صحافي ألماني استدرج تلميذتين تطوانيتين

جر "فيسبوك" مخرجا ومنتجا ألمانيا إلى السجن، ووضع فتاتين قاصرين أمام فضيحة كبيرة، فسوء استعمال هذا الموقع ما زال يوقع بضحايا ويكشف عن مزيد من مظاهر سوء استغلاله من طرف البعض.... أثارت قضية الصحفي الألماني الذي غرر بفتاتين قاصرين عبر فيسبوك، جملة من التساؤلات حول حماية القاصرين من استعمالات الأنترنيت، إذ تمكن فعلا من الوصول إلى تلميذتين بعد التغرير بهما، ولولا أن الأقدار شاءت أن تتوقف الأمور في بدايتها، بعد تدخل مواطنين لحظة اللقاء بين الطرفين، واستدعاء الأمن الذي باشر تحرياته وتحقيقاته، لخلف الحادث فضيحة جديدة تنضاف إلى مثيلاتها التي ارتكبت في غفلة من الوالدين.كان المنتج والصحفي الألماني (46 عاما) الذي يشتغل لفائدة قناة يطلق عليها "مومنت مال تيفي"، يبحر في عالم "الفايسبوك"، وقاده إبحار في فضاء الأنترنيت لتصطاد شبكته إحدى القاصرات، التي كانت بدورها تبحر في العالم الإفتراضي. كلمة بعد كلمة وجملة بعد جملة، استطاع الصحفي الألماني أن يدخل في تفاصيل أعمق مع التلميذة، التي أصبحت مدمنة على التواصل معه دون أن تكون هناك أي ملامح أو معالم لاستغلال جنسي أو وعود مغرية. وهو ما سيتجلى لاحقا خلال التحقيق معه بعد توقيفه بالمغرب، الذي جاء له خصيصا للقاء صاحبته وصديقة لها. المحادثات التي كانت تجمع بين الطرفين اتسعت لتنضاف لها صديقة أخرى للقاصر. أصبحت الصديقة الجديدة هي الأقرب له ودخلت معه في حوارات خاصة، بل إنه فتح معها مواضيع حول الجنس ونظرتها للموضوع وغيره. كل ذلك سيشجعه على القدوم إلى المغرب. وحتى لا يقع في مشاكل البحث عن ملجأ، حضر على متن سيارة بعربة بكل تجهيزاتها، فقد جاء مستعدا لكل شيء، غرفة مكيفة ومطبخ وما إلى ذلك. وهو ما يكشف عن نواياه التي لم تكن صافية تجاه صديقتيه الافتراضيتين. لم تدم مدة التواصل طويلا حتى أشعر الفتاتين اللتين تبلغان من العمر 16 سنة وتتابعان الدراسة بالجذع المشترك بمستوى الثانوي التأهيلي، بأنه سيزور تطوان قريبا، وأن لديه أشغالا بالمغرب ويريد أن يلتقيهما. لم تكن الفتاتان تنتميان إلى فئة شعبية يمكن أن تنساق بسرعة لهذا الفخ، فقد كانتا من أسرتين ميسورتين ومثقفتين، لكنهما مع ذلك سقطتا في الفضيحة التي ستهز المدينة لاحقا، وتابعها الرأي العام عن قرب، لكن مع التركيز على الصحفي الألماني وما أصبح يعرف بالسياحة الجنسية، ولم يكن هناك اهتمام أكبر بالفتاتين اللتين اعتبرتا مجرد ضحيتين. حان يوم الوصول إلى تطوان، كان يوم دراسة بالنسبة للفتاتين اللتين اتفقتا معه على اللقاء بعد الخروج من المدرسة في حدود السادسة مساء. وبما أن الموسم كان فصل شتاء فقد كان التوقيت المتفق عليه، يحل بعد المغرب، حيث كان الظلام دامسا والطرقات شبه فارغة، إلا أن المكان الذي اتفقوا على اللقاء به، كان لحسن الحظ ممتلئا بالمارة، لأنه قريب من الطريق المؤدية للمحطة الطرقية، والتي تكون نشيطة حتى في تلك الأوقات المتأخرة في فصل مطير. ولعل ذلك ما سينقذ القاصرين من فضيحة كانت ستكون أكبر لو غامرتا أكثر مع الغريب الافتراضي. تجاوزت عقارب الساعة الخامسة والنصف وبضع دقائق. خرجت التلميذتان من المؤسسة التي تدرسان بها، وتوجهتا عكس الطريق المؤدية إلى منزلهما في اتجاه الطريق الدائري غير بعيد عن المحطة الطرقية. ثم ها هي السيارة بمقطورتها تقترب منهما. أشارتا بيديهما ليتوقف على جانب الطريق، وما إن ركبتا، حتى كان عشرات من المواطنين يحيطون بالسيارة، ويصرخون في وجه السائق بالتوقف وهم يستنكرون ما حدث.أصاب الرعب السائق الألماني ومن معه، وحاولت الفتاتان الفرار حينئد، لكنهما منعتا من قبل تلك الحشود، حتى قدوم المصالح الأمنية التي تمت المناداة عليها، ليتبين أن في الأمر سرا وخطرا حقيقيا قد تكون له انعكاسات، ما جعل رجال الأمن يوقفون السائح الصحفي الألماني ومن معه، ويقتادون الجميع للتحقيق، حيث تبين أن الأمر ربما يتعلق بمحاولة المعني استمالة فتاتين قاصرين والتغرير بهما لصالح علاقة جنسية، كما لم يستبعد أن يكون في الأمر مخطط لإنجاز برنامج بكاميرات سرية عن السياحة الجنسية أو دعارة القاصرات بالمغرب.. خاصة وأن أبحاث الضابطة القضائية كشفت أن الموقوف زار مدنا أخرى من بينها مهدية، وأنه يستقطب القاصرات عبر فيسبوك، ويغرر بهن إلى أن يستدرجهن للحديث عن الجنس، قبل أن يحدد معهن موعدا لزيارة المغرب ومن ثمة الالتقاء بهن.كل شيء كان ممكنا بسبب هذه العلاقة الافتراضية التي كانت على وشك أن تتسبب في فضيحة للقاصرين لن تنسياها طول العمر.يوسف الجوهري (تطوان)

صحافي ألماني استدرج تلميذتين تطوانيتين

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مطالب بتكليف لحليمي بالإشراف على لوائح الانتخابات

غياب الرقابة الأسرية يوقع القاصرين في المحظور

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات