الجزائر تحرث في البحر

بنحمزة: نظام العسكر سجين رؤية إيديولوجية لم يعد لها صدى شكل الاعتراف الأخير لإسرائيل بمغربية الصحراء، دعما إيجابيا ونوعيا لمسلسل الدعم الدولي لمقترح الحكم الذاتي، الذي تقدم به المغرب منذ 2007، حلا نهائيا للنزاع المفتعل على الصحراء المغربية. وحسمت إسرائيل موضوع سيادة المغرب على صحرائه دون اشتراطات عن كيفية ممارسة تلك السيادة، وهو ما يصب في دينامية دولية متصاعدة، أظهرت فيها الدبلوماسية المغربية، بقيادة العاهل المغربي محمد السادس، حنكة واضحة وثباتا في رؤية الحل، مع قراءة جيدة للمتغيرات على الساحة الدولية. وفي السياق نفسه، قال عادل بنحمزة، المحلل السياسي والقيادي في حزب الاستقلال، إن "هذه الدينامية بأبعاد عدة، منها ما يرتبط بالتحولات الجيوإستراتيجية التي يعرفها العالم، ومنها ما يتعلق بمواقف أطراف النزاع وحضورهم على الساحة الدولية، إضافة إلى تأثير الموقف الأمريكي القاضي منذ نهاية ولاية الرئيس السابق دونالد ترامب بالاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء ودعم مخطط الحكم الذاتي". وتظهرالدينامية التي يعرفها الاعتراف الدولي بمغربية الصحراء، وفق قراءة بنحمزة، من جهة قدرة المغرب على قراءة جيدة للتحولات الجيوإستراتيجية في العالم، وحسن موقعة القضية الوطنية الأولى ضمنها بشكل يتجاوز الوضع الذي كان طيلة الحرب الباردة وما بعدها، وبصفة خاصة ما طبع المرحلة من غموض ورمادية لدى حلفاء المغرب من الدول الغربية، ومرجعية ذلك تتمثل في الخطاب الملكي الذي أكد على أن الصحراء هي المنظار الذي ينظر به المغرب لعمق وصدق الشراكات والصداقات، هذا الوضوح الحازم هو الذي أفرز التحول الذي عرفته عدد منه مواقف عدد من الدول الغربية نظير ألمانيا وإسبانيا. وساهم الموقف الأمريكي، بدون شك في ذلك، يقول بنحمزة، بتجسيد دعم عدد من بلدان العالم لمغربية الصحراء من خلال الدبلوماسية القنصلية، التي تمثلت في فتح عدد من القنصليات في كل من العيون والداخلة، وأيضا هناك موقف مجلس التعاون الخليجي الواضح، الذي يعتبر الإطار الإقليمي العربي الوحيد، الذي حافظ على ديناميته وتأثيره باستثناء المرحلة، التي عرفت فيها الأزمة مع قطر. في المقابل، قال بنحمزة إن النظام الجزائري لم يستطع قراءة الوضعية الجديدة على المستوى الدولي، إذ ظل سجين رؤية إيديولوجية لا تجد لها صدى حتى في مواقعها التاريخية، نظير روسيا والصين، وبذلك لم تستطع الجزائر التأثير في الدينامية الحالية، بل أكدت في كل ردود أفعالها أنها تمثل الطرف الرئيسي، الذي يعرقل صيغة الحل، التي يرتضيها المنتظم الدولي. وأوضح بنحمزة أن بنية النظام الجزائري المتخلفة تعتقد أنه يمكن استثمار العائدات الاستثنائية للنفط والغاز في إحداث اختراق في الجبهات، التي حقق فيها المغرب مكاسب مهمة، غير أن هذا الاختيار كان قاتلا بالنسبة للجزائر، لأنه عمق عزلتها على المستوى الإستراتيجي، لأنها قامت بتوظيف الطاقة، سلاحا سياسيا، سواء تجاه المغرب أو تجاه إسبانيا، وهو ما لم يعد مقبولا على المستوى الدولي، يضاف إلى ذلك أن الجزائر غير قادرة على بناء شراكات حقيقية، لأن مساهمتها في سلسلة القيمة العالمية تبقى ضعيفة جدا، مادام اقتصادها يقوم بنسبة كبيرة على قطاع المحروقات، بل إن رهان الجزائر السياسي على الانضمام إلى مجموعة "البريكس" يصطدم بهذه الحقيقة، التي لا يمكن تجاوزها من قبل بلدان المجموعة، التي ليس من مصلحتها أدلجة الرهانات الاقتصادية لتكتلها. عبد الله الكوزي

الجزائر تحرث في البحر

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

قصوري: توالي الاعترافات يردع الخصوم

رائدات مقاولات عربية في ورشة تدريب بالبيضاء

مقالات ذات صلة