخرين، يزورونه كلما حركتهم نفوسهم الأمارة بالسوء. في أول الأمر كانت المعلومات السطحية تشير إلى أن تجارة " البغاء الدولي" التي تغلغلت في المنتجع، محدودة في الزمان والمكان، وأن منشطاتها من صنف من تمتهن أقدم حرفة في تاريخ البشرية، هكذا ساد الاعتقاد لردح طويل قبل أن تطفو أخبار تفيد أن شباك هذه الدعارة الوافدة، أضحت تصطاد فتيات قاصرات ضمنهن تلميذات من بعض المؤسسات التعليمية بالجديدة، رحن ضحية تغرير بالمال لا حد له، سيما أن أغلبهن من شرائح اجتماعية هشة . وبمقابل ذلك بدأت تلميحات قوية تشير إلى أن سيدي بوزيد، الذي يستفيد من بعده عن الجديدة بمسافة لا تتجاوز أربعة كيلومترات، أضحى ملاذ دعارة راقية ، لها طقوسها الجديدة وترتيباتها الخاصة. وكان المسؤولون المتعاقبون من عمال ورجال سلطة، بداية يكذبون ما يحدث في المنتجع، من انحراف أخلاقي فظيع ، قبل أن تكشف مداهمات قام بها دركيون لفيلات فاخرة، حقيقة الأمر وتميط اللثام عن الوجه الآخر لسيدي بوزيد، الذي ظاهره مياه زرقاء وسباحة وأشعة شمس لافحة، وباطنه ليال حمراء يؤثثها جنس وخمور معتقة. من هذه البوابة استجمع الدرك والسلطات قواهم ، وترصدوا لما يحدث فعلا لوضع اليد على دليل مادي يقطع الشك باليقين، وفي إحدى الليالي الساهرة وبفيلا فاخرة تعالى صوت أغان خليجية ورقص على ايقاع الدبكة " وهز ياوز" ، كان ذلك كافيا لإقلاق راحة سكان الجوار، الذين كانوا يأملون عودة الهدوء والسكينة، لكن عندما توالت كؤوس النبيذ وصدحت الأصوات عالية، ربط المتضررون الاتصال بمركز الدرك الملكي، وبأمر من النيابة العامة، تم الحضور إلى الفيلا وكانت أبوابها مشرعة ، خرج منها خليجيون تباعا منتشين ب" البابلية"، التي قال عنها أبونواس في بيته الشهير " إذا ذاقها من ذاقها حلقت به ... فليس له عقل يعد أديب". وخرجت من الفيلا فتيات لا يتجاوزن السادسة عشرة من عمرهن، كن في حضرة تلك الليلة الساهرة، التي انتهت فصولها في دهاليز المحكمة الابتدائية بالجديدة. واستمع إلى الخليجيين الموقوفين، وضمنهم طيار بأحد خطوط الطيران الشهيرة في الشرق الأوسط، إذ أكدوا أنهم في مساء تلك الليلة كانوا بصدد تهيئة طعام العشاء بتوابل مشرقية ، كانت رائحتها تفوح من بعيد وأن الفتيات استهوتهن تلك الرائحة الفواحة، وطرقن باب الفيلا طلبا للطعام والأكل / وتمت استضافتهن طيلة الليلة . لكن تلك التصريحات غير المقنعة لم تكن كافية لتبرير ذلك اللهو الخليجي، الذي حاول إظهار المغرب بأنه بلاد مجاعة والناس فيه تضحي بالشرف من أجل الخبز، وجاءت تصريحات القاصرات لتفضح أن هؤلاء الخليجيين جاؤوا خصيصا لسيدي بوزيد لممارسة الدعارة، وعلى خلفية ذلك تم إشعار سفارتهم بما وقع، حيث حلت عناصر منها واصطحبوا الموقوفين، ومعهم قرار محكمة الجديدة القاضي بترحيلهم فورا عن التراب الوطني، حيث هناك في بلدهم كانت تنتظرهم فصول محاكمة، هي ما ستكشف انحرافهم عبدالله غيتومي (الجديدة)

خليجيو سيدي بوزيد … اليوم خمر وغدا جمر

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

نزوة تقتل شاذا فرنسيا

"السورسي" لـ"سرفاتي" والنافذ لضحاياه

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات