ملحمة فنية من توقيع رشيد الودغيري وتنفيذ كورال «أزهار الأندلس» احتضن المركب الثقافي أنفا بالبيضاء، مساء الاثنين الماضي، فعاليات الدورة السابعة لتظاهرة "المغرب روح الثقافات" التي قدمها كورال "أزهار الأندلس" بشراكة مع مجموعة مدارس لحلو. التظاهرة التي يشرف عليها الفنان رشيد الودغيري، تضمنت تقديم ملحمة غنائية تحمل الشعار نفسه للتظاهرة، بمشاركة 200 تلميذ تابع لمجموعة من المؤسسات التعليمية بالعاصمة الاقتصادية، تخللتها مقاطع غنائية ومشاهد مسرحية. وعلى مدار أزيد من ساعتين ونصف ساعة قدم التلاميذ بالتناوب لوحات فنية أمام الجمهور الحاضر، اشتملت على فقرات استعراضية، طافت بالحاضرين في جوانب من الحضارة المغربية من خلال مكوناتها الثقافية من أكل ولباس وأزياء وعناصر أخرى تعكس خصوصيتها وتفردها، فضلا عن "صلام" خاص عن مدينة الدار البيضاء. وقدمت ملحمة "المغرب روح الثقافات" بأربع لغات هي العربية والانجليزية والفرنسية والأمازيغية، فضلا عن استعادة مقاطع تراثية من الآلة الأندلسية، منها شذرات من نوبتي "رمل الماية" و"غريبة الحسين" إضافة إلى مرددات شعبية من التراث العيساوي والصوفي بحناجر أطفال المؤسسات التعليمية. وكشف رشيد الودغيري في حديث مع "الصباح" أن التحضير لهذه الملحمة واللوحة الفنية استغرق موسما دراسيا كاملا من التداريب وتلقين الأطفال، على دفعات ومجموعات، المقاطع الغنائية والمشاهد التمثيلية. وأضاف الودغيري أن هذه الملحمة تأتي بعد ملحمة أخرى قدمت السنة الماضية بعنوان "ملحمة تراثية بلغات العالم" استعرضت جانبا من تاريخ ملوك الدولة العلوية، والتحسيس بأهمية المواطنة، ثم التعريف بحضارة المغرب وتعدده الثقافي من خلال تقديم نماذج من الأنغام والإيقاعات، التي تمثل جهات مختلفة من بلادنا. وتابع الودغيري أن مشروع "كورال أزهار الأندلس" الذي بدأه منذ سنوات بتنسيق مع مجموعة مدارس مؤسسة لحلو الخاصة، يروم تكوين أطفال المدارس وتوطيد علاقتهم بالتراث الغنائي المغربي، عبر برنامج دقيق للتأطير خاضع للضوابط العلمية والتقنية. وسبق للودغيري أن شارك بكورال مكون من 600 طفل من الذكور والإناث في تجربة تعد الأولى من نوعها في المغرب والعالم العربي، وأعاد تقديم جزء منها في مناسبات عديدة ومهرجانات كبرى. جدير بالإشارة إلى أن رشيد الودغيري من مواليد فاس، وبها درس الموسيقى والآلة الأندلسية خلال فترة الراحل عبد الكريم الرايس، كما تدرج منشدا في عدد من الزوايا الصوفية وتمرس بأداء فن المديح والسماع، وتوج ضمن مسابقة للإنشاد والطبوع، إضافة إلى مشاركته منشدا وباحثا في أعمال وبرامج تلفزيونية. عزيز المجدوب