روس يفشل في استئناف مفاوضات الصحراء

كشفت مصادر مطلعة لـ"الصباح" أن الوسيط الأممي المكلف بملف الصحراء، كريستوفر روس، يجد صعوبة في إقناع الطرف المغربي، بجدوى برمجة زيارة جديدة إلى المنطقة، تشمل الرباط. وقالت المصادر ذاتها إن المبعوث الأممي التزم للوفد المغربي، في وقت سابق، بتقديم إجابات كافية بشأن بعض الملاحظات التي أبدتها الرباط، في مسار وساطته في ملف الصحراء، إلا أنه لم يقدم أي من التوضيحات، وعاد للحديث عن جولة جديدة إلى المنطقة، دون تحديد أهدافها ولا الغاية منها.ووفق المصادر ذاتها، فإن الوسيط الأممي وضع نفسه في موقف حرج، سيما أنه ملزم بتقديم تقرير جديد حول نزاع الصحراء في أكتوبر المقبل، أمام مجلس الأمن، مشيرة إلى أن الرباط ترفض الطريقة التي يتعاطى بها كريستوفر روس، منذ البداية مع ملف الوحدة الترابية للمملكة، خاصة بعد أن أعاد المفاوضات إلى نقطة الصفر، ولم يحافظ على المنحى التصاعدي الذي منحه للمفاوضات سلفه الدبلوماسي الهولندي، بيتر فان فالسوم. وأكدت مصادر لـ"الصباح"، أن هذه الاختلالات كانت وراء تعطيل مسار المباحثات المباشرة لأكثر من ثلاث سنوات، واستغلها أعداء المغرب، لإفراغ مقترح الحكم الذاتي من مضمونه، والإبقاء على خيارات غير واقعية ضمن دائرة التفاوض. وربطت الرباط بين استقبال المبعوث الأممي، مرة جديدة بالمنطقة، وبين تقديم توضيحات كتابية طلبها المغرب، حول مآل المفاوضات وضمان احترام آليات الوساطة الأممية. وقالت المصادر لـ"الصباح"، "بما أن الوسيط الأممي يرفض أن يلزم نفسه باحترام معايير الوساطة، فإن الرباط ستنتظر إلى أن يقتنع بضرورة هذا الالتزام، لأنه أساس العودة إلى مبادرة الوساطة، التي يشرف عليها". ووفق المصادر ذاتها، فإن ربط الرباط بين الموقفين من شأنه أن يؤطر مسلسل المفاوضات ويمنع أي انحراف جديد عن مسارها، المحدد في قرارات مجلس الأمن، التي تجدد التأكيد على جدية وواقعية الحكم الذاتي.ورغم محاولات كريستوفر روس إنقاذ المسار التفاوضي لنزاع الصحراء، سواء من خلال استعادة التوازن في تقاريره المرفوعة إلى مجلس الأمن، أو بإطلاق فكرة المفاوضات المكوكية بين المغرب وبوليساريو، فإن تضييع الوقت في البحث عن مخرج للأزمة، وموقف الرباط الرافض لاستمراره في الوساطة الأممية، في وقت سابق، انعكس سلبا على ممارسته مهامه.ودخل مسلسل المفاوضات بشأن ملف الصحراء، حالة من الفتور، منذ اتهام الرباط علانية الوسيط الأممي، كريستوفر روس، بالخروج عن قواعد الوساطة الأممية، واستنتاج مفارقات في تصرفات المبعوث الشخصي للأمين العام، بـ»تراجعه عن المحددات التفاوضية التي سطرتها قرارات مجلس الأمن وسلوكه أسلوبا غير متوازن ومنحاز في حالات عديدة»، وصلت حد مشاركته في نشاطات لجبهة بوليساريو داخل أروقة الأمم المتحدة، إذ سجلت الحكومة حينها انزلاقات ساهمت في تآكل مسلسل المفاوضات الذي أضحى دون أفق ولا تقدم، ما دفع المغرب إلى إعلان سحب ثقته من المبعوث الشخصي، وطالب الأمين العام باتخاذ القرارات المناسبة للدفع بمسلسل المفاوضات.إحسان الحافظي

روس يفشل في استئناف مفاوضات الصحراء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بنكيران يرفض التوظيف بـ "الكوطا"

محللون: قيمة سهم "لافارج" لا تتعدى 1150 درهما

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات