الصديقي: إعادة الإعمار فرصة لاستدراك الوقت الضائع في مجال التنمية دعا نبيل بنعبدالله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، إلى ضرورة إدراج كافة الخطوات والإجراءات ذات الصلة بمواجهة تداعيات الزلزال، ضمن خطة شمولية واسعة وعاجلة، تـحول الفاجعة إلى فرصة، من خلال تحقيق قفزة تنموية للأقاليم، التي أصابتها الكارثة الطبيعية، ومعها جميع المناطق الجبلية، بغاية تحقيق كرامة الإنسان، ومعالجة مظاهر الفقر والهشاشة والإقصاء الاجتماعي والتفاوت المجالي الصارخ. وأكد رفاق بنعبدالله على ضرورة تفعيل قانون إحداث نظام تغطية عواقب الوقائع الكارثية وصندوق التضامن ضدها، لأجل تعزيز مساعدة المناطق المنكوبة وسكانها في تحمل الأعباء الفادحة للكارثة، مشيدا بالمجهودات المبذولة على مختلف المستويات، وإلى جانب جميع الإمكانيات المرصودة لمعالجة تداعيات الزلزال. وأكدت قيادة الحزب المعارض في اجتماعها الثلاثاء الماضي، تطلعها إلى أن تتواصل المجهودات العمومية، بالوتيرة والنجاعة نفسيهما، في ما يأتي من مراحل لاحقة، واستحضار موسم الشتاء المعروف بصعوباته الكبيرة في المناطق الجبلية. وقال عبد السلام الصديقي، الباحث في الاقتصاد، إن مشروع إعادة الإعمار في المناطق التي ضربها زلزال الحوز مفتوح الآن، مشيرا إلى أن الاجتماع الذي ترأسه الملك يوم 14 شتنبر حدد خطوطه العريضة، خصوصا في ما يتعلق بإعادة إسكان المواطنين المتضررين. وأكد الصديقي على ضرورة إجراء عمليات قبلية للخبرة وتثبيت الأراضي، قبل انطلاق أشغال إعادة تأهيل المساكن التي انهارت جزئيا، مذكرا بما جاء في بلاغ الديوان الملكي، بخصوص تقديم مساعدة مالية مباشرة بقيمة 140ألف درهم للمساكن المنهارة بشكل تام، و80 ألف درهم للمنهارة بشكل جزئي. وقال الصديقي، في مقال توصلت "الصباح" بنسخة منه، إن إعادة الإيواء ليست سوى جزء من إعادة الإعمار، الذي يشمل جوانب أخرى ضرورية لتوفير بيئة مستدامة وإطار ملائم لحياة المواطنين، بغية استئناف النشاط، مؤكدا أن إعادة الإعمار مشروع عملاق، لن يجرؤ أحد على تقدير تكلفته في الوقت الحالي، حتى لو كانت تقريبية، إذ لا تزال البيانات المتاحة في الوقت الحاضر جزئية وغير دقيقة. وأكد الباحث في الاقتصاد أن إعادة الإعمار لا تختزل في إعادة إنتاج مماثلة للوضعية السائدة قبل الزلزال، بل عمل يندرج في إطار دينامية اجتماعية وتاريخية، تهدف إلى تصحيح نقائص الماضي، واستدراك الوقت الضائع في مجال التنمية، من أجل الارتقاء بالمناطق المتضررة. وإذا كان من السهل تحديد الخسائر، يقول الصديقي، فإن تكاليف إعادة الإعمار تتطلب، من ناحية أخرى، دراسات مسبقة وتحكيمات أساسية تتعلق بنوع السكن، الذي سيتم بناؤه، والبنية التحتية التي سيتم تشييدها، والنشاط الذي سيتم تطويره، مؤكدا أن مثل هذه القرارات يجب أن تستند إلى معايير موضوعية، وأن تكون موضوع مشاورات ديمقراطية مع الأشخاص المعنيين. إن إعادة إعمار المنطقة، التي تعد من بين أفقر المناطق من حيث نصيب الفرد من الناتج الداخلي الإجمالي، ومؤشر التنمية البشرية، هي فرصة لتعويض الأضرار الملحقة بالسكان على مدى عقود، ودمجها في الدينامية التي تعيشها البلاد، اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا. وأكد الصديقي أن هذه اللحظة مناسبة لجعل المحنة التي أصابت المغرب، فرصة للنظر بجدية في وضعية السكان الفقراء، وإشراكهم في تنمية البلاد، والسماح لهم بالاستفادة من ثرواته. برحو بوزياني إ