اليماني دعا إلى وقف مؤقت لتحرير الأسعار والحد من الأرباح الفاحشة لشركات المحروقات باتت أسعار المحروقات مرشحة للمزيد من الارتفاع، في ظل تقلبات السوق الدولية، بسبب ارتفاع الطلب وتقليص مستوى الإنتاج من قبل روسيا والسعودية. وأكد خبراء أن سعر برميل "البرنت" يتجه للقفز فوق 100 دولار، مدعوما بارتفاع صرف الدولار إلى أكثر من 10.25 دراهم، وتراجع في معروض "الغازوال" في السوق العالمية، وتهافت مصفيات التكرير على النفط المشبع بالغازوال، الذي تنتجه نيجيريا، وماليزيا، وروسيا...، ما جعل سعر الطن من "الغازوال" في السوق الدولية يقترب من عتبة 1000 دولار. ويرى المتتبعون لسوق المحروقات، أن هذه الوضعية ستنعكس سلبا على سوق المحروقات بالمغرب، وستفتح المجال أمام زيادات جديدة في المستقبل، لتعمق أزمة القدرة الشرائية، وتلحق أضرارا بمهنيي النقل المتضررين بشكل مباشر من ارتفاع الأسعار. وقال الحسين اليماني، منسق الجبهة الوطنية لإنقاذ "سامير" إن ارتفاع الأسعار في السوق الدولية هو نتيجة طبيعية لتصارع الفاعلين الكبار، بعدما بدأت تظهر تداعيات تخفيضات روسيا والسعودية، واستنزاف احتياطات الولايات المتحدة الأمريكية، وتحرك التنين الصيني في اتجاه التهام المزيد من الطاقات. وتوقع اليماني أن يفوق سعر لتر "الغازوال" 15 درهما وسعر البنزين أكثر من 16 درهما، بعد الزيادات المتكررة في غشت الماضي، إذا تمسك الفاعلون بمستوى أرباحهم المسجلة منذ تحرير الأسعار، مؤكدا أن ما يعيشه المغرب من توالي الأزمات والصعوبات الناجمة عن الجفاف والتضخم المتزايد، وتداعيات الزلزال المدمر، يؤكد الحاجة اليوم إلى رفع منسوب التضامن والتآزر، وإرجاع الثقة للمواطنين والوقوف بجانب المنكوبين والمحتاجين، وهي مسؤولية ملقاة بالدرجة الأولى على عاتق الدولة وعلى عاتق الشركات الكبرى التي راكمت الأرباح، بسبب سياسات واختيارات التحرير. وأكد اليماني أن الظرفية تقتضي أن تكف شركات المحروقات عن التهام الأرباح الفاحشة، والاكتفاء على الأقل بالبيع بثمن الكلفة، كما هو اليوم في فرنسا وغيرها من الدول، وتتجه إلى صناديقها من أجل التضامن لمساعدة ضحايا الزلزال. وأكد المسؤول النقابي في "سامير" أن مجموع تراكم الأرباح الفاحشة منذ 2016 يفوق اليوم 60 مليار درهم، وهي مبالغ مكتسبة بدون وجه حق، وكافية لتوفير السكن لكل المتضررين وإعادة بناء شبكة الطرقات وتوفير شروط العيش الكريم لمغاربة المغرب العميق. وخلص اليماني إلى القول إن المخرج من مصيدة المحروقات التي وضعتها حكومة بنكيران، واستفاد منها فريق أخنوش، يتطلب إلغاء تحرير الأسعار فورا، وتخفيض الضرائب وإحياء شركة "سامير"، لضمان الأمن الطاقي، وتعزيز المخزون الاحتياطي، والحد من ارتفاع الأسعار. برحو بوزياني