الوجه الخفي للجديدة بعد مهرجان جوهرة ومولاي عبد الله

أزبال ونفايات ومتشردون واكتظاظ وفوضى في السير والجولان تعرف مدينة الجديدة إقبالا جماهيريا كبيرا خلال فترة الاصطياف التي تتزامن هذه السنة مع تنظيم وإقامة العديد من المهرجانات والأنشطة الفنية. ويدفع ذلك الزوار إلى البحث عن مكان يؤويهم، فيتسابقون إلى كراء الشقق والفيلات والغرف مما يساهم في تنمية دخل سكان الجديدة، وإن رافقت ذلك مجموعة من المشاكل والصعوبات. وتعرف الجديدة عادة انطلاقا من بداية شهر يوليوز على الخصوص توافد العديد من السياح والزوار من كافة المدن المغربية، خاصة من مراكش والبيضاء وبني ملال وخريبكة وسطات والمدن الداخلية التابعة للإقليم، وتصبح المدينة غير قادرة على استيعاب ضيوفها، حيث تفيض بهم، فينتشرون ويلتحقون بسيدي بوزيد وآزمور ومولاي عبد الله، ويصبح الشاطئ قبلة للجميع، مما يخلق اكتظاظا في النهار كما في الليل.ماذا بعد جوهرة؟تتعدد أسباب وعوامل استقطاب الزوار والسياح إلى مدينة الجديدة خلال فترة التخييم، نذكر منها انتهاء شهر رمضان الفضيل، الذي أكل من العطلة الصيفية شهرا كاملا وفرض على الراغبين في قضاء جزء من إجازتهم بالجديدة، الإسراع بالتوجه إليها والبحث عن موطئ جسد. ونذكر أيضا ارتفاع درجة الحرارة، التي وقعت هدنة هذه السنة مع الصائمين وتعاملت معهم بنوع من التقدير والاحترام وتركتهم يؤدون شعائرهم في جو بارد ومعتدل، وانتفضت لتعود إلى ديدنها، بعد نهايته، إذ شهدت نهاية الأسبوع الماضي ارتفاعا ملموسا لدرجة الحرارة في بعض المدن المغربية وصل إلى أكثر من 40 درجة. وساهم موسم مولاي عبد الله أمغار، الذي نظم هذه السنة في موعده المعتاد، في استقطاب العديد من الزوار والسياح. ولا يمكن إغفال تأثير مهرجان جوهرة الذي وصل إلى دورته الرابعة هذه السنة.وعرفت الدورة الرابعة انفتاحا على مدينة البئر الجديد، بعدما كانت تقتصر على الجديدة وآزمور وسيدي بوزيد. ولعل ذكر الفنان الشعبي عبد العزيز الستاتي والشاب بلال، يكفي ليعلم القارئ والمتتبع أن الجماهير باختلاف مشاربها وتكوينها، هرعت بأعداد خيالية إلى منصات المهرجان الموزعة على هذه الفضاءات الأربعة.بعد إسدال الستار على حفلات مهرجان جوهرة ومولاي عبد الله، أصبح مفروضا على المنظمين والمسؤولين إعادة التفكير في طريقة احتضان هذه الأنشطة والتفكير وتقييم التأثير، إيجابا أم سلبا، على المدينة وعلى سكانها. أزبال ونفايات ومتشردونيفتقر شاطئ الجديدة، رغم هذه المميزات للعديد من المرافق ويشكو ضعفا في جانب البنيات التحتية، فالأكشاك التي كانت تشكل القوة الضاربة في شاطئ الجديدة، أصبحت آيلة للسقوط ودفع ذلك المجلس الجماعي إلى الاستغناء عن كرائها للزوار والسياح، وأصبحت عبارة عن مآوي لتجمع المتشردين والمعتوهين، الذين يتخذونها مكانا لقضاء حاجاتهم. ورغم المجهود الذي بذله المكتب الشريف للفوسفاط، الذي حاول جاهدا نصب العديد من الكراسي وتنظيف رمال الشاطئ كل يوم وتثبيت إنارة مميزة، فإن عبث العابثين وغياب حراسة دائمة، جعلا كل هذه الإضافات مجرد فقاعات سرعان ما تتلاشى في الهواء وتندثر.العديد ممن استمعت إليهم «الصباح»، طالبوا المسؤولين بضرورة معاينة المكان للوقوف على حجم معاناة المصطافين، بل ووجه واحد منهم رسالة صريحة إلى عامل الإقليم ورئيس المجلس الإقليمي ورئيس المجلس الجماعي ورئيس الأمن الإقليمي ومعه بقية المسؤولين باختلاف مشاربهم ومهامهم، يدعوهم فيها إلى الترجل من سياراتهم الفارهة والخروج في زيارة مفاجئة وسرية لمرافق الشاطئ وحديقة محمد الخامس، لمعرفة حجم الخصاص والوقوف على مدى العفونة والروائح الكريهة التي تفوح من عدة أماكن، سواء بالشاطئ أو بالميناء أو بالحدائق. وفي سياق متصل، سبق أن اجتمع عامل إقليم الجديدة السابق، سنة 2004 مع أعضاء المجلس الجماعي للجديدة وبعض المهتمين، وتم بسط مشروع تهيئة كورنيش المدينة، في أفق إخراج مشروع شارع النصر، الذي إن تحقق، سوف يخلق متنفسا للمدينة انطلاقا من باب أو مدخل البيضاء إلى غاية سيدي بوزيد، وسوف يخفف من عبء السير والجولان بشوارع المدينة. وهو واستبشر له العديد من المتتبعين وعلقوا آمالا كبيرة عليه، إلا أن كل تلك الآمال تبخرت بعد خروج شارع النصر «معوقا» وهو الشارع الذي يربط الشاطئ والميناء والحي البرتغالي وسيدي الضاوي والمويلحة بطريق مولاي عبد الله عبر سيدي بوزيد. المحطة الطرقية ... نقطة سوداءتشكل المحطة الطرقية بالجديدة، التي فشلت كل المساعي في إخراجها من مكانها الحالي وسط المدينة إلى مكان آخر، يتيح للعاملين في قطاع النقل، الاشتغال بنوع من الأريحية والارتياح، (تشكل) نقطة سوداء تساهم في عرقلة حركة السير والجولان. فالكل يعلم ومتأكد أن المحطة الحالية، التي أنشئت منذ أكثر من ثلاثين سنة، لم تعد قادرة على استيعاب الكم الهائل من الحافلات، ولم تعد الشوارع والأزقة المتفرعة عنها، قادرة على احتواء المسافرين والزوار.على بعد أمتار من المحطة ذاتها، توجد فضاءات مهجورة يتجمع فيها المتشردون والمعتوهون، مما يعرض حياة المارة والعابرين للخطر، كما حدث منذ حوالي ستة أشهر لفتاة في الثانية عشرة من عمرها، بعد اختطافها ومحاولة اغتصابها من طرف متشرد. ولم ينجح المسؤولون في تحويل المحطة الطرقية لمدينة الجديدة، إذ ظل المشروع يراوح مكانه منذ حوالي 30 سنة. وأكد مسؤول تابع للمجلس الجماعي للجديدة، أن هناك صعوبات ترتبط بإيجاد مكان ملائم لنقل المحطة الطرقية إليه. ولم تعد المحطة نفسها قادرة على الوفاء بالتزاماتها، سيما وأن العديد من مرافقها أصابها التلف والاندثار. وترتبط المحطة نفسها بمظاهر سلبية، من أهمها تمركز الباعة المتجولين وسماسرة الكراء، النساء منهم والرجال وما يرتبط بذلك من ممارسات مشينة تنتهي في غالب الأحيان في مخفر الشرطة، الذي يحتاج بدوره إلى تعزيز موارده البشرية في هذا الوقت بالذات. وتجدر الإشارة إلى أن ثلاثة من رجال الأمن أصيبوا يوم الاثنين الماضي بإغماءات جراء ارتفاع ساعات العمل، من ثماني ساعات إلى 18 ساعة. إنجاز: أحمد ذو الرشاد (الجديدة)

الوجه الخفي للجديدة بعد مهرجان جوهرة ومولاي عبد الله

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المضاربة تلهب تعريفة النقل البحري نحو إسبانيا

"حليب السلطان" قريبا على "الأولى"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات