مكمن الخلل

< لا يمكن التطرق للظاهرة دون الحديث عن ضعف شخصية المتعلم. وفي رأيي يكمن الخلل في الأسرة والتلميذ بدرجة أولى، والمنظومة التعليمية فشلت في خلق وتكوين متعلم قادر على التفاعل الإيجابي مع الوضعيات الصعبة، باعتبار الامتحانات وضعيات تعليمية تتطلب مهارات وكفاءات معينة. هذا الضعف نتيجة مجموعة من العوامل الذاتية للمتعلم والأسرة والمدرسة والمحيط، الذي أصبح عاملا أساسيا في تحديد الممارسات التربوية التعليمية للمتعلم، فأغلب الأسر تخلت عن دورها في التربية، ونسبة من المتعلمين لا يهمهم سوى الشهادة دون جدية في التحصيل واجتهاد واعتماد على الذات. < هناك أسباب متعددة ومتنوعة أدت إلى استفحال ظاهرة الغش في الامتحانات لدى التلاميذ على اختلاف أسلاكهم ومستوياتهم الدراسية. هناك تراكم سلبي خلال سنوات الإصلاح، بمعنى ليس هناك مرصد خاص بالتقييم والتقويم في كل مرحلة، فعند الفشل يكون هاجس الفاعل السياسي والتربوي هو البحث عن حلول لتجاوز الوضع، والقفز نحو البحث عن أجوبة مقنعة يحول دون تحديد المسؤوليات وتحصين التراكم الإيجابي على محدوديته. كل هذا المنهج يشكل عائقا أساسيا في رسم سياسة تعليمية فاعلة، وهو ما تنتج عنه عدة ظواهر سلبية في مقدمتها الغش. كما يمكن أن تكون كثرة المراجع والمقررات الدراسية وما يشوبها من هفوات وتجاوزات تنعكس وجدانيا ونفسيا على المتعلم، وعاء لتجميع المعلومات دون التمكن منها ودون الجمع بين ما هو نظري وما هو عملي، فتخلق منه إنسانا عاجزا عن حل مشكلاته التعليمية، فيستسلم للبحث عن الحل السهل ألا وهو الغش. المقررات الدراسية لا تهتم بالفوارق والذكاءات المتعددة، فهي نموذج واحد، ومن لم تناسبه فهو فاشل يلجأ إلى الغش حلا لمسايرة أقرانه. < من أجل معالجة الظاهرة تلزمنا إعادة النظر في سياسة الرسوب، وإجراء المزيد من الدراسات حول ظاهرة الغش، وتفعيل أسلوب العقاب الإيجابي لعلاج المشكلة، وتفعيل دور المرشد والمعالج النفسي في المؤسسات التعليمية، وبناء شخصية قوية للتعامل مع كل الوضعيات التقويمية. وكل هذا يكون بتعاون مع الأسرة التي أصبحت تنجب وتترك الشارع يربي، خصوصا مع هذا الزخم المتزايد للوسائط الاجتماعية، وما لها من تأثير سلبي على التلميذ وأسرته. أجرى الحوار: حميد الأبيض (فاس) مسؤول الجامعة الوطنية للتعليم بفاس

مكمن الخلل

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

ليفربول يدخل الانتقالات بقوة

هافرتز يساوي 75 مليارا

مقالات ذات صلة