استغلوا مآسي المنكوبين للبحث عن "البوز" ومتابعين جدد "مؤثر" يلتقط الصور فوق ركام المنازل، وآخر يتغزل بطفلة ويطلب يدها للزواج، و"مؤثرة" تصور فيديو قرب نساء مازلن في حالة صدمة، بعدما انقلبت حياتهن رأسا على عقب، وأخرى تقدم "ياغورت" وحلوى لطفل غير واع بما حدث حوله، وأن آلاف الأشخاص فارقوا الحياة بعدما اهتزت الأرض وزلزلت. إنه حال الكثير من الأشخاص يعتبرون أنفسهم "مؤثرين"، فقط لأن عدد متابعيهم على "إنستغرام" يقارب نصف مليون أو مليون متابع. "مؤثرون"، لم يترددوا في استغلال الأزمة التي يمر منها المغرب، بسبب زلزال الحوز، للبحث عن "البوز" وعن متابعين جدد، وخططوا لنشر "ستوريات" على صفحاتهم، يطلبون فيها مساعدة المنكوبين وتقديم مواد غذائية وملابس، وبعدما حصلوا عليها، شدوا الرحال إلى بعض الدواوير، لتصوير "ستوريات" أخرى وتداولها بحثا عن "البوز" وعن تعاطف متابعيهم، والخطير في الأمر أن بعضهم كان السبب في عرقلة عملية انقاذ بعض المصابين. ما صارت تعرفه مواقع التواصل الاجتماعي، بعد زلزال الحوز، أصبح "مقرفا" ولا يطاق، فبعدما كان الجميع يصفق لبعض المؤثرين، سيما الذين بادروا إلى إطلاق حملات جمع المساعدات لسكان المناطق المنكوبة، تغير الوضع، ودخل على الخط أشخاص آخرون ابتعدوا عن السياق العام وعن مساعدة المتضررين، وفكروا فقط في أنفسهم، وما يمكن تحقيقه والاستفادة من الوضع لصالحهم. فقد ابتعد هؤلاء المؤثرون عن "روتينهم اليومي" وما يقدمونه ويتشبثون به رغم الانتقادات التي توجه إليهم، ووضعوا "روتينا" آخر، لكن هذه المرة، على حساب معاناة الآلاف من الضحايا، وهو ما دفع الكثير من المغاربة الرافضين لهذا الوضع، إلى الخروج عن صمتهم والتعبير عن غضبهم. ومن بين الذين عبروا عن انزعاجهم من ممارسات بعض "المؤثرين" الإعلامي صامد غيلان، والذي كتب تدوينة على "إنستغرام"، جاء فيها "اتركوا الناس في سلام. ساعدوا ثو عودوا أدراجكم، لا داعي للبهرجة". وفي هذا الصدد، عبرت ناشطة على "فيسبوك" عن غضبها على بعض "المؤثرين" والذين ميعوا مآسي الآلاف من المغاربة "أمر مؤسف أن يستغل عدد كبير من المؤثرين كارثة إنسانية ووضعية صعبة يجتازها عدد كبير من سكان المناطق، التي تعرضت للزلزال من أجل الرفع من نسب المشاهدة". وقالت الناشطة "يبدو أن هؤلاء المؤثرين أصيبوا بـ "عمى الضمير" لأنه فقدوا أدنى حس للإنسانية واستغلوا محنة منكوبي الزلزال، بحثا وراء تحقيق مزيد من الأرباح الخيالية"، قبل أن تضيف أن الكثير منهم "ارتدوا قناع الطيبوبة المزيفة لإخفاء أنياب جشعهم وطمعهم الذي يزداد يوما تلو الآخر. أعتقد أنه حان الوقت لكل مغربي يتابع تفاهات تعرضها قنوات المؤثرين بأن يقاطعها حتى تختفي بشكل نهائي، لأنه فعلا أمر محزن أن يستغلوا معاناة الآخرين". وأكدت أن "الدافع للتوجه نحو القرى والدواوير النائية بالمناطق التي عرفت الزلزال لم يكن إنسانيا، إذ لو كان الأمر كذلك لفعلوا ذلك من قبل، لكن الأولوية لالتقاط الصور ونشر مقاطع فيديو للمتاجرة بمآسي أشخاص لم تندمل جراحهم بعد". إيمان رضيف