حكــايــات اللاعـب “زاز” : كيود: العنصرية سبب عدم احترافي بفرنسا

متى كان أول عرض احترافي تلقيته؟ أول عرض احترافي تلقيته كان بعد أن لعبت كأس الاستقلال سنة 1956 بطنجة، إذ تابع مسؤولون من فريق غرناطة المباراة النهائية التي خضناها أمام الوداد الرياضي، واتصلوا بالحاج العربي بن مبارك لمعرفتهم به، فأخبرني بالعرض، لكنه لم يستهوني، لأن المغاربة في تلك الفترة كانت لديهم سمعتهم، والاحتراف بإسبانيا لم تكن له قيمة كبيرة لدى العديد من اللاعبين، فعوضوني بأحد اللاعبين يدعى ريسيو ولعب مع المرحوم إبراهيم طاطوم قبل أن يحترف ببوردو. هل كانت لديك عروض أخرى في تلك الفترة؟ كان هناك عرض من فريق إكس بروفانس سنة 1958، وتقدم به لاعبان سابقان في سطاد المغربي يسميان روني نافارو وميزا سالما، وأرسلا إلي تذكرة الطائرة وحوالي 500 درهم مصروف جيب، وسافرت إلى فرنسا من أجل إجراء تجربة أداء، وقررت الاستقرار في منزل أحد أصدقائي يدعى محمود، وكان يخوض تدريبا عسكريا بفرنسا، فطلب مني أن نخرج لاحتساء القهوة بأحد النوادي للكرة الحديدية، حينها أذكر جيدا أننا كنا نتوفر نحن الاثنان على شاربين، فلما شاهدنا منخرطو النادي وغالبيتهم من القوات الفرنسية، طلبوا منا الرحيل والعودة إلى الجزائر، اعتقادا منهم أننا من جنسية جزائرية، فقررت عدم خوض تلك التجربة مع الفريق الفرنسي. متى كان احترافك بسيدي بلعباس؟ قبل أن أتحدث لك عن سيدي بلعباس، لا بد أن أخبرك بأن مسؤولي الفريق الجزائري تابعوني في إحدى المباريات أمام المغرب الفاسي سنة 1964، وفي مباراة ثانية أمام رشاد مكناس، وهو النادي المكناسي حاليا، قبل أن ألتقي بهم أمام شقتي بشارع علال بن عبد الله بالرباط، وكان معهم الحاج العربي بن مبارك، الذي كان يدرب المغرب الفاسي في تلك الفترة، فقررت أن أخوض معهم تجربة احترافية. أين أجريت التجربة؟ بالجزائر طبعا، وأنا من طلب إجراءها، لأنني كنت أرغب في معرفة الأجواء قبل اتخاذ قرار نهائي. كيف لقيت الأجواء؟ صراحة كانت أجواء جميلة جدا، سيما أنني التقيت بمجموعة من اللاعبين الكبار، ويتعلق الأمر بالحارس الجزائري عمار الذي لعب للنادي القنيطري، والتونسي هنية حمادي، الذي كان لاعبا دوليا بالمنتخب، وقادير بوعزة، وهو الآن مسؤول وإطار كبير بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون. هل اقتنعوا بأدائك؟ بالفعل قرروا انتدابي مقابل 20 مليون ولم أشأ أن أخبر الفتح الرياضي في بداية الأمر، لكن لما رجعت إلى المغرب، كان الخبر قد وصل إلى الأمير مولاي عبد الله. فماذا كان قراره؟ رفض تسريحي لسيدي بلعباس، لأنه كان المسؤول الأول عن الفريق، وكان من الصعب أن أحترف بالجزائر دون موافقته، وأخبرني أنني لن ألعب في أي فريق آخر غير الفتح الرياضي، وأنني سأنهي مسيرتي الرياضية به. كيف كانت ردة فعلك؟ رضيت بالقرار على الفور، لأنني أحترم الأمير واعتبرت رفضه التوقيع لسيدي بلعباس في مصلحتي، علما أن له الكثير من الأفضال علي طيلة مسيرتي مع الفريق. وأود أن أذكر أنه من الناحية المالية لم يكن لدي مشاكل، بحكم أنني أتحدر من أسرة ميسورة، وكان والدي تاجرا معروفا في العاصمة من جهة، كما أن الأمير كان يغدق علي في الكثير من المرات بسخاء، أتذكر أنه منحني في إحدى المباريات أمام سطاد المغربي خمسة آلاف درهم، بعد تسجيلي هدفا على بعد 18 مترا، فأنهيت الموسم في الفتح الرياضي. ألم تكن لديك وظيفة في تلك الفترة؟ كنت موظفا بوزارة الشباب والرياضة، وقضيت بها 10 سنوات من 1954 إلى 1964، وكنت مدربا مؤقتا للمدارس الرياضية. أجرى الحوار: محسن صلاح الدين

حكــايــات اللاعـب “زاز” : كيود: العنصرية سبب عدم احترافي بفرنسا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جرائم الأصول : قتل والده ورمى جثته بالساقية

دراسة في القانون : العنف الأسري من منظور ديني وقانوني

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات